الصديق ابن العرب..(f)

تقبل تحيتي..

أنا لم أقل أبداً أن مداخلتك ارتكزت على الدين بل على الأخلاق..

إن كل ما ذكرته يدخل في نطاق الأخلاق (حينما يتحدث الضمير تتحدث الأخلاق)..

وكل ما ذكرته عن الدين والقانون ولأخلاق هو ذكري أني سأورده في رد قادم..

(f)

وعلى العكس من ذلك يرى من يرفضون القتل الرحيم عدداً من الحجج الدينية والطبية والاخلاقية والقانونية تقف صارمة ضد إباحة هذا القتل..

1ـ فأما من الناحية الدينية فقد قال الله تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) ، كما يرى علماء الكاثوليكية أن قتل البريء عدوان على حق الله رب الحياة والممات ولا يخفف من مسئولية القاتل أن ضحيته لا يرجى شفاؤها أو أنها مشوهة تشويهاً شديداً..

2ـ وأما الناحية الأخلاقية: فليست الحياة ملكاً لصاحبها لأنه لم يمنحها لنفسه كما أنها ليست ملكاً لوالديه لأنهما ليسا أكثر من وسيلة طبيعية لنقل الحياة إليه ، كما أنها ليست ملكاً للمجتمع ليتصرف بها ، بل إن من واجبات هذا المجتمع أن يحميها وأن يصونها لذويها (فالشفقة في المعنى الأخلاقي لا تكون بالقتل وإنما ببذل الحب والتضحية)..

3ـ وأما الناحية الطبية: فإن الأطباء عامة لا يقرون القتل إشفاقاً لأن مهمة الطبيب هي علاج المريض وتخفيف آلامه دون أن يكون له أبداً إزهاق أرواح المشوهين والممسوخين والمجانين والمرضى الذين لا يرجى شفاؤهم سيما والمكتشفات الطبية تظهر كل يوم بجديد..

4ـ ولا يبقى إذن إلا الناحية القانونية وفيه نفرد رداً خاصاً..

(f)

أنتظر ردك عزيزي كحيلان.
و سأعود بذكر الحالة الفرنسية, فهناك حوار بعد الحادثة الأخيرة لقتل أم لابنها إشفاقاً, بعد أن طلب ذلك هو, و كتب رسالة لشيراك .
يرى الأغلبية هنا بأن ما فعلته الأم كان محبة له.
بعد هذه القضية من حوالي الشهر, فتحت المؤسسة الحكومية الحوار حول قضية القتل إشفاقاً, كما أنها فتحت على الأنترنت صفحات (منتدى) للحوار أيضاً.

سأعود حول هذه القضية بعد إنتهاء العزيز كحيلان من مداخلته.

محبتي
ابن سوريا

شكراً يا صديقي العزيز ابن سوريا..(f)

الجمهورية الفرنسية هي سيدة القانون في الدول التي تأخذ بالنظام القانوني الفرانكفوني وحتى الدول التي تأخذ بالنظام القانوني الأنجلوسكسوني تعتبر فرنسا مرجعية مهمة لدى جميع القانونيين لذا فنحن في الانتظار للاطلاع على التجربة الفرنسية فهي جديرة بالاهتمام..

مع محبتي(f)

ونستعرض الآن أهم الحجج القانونية لمعارضي القتل الرحيم أو القتل إشفاقاً..

1ـ إن محل القتل لا يشترط فيه سوى (أن يكون إنساناً حياً) ، ولو كان مريضاً مرضاً مبرحاً وميئوساً من شفائه طالما لن تحن بعد لحظة وفاته الطبيعية وأن أي فعل يقع على مثل هذا الإنسان سواء أكان فعلاً إيجابياً أو امتناعاً عن المعالجة – كالامتناع عن إجراء الجراحة أو إعطاء الدواء – إذا أدى إلى وفاة هذا الإنسان وكان هذا الفعل صالحاً وكافياً إذا وقع قصداً لقيام جريمة القتل المقصود في القانون ، وليس لإنسان ولو كان طبيباً أن يعجل بوفاة مثل هذا المريض ولو تخليصاً له من آلامه إذ كل ما له أن يعطيه ما أمكنه من المسكنات..

2ـ لا يغير من الأمر أن يكون المريض راضياً بوقوع الفعل عليه (لأن رضا المجني عليه لا قيمة له ونحن بصدد جريمة قتل)..

3ـ كما لا يغير من ذلك أن يكون الفاعل مدفوعاً بباعث الشفقة لأنه لا عبرة في القانون بالبواعث..

4ـ إذا وقع هذا الفعل من طبيب أو من أحد من ذوي المريض ولو بناء على طلب المريض وتوسلاته توافرت جناية القتل في حقه واستحق عقوبتها (إلا إذا توافرت شروط الإكراه الأدبي أي وصل الضغط على إرادة القاتل إلى الحد الذي أنقص من حرية اختياره انتقاصاً جسيماً فارتكب الجريمة مكرهاً) ، لأن جوهر الإكراه المعنوي هو شل قدرة الإنسان على الاختيار وهي مسألة يترخص قاضي الموضوع بتقديرها في كل حالة على حدة..

وخلاصة القول: إن الإنسان يظل دوماً محلاً لحماية القانون ولو أصيب بمرض ميئوس من شفائه أو من شأنه أن يقوده إلى الموت حتماً ، أو كان مشوهاً أو معاقاً إلا إذا وصل تشوهه إلى الحد الذي يخرجه من عداد بني الإنسان..

وتحياتي للجميع

(f)

إذا كان الإنسان على شفا الموت بسبب مرض مثل السرطان و يصفه الأطباء بأنه terminal يعني ملاقي الموت لا محالة و هذا الشخص يتعذب بالعقاقير أكتر ما يشفى منها أحيانا يقوم بإنقاص كمية الأكسجين و يضعوه في حقيبة تنتقص الأكسجين تدريجيا....فهو ليس قتل كما يصوره البعض بمشهد القتل المرعب. و أحيانا التخلص من الألم أرحم من إستمرارية الحياة بعذاب.

إذا، Euthanasia أو القتل الرحيم أحيانا تكون مفيدة و أرحم الحلول بإنسان يعذبه الدواء أكثر مما يشفيه. المهم أن يكون هذا بناء على طلب المريض شخصيا في المقام الأول.

(f)

الصديق إبراهيم عرفات(f)

تحية طيبة

لازال رجال القانون وعدد ليس بالقليل يمثل أكثرية في أوساط النخبة القانونية والفكرية يرون بأن المرض الميئوس من شفائه لا يعد مبرراً للقتل الرحيم ، إلا في حالة التشوه الجسيم الذي يصل حداً يخرج المتشوه من عداد بني الإنسان..

وفي انتظار البقية من الأصدقاء..

(f)

لا و نعم.

لا يمكن تشريع أمور من هذا النوع. الحل المعقول للمشرع هو إصدار قانون يسمح بالنظر في كل حالة منفردة بمعزل عن الحالات الأخرى و بناء على طلب من عائلة المعني أو المعنية في القضية و يتم إستشارة ثلاثة أطباء: واحد من طرف الحكومة(وزارة العدل)، واحد من طرف العائلة و الأخير من نقابة الأطباء. و يدلي الثلاث برأيهم أمام محكمة مؤلفة من ثلاثة قضاة بحيث تأخذ المحكمة برأي الأغلبية دون أن تكون ملزمة بذلك.

هذا الإجراء يكفل ألا تتحول هذه المسألة إلى وسيلة جرم و يكفل معالجة الجانب الإنساني في قضايا من هذا النوع.

الموضوع يحمل اكثر من وجه

هل كلهم لابد ان يقتلوا

الفقير يتعذب
هل يقتل ,,,,,,

الفاشل فى العمل او الدراسه
هل يقتل ,,,,,


الموضوع جميل ,,,,,


(f)



مودتى

أين حقى

وأيضاً لأنه حرام حسب معتقدي الديني

وارفض أن أساعد الشخص على قتل نفسه حتى لو قرر هو ذلك

القرار بذلك الأمر ليس لأحد من البشر - كما أن الأمر مختلف فيه - فلو رضي الزوج بقتل زوجته قتلاً رحيماً فماذا سيكون موقف الأولاد منه في المستقبل خصوصاً إذا ظهر علاج شافي لهذا المرض؟

سيظل هنالك دوماً حزازات وينابيع للكره والغضب من جراء هكذا قرار

ولكن بالمقابل:
إذا كانت الحالة ميؤوساً من شفائها حسب اعتراف الأطباء قليس من مبرر لاستمرارهم في استخدام أدويتهم وطرقهم الاصطناعية وإطالة أمد عذاب المريض رغماً عن إرادته إن كان واعياً أو إرادة أقربائه المسؤولين عنه قانونياً إن كان فاقد الوعي وميؤوس من عودة وعيه - إن يئستم منه فاقطعوا عنه التغذية الصناعية والتنفس الصناعي ولكن لا تقتلوه بحقن سموم في جسمه أو بوسيلة اصطناعية أخرى تزهق روحه

يعني ليس هناك فريضة دينية أو قانونية أو أخلاقية تجبر المريض على تعاطي الدواء رغماً عن إرادته كما أنه ليس هناك ما يمنعه من الإستمرار في استخدام المسكنات لتخفيف ألمه إلى أن يحكم الله في أمره

بالنسبة لنا نحن المسلمين: الحياة ثمينة جداً وكل لحظة يمكن للإنسان أن يذكر فيها الله أو يقدم إبداعاً أو شعراً أو كلمات تفيد من حوله مهما كان مريضاً - فلا مبرر لإقدامه أو إقدام طبيبه أو أهله على إنهاء حياته