بعث برسالة هاتفية الى زوجته ينذرها بالجريمة: كويتي يسمم أولاده الثمانية ثم يحاول الانتحار
الكويت - حمد الجاسر الحياة 2005/04/22

أقدم مواطن كويتي يبلغ من العمر 36 عاماً على تسميم أولاده الثمانية بعد مشاجرة مع أمهم، ثم احتسى السم نفسه محاولاً الانتحار، ما أسفر عن وفاة خمسة من الأولاد في جريمة لم تشهد الكويت لها مثيلاً.

وقال ضابط في منطقة الجهراء الأمنية لـ «الحياة» ان الأب الذي يقطن في ضاحية «العيون» في مدينة الجهراء، على بعد 40 كيلومتراً غربي العاصمة الكويتية، بعث برسالة هاتفية الى زوجته ليل الاربعاء بأنه سيسمم الأولاد رداً على مغادرتها المنزل الى بيت ذويها بعد مشاجرة جرت بينهما، وعندما حضرت الى المنزل وجدت انه نفذ تهديده ثم احتسى السم ايضاً، وجرى نقل الجميع الى المستشفى غير ان أربعة بنات وولداً توفوا بالسم بينما بقي ثلاثة مع الأب يصارعون الموت في غرفة العناية الفائقة.

وأوضح الضابط ان التحقيقات لا تزال مستمرة لكشف جوانب الجريمة ودوافعها «فالأب في غيبوبة والأم في حال هستيرية»، واشار الى ان ادارة فحص السموم تحقق في نوعية السم ومصدره.

ووفقاً لمصادر أهلية في الجهراء فإن الأب يدعى مؤيد ع. س.، وكانت بدت عليه منذ سنة عوارض مرض نفسي، إذ صار انطوائياً وصعب الطباع ما أدخله في خلاف مستمر مع زوجته وأولاده.

وكانت الكويت شهدت قبل أربعة شهور حادثة أصغر حجماً حين قتل أب لأسرة شيعية ثلاثة من أطفاله وكاد ان يقتل ابنتاه الأكبر سناً وتبين انه مضطرب نفسياً وعقلياً، اذ قال للشرطة أنه فعل ذلك «بأمر من المهدي المنتظر». وفي الفترة ذاتها أقدم رجل متدين على قتل ابنته المراهقة وقال: «قتلتها حتى تذهب الى الجنة».

جريمة الجهراء: وضع الأب الصحي حال دون التحقيق..

القبس الكويتية GMT 3:00:00 2005 السبت 23 أبريل
كتب مبارك العبدالهادي وراشد الشراكي
وفهد التركي وحزام الشريكة ومحمد الهاجري:
الوضع الصحي للاب الذي سمم ابناءه الثمانية (توفي منهم خمسة)، والوضع النفسي للام المفجوعة حالا دون توصل رجال الأمن الى طرف خيط في الجريمة التي هزت الكويت.

ومن مستشفى الجهراء، حيث الاب الجاني يرقد في العناية المركزة مع ابنته عهود (12 عاما) وابنيه براك (9 اعوام) وبدر (14 عاما) الى منطقة العيون في الجهراء، حيث مازال ابناء الحي تحت وقع الصدمة وصولا الى منطقة الصليبية وسكن ذوي الزوجة، تابعت «القبس» القضية، والتقت ببدر في المستشفى الذي كشف انه رفض تناول العصير المسموم من يد والده بالقول «يبا مر.. يبا مر.. ما احبه»، لكن الوالد الجاني اجبره على شربه.

اما جد الابناء الضحايا (حبيب الفضلي) فقد ابلغ «القبس» ان نسيبه طلب من ابنته، اي زوجة الجاني، الذهاب الى فرع الجمعية لتبديل انبوب الغاز، ورفض لدى عودتها ادخالها البيت.

بينما كشف شقيق الجاني محمد ان شقيقه عاد لتوه منذ 3 ايام من العمرة، ولم تكن عليه اي علامات توتر.

*ــــــــــــــــــــــــــ* التفاصيل *ــــــــــــــــــــــــ*

أدمــــــــــــــــت الــــعــــــيــــــون
القبس في شارع الـحزن: لم نصدق أن جريمة كهذه تحدث بيننا

رغم بشاعة الجريمة المروعة التي اصابت عقول من يعيشون فوق هذه الارض، وخصوصا من يقطنون في المنطقة نفسها او حتى القطعة التي وقعت فيها الجريمة القذرة - كما وصفها البعض - فان معاني الطفولة البريئة تجسدت في الشارع نفسه الذي ابى الا ان يبكي نحيبا على فقدان خمسة من رياحينه الذين راحوا ضحية طيش وتهور ابيهم.. الاطفال فرحون بان «فريجهم» اصبح مشهورا واصبحت الصحافة تمر به في كل لحظة، حيث يخرج الطفل وكله امل بان تلتقط له صورة يراها في اليوم التالي بين طيات الصفحات، او ان يمر رجال الامن او المباحث الذين حفظ الاطفال ارقام لوحات مركباتهم.. الداخل لهذا الشارع يرى تجمع الاطفال حول منزل القاتل او لنقل الشاهد الوحيد على ارتكاب ابشع الصور لنزع الرحمة من قلوب الآباء حينما يتمردون على الرحمة والعطف الابوي ويضربون بها عرض الحائط.

رصدت «القبس» ردود الافعال بعد 24 ساعة من وقوع الجريمة التي هزت المشاعر قبل ان تزلزل الارض من تحت اقدام الامهات قبل الآباء.



أطفال ينتظرون الصحافة: نبي نصير مشهورين

بكل براءة الطفولة قال الطفل يوسف بصراحة انا حزين جدا لان صديقي سالم كان احد الضحايا الذين قتلهم والدهم، فانا اذكر عندما كنا نلعب كرة القدم بالمدرسة وكان سالم يفضل حصة «الرياضة» بشكل غير طبيعي وكان دائما يقول لنا بانه سيصبح لاعب كرة قدم في المستقبل.

ومن جهته، قال الطفل عبدالرحمن لا اصدق ما حدث لصديقنا سالم لانه كان مميزا بدراسته جدا، ولديه عدة هوايات منها كرة القدم وتربية الحمام وكان دائما يضحك معنا، وعندما رأيت رجال الامن امام منزلهم عرفت بان مكروها اقد اصابه وبكيت ولكني لا اصدق ان اباه قد قتله لانه كان يحب والده كثيرا.

اما الطفل محمد صديق الطفل براك، الذي يرقد حاليا في المستشفى، فذكر بان براك ليس لديه مشاكل وذكر كذلك انه كان مسالما جدا وجميع الطلاب بالمدرسة يحبونه لكنه دائما يذكر لنا بانه لا يعرف ما يسمى «السوق» لانه لم يذهب ولا مرة اليه ولا يعرف ايضا ما يسمى «الملاهي» ولا يعرف ايضا كيف تكون ولكنه على الرغم من هذا الامر فانه دائما يقول لنا انه يحب اباه لدرجة كبيرة.

اما الطفل عبدالله باجي فذكر بانه صديق بدر وان مشسكلته الوحيدة بانه لا يخرج من منزله نهائيا لان والده كان يخاف عليهم لكن بدر متفوق بالدراسة وانه كرم معه العام الماضي وحصلا على شهادات تقدير.

واحساسي طوال يوم امس انني في حلم لم استطع الاستيقاظ منه الا بعد ان رأيت صورتي وقرأت الخبر في «القبس» هنا تأكدت ان جميع ما حصل امس هو حقيقي وتساءل الطفل عبدالله هل صحيح ان الاب يقتل ابناءه بهذه الطريقة.


لم أتوقع


قال الطفل فهد العنزي وهو صديق سالم في المدرسة وجاره «في الفريج» بصراحة لم اتوقع في يوم من الايام ان يموت صديقي سالم بهذه الطريقة ولم يخطر لي ان قاتله سيكون ابوه وانا حزين جدا ولم استطع الاكل امس بسبب حزني الشديد عليه لانه كان مميزا في الصف ودائما يحصل على شهادات تفوق.

والطفل بشار عبر عن حزنه بقوله انا حزين على الضحابا ولكنني لست حزينا على الاب القاتل واتمنى ان يعيش لكي يقتل بطريقة قتله لابنائه ألف مرة ولم اتوقع ان يصبح «فريجنا» مشهورا بسبب حادثة مثل قضية القتل هذه، فانا اصبحت ارى الصحافيين والمصورين والشرطة «يروحون ويجون» وامس رأيت منزلنا في التلفزيون.


بشاعة المنظر


وهجي الشري ذكر انه لا يوجد انسان لديه احساس لم يصدم بهذه الجريمة البشعة فجميع اهالي القطعة يعرفون تفاصيل هذه القضية من الالف الى الياء والحزن عم المنطقة فالنساء تبكي والرجال حزينون وقد كسرت قلوبهم بسبب بشاعة المنظر والطريقة التي قتلهم بها ولو كان مجنونا او مختلا عقليا لعذرناه ولكنه انسان كما هو معروف لدينا بكامل وعيه ولا يمكن ان ينتقم من ابنائه بهذه الطريقة.




جد الضحايا الخمسة حبيب الفضلي:
زوج ابنتي طلب منها الذهاب لتبديل أنبوب الغاز.. ثم رفض إدخالها المنزل


بينما يستقبل اشقاء الاب المتهم العزاء في ابناء شقيقهـم بمنطقـة العيــون خيــم الحــزن علــى منطقــة الصليبيــة قطعــة 2 (حيث منزل والد الزوجــة) لاستقبال المعــزين في احفاده الخمسة، وقد كان هو اول من ابلغ رجال الامن عن هذه الفاجعة.

«القبس» زارت الجد حبيب الفضلي في عزائه وتحدثت معه عن تفاصيل الواقعة بأسى وحزن قال «تلقيت اتصالا من ابنتي والدة الاطفال الضحايا مساء الاربعاء الماضي، وافادتني بان زوجها ارسل لها «ماسج» هاتفي يفيــد بانه لن يموت لوحده ويجعل ابناءه احياء، الامر الذي دعاني الى التوجه للمخفر للابلاغ عن الامر، وبعد ان توجهنا الى المنزل تفاجأنا بوجود جثث الاطفال، وانهارت خلال ذلك ابنتي».

واضاف ان ابنتي ابلغتني في يوم الحادثة نفسه ان زوجها طلب منها تغيير انبوب الغاز من فرع الجمعية، وبالفعل توجهت الى هناك، ولكنها بعد ان عادت وجدته قد اغلق الباب ورفض فتحه لها.

وقال: ان ابنتي اتصلت بزوجها عدة مرات ولكنه لم يرد عليها ومن ثم ارسل لها «الماسج» عبر الهاتف النقال.

وعما اذا كان زوج ابنته مدمنا او يتعاطى عقاقير معينة قال «لا.. هذا الكلام غير صحيح».

ونفى الجد وجود اي خلافات مع نسيبه (الاب المتهم) وقال: علاقتنا جيدة معه، وكذلك ابنتي لا خلاف لها مع زوجها.


ثناء


أثنى جد الأولاد على الجهود التي قام بها رجال الأمن والمباحث في تقديم العون في المصيبة التي ألمت به.


المباحث وجد الأبناء


في تمام الساعة السادسة وخمس واربعين دقيقة حضر رجال المباحث الى جد الاولاد في منزله بمنطقة الصليبية لأخذ بعض الاقوال منه حول الحادث.


صدمة


أكد مصدر لـ«القبس» انه في بداية الحادث لم تعلم الأم بوفاة أبنائها، وانها علمت عندما سمعت أن إخوانها ووالدها ذهبوا إلى المقبرة، فدخلت بغيبوبة.


جدة الأولاد


لم تستطع جدة الأولاد التحدث لـ«القبس»، وذلك بسبب الصدمة المؤلمة التي ألمت بها.



شبح الجريمة بين أبناء «الفريج»:
المـجرم انطوائي.. هادئ.. وتجب معاقبته


«شارعنا اصبح يعيش في كابوس.. فالجميع يتخيل ان شبح الجريمة يتجول في انحاء وزوايا «العيون» الحزينة والباكية على هذه الفعلة الشنعاء».

هذا ما قاله الجيران الذين يعيشون حالة من الصدمة والخوف، والقلق، وتحدثوا لـ«القبس» عن الحادثة المؤلمة:

ابو مبارك، احد جيران القاتل، قال إنه يجب على المجتمع مراعاة حالة ونفسية القاتل، ويجب على المجتمع ايضا معرفة السبب الذي دفع احد الآباء لقتل ابنائه بهذه الطريقة لضمان عدم تكرارها، وانا طبعا لا ابرئ ساحة هذا المجرم، ولا اتمنى ان يعفى من العقوبة، لان مجرد التفكير بالقتل هو وضع بشع جدا، فما بالك بالذي يقتل ابناءه بهذه الطريقة.

انطوائي

ومن جانبها قالت ام محمد: لقد اصاب الذهول اسرتي فنحن نعرف القاتل ونعرف انه انطوائي وهادئ الطباع، واستغربنا كيف يفعل هذا الانسان الهادئ الطباع هذه الفعلة البشعة التي لا يصدقها عقل.

قال ابراهيم الطوالة: بصراحة انصدمت بهذا الخبر لانه حتى المختل عقليا لا يفعل مثل فعلته، فكيف يقتل الاب ابناءه بالسم، واذا كان هناك خلاف خاص مع زوجته فإن هذا الامر لا يجعله يقوم بهذا التصرف.


هدوء

ساد الهدوء الشارع الخامس في منطقة العيون قطعة 4 بسبب الجريمة البشعة التي حدثت فيه.


الأم للمستشفى

نقلت والدة الاطفال صباح امس الى المستشفى، وذلك بعد ان علمت بوفاة اطفالها، وترقد الآن بالعناية الفائقة.



القبس تحاور الضحيتين في المستشفى



امضت «القبس» امس نهارا كاملا في مستشفى الجهراء لرصد اجواء ما بعد الجريمة التي راح ضحيتها خمسة ابناء اضافة الى ثلاثة اخرين يرقدون في المستشفى، ولم تكن ليلة امس اشبه بما قبلها، حيث ساد الهدوء اجواء العناية المركزية والاجنحة التي يرقد بها الاطفال الثلاثة خاصة بعد انشغال ذوي الضحايا باقامة العزاء، حيث لم يتوافد على المصابين سوى مجموعة قليلة من ذويهم من الرجال، فيما غابت النساء، وفي الجانب الآخر عزز رجال الامن تواجدهم امام غرفة العناية المركزية والغرف التي يرقد فيها الاطفال بعد نقلهم للاجنحة وللعناية المركزية الخاصة بالاطفال، حيث منعوا الزيارة على الجميع عدا اقارب المصابين من الدرجة الاولى.

والتقت «القبس» الطفلين الناجين براك وبدر مؤيد السعيد اللذين اكدا انهما تجرعا العصير المسموم رغما عنهما بواسطة ضغط والدهما لكنهما اوضحا ان حالتهما ماضية بالتحسن بعد ازالة اجهزة التنفس الاصطناعي.

وفيما يلي نص الحوارين مع الطفلين:


بدر حاول الإفلات من عصير السم:

بابا مر.. بابا مر

بابا مر.. بابا مر.. ما أبي أشرب العصير.

بهذه الكلمات البريئة رد الطفل بدر على والده محاولا الافلات من قبضته والسم الذي يريد ان يجرعه اياه.

بدر البالغ 12 عاما الذي شرب شيئا بسيطا من السم لم يجد امامه وسيلة اخرى سوى الهروب.. الا ان قبضة والده كانت له بالمرصاد وطالت رقبته مما ادى الى تعرضها لآثار سحجات.

هذا المشهد المؤلم بين الطفل بدر «ووالده» لم يفلح في ثني الاخير عن جريمته وهو ينظر لمشاهد ابنائه وهم يضربون رؤوسهم ببعض او بالحائط اثر تناولهم السم.

بدر الذي يبلغ من العمر 12 عاما نقل من العناية المركزة الى جناح 22 اطفال بعدما نزع منه جهاز التنفس الاصطناعي وبدا بحالة افضل وعلق على يده جهاز المغذي حيث وضع تحت الملاحظة ودار معه الحوار التالي:

> بدر شلونك الحين؟

- يرد بصوت هادئ.. الحمد لله احسن.

> هل تشعر بألم؟

- بطني يعورني وودي اراجع.

> شنــــو الشي اللـــي شربتــه؟

- عصير مو حلو أرغمني والدي على شربه وقلت له بابا.. مر.. بابا مر الا انه ارغمني على تناول العصير رغما عني.

> الساعة كم؟

- بالليل.

> شلون طعمه.

- مر حيل.

> شصـــار فيك بعـدما شربته؟

- طحت ودخــــت ومادري عن نفسي بعد أن دخلت الممرضات لمنعنا من اكمال الحوار بحجة عدم قدرته على الكلام.



براك:

أبوي شربني العصير.. وبطني يعورني

براك الذي يرقد في العناية المركزة، ويبلغ من العمر عشر سنوات، حيث وضع في سرير يحتوي على اسوار عالية ويرى بصحة جيدة ومبتسماً، وتناول طعامه على حسب كلام الطبيب المختص وكان لنا معه الحوار التالي:

> براك شلونك الحين؟

ــ زين الحمدلله.

> شنو اللي تعاني منه؟

ـ ماكو شي بس بطني يعورني شوية.

> ليش انت في المستشفى؟

براك: شربت عصير مسمم.

> شلون كان طعمه؟

ــ حامض مو حلو.

> شو سويت لما شربته؟

ــ رجعته بعدين.

> منو اللي شرّبك العصير؟

ــ ابوي.

> بعدما شربته شصار فيك.

ــ ما ادري.

> تبي شي.. محتاج شي؟

ــ لا.

> تبي تروح المدرسة؟

ــ ايه اشتقت لربعي.

> شنو ممكن نساعدك؟

ــ لا مابي شي ابي أمي.

لحظات ويأتي إليه الطعام لكنه يرفض، وتتدخل الممرضات باسلوب حميم لاقناعه تناول الطعام ثم يقمن بمساعدته لتناوله.

براك الذي كان يرتدي اللباس الابيض الخاص باطفال المستشفى كان مبتسماً لحظة الحديث معه، فيما اكد الكادر الطبي المعالج انه سيكون بحاجة لمن يواسيه نفسياً لتجاوز المرحلة الصعبة التي المت به.


الأب في حـالة خطرة

اكد مصدر طبي يشرف على علاج الاب ان حالته لم تستقر حتى الآن ولا يزال يعيش على التنفس الاصطناعي ويخضع لعلاج بالمضادات الحيوية وغسل المعدة بشكل مكثف.



عزاء النساء في الصليبية

الأم غائبة.. ولسان حال النساء يقول: الله يجازيه.. ولا يسامحه

صرخات مؤلمة اطلقتها النسوة وهن مفجوعات بما حصل.. جلسن يندبن حظ قريبتهن.. الأم المفجوعة بخمسة من ابنائها، وملامح الدهشة والاستغراب ما زالت مرسومة على وجوههن.. كيف حدث ما حدث؟

السؤال الذي لا ينفك يترك السنتهن منذ مساء الاربعاء الماضي وهن يشاركن الام في عزاء بمنزلها بالصليبية.

جلست جدة الابناء يلفها الحزن ويغطيها السواد القاتم، جف ريقها ولم تجف دموعها.. بضع كلمات تمتمت بها: «رأيتهم متصلبين.. عجزت عن تحريكهم.. يارب.. يا الله».

اين الأم؟.. سؤال طرحته بعض المعزيات.. جئن لتعزيتها.. وهن يبحثن عن الام المفجوعة.. تحدثت خالة الابناء واعلمتهن بأنها تعاني من غيبوبة.. تفتح عيونها للحظات ولكنها لا تلبث ان ترجع.. غائبة عن الوعي..

«لا تقول اي شيء ولا تتكلم بشيء الا انها تود ان تلحق بأبنائها». هذا ما تؤكده لنا خالة الابناء واخت الأم المفجوعة.

وراحت الخالة تتحدث عن الاب القاتل وتؤكد انه ليس مجنونا، بل «عاقل مائة في المائة»، ولكنه كان عصبي المزاج احيانا قليلة، فعندما يكسر الابناء كأسا او صحنا او تقل درجاتهم في المدرسة فإنه كان يضربهم كنوع من الجزاء، وهذا لا يدل على عدم محبته لهم، لا، بل اؤكد انه يحبهم جدا.


محمد شقيق المتهم: عــاد من العـمـرة قبل 3 أيام


العيون الباكية على تلك الجريمة البشعة.. تحولت الى عزاء لاستقبال المعزين في اولئك الاطفال الخمسة الذين تجرعوا سم والدهم.

شقيق الضحية الذي يقطن في المنطقة نفسها التي شهدت الجريمة وهو يستقبل المعزين في ديوانيته يتحدث لـ«القبس» بكل اسى وحزن وهو يسترجع بذاكرته الى الوراء، حيث يقول محمد عبيد «زارنا شقيقنا في الديوانية قبل يومين من الجريمة، بعد ان عاد من العمرة قبل ثلاثة ايام، وكان طبيعيا ولا يعاني من اي شيء، كما انه لعب مع رواد الديوانية «الجنجفة» دون ان يبدي اي انزعاج من امر ما».

واضاف ان شقيقي هادئ الطباع ولا مشاكل لديه، حتى في عمله الذي يمتاز به، والدليل على ذلك هو حصوله على الترقيات باستمرار.

واعتبر ان الجريمة التي نفذها شقيقه «هي غريبة علينا، وقد يكون تعرض للوثة عقلية اثر التعذيب الذي تعرض له في سجون العراق خلال الغزو».

وحول المشاكل العائلية مع زوجته واسرتها قال «توجد مشاكل، ولكنها عادية وليست على المستوى الكبير، ولا اعتقد انها تجعله يقدم على تنفيذ هذه الجريمة».

واضاف ان شقيقي لا يزال حتى الان بريئا، لانه في غيبوبة وسره معه ولا نعرف ما هي خبايا الامور، قائلا ان التفاصيل التي عرفناها حتى الان هي من الطفلة عهود التي قالت ان والدنا طلب منا تناول العصير، وهو لا يثبت شيئا، ولا نعرف عن الواقعة اي تفاصيل جديدة.

وحول معرفته بالحادث قال «ان احد اشقائي وهو عسكري تلقى اتصالا من رجال الامن ابلغوه أن شقيقنا قام بقتل ابنائه عن طريق السم».


د. المشعان: الطفلة عهود بحاجة لإعادة تأهيل نفسي


اكد الدكتور عويد المشعان ان الطفلة عهود وبعد مشاهدتها لمنظر اخوتها وهم يتساقطون امامها تحتاج الى اعادة تكيف وهي معرضة للاكتئاب ولابد من تهيئتها نفسيا للخروج من ازمتها النفسية، كما اكد الدكتور المشعان ان هناك احتمالاً كبيرا بان تلاحق الطفلة عهود الاحلام المزعجة والكوابيس مما ينتج عنه اضطراب الشخصية لديها، او قد تصاب باليأس والاحباط، لان المنظر الذي رأته بشع ولا يتحمله الكبار فكيف بالطفة عهود ذات الاثني عشر ربيعا؟.

واشار الدكتور عويد الى احتمال ايضا اصابتها بخوف من الرجال واذا ما اصيبت باهمال او تم تجاهل حالتها النفسية فانه سينتج عن ذلك «مصائب بالمستقبل وقد تحاول الانتحار اكثر من مرة حتى تنجح به، مشيرا الى ان دور وزارة التربية من خلال دراستها تتحمل الدور الاكبر في تأهيل الطفلة عهود للمساعدة في خروجها من هذا المأزق النفسي وتوجه الدكتور المشعان الى المسؤولين عن الطفلة بأن ينتبهوا الى سلوكياتها وعدم اهمالها واستشارات الاختصاصيين النفسيين بين فترة واخرى.


*ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*

خرج من السجن حديثا ومن أرباب السوابق
ضبط المتهم باغتصاب طالبة الطب والمـجني عليها تعرفت إليه

تمكن رجال مباحث الجابرية من ضبط الجاني في قضية اغتصاب طالبة كلية الطب، وهو مواطن يدعى (عامر.ت.)، من ارباب السوابق، وخرج حديثا من السجن المركزي.

وقالت مصادر امنية لـ «القبس» ان رجال المباحث توصلوا الى الجاني بطريقة سرية وحديثة.

ورفضت المصادر الافصاح عن الطريقة الحديثة، الا انها قالت ان عملية الضبط جاءت بسرعة بعد تحديد هويته، ومن ثم القاء القبض عليه.واكدت ان المتهم اعترف لرجال المباحث عن كيفية تنفيذه لجريمته، والخطة التي رسمها لاغتصاب الطالبة، كما ارشد عن السكين التي استخدمها في تهديد الطالبة لتنفيذ اوامره.

قضايا اغتصاب

واشارت المصادر الى انه تبين ان الجاني متهم ايضا في ثلاث قضايا اغتصاب، منها في منطقتي الفنطاس وسلوى.

وذكرت انه تم عرض المتهم على المجني عليها، وتعرفت اليه ثم انهارت. واحال رجال المباحث القضية الى النيابة العامة لاستكمال اجراءات التحقيق.

من جانبه، قال مدير مباحث حولي العقيد الشيخ احمد الخليفة «اشعر بسعادة كبيرة وانا ارى حقوق الناس تعود اليهم، واحمد الله على ما تفضل علينا بسرعة اغلاق قضية معقدة ومجهولة، مثل قضية الاعتداء على الطالبة».

واضاف: ان اكبر شعور ينتابني بالسعادة هو اعادة البسمة للمجني عليها، وان تعود الى الحياة من جديد، وتنسى هذه الواقعة المؤلمة، مشيرا الى ان الكل يعلم ان مباحث حولي اغلقت الاسبوع الماضي، قضية لا تقل اهمية عنها وكانت شبه معقدة لعدم توافر الادلة وهي قضية محاولة دهس نائب القنصل الاميركي.

تكثيف التحريات

واعتبر الخليفة انه من خلال تكثيف التحريات الدقيقة، وعدم اهمال اي معلومات جعلتنا نتوصل الى الجاني بسرعة كبيرة، وهذا هو مرادنا.

واشار الى انه على الرغم من النقص الذي تعانيه مباحث حولي نتيجة ارتباط عدد من ضباط المباحث بالدورات في الكلية، فضلا عن نقص الافراد، فان ذلك لم يكن حجر عثرة امامنا، قائلا «سنعمل على خدمة الناس وهذا هو واجب كل رجل امن يحب ان يخدم وطنه».

وحول طريقة القاء القبض على الجاني، قال «انها طريقة جديدة وحديثة وسرية، لاول مرة يستخدمها رجال المباحث في مثل هذه القضايا، ولن نقوم بالكشف عنها، وذلك حتى نستفيد منها في القضايا التي تحت ايدينا، فضلا عن القضايا التي خارج محافظتنا».

طرق جديدة

واعلن الخليفة انه خلال الفترة المقبلة سيشهد عمل المباحث طرقا جديدة ومتطورة وحديثة للكشف عن الجناة في اسرع وقت ممكن، وسنقوم قريبا بتقديم اقتراح للوزارة لاعتماد الخطة في جميع قطاعات المباحث، بما لها من قاعدة كبيرة للكشف وسرعة القاء القبض على الجناة.

هذا الأب يجب أن يعاقبه القانون عقاب مشين على فعلته هذه :angry:

أكيد الأن يبحثوا له عن أعذار بأنه مصاب بمرض نفسي وما إ لى ذلك وسوف يطالبون العدالة بتخفيف العقوبة عليه.
ولكن يجب على العدالة أن تتخذ مجراها وأن يعاقب أشد العقاب :flam:
فهذا الأب لا يستحق أن ينادى بأب لأنه نزعت الرحمة من قلبه وأصبح مجرم في عتاد المجرمين.

وطبعاً هذا راجع لسؤء تربيته وحياته المستهترة وأكيد يتعاطى المخدرات وأكيد ظلم كثير من الناس ولذلك ربي عاقبه أشد العقاب بصميم قلبه:confused:


فعلى الجميع بمطالبة القانون الكويتي بمعاقبة هذا المجرم أشد العقاب:9:

:

اقتباس:  بسام الخوري   كتب/كتبت  
 


واعتبر ان الجريمة التي نفذها شقيقه «هي غريبة علينا، وقد يكون تعرض للوثة عقلية اثر التعذيب الذي تعرض له في سجون العراق خلال الغزو».

:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:
مسكين يا صدّام حسين
حتى المجنون الذي يقتل أولاده في الكويت انت مسؤؤل عن جنونه

اقتباس:محمد شقيق المتهم: عــاد من العـمـرة قبل 3 أيام

ويش صاير؟؟؟
كل كويتي يرجع من العمرة أو الحج يذبح أولاده ..
نفس قصة المجنون الثاني اللي ذبح بنته حق تموت شهيدة و تدخل الجنة ..و كان راجع من الحج

أنا بموت قهر لو مات هذا الأب قبل لا ينتقمون منه .