http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=12666
اسم البرنامج: نقطة نظام
مقدم البرنامج: حسن معوّض
تاريخ الحلقة: الجمعة 29/4/2005
ضيف الحلقة: علي صدر الدين البيانوني (المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا)
حسن معوّض: مشاهدينا الكرام سلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركات، هل تستهدف مطالب الإصلاح التي يطلقها الإخوان المسلمون السوريون إصلاح النظام الحالي أم تغييره من أساسه؟ وهل دعوة الإخوان إلى عقد مؤتمر وطني شامل هي خطوة استباقية لما يقال عن قرارات جذرية تنوي القيادة السورية اتخاذها قريباً وتصب في خانة الاستجابة لهذه المطالب على ما يُقال؟ وفي الوقت الذي حذّر فيه الإخوان المسلمون من زلزال قادم يستهدف سوريا ألا يستفيد الإخوان في الواقع من الضغوط الدولية التي تتعرض لها البلاد؟ وأخيراً هل مشكلة الإخوان المسلمين هي مع حزب البعث بحدّ ذاته؟ أم مع من يطبّقون مبادئه؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على ضيفنا من لندن السيد علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين.
إصلاح النظام أم تغييره من أساسه؟
حسن معوّض: بدايةًَ سيد علي دعنا نبدأ مما بدأنا به هذه المقدمة وهو السؤال عما إذا كانت جهودكم في الواقع أو لما يسمى بالإصلاح تصبّ في خانة إصلاح النظام الحالي؟ أم هي في الواقع تستهدف تغيير النظام من أساسه؟
علي صدر الدين البيانوني: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، [SIZE=5]
أخي الكريم نحن منذ بداية العهد الجديد في سوريا منذ تسلم الرئيس بشار المسؤولية نطالب بالإصلاح وننادي بإصلاح متدرج لا يسبب أي هزة للبلاد، كذلك كل الفئات الوطنية طالبت بهذا الإصلاح وحددت مطالب محددة توافقت عليها كل الفئات السياسية، لكن مع الأسف النظام السوري لم يستجب لأيٍّ من هذه المطالب مما أصبح الاعتقاد سائداً عندنا وعند كثير من الفئات السياسية أن هذا النظام غير قابل للإصلاح لكننا الآن ما زلنا..
حسن معوّض: يعني بما معناه سيد بيانوني بما معناه بأنكم تريدون في الواقع تغيير النظام، أليس كذلك؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن نطالب بتغيير جذري في طبيعة النظام وطبيعة الحكم القائم منذ أربعة عقود في سوريا، لأن هذا الحكم المستبد الشامل حكم الحزب الواحد لم يعد ينسجم لا مع تطلعات الشعب السوري ولا مع المعطيات الداخلية والخارجية.
المشكلة مع سيطرة البعث وليس مع البعث؟
حسن معوّض: طيب سيد بيانوني والسؤال المطروح في الواقع أنت تحدثت عن حكم الحزب الواحد يعني هل مشكلتكم في الواقع هي مع حزب البعث يعني أنتم ضد حزب البعث بمبادئه وبرؤاه؟ أم أنكم ضد أسلوب تطبيق هذه المبادئ؟
علي صدر الدين البيانوني:
أبداً نحن لسنا ضد أي حزب من الأحزاب لكل حزب مبادئه وتوجّهاته ونحن نقبل الآخر، ونتعايش معه وكانت الساحة السياسية تقبل التنافس السياسي بين كل الأحزاب بما فيها حزب البعث وجماعة الإخوان المسلمين، المشكلة هي مع هذه الفئة الحاكمة المتسلطة التي وصلت إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري
أبداً نحن لسنا ضد أي حزب من الأحزاب لكل حزب مبادئه وتوجّهاته ونحن نقبل الآخر، ونتعايش معه وكانت الساحة السياسية تقبل التنافس السياسي بين كل الأحزاب بما فيها حزب البعث وجماعة الإخوان المسلمين، المشكلة هي مع هذه الفئة الحاكمة المتسلطة التي وصلت إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري وبدأت تحكم بالحديد والنار وأقصت كل الفئات السياسية وعطّلت الحياة السياسية في سوريا، مشكلتنا ليست مع الحزب ولا مبادئ الحزب، المشكلة مع المجموعة الحاكمة باسم الحزب.
حسن معوّض: يعني بإمكانكم أن تتعايشوا مع حزب بعث ولكن في ظل حكام غير الحكام الحاليين، هل هذا ما نفهمه من كلامك؟
علي صدر الدين البيانوني: نعم نحن نتعايش مع الأحزاب جميعاً، ما عندنا مشكلة مع الأحزاب والاتجاهات الأخرى، نقبل الآخر ونتعايش معه ونتحاور معه.
حسن معوّض: طيب في السياق ذاته في الواقع سيد علي قلتم في دعوتكم إلى مؤتمر وطني شامل: إن هذا المؤتمر لا يستنثي أحداً ولا يلغي أحداً داخل الوطن وخارجه، يعني هل تقبلون بهذا المعنى أن يشارك في هذا المؤتمر جهات سوريا من قبيل جهات الإصلاح السوري الذي يتزعمه السيد فريد الغادري مثلاً؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن في الأصل دعوتنا للمؤتمر الوطني الشامل لا تستثني أحداً كائناً من كان، كل الاتجاهات السياسية وكل الفئات وكل الشرائح الاجتماعية والعرقية والمذهبية ..إلخ، طبعاً نحن لا بد..
هناك ثوابت وأساسيات وطنية لا بد لكل من يرغب في المشاركة في هذا المؤتمر أن يكون مُسَلِّماً بها وهي ألاّ نستقوي على بلدنا بالخارج، وألاّ نستدعي الاحتلال لبلدنا، وأن ينبع الإصلاح من داخل الشعب السوري.
حسن معوّض: طيب يعني سيد علي هل تقول بأن أحداً في المعارضة السورية في الخارج يدعو فعلاً إلى الاحتلال واستدعاء الأجنبي لدخول سوريا، هل هذا ما تقوله؟
علي صدر الدين البيانوني: أنا أقول هناك.. نحن بحاجة إلى توضيح بعض المواقف من قبل بعض الأشخاص والأحزاب في الخارج، هناك أجندة خارجية تريد لوطننا ولمنطقتنا، هناك مخططات مرسومة لها، نحن كسوريين وكمعارضة سورية وطنية شريفة لا تقبل الاستقواء بالخارج وترفض الأجندات الخارجية، نحن عندنا أجندة وطنية، الحرية والديمقراطية لشعبنا جميعاً، وهذه تنبع من داخلنا ومن داخل الشعب السوري ونرفض أي استقواء بالخارج.
ماذا عن الاستقواء بالخارج؟
حسن معوّض: طيب ولكن يعني بالرغم من ذلك سيد علي، ما رأيك فيمن يقولون في الواقع بالرغم مما تقوله بأنكم ترفضون الاستقواء بالخارج إلا أنه بطريقة أو بأخرى في الواقع أنتم تستمدون التشجيع وربما القوة من الدعوات التي تصدر في الواقع من الخارج أيضاً لتطبيق ما تُعرف بالديمقراطية والإصلاحات داخل سوريا، أليس كذلك؟
علي صدر الدين البيانوني: مطالبتنا بالحرية لشعبنا وبالإصلاحات سابقة، منذ سنوات طويلة ونحن نطالب بإزاحة هذا الكابوس عن صدر وعن كاهل الشعب السوري، منذ خمس سنوات نطالب بالإصلاح، ونحن عندما كانت هناك ضغوط خارجية رفضنا الضغوط الخارجية وطالبنا السلطة أن تسارع وتبادر إلى إصلاح حتى لا تتسبب بأضرار للوطن وللشعب كله، نحن دعوتنا سابقة لكل هذه الضغوط ولكل هذه المداخلات الخارجية، مطالبتنا إصلاحية وطنية بحتة.
حسن معوّض: طيب سيد علي في بيانكم في الواقع دعوتم الجيش السوري لأن يكون كما قلتم سنداً للتغيير، هل تطالبون الجيش السوري بأن يقوم بانقلاب يا تُرى؟ أم بتمرد؟
علي صدر الدين البيانوني: لا نطالب لا بانقلاب ولا بتمرد، كل ما نطالب به أن يكون الشعب جميعاً بما فيهم الجيش السوري الذي هو ابن هذا الشعب أن يكون حامياً للشعب وليس للسلطة، حامياً للحرية وليس للنظام، حامياً لكل جماهير الشعب السوري وليس لحزب واحد.
حسن معوّض: طيب وكيف يمكن أن يتأتى ذلك من منظوركم؟
علي صدر الدين البيانوني: عفواً؟
حسن معوّض: كيف يمكن أن يتأتى ذلك يعني هذه المطالب من الجيش.. كيف يمكن أن تتأتى بمنظوركم؟ ماذا عليه أن يفعل عملياً؟
علي صدر الدين البيانوني:
نحن نعتقد أن استمرار هذا النظام بهذه العقلية وبهذا النهج الديكتاتوري لم يعد ممكناً، التغيير قادم بإذن الله، لذلك نطالب كل فئات الشعب بما فيهم الجيش والأجهزة الأمنية وكل من له دور في السلطة أن يقف مع الشعب ضد هذا التسلط وضد هذا النهج الاستبدادي بما فيهم الجيش وأجهزة الأمن..
حسن معوّض: طيب وعلى نفس المنوال ما تقولونه.. طيب وعلى نفس المنوال ما تقولون أن المؤتمر الشامل الذي تدعون إليه لن يستثني أحداً سواء داخل الوطن أو خارجه، في المقابل أنتم ستجلسون مع أولئك الذين تقولون بأنكم تريدون تغييرهم، أليس كذلك؟ يعني تريدون أن تجلسوا مع الحكام الحاليين؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن ندعو كل الفئات الوطنية إلى هذا المؤتمر، نتمنى ألا يُستثنى أحد منه، أما الجهات التي تصر على أن تستمر في حكم الشعب بقوة الحديد والنار وبأساليب قمعية هذه أعتقد لا مكان لها في هذا المؤتمر.
حسن معوّض: طيب سيد علي دعني أنقل إليك ما قاله المحامي حسن عبد العظيم الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم خمسة أحزاب معارضة داخل سوريا، يقول: إن المبادرة بعقد المؤتمر الوطني الشامل يجب أن تكون بيد الرئيس السوري باعتباره رئيساً للبلاد، هل توافق على ذلك؟
علي صدر الدين البيانوني: لو حصل هذا لكان هذا هو أفضل حلّ، عندئذ يكون الرئيس بشار الأسد قد اختصر الطريق على الشعب وعلى الوطن وجنّب الوطن ويلات ومصائب كبيرة، هذا هو الحل الأمثل والأفضل إذا حصل، وإن لم يحصل فلا بد من عقد هذا المؤتمر والتغيير قادم بإذن الله.
حسن معوّض: طيب كيف تتوقع منه أن يفعل ذلك وأنت تقول بأنك تريد أن تغيّره على أية حال سواء حضر أو لم يحضر يعني أنت تسلم سلفاً بأنه يعني يجب ألا يبقى.
علي صدر الدين البيانوني: ليس مشكلتنا مع الرئيس بشار ولا مع الأشخاص، مشكلتنا مع النهج الاستبدادي القمعي الذي يقصي كل فئات الشعب الأخرى ما عدا حزب البعث الذي فرض نفسه حاكماً وقائداً للدولة والمجتمع، لذلك عندما يستجيب الرئيس بشار لهذه المطالب الشعبية التي يوافق عليها الجميع، أنا أعتقد أنه يكون هو محور هذا التغيير.
الخوف على الوطن وليس على النظام
[SIZE=6]
حسن معوّض: طيب سيد علي البيانوني قلتم في بيانكم أيضاً بأن دعوتنا لا تنطلق من خوفنا على النظام من السقوط وإنما من خوفنا على الوطن من الضياع، هل توافق مع من يقولون في الواقع بأن سقوط النظام على أي حال سيستتبعه حالة من الفوضى؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن نتمنى أن نستفيد من دروس الجيران.. من الدرس العراقي أولاً ومن الدرس اللبناني أيضاً، لذلك عندما تكون المبادرة بأيدينا نجنب أنفسنا ونجنب شعبنا ونجنب الوطن مصائب كثيرة، نحن ندعو إلى أن نبادر نحن إلى حل وإلى معالجة الأمور وإلى عقد هذا المؤتمر ووضع برنامج وطني للإصلاح متدرج حتى نجنب الشعب السوري والوطن كله ويلات أي مصائب قادمة من الخارج.
حسن معوّض: طيب سيد علي أيضاً اللافت في الواقع حسبما يقول من قرؤوا بيانكم في الواقع اللافت فيه أنكم قلتم: إن هذه الدعوة هي نداء لإخوتنا أبناء الطائفة العلوية شركائنا في الوطن والمصير ليقفوا صفاً واحداً مع أبناء شعبهم في معركة الحرية والإنقاذ، هل تعني بأنهم لا يفعلون ذلك الآن؟ بأنهم ليسوا طلاب حرية ولا يريدون إنقاذ وطنهم؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن نعتقد أن سوريا لكل أبنائها والتنوّع الموجود في سوريا سواء كان تنوّعاً عرقياً أو مذهبياً أو دينياً أو سياسياً ينبغي أن يكون حاضراً وهذا التنوّع له إيجابيات كثيرة، نحن نخشى فقط أن بعض الحاكمين في بلدنا يسخّرون الطائفة العلوية لخدمة مآربهم وهذا أمر حاصل، نحن لا نعتبر الطائفة كلها مسؤولة عما يجري، هناك فئة قليلة تتستّر خلف الطائفة وخلف الحزب لتمارس هذه الممارسات القمعية الاستبدادية التي تنتهك حرمات الشعب السوري.
حسن معوّض: طيب سيد علي..
علي صدر الدين البيانوني: نحن ندعو أبناء الطوائف جميعاً بما فيهم الطائفة العلوية إلى أن يكونوا مع أبناء الشعب صفاً واحداً في المطالبة بالحرية والمطالبة بالديمقراطية.
توضيح حول تهمة الطائفية
حسن معوّض: طيب سيد علي وفي عجالة في الواقع لأننا سننتقل إلى فاصل قصير قريباً يعني وفي عجالة يعني حديثك بشكل متواتر في الواقع سواء خلال هذا اللقاء أو حتى في بيانكم عن الطائفة والطائفة والأعراق وما إلى ذلك يعني أنت تثير في الواقع نزعة عرقية وطائفية على ما يُعتقد في الواقع ربما يقول البعض بأنها ليست موجودة في سوريا، هل توافق على ذلك؟
علي صدر الدين البيانوني: أبداً أخي الكريم، نحن نقف في وجه هذه الطائفية المقيتة، نحن ندعو إلى تعايش كل الفئات، هناك ممارسات طائفية تتم من قبل النظام، نحن نتمنى أن نجنب أنفسنا وأهلينا وبلدنا وكل الطوائف من نتائج هذه الممارسات الطائفية، نحن نعتقد أن الشعب السوري بكل طوائفه من حقه أن يجتمع وأن يتحاور وأن يتعايش وأن يستعيد حريته وأن يستعيد زمام قراره بيده.
حسن معوّض: طيب سيد علي البيانوني إذن نتوقف في الواقع مع فاصل قصير نعود مشاهدينا بعده إليكم.
[فاصل إعلاني]
حسن معوّض: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام مجدداً؛ إذن نواصل حوارنا مع السيد علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين، سيد علي في الواقع قبل الفاصل كنا نتحدث عن دعوتكم لعقد مؤتمر وطني شامل وأيضاً دعوتكم إلى الإصلاح، على أية حال ما رأيكم فيمن يقولون في الواقع بأن دعوتكم هذه الأخيرة تأتي استباقاً لمؤتمر القيادة القُطرية لحزب البعث المقرر عقده الصيف القادم والذي يُتوقّع على ما يُقال أن يتخذ قرارات ربما تكون جذرية تصب عموماً في اتجاه تلبية هذه المطالب التي تطالبون بها، ما رأيك في هذا الكلام؟
دعوة الإخوان إلى مؤتمر وطني
علي صدر الدين البيانوني: أولاً: نحن مطالبتنا بعقد هذا المؤتمر قديمة ومضى عليها أكثر من سنتين وما زلنا نؤكد عليها، ثانياً: المؤتمر المزمَع عقده في الصيف القادم هو مؤتمر قطري لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا الحزب مهما بحث من إصلاحات ومن حلول للمشكلة السورية فهو يتحدث في نطاق حزب البعث وقرارارته تنطبق فقط على البعثيين فقط، الشعب السوري ليس بعثياً، الشعب السوري تعداده عشرين مليون نسمة، وإذا كان هناك فرضاً مليون بعثي في هذا الظرف لو سلمنا بذلك، فـ 19 مليون من حقهم أن يعالجوا أمورهم بأنفسهم دون وصاية من أحد.
حسن معوّض: طيب سيد علي..
علي صدر الدين البيانوني: ليس من حق حزب البعث أن يفرض قراراته على الشعب السوري بأكمله.
حسن معوّض: حتى ولو كانت هذه القرارات على ما يقال أو يتوقع بأن تشمل مثلاً تعددية حزبية، تغيير موقف حزب البعث، إلغاء مثلاً بعض القوانين التي تطالبون بإلغائها مثلاً أو بعض فقرات القانون التي تجرّم من ينتمي إلى حزب الإخوان المسلمين مثلاً، يعني أنت تستبق ذلك الاجتماع وتقول بأنه لن يُصدر شيئاً حتى لو أصدر هذه الأمور لن تقبلها منه لأنه حزب بعث، أليس كذلك؟
علي صدر الدين البيانوني: لأ أبداً لم أقل: لا أقبلها منه، بالعكس إذا فعلاً كان لدى حزب البعث الجرأة والشجاعة أن يتخذ قرارات تاريخية تعيد للشعب حريته، ترفع الوصاية عن الشعب السوري وصاية الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع، وتعيد صياغة الدستور، وتلغي الأحكام العرفية والقوانين الاستثنائية وحالة الطوارئ، وتلغي القوانين الظالمة، وتعيد الأمور لأصحابها، وتعيد المظالم لأهلها، إذا هذا حصل فيكون حزب البعث قد قام بدور هام في الخروج من هذه الأزمة وإن لم يفعل ستزيد المشكلة تعقيداً.
حسن معوّض: طيب سيد علي يعني أنت تحدثت في الواقع في إحدى المراحل في هذه المقابلة عن تحسن تدريجي ربما كنت تتوقعه من النظام الحالي، على أية حال هناك من يرون في الواقع بأنكم سواء في الإخوان المسلمين أو في المعارضة السورية في الواقع بشكل عام تركزون على السلبيات - هذا ما يقوله البعض - ولا تذكرون الإيجابيات، هذه الإيجابيات التي يقولون بأنها تبدأ مثلاً بالانسحاب السوري من لبنان وتنتهي في الواقع بخروج جمعية حقوق الإنسان السورية مؤخراً في الواقع لتعلن قرارها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا على رؤوس الأشهاد وسط العاصمة السورية دمشق مروراً طبعاً أيضاً بتعيين سيدةٍ غير بعثية رئيسة للتلفزيون السوري وكذلك أيضاً على ما يقال الإفراج عن مساجين أكراد وكذلك على العزم على تجنيس من لم يُجنس من أولئك الأكراد، فماذا تقول في هذا؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن نعتقد أن الشعب السوري يستحق أكثر من ذلك بكثير ويستأهل أكثر من ذلك بكثير، يستحق إصلاحاً حقيقياً، هناك ما زال معتقلون سياسيون منذ ربع قرن في السجن، هناك معتقلي ربيع دمشق الدكتور عارف دليلة والنائب رياض سيف والنائب مأمون الحمصي وآخرون أيضاً، هناك ملفات إنسانية لم تُعالَج حتى الآن، مضى خمس سنوات على العهد الجديد في سوريا وما يزال هناك ملفات إنسانية عالقة تتعلق بالسجناء..
حسن معوّض: يعني سيد علي لأن الوقت يداهمنا يعني أنت تعتقد بأنه لم يحصل أي تحسن البتة، هذا ما تقوله، أليس كذلك؟
انفراجات تجميلية لا تقدم ولا تؤخر
علي صدر الدين البيانوني: حصلت بعض الانفراجات المحدودة والمعالجات السطحية ليست هناك معالجات جذرية حتى الآن، هناك قضايا كان من السهولة بمكان أن تتم إلغاء القانون 49 لا يحتاج 5 سنوات، عُدّل الدستور كله في ربع ساعة فقط، بينما إلغاء قانون ظالم مخالف لكل قواعد الإنسانية يكفي فيه كان أيضاً ساعة من الزمن لأن يُلغى، أيضاً إطلاق سراح السجناء كان أهم وأسهل من انسحاب الجيش السوري من لبنان، كنا نتمنى أن ينسحب الجيش السوري من لبنان طواعيةً بمبادرة من الرئيس السوري وليس بضغوط خارجية، كما نتمنى الآن أن يتم الإصلاح أيضاً بمبادرة ذاتية وليس بسبب ضغوط خارجية.
حسن معوض: وهذا هو السؤال في الواقع أنتم يعني في بياناتكم انتقدتم نظام الحكم لأنه على ما قلتم استجاب للضغوط الخارجية، هل كنتم تريدون من سوريا مثلاً أن تتحدى القرار الدولي رقم 1559 ولا تنسحب من لبنان مثلاً حتى تثبت بأنها لا تخضع للضغوط الخارجية؟
علي صدر الدين البيانوني: كنا نتمنى أن تستبق هذا القرار الدولي، كنا نتمنى أن ينزاح هذا الكابوس عن كاهل الشعب اللبناني بمبادرة ذاتية من السوريين كما ينبغي أن ينزاح الكابوس عن صدر الشعب السوري أيضاً، كنا نتمنى ألا يحتاج النظام السوري إلى ضغوط خارجية ليجري هذا الإصلاحات أو ليجري هذه الانسحابات.
حسن معوّض: طيب سيد علي في الواقع هناك من يلاحظون يعني تزامناً ربما يقولون بأنه غير عادي بين اشتداد حملتكم للمطالبة بالإصلاح بسوريا وبين اشتداد هذه الضغوط الخارجية، ألا يشعر المرء أو من حقه أن يشعر بأن هناك ربما تنسيقاً ما مثلاً؟
علي صدر الدين البيانوني: أعتقد أن مطالباتنا نحن ومطالبات بقية الفئات السورية بالإصلاح مطالبات قديمة ومستمرة، لا أعتقد أنه كان ينبغي أن تتوقف هذه المطالبات في هذه الحالة، ينبغي على النظام السوري كان أن يدرك ويبادر إلى إجراء هذه الإصلاحات ويلتفت إلى الشعب السوري وإلى القوى الوطنية الحية لإجراء حوار معها للخروج من هذا المأزق لا أن يستمر ويواصل سياساته، من حق الشعب السوري أن يطالب بحقوقه في كل الأحوال، مطالباتنا هذه سابقة لهذه الضغوط ومستمرة إلى أن نحصل عليها.
حسن معوّض: طيب في ضوء ما يُقال عن هذا التزامن، يعني هل حدث.. البعض يتساءل وربما ليس من الخطأ مثلاً على ما يقال في الواقع أن يتم التشاور والتنسيق بين أحزاب المعارضة وبين جهات في العالم يعني، هل حدث أن استمزجكم مثلاً الأميركيون بشأن آفاق الإصلاح في سوريا كما استمزجوا غيركم في السابق مثلاً؟
علي صدر الدين البيانوني: أبداً لم يحصل ذلك، ويبدو حتى الآن أن الأجندة الأميركية مهتمة بأمور أخرى لا علاقة لها لا بالحرية ولا بالديمقراطية في بلدنا، لها هناك مخططات وأهداف أخرى، نحن لم يتصل بنا من أي جهة خارجية للتشاور حول الشأن السوري، ونحن عندما نتحاور حول الشأن السوري إنما نتحاور مع السوريين ومع الفئات الوطنية السورية في الداخل والخارج.
حسن معوّض: طيب وماذا لو جاؤوكم مثلاً مستشيرين، هل سترفضون التشاور يعني تقديم المشورة لهم؟
[SIZE=5]
علي صدر الدين البيانوني: نحن لا نرفض الحوار مع أحد، نحن نحاور كل الناس، نختلف معهم أو نتفق، نشرح وجهة نظرنا، نبين حقيقة مواقفنا، نبين ما هي مصلحة بلدنا ومصلحة شعبنا، لا نرفض الحوار مع أحد.
حسن معوّض: بما في ذلك الأميركيون حتى نكون دقيقين؟
علي صدر الدين البيانوني: بدون استثناء نحن نتحاور مع الجميع ونبدي موقفنا للجميع ونهتم أولاً وآخراً بمصلحة وطننا وشعبنا.
حسن معوض: طيب سيد علي يعني أنتم قلتم في بعض بياناتكم بأن القوى الخارجية التي كانت تسند الأنظمة الديكتاتورية منذ ستين عاماً اعترفت الآن بالخطأ وتراجعت عنه، من هي هذه القوى يا ترى؟
علي صدر الدين البيانوني: أشير إلى تصريحات رسمية معلنة من وزيرة الخارجية الأميركية أنه كان من الخطأ أن تدعم هذه الأنظمة الاستبدادية، كانت تشعر هذه القوى الخارجية أن من مصلحتها دعم أنظمة الاستبداد، تقول الآن: أن هناك تحوّلاً في هذه السياسة، حتى الآن نحن لم نلمس حقيقةً هذا التحول، نتمنى فعلاً أن يُخلّى بين هذه الأنظمة وبين الشعوب حتى تستعيد هذه الشعوب حريتها بنفسها، وألاّ يعتم على المظالم وعلى انتهاكات حقوق الإنسان كما كان يجري في الماضي.
حسن معوّض: طيب ما رأيك سيد علي البيانوني فيما يقوله البعض في الواقع بأن الولايات المتحدة الأميركية صحيح ربما أنها تود أن تعمل على إرساء الديمقراطية والإصلاح في مختلف أرجاء المنطقة هنا منطقة الشرق الأوسط، ولكنها ربما ما في حالة سوريا ربما لا تحبذ إسقاط النظام لأن البديل وهذا ما يقوله البعض أيضاً سيكون حكماً إسلامياً، ما رأيك في هذا؟
علي صدر الدين البيانوني:
أنا أعتقد أن هناك جهات لها مصلحة في تضخيم حجم التيار الإسلامي في البلد لتخوّف به الآخرين وأنا أعتقد أن الآخرين يدركون حقيقة هذه الأمور، ونحن كل ما نطالب به أن يستعيد الشعب السوري حريته وأن يحكم نفسه بنفسه، ونحن كإسلاميين لا نرغب بالاستئثار في الحكم، أقصى ما نطالب به أن نكون شركاء مع غيرنا مع بقية الفرقاء السياسية في داخل البلد.
[SIZE=6]
حسن معوّض: سيد علي في الواقع نحن نفهم بأنكم وضعتم سقفاً زمنياً مدته ثلاثة أشهر في الواقع لمبادرتكم هذه، ماذا سيحدث بعد ثلاثة أشهر؟ هل ستسحبونها مثلاً؟
علي صدر الدين البيانوني: نحن نعتقد أن الأشهر الثلاثة التي ذكرناها كافية لأن تبدأ إجراءات تعزيز الثقة وتأكيد الجدية في الإصلاح؛ فإذا ظهرت مثل هذه البوادر - ويؤسفني أنها حتى الآن لم تظهر - معنى ذلك أن هذا النظام مصرّ على الاستمرار في نهجه ومستعصٍ على الإصلاح.
حسن معوّض: إذن في ختام هذا البرنامج أشكر ضيفي من لندن السيد علي البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.