على الرغم من ضخامة قاموس الإعجاز العلمي،
إلا أن هناك آية غائبة
لانسمع لها حساً ولا خبراً،
كثيراً ما طـُرحت بشكل جانبي في مواضيع نقدية للدين، وكثيراً ماتنفس المحاورون المسلمون الصعداء قائلين: الحمد الله أنه لم يركّز عليها.
لكن الآن.. أفرد لها موضوعاً مستقلاً، نظراً لأهميتها البالغة ولمدى الحرج الكبير والزلزال العظيم الذي تسببه في العقول الحائطية،
آية تكفي لنسف خرافة الإعجاز العملي..
آية..تسقط معها الأوهام أيما سقوط وتنهار أيما انهيار،
إنها آية:
(سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض)
ماهذا؟؟؟؟
الوحي الإلهي؟؟؟
لكن مهلاً مهلاً..
هناك آية أخرى في القرآن..
لا أكاد أصدق!
لقد شاءت الأقدار أن يكون القرآن في منتهى العجز العلمي ليقول:
(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة
عرضها السماوات والأرض)
يالطيف!!!!!!
السماوات!!!!!
الكون كله!!!!!!
القرآن لكي يغذي شبق المؤمنين بالجنة.. يبشرهم بأن عرضها كبير لدرجة أنها كعرض الكون البالغ تقديراً مائة ألف مليار مليار كلم
عرض ممتاز للجنة!!!
لكن.. زيادة في التشويق والفضل والمنة على عباه.. يضيف عليها: عرض الأرض!!!!
الذي يبلغ قطرها ستة آلاف كلم!!!
:what::what::what:
يقول الأستاذ الختيار في خواطره:
اقتباس:هل يمكن أن نقول أن المبنى الفلاني عرضه يساوي عرض هرم خوفو الكبير و حبة رمل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يعني لو قلت أن عرضه يساوي عرض هرم خوفو دون ذكر حبة الرمل ، هل ستختلف الفكرة ؟؟؟؟
مثال آخر :
يقول لك أحد علماء الفلك :
اكتشفنا محيط على الكوكب الفلاني عرضه يساوي عرض محيط الأطلسي + قطرة ماء .
هل هذا كلام إنسان عاقل أم شخص مخبول يردد ما يسمع دون فهم ؟؟؟؟
طيب تعال لنقرأ في القرآن :
"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبّكُمْ وَجَنَّة عَرْضهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْض " . الحديد
و ليست جنة وسعها السماوات و الأرض كما تقول أنت ، عرضها و ليس وسعها .
بالله عليك لو قال جنة عرضها السماوات دون الأرض ، هل سيختلف شيء في أبعاد الجنة ؟؟؟؟
لنعمل حسبة صغيرة
يوجد في السماء المرئية مائة بليون مجرة
و في كل مجرة مائة بليون نجم
قطر المجرة = 100 ألف سنة ضوئية
قطر الأرض = 12755 كم
الآن سنحسب حجم السماء التي نراها ، و التي يسمونها السماء الدنيا ، سنحسب حجماً تقريبياً لها ، و نعتبر عدد المجرات المقدّر هو الحد الأدنى لحجمها .
يوجد في السماء المنظورة (الدنيا) 100 بليون مجرة
و كل مجرة قطرها 100ألف سنة ضوئية
إذا قطر قبة السماء يساوي كأقل تقدير 100 ألف سنة ضرب 100بليون مجرة
و حتى نبتعد عن ضخامة الرقم ، سنفترض أن المجرات موزعة على 4 أجزاء من قبة السماء و ليست مصفوفة بخط مستقيم .
إذاً في كل جزء لدينا تقريباً 25 بليون مجرة
إذا نصف قطر قبة السماء =عدد مجراتها * قطر المجرة الواحدة (لاحظ أنني أسقطت المسافات بين المجرات لتصغير السماء الدنيا قدر الإمكان)
المعادلة تصبح كالتالي :
نصف قطر السماء الدنيا = 25 بليون مجرة * 100000 سنة ضوئية
= 25 * 1000،000،000 * 100،000 سنة ضوئية
= 2500000000000000 سنة ضوئية و هي 25 أمامها 14 صفر
السنة الضوئية = المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة
السنة الواحدة = 31557600 ثانية تقريباً
و الضوء يقطع في الثانية تقريباً 300000 كم/ث
إذاً في السنة يقطع 31557600 * 300000 = 9467280000000 كم
نعوض هذا الرقم في المعادلة فوق لنجد نصف قطر السماء الدنيا
= 2500000000000000 * 9467280000000 كم
= 23668200000000000000000000000 كم
= 236682 و أمامها 23 صفر هذا هو نصف قطر السماء الدنيا على أقل أقل تقدير
الآن لو أخذنا نصف قطر الأرض و هو 6377.5 كم و قسمناه على نصف قطر السماء الدنيا لوجدنا أن النسبة = 0.00000000000000000000000002694
أرأيت نسبة حجم الأرض لنسبة حجم السماء الأولى فقط ؟؟؟؟
فما بالك لو أخذنا نسبة حجم الأرض لنسبة حجم السماوات السبع ؟؟؟؟؟
بعد كل هذه الحسابات ، هل ترى قوله "جنة عرضها السماوات و الأرض " هي جملة صحيحة ؟؟؟؟؟
ألا ترى أن إضافة عرض الأرض لعرض السماوات هو كالذي يضيف حبة عدس للكرة الأرضية ؟؟؟؟
بل حبة العدس بالنسبة للكرة الأرضية أكبر بكثييييييييييييييييير من الكرة الأرضية بالنسبة للكون .
افترض أن حبة العدس قطرها نصف سم
= 0.000005 كم
نقسمها على قطر الأرض =12755 كم
= 0.00000000001
و هي نسبة أكبر بكثير من نسبة الأرض للسماء الدنيا
ربما نحتاج لأن نقسم حبة العدس إلى بليون قسم ، فيكون القسم الواحد بالنسبة للأرض يعادل الأرض بالنسبة للسماء الدنيا .
فهل حقاً تعني الأرض شيئاً بالنسبة لعرض السماوات السبع حتى يُقال : جنة عرضها السماوات و الأرض " أو " وسع كرسيه السماوات و الأرض " ؟؟؟؟؟
هل بعد كل هذا ستقول لي أن الله هو من أنزل القرآن الصالح لكل زمان و مكان ؟؟؟؟؟؟
نعم عزيزي الختيار سيقولوا وسيقولو،
المؤمنين في تفاعلهم مع هذه الآية ينحصرون في صنفين:
1- الله أعلم.
2-هه! القرآن فيه من الإعجاز العلمي ماقهر الباطل وجعل العديد من العلماء يسلموا! والآن تريدأن تقول أن فيه أخطاء علمية؟؟؟
أما بالنسبة للصنف الأول.. فلا أملك إلا أن أدعو له بالشفاء العاجل،
أما ذوي الصنف الثاني فأقول لهم:
معظم آيات الإعجاز العلمي تحتمل عدة تفاسير، لكن مايدفعكم لإعتماد التفسير الإعجازي هو إيمانكم المسبق بإلهية القرآن،
أي أن الإعجاز العملي هو نتيجة للإيمان بإلهية القرآن،
فلا يصلح التفسير الإعجازي للتدليل على إلهية القرآن، لكن الإيمان بإلهيته هو الذي يسمح بالتفسير الإعجازي.
لمزيد من التفاصيل:
http://ladeeni.net/forum/viewtopic.php?t=6...=613&highlight=
وهناك حالات إستثنائية جداً يكون الإعجاز فيها صحيحاً، لكن يتضح أن المعلومة الواردة في الآية مأخوذة من أساطير القدماء!!!
(فاستوى إلى السماء وهى دخان)
(أولم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما)
كلاهما وردا في العهد القديم وأساطير البابليين وغيرهم من الحضارات البائدة،
هذا طبعاً مع استبعاد تفسير ترجمان القرآن ابن عباس للآية الثانية بفتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالإنبات، وتوافق الشيء القليل جداً من الأساطير القديمة مع العلم المعاصر يدخل في نطاق التوافقات التي لاتندرج إلا في بند:الصدفة.
ومعلوم أن العرب قديماً لم يجدوا تناقضاً بين القرآن وبين معارفهم وعلومهم،
بينما اليوم استطاع المسلمون أن يوفـّقوا بين القرآن والتغير الهائل في المعرفة والعلوم، ليتنج لنا الإعجاز العلمي:15:
فمثلاً آية (والشمس تجري لمستقر لها)
فهمها القدماء وفقاً لمعرفتهم بأن الشمس هى التي تدور حول الأرض،
لكن اليوم فسروها على أنها تقصد دوران الشمس في المجرة:emb:
نرى من ذلك أن معظم آيات الإعجاز تحتمل وجهين: وجه إعجازي، ووجه عجزي قديم.
والآن.. كيف نعرف الطريق الصحيح منهما؟؟؟
نعرف ذلك حين نضع القرآن على طاولة البحث العلمي النزيه المتحرر من الأفكار والأهداف المسبقة.
فالنظر للقرآن على أنه مجرد نص تاريخي خرج علينا من 1400 سنة لا يدفعناللتوقع بأن يكون فيه مايتجاوز نطاق تلك الفترة، فوجدنا ذلك في تشريعاته ولغته وأفكاره،
من هذا المنطلق حين نتعامل مع آيات الإعجاز نجد أنها أقرب كثيراً لمفاهيم القدماء بينما في المقابل نرى كم المبالغة في التأويل والشطط لدى الإعجازيين،
فآيات القرآن العلمية حين تـُؤخذ على سياقها التاريخي تجدها تسير معك بكل سلاسة، أما حين تقرأ التفسير الإعجازي لها يظهر جلياً مدى المبالغة في التأويل والدوران،
ويـُحكم على هذه المسألة بالقطع حين نلاحظ التالي:
1-آيات يبلغ الشطط في تفسيرها حداً مروعاً ليس بحثاً عن الإعجاز،بل هروباً من الوقوع في العجز! كما فعل محمد الغزالي حين قال أن المقصود بالسماء في آية (رفع السماء بلا عمد) هو السحاب!!!(في الحقيقة غاب عنه أنه حتى هذا التفسير لا ينجي النص من العجز العلمي)
2-آيات لايمكن تفسيرها إلا بطريقة : الله أعلم، سيثبت العلم صحتها يوماً ما،
كما في قصةخلق آدم ومخالفتها لنظرية التطور التي صارت مسلمة لدى البيولوجيين.
لكن النظرة التاريخية للقرآن تبلغ القمة في:
3-آيات صريحة جداً في عجزها العلمي،فتصبح هذه الآيات ومع كل الإعتبارات السابقة وسيلة لمعرفة الطريق الصحيحة في تفسير الآيات: على الوجه القديم العجزي أم الجديد الإعجازي،
فآية (جنة عرضها السماوات والأرض) قاطعة في عجزها..
فلتكن هذه الآية عزيزي المؤمن هى الوسيلة لمعرفة الإعجاز من العجز في القرآن.
وكل عجز علمي وأنتم بخير