"تعددت الانتماءات .. والقيد واحد" ..

ربما يمكن لهذه العبارة ان تختصر طبيعة النير الذي ترزح تحته شعوبنا العربية.... فمن نقصان ان لم أقل انعدام كامل للحرية، الى تكميم الافواه، الى تعزيز لعبة السباق الماراثوني ما بين المواطن العربي ورغيف الخبز، الى انهيار سراب المستقبل في رؤى وطموحات اجيال الشباب العربي .. الى فقدان الامن النسبي ما بين وطن عربي وآخر ... الى سيطرة المحسوبية على الكفاءة ... الى .. والى .. والى .. وتمتد لائحة القهر لتضفي على الواقع صبغة سوداوية .. تجعل التهكم هو سيد الساح بلا منازع .. لان الشمعة التي تذوب مطلقة آخر زفراتها من النور، قد لا تكون متهكمة وساخرة من ذاتها المضمحلة .. بل من جحافل الظلام المحيطة والمتربصة بها .. لانها بذوبانها وانعدامها .. لن تجد الظلمة البهيمة من علة أو سبب يشعرها بوجودها .. فوجود الظلمة لا يستمر الا بنقيضها .. وهو النور ..

على كل حال ... فالمعاناة التي تطأ بثقلها على آفاق المواطن العربي .. وتذيقه مرارة الانتماء الى وطن .. جعلت الغربة هدفا أسمى للكثيرين .. تعددت اسباب الغربة .. ونتيجتها واحدة ... تعددت محاسنها ايضا .. وضريبتها معلومة ... وهنا يكمن السؤال .. وربما الاسئلة .. ولربما الاجوبة ايضا تتعدد بتعدد الاراء ووجهات النظر .. فلكل مغترب تجربته الخاصة .. ورحلته الفريدة .. وشوقه الى الوطن المتميز ... من هنا .. ومع كون العديد من زملائنا وأصدقائنا في النادي قد جرّب الغربة .. وربما ما زال يعيشها .. نتوجه بهذه الاستفهامات ..

* ما هي الاسباب الفعلية الداعية للاغتراب ؟؟
* كيف يقيم المرء تجربته الخاصة بالاغتراب ... وكيف ينظر الى الغربة بشكل عام؟؟
* هل الاغتراب بات الحل الاوحد للمواطن العربي؟؟
* كيف ينظر المغترب الى اصوله وجذوره؟؟ هل استقال منها؟؟ هل لما يزل متمسكا بها؟؟ هل استطاع التوفيق ما بينها وبين منظومة القيم المختلفة بحق ما بين موطنه الاصلي والبلد الذي فيه يعيش؟؟
* هل من الممكن ان يصدق معنا الوصف ان المواطن العربي يعيش فعلا حالة غربة في وطنه؟؟
* مع كون المغترب انسان من أصول معينة .. يعيش في بلد ذات أصول وخصوصيات مختلفة ... هل من الممكن ان نعتبر المغترب رسول حضارة مزدوج ، او همزة وصل حضارية ما بين وطنه الام والبلد المضيف؟؟
* كيف يمكننا ان ننظر الى تجربة بعضهم في الغربة .. أعني بها التجربة السلبية .. فنحن غالبا ما نسمع ان جريمة قتل او اغتصاب .. او سرقة .. او ما الى هنالك قد قام بها مغترب في بلد أجنبي ؟؟ هل هي باطل محض ؟؟ ام تعويض خفي عن حالة الضياع التي يعيشها المواطن العربي في بلده ... وربما قد يصح ان أصفها بـ"صدمة الحرية"؟
* تنتشر في بلادنا العربية ظاهرة العداء للغرب .. كيف ينظر المغترب الى البلد المضيف ؟؟ هل هو عدو له ...؟؟ ام هو صديق ؟؟ .. كيف يوصفه انظلاقا من تجربته الخاصة ؟؟

بانتظار اجوبتكم

دمتم بخير

(f)

موضوع جميل عزيزي غرموش

سنبدأ الساعة 10 بإذن الإنسان.

(f)

اقتباس:  Gramsci   كتب/كتبت  
 
1) ما هي الاسباب الفعلية الداعية للاغتراب ؟؟

2) مع كون المغترب انسان من أصول معينة .. يعيش في بلد ذات أصول وخصوصيات مختلفة ... هل من الممكن ان نعتبر المغترب رسول حضارة مزدوج ، او همزة وصل حضارية ما بين وطنه الام والبلد المضيف؟؟

ثم،

3) هل من الممكن ان يصدق معنا الوصف ان المواطن العربي يعيش فعلا حالة غربة في وطنه؟؟

هلا بيك غرموش وبهذا الموضوع التقدمي :23:
أنا أخترت الثلاثة الأسئلة الأولى.. رح افتح باب النقاش فيها..
وبالأخص السؤال الثالث (هنا في هذا الترتيب) أحب جدا الإجابة عليه (f)

شكرا طارق .(f)..ياريت تحط اغاني عن الغربة مثل ليش مغرب لنجوى كرم...شو عملتلي بالبلد...اشتقنا كثير لذكي ناصيف واغاني من عندك عن الغربة...

[SIZE=5]أتمنى مناقشة دور المغترب كمثقف حر وغير مرتبط بالسلطات بفضح الانظمة العربية والدفاع عن حقوق الانسان وتوعية المواطنين المقيمين ونشر معلومات الفساد ....

مساء الخير جميعاً ، (f)

1) ما هي الاسباب الفعلية الداعية للاغتراب ؟؟

البعض يغترب لإيجاد فرص عمل و هناك من اغترب لأسباب مادية أو دراسية و الأهم من هذا وذاك من اغترب عن وطنه لأسباب سياسية وأسباب الاغتراب قد لا تحصى.


2) مع كون المغترب انسان من أصول معينة .. يعيش في بلد ذات أصول وخصوصيات مختلفة ... هل من الممكن ان نعتبر المغترب رسول حضارة مزدوج ، او همزة وصل حضارية ما بين وطنه الام والبلد المضيف؟؟

بالتأكيد لكن هذا الرسول قد يخطئ فينقل وجها سلبيًا عن وطنه.

3) هل من الممكن ان يصدق معنا الوصف ان المواطن العربي يعيش فعلا حالة غربة في وطنه؟؟

أنا لم أجد لنفسي مكانا في جامعات وطني فأحسست بالغربة فيه ..
وفي زياراتي القصيرة له أقضي فترة الزيارة في معاملات حكومية تثبت أنني مواطنٌ فأنا ما زلت مغتربا فيه..
عندما أدخل إلى بلدي فأجد الأجنبي يستقبل بابتسامة وأنا يرمى جواز سفري رميا في وجهي فأنا ما زلت مغتربا في بلدي..

لكن عندما أزور الأهل وأجلس لأحدث العائلة عن الغربة فأنا الآن في بلدي.

what you say about this news
rasist in france

http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...fid=2&tid=28708

thank you

leisch mgarab ya tareq
:lol2::lol2::lol2:

تحياتي لجميع المغتربين (f)

1) ما هي الاسباب الفعلية الداعية للاغتراب ؟؟

أسباب كثيرة لا عدّ لها

2) مع كون المغترب انسان من أصول معينة .. يعيش في بلد ذات أصول وخصوصيات مختلفة ... هل من الممكن ان نعتبر المغترب رسول حضارة مزدوج ، او همزة وصل حضارية ما بين وطنه الام والبلد المضيف؟؟

أكيد زملائي

3) هل من الممكن ان يصدق معنا الوصف ان المواطن العربي يعيش فعلا حالة غربة في وطنه؟؟

بالنسبة لي أنا و الحمد لله لم أختبر الغربة في وطني ( الأردن ) و لكنني مقتنع يفكرة معينة عن الوطن لعلها تبعدني عن الشعور بالغربة ألا و هي:
الوطن ليس على الخارطة، الوطن في العقل و القلب و الفؤاد لا حدود له و لا جواز سفر، الوطن فكرة تنبت و تكبر مع تقدم العمر و مرور السنين، أنا أحمل وطني أينما ذهبت و هذا في اعتقادي الوطن المثالي، لا أظن أن تحقيق مبدأ "المدينة الفاضلة" أو الوطن الفاضل سهل في ظل الظروف العقلية و النفسية للمواطن العربي في هذا الزمان...

مشكلتنا أننا نبتعد عن التفاؤل كل الوقت و لا نتذكره إلا عند متابعة مباريات كرة القدم :nocomment:

و على قولة المثل "اللي بخاف من القرد بيطلعله" ...

تحياتي الوردية (f)

في حالتي، الغربة مركبة ..

ففي البداية أنا مصري، سافرت مع والدي إلى السعودية وأنا صغير نسبيا، لينقطع اتصالي بموطني لفترة طويلة ..

في هذه الفترة (فترة الطفولة) لربما لا يكون الشعور بالغربة قويا، فالحياة في مجملها وردية وجميلة .. لكن شخصيتي التي تتشكل متأثرة حتما بالوسط المحيط بها ..

كل شيء يبدأ بعد انتهاء المرحلة الثانوية، ففي هذه اللحظة، ولان الجامعات السعودية لا تقبل (الأجانب) فإنني عدت إلى مصر، وفي مصر كنت غريبا على أقراني، وكثيرا ما علق علي أحدهم بأنني قادم من المريخ أو كوكب مشابه .. :D

هذا المشوار لم يستمر طويلا! .. فبعد ترم واحد فوجئت بقبولي في أحد الجامعات السعودية (التي يفترض أنها جامعة راقية ومتفوقة) وهي الجامعة الوحيدة التي تقبل طلابا (أجانب) وبنسبة محدودة جدا .. وهكذا عدت للسعودية، لكن لأبدأ مشوار غربة جديد ..

فهاهنا أنا أجنبي في كل الأحوال، وفرصي في الحياة محدودة بمحدودية (أجنبيتي) ثم تأتي بعد ذلك غربة فكرية تتمثل في انفصال تدريجي عن التيار السائد، ثم أنا انطوائي كثيرا وقليل الأصدقاء، وفي سكن الجامعة غالبا ما أجلس في غرفتي وحيدا حيث أن زميلي في الغرفة كثير الخروج قليل المكث!

لذلك أنا غريب، لكنني لا اتنسم هواء الحرية كما يفترض!

والآن أنا ابحث عن غربة جديدة .. هل كندا خيار جيد؟

أغاني جميلة ياطارق..ومناسبة للموضوع...شكرا

(f)(f)