{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #101
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


تشكيل وزارة الدفاع في غضون خمسة شهور

بغداد ـ سحر السامرائي:
قال مصدر مسؤول لـ” الصباح “ ان تشكيل وزارة الدفاع سيتم في المدة الواقعة بين شهري شباط وحزيران من هذا العام. واوضح الجنرال دمسي من السلطة الائتلافية المؤقتة المسؤول عن قوة الدفاع المدني العراقي ان تحديد قدرات ومهمات ودور الجيش العراقي الجديد ستكون من بين مهام الحكومة الجديدة. جاء ذلك في الجلسة الاسبوعية التي عقدها
مجلس بغداد الاستشاري أمس وقال دمسي انه عندما يحين موعد تسليم السلطة للعراقيين في حزيران المقبل” فاننا اما ان نكون ضيوفاً عليكم او لا نكون موجودين أصلاً. وقد ناقش المجلس عدداً من الموضوعات المدرجة على جدول أعماله وبحضور كل من السيد آندي موريسن والكولونيل جورايس من سلطة الائتلاف.واستضاف المجلس الجنرال دمسي من سلطة الائتلاف المسؤول عن قوة الدفاع المدني العراقي ICDC متحدثاً لأعضاء المجلس عن فريق هذه القوة وموضحاً ان هناك ثلاثة أفواج ومن المؤمل تشكيل ثلاثة اخرى في غضون الشهرين المقبلين. وبخصوص قوة حفظ الامن قال الجنرال دمسي ان تشكيل هذه القوة ليس له طائل من دون وجود عناصر مخابرات مؤكداً تدريب بعض العناصر كخطوة أولى مع التشديد على تعليم هذه العناصر خدمة المواطن وليس خدمة جهات اخرى.


01-15-2004, 11:35 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #102
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


شعار جديد للسيستاني: "لا سلطة لمن جاء من الخارج" وتوجه اميركي الى انتخابات في مناطق الشيعة لإرضائه
نيويورك، بغداد, لندن - راغدة درغام الحياة 2004/01/15

تحاول الولايات المتحدة ايجاد حل وسط أو مخرج للمأزق السياسي الذي وضعها فيه المرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني المتمسك بالانتخابات, ورفع شعاراً جديداً امس: "لا سلطة لمن جاء من الخارج".

وتتجه سلطة الاحتلال الآن الى التراجع عن تصريحات الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر الذي اعلن أول من امس ان "لا وقت للانتخابات", من خلال اجراء انتخابات في بغداد والمناطق التي يسيطر عليها الشيعة, فيما تشكل مؤتمرات لاختيار مجالس محلية في بقية المناطق.

في غضون ذلك, قررت الأمم المتحدة عقد جلسة خاصة للاستماع الى رئيس مجلس الحكم الانتقالي, عبر الاجتماع الثلاثي الاثنين المقبل لشرح تصوره لدور الأمم المتحدة في العملية السياسية.

وواصلت القوات الاميركية عمليات الدهم في العراق فاعتقلت أربعة من أقارب عزة ابراهيم الدوري, وأحد المطلوبين على قائمة الـ55, فيما قتلت ثمانية من عناصر المقاومة خلال معركة في سامراء, واسفر تفجير سيارة في مقر للشرطة عن مقتل اثنين واصابة 31 شخصاً.

ونقلت شبكة "سي ان ان" عن مسؤول اميركي قوله ان واشنطن تعمل لتعديل خطتها لنقل السلطة, من شأنها تهدئة مخاوف الشيعة واتاحة تمثيل عريض لفئات المجتمع العراقي. وزاد ان التغييرات ليست مرتبطة بمعارضة السيستاني, مشيراً الى ان واشنطن تحاول منذ بعض الوقت الاتصال بالسيستاني عبر وسطاء, وأن المرجع الشيعي "أظهر بعض الليونة في بعض المسائل".

من جهته, حض السيستاني شيوخ قبائل وعشائر شيعية على التمسك بخيار الانتخابات. وقال خلال استقباله في مقره في النجف قبائل وعشائر مدينة السماوة والرميثة ان "السلطة لكم لا لمن جاء من الخارج". وتابع: "يجب ان تكون السلطة انتم والمجلس المقبل يجب ان يكون مؤلفاً من ابناء الشعب المنتخب".

وخاطب السيستاني الحاضرين ومعظمهم من شيوخ العشائر التي شاركت في ثورة 1920 ضد القوات البريطانية نريدكم ثواراً كما كنتم نريد السيادة لكم. وزاد: "يجب ان يكون لكم الدور الكبير كما كان لكم الدور في ثورة العشرين". وقال عضو مجلس الحكم الدكتور ابراهيم الجعفري امس لـ"الحياة" ان اللجوء الى اعتماد البطاقات التموينية قد يمثل حلاً لإجراء انتخابات وان كانت غير دقيقة في حال تعذر وجود احصاءات للناخبين, معترفاً بوجود تباين في وجهات النظر داخل مجلس الحكم. واضاف انه يمكن للأمم المتحدة ان تعطي رأيها وان تتم الاستفادة من تجارب الدول الاخرى, واذا وجدنا عقبة حقيقية سنبحث عن حل يقربنا من الانتخابات".

يذكر ان عدد البطاقات التموينية بلغ عشرة ملايين بطاقة في العراق. وكانت الاقتراحات الأولى ركزت على استبعادها لأن هناك مليون عائلة من معارضي صدام والمغضوب عليهم من النظام السابق لم تكن تستفيد من مزايا البطاقة, علاوة على وجود أربعة ملايين عراقي في المهجر لن يتمثلوا في الانتخابات التي تعتمد على البطاقة التموينية.

في نيويورك, عقد مجلس الأمن امس جلسة مشاورات مغلقة لبحث طلب وزير التخطيط والتعاون العراقي مهدي حافظ وقرر بالاجماع دعوة رئيس مجلس الحكم عدنان الباجه جي "الى جلسة خاصة الاثنين بحضور الأمين العام للاستماع الى تقويم للعملية السياسية ودور الأمم المتحدة ومجلس الأمن".

وبدأت الأمانة العامة الاستعداد لاحتمال إعادة موظفيها الى العراق فأبلغت السفير الأميركي جون نغروبونتي اعتزامها ارسال فريق من خبيرين عسكريين وخبيرين أمنيين لاستكشاف البيئة الأمنية, وطلبت مساعدة سلطة الائتلاف في ذلك. وقال نغروبونتي ان هذا الطلب "مؤشر الى استعداد الأمم المتحدة لاستعادة دورها في العراق... وهي خطوة في الاتجاه الصحيح".


شعار جديد للسيستاني: "لا سلطة لمن جاء من الخارج" وتوجه اميركي الى انتخابات في مناطق الشيعة لإرضائه


نيويورك، بغداد, لندن - راغدة درغام الحياة 2004/01/15


تحاول الولايات المتحدة ايجاد حل وسط أو مخرج للمأزق السياسي الذي وضعها فيه المرجع الشيعي الأعلى أية الله علي السيستاني المتمسك بالانتخابات, ورفع شعاراً جديداً امس: "لا سلطة لمن جاء من الخارج".

وتتجه سلطة الاحتلال الآن الى التراجع عن تصريحات الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر الذي اعلن أول من امس ان "لا وقت للانتخابات", من خلال اجراء انتخابات في بغداد والمناطق التي يسيطر عليها الشيعة, فيما تشكل مؤتمرات لاختيار مجالس محلية في بقية المناطق.

في غضون ذلك, قررت الأمم المتحدة عقد جلسة خاصة للاستماع الى رئيس مجلس الحكم الانتقالي, عبر الاجتماع الثلاثي الاثنين المقبل لشرح تصوره لدور الأمم المتحدة في العملية السياسية.

وواصلت القوات الاميركية عمليات الدهم في العراق فاعتقلت أربعة من أقارب عزة ابراهيم الدوري, وأحد المطلوبين على قائمة الـ55, فيما قتلت ثمانية من عناصر المقاومة خلال معركة في سامراء, واسفر تفجير سيارة في مقر للشرطة عن مقتل اثنين واصابة 31 شخصاً.

ونقلت شبكة "سي ان ان" عن مسؤول اميركي قوله ان واشنطن تعمل لتعديل خطتها لنقل السلطة, من شأنها تهدئة مخاوف الشيعة واتاحة تمثيل عريض لفئات المجتمع العراقي. وزاد ان التغييرات ليست مرتبطة بمعارضة السيستاني, مشيراً الى ان واشنطن تحاول منذ بعض الوقت الاتصال بالسيستاني عبر وسطاء, وأن المرجع الشيعي "أظهر بعض الليونة في بعض المسائل".

من جهته, حض السيستاني شيوخ قبائل وعشائر شيعية على التمسك بخيار الانتخابات. وقال خلال استقباله في مقره في النجف قبائل وعشائر مدينة السماوة والرميثة ان "السلطة لكم لا لمن جاء من الخارج". وتابع: "يجب ان تكون السلطة انتم والمجلس المقبل يجب ان يكون مؤلفاً من ابناء الشعب المنتخب".

وخاطب السيستاني الحاضرين ومعظمهم من شيوخ العشائر التي شاركت في ثورة 1920 ضد القوات البريطانية نريدكم ثواراً كما كنتم نريد السيادة لكم. وزاد: "يجب ان يكون لكم الدور الكبير كما كان لكم الدور في ثورة العشرين". وقال عضو مجلس الحكم الدكتور ابراهيم الجعفري امس لـ"الحياة" ان اللجوء الى اعتماد البطاقات التموينية قد يمثل حلاً لإجراء انتخابات وان كانت غير دقيقة في حال تعذر وجود احصاءات للناخبين, معترفاً بوجود تباين في وجهات النظر داخل مجلس الحكم. واضاف انه يمكن للأمم المتحدة ان تعطي رأيها وان تتم الاستفادة من تجارب الدول الاخرى, واذا وجدنا عقبة حقيقية سنبحث عن حل يقربنا من الانتخابات".

يذكر ان عدد البطاقات التموينية بلغ عشرة ملايين بطاقة في العراق. وكانت الاقتراحات الأولى ركزت على استبعادها لأن هناك مليون عائلة من معارضي صدام والمغضوب عليهم من النظام السابق لم تكن تستفيد من مزايا البطاقة, علاوة على وجود أربعة ملايين عراقي في المهجر لن يتمثلوا في الانتخابات التي تعتمد على البطاقة التموينية.

في نيويورك, عقد مجلس الأمن امس جلسة مشاورات مغلقة لبحث طلب وزير التخطيط والتعاون العراقي مهدي حافظ وقرر بالاجماع دعوة رئيس مجلس الحكم عدنان الباجه جي "الى جلسة خاصة الاثنين بحضور الأمين العام للاستماع الى تقويم للعملية السياسية ودور الأمم المتحدة ومجلس الأمن".

وبدأت الأمانة العامة الاستعداد لاحتمال إعادة موظفيها الى العراق فأبلغت السفير الأميركي جون نغروبونتي اعتزامها ارسال فريق من خبيرين عسكريين وخبيرين أمنيين لاستكشاف البيئة الأمنية, وطلبت مساعدة سلطة الائتلاف في ذلك. وقال نغروبونتي ان هذا الطلب "مؤشر الى استعداد الأمم المتحدة لاستعادة دورها في العراق... وهي خطوة في الاتجاه الصحيح".






01-15-2004, 11:37 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #103
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


الطريق إلى الديموقراطية في العراق
وجيه قانصو




يأخذ النقاش الحالي حول مستقبل العراق السياسي جديته وواقعيته، بعد فترة انحباس طويلة خنقت طموح المواطن العراقي وجعلته في حالة خوف دائم على الحياة وفزع على المصير. ولا يعتبر الوجود الاميركي في العراق بأي حال من الأحوال، مظهر عافية للحياة السياسية، إلا ان سقوط النظام السياسي في العراق، شكل نقطة تحول للمصير السياسي العراقي، ودافعا لفتح الملف الداخلي من قبل أبنائه. ورغم تدويل المسألة العراقية وتحولها الى نقطة تجاذب بين القوى وارتباط المصير العراقي باستحقاقات يتمازج فيها الداخلي مع الخارجي، فلا تعود الخصوصية العراقية هي المحدد النهائي لشكل النظام، إلا ان الفراغ السياسي الحاصل بعد نهاية حكم البعث، والتشوشات الناتجة على مستوى الهوية الوطنية العراقية، والتعدد الفوضوي الذي برز في اشكال الولاء السياسي والتضامن الاجتماعي في العراق، تستدعي مجتمعة في ظل حرية التعبير الممكنة وفسحة الخيارات المتاحة نسبيا، المبادرة الى مشروع تأسيسي لا يقتصر على النظام السياسي بل يشمل البنية الاجتماعية والثقافية، وبالتالي تأسيس عراق جديد.


مع سقوط حزب البعث العراقي، سقطت أيضا النزعة الشمولية التي لا تكتفي نخبة الحزب فيها بإدارة السلطة والشأن العام، بل موكلة ايضا بصناعة التاريخ، اي بإعادة انتاج المجتمع وفق أيديولوجية تملك وحدها حق تفسيرها وبرمجتها. إلا ان نهاية النخبة او تعطيل الممارسة الراديكالية للحكم السياسي، لا يعني أنه أصبح بالإمكان رسم خط فاصل بين الشأن المجتمعي وبين المؤسسة السياسية، ولا يعني كفاية اعتبار نظام الحكم ثمرة التقاء بين القوى المجتمعية، او حصيلة تقاطعات مشتركة بين الانتماءات المتعددة، او نتيجة تفاوضية وتعاقدية بين القوى والانتماءات المختلفة. اي لا يقتصر تأسيس النظام السياسي على نقل مرآتي للقوى والكيانات الاجتماعية المتعددة في العراق، بحيث تصبح المؤسسة السياسية كائنا سلبيا فاقدا قدرة التأثير الاجتماعي والتحويل الثقافي، وتكون الدولة كائنا وهميا او اعتباريا يزول بزوال موجبات العقد والاتفاق بين الاطراف الاجتماعية. فالنظام السياسي يملك، بما يشكله من مؤسسات وهرميات إدارية، منطقا خاصا وشكل وجود مستقل عن نظام القوى الاجتماعية، الأمر الذي يمنحه القدرة التي لا تقتصر على احتكار انحاء العنف المشروع، بل على إعادة إنتاج المجتمع نفسه. فكما يتقوم النظام السياسي بالإجماع العام وبمصالح مشتركة وبموحدات ثقافية جامعة، كذلك فإن العراك أو الاستقرار الاجتماعي يكون بفعل النظام السياسي. وهذا يعني ان قدرة المؤسسة السياسية الجديدة في العراق، على إحداث التحريك الاجتماعي، لم تعد تتم بتدبير وكرازمية النخبة القائدة، بل تكون وفق تفاعلات علائقية وتأثيرات منطقية، تطور بنية القوى الاجتماعية وتخلق أطر تضامن جديدة.

الخيار السياسي، ليس مجرد خلق لأطر إجرائية تسير شؤون الحياة او تنظم الخلافات أو تضبط التناقضات الحاصلة في التكوين الاجتماعي الحالي، بل هو ايضا خيار لأشكال بنية مجتمعية جديدة تصهر بعض الولاءات القائمة وتذيب بعضها الآخر داخل أطر أوسع. أي لا يتحدد المستقبل السياسي في العراق بالوصول الى حالة توافقية بين جميع الأطراف، بل ينطلق من إشكالية هوية وطنية قادرة على امتصاص كافة الولاءات في داخلها، من معضلة كتل طائفية وعرقية ما تزال الملاذ الآمن والنهائي لكل عراقي، من قابلية الكيان المجتمعي العام للتفتت الى كيانات مجزأة تبني طموحها السياسي وتنشئ خطابها من هواجس خاصة بها. الحديث عن الخيار السياسي في العراق، هو أيضا حديث عن مجتمع عراقي جديد، عن مؤسسة سياسية تملك قوة التحريك الاجتماعي وتتميز بالقدرة الدائمة على دمج القوى الاجتماعية والارتقاء بها الى أشكال اجتماعية تستجيب لإلحاحات التطور التاريخية وقادرة بدورها ايضا على إبداع أشكال مؤسساتية جديدة تهضم التحولات الحاصلة، أي إن الخيار السياسي الجديد هو أيضا خيار وطن ومجتمع جديدين.أوجد النظام السابق، غربة بين الفرد العراقي وبين الدولة، وولدت عنده الخوف وعدم الأمان من المؤسسة السياسية، وأضعفت الأجهزة الأمنية سلوك التنظيم والتضامن السياسي في المجتمع وأعاق تطور الوعي العام فيه، وجعل ولاء الفرد المطلق للدولة مشوبا بالحذر، وخلق مناخا دائما من الارتياب العام بأولئك الذين يحكمون ومن فقدان الثقة بهم.


هذه الوضعية، دفعت المواطن العراقي الى التمسك بأشكال تضامن تقليدية وبدائية أحيانا، تبدد في داخله مشاعر الخوف وتعوض اغترابه، وقد تمثلت أشكال التضامن تلك بمركّب من المذهب والعشيرة والقوميات الخاصة. اي تعبر التضامنات الحالية عن خليط من اشكال التضامن الأولية وعن تداخل معقد بينها، وتتفرد حاليا في تعريف وتحديد الهوية العراقية. وهذا يفسر صدارة القيادات العشائرية والرموز المذهبية والاحزاب القومية، في ملء الفراغ السياسي والضعف التضامني الحاصل بعد سقوط النظام، والتي مهما كان مستوى وطنية خطابها، إلا أنها، بحكم خصوصية موقعها وبحكم فئوية تكوينها، تبقى عاجزة عن تمثيل فئات الشعب العراقي كله وعن احتضان المشروع الوطني المستقبلي والتكلم باسمه. وهذا لا يعني أن الديموقراطية في العراق، تتطلب إزالة اشكال التضامن الطائفية او العشائرية في العراق، التي استطاعت أن تؤمن للفرد العراقي في زمن غربته وخوفه الحماية والرعاية، بل تتطلب الديموقراطية الارتقاء بأشكال التضامن والولاءات الخاصة الى مستوى جديد من الانتماء والهوية قادرين على دمج الولاءات المتعددة وصهرها، وخلق نظم ارتباط تقف على مسافة واحدة من الجميع.


مشروع الديموقراطية في العراق، ليس مجرد ترتيبات إجرائية، بل هو ترجمة مؤسساتية لنزعة فكرية تشدد على حريات الأفراد وعلى انعتاقهم الفكري والديني، وهو شبكة عوامل وعلاقات تشكل سهلا ثقافيا وفضاء فكريا لا يقتصر على المجال السياسي بل يتوغل في بنية وتكوين المجتمع، فالحرية والعدالة لا تتحققان بمجرد الإطاحة بنظام مستبد، إذ ان الذي يحمي الاستبداد ويمنع انهياره يكون بقوة تنبع من باطن المجتمع نفسه. انجاز الديموقراطية لا يتم بفعل سحري او باستعارة وصفات جاهزة من الإدارة الاميركية، بل يكون بوصولها الى مستويات اللاوعي واللاشعور الجمعي في المجتمع، يسهل الانتقال معها من واقع بنيوي ينتج استبدادا الى واقع بنيوي آخر يوفر شروطا تاريخية لديموقراطية حقيقية.
من هنا يظهر الدور التاريخي للأحزاب السياسية في العراق، في الانتقال الى فضاء الحرية والعدالة، وفي خلق أطر ولاء جديدة تتجاوز الأطر التقليدية، وفي طمر الفجوة الحاصلة بين الفرد وبين الدولة او المؤسسة السياسية، وفي ابتكار قنوات للتعبير عن المصالح، وفي توحيد قواعد الاداء السياسي وشروط التكتل الشعبي. إلا ان المشكلة تكمن في عدم أهلية او قابلية الاحزاب العراقية لأداء هذا الدور، حيث ان أكثرها تأسس في مناخات سياسية وفكرية مغايرة للظرف السياسي الراهن، وما يزال أكثرها يحمل برنامجا شموليا ومنطلقات أيديولوجية، تماثل في بنيتها وهكيليتها حزب البعث الحاكم نفسه، رغم كونها مناهضة له.


تأسست الاحزاب في العراق كقوى معارضة، ثم الجأها ظلم النظام السابق الى هجرة نخبها وقيادتها وممارسة نشاطها السياسي خارج العراق. فسبب ذلك تعطيلا لفعاليتها السياسية نتيجة إقصائها عن ساحة نشاطها الحقيقية، وأحدث اغترابا بينها وبين طبقات المجتمع العراقي في الداخل، الأمر الذي أفقدها خاصية التمثيل او التعبير عن التطلعات السياسية للمجتمع العراقي. ومع تبدد جماهير الاحزاب العراقية وتوزع قواعدها في كل اتجاه، لم يبق من هذه الاحزاب إلا هياكلها ونخبها الطليعية التي تصوغ بياناتها السياسية وتفسر منظومتها الايديولوجية.
وهذا يدل على حاجة الاحزاب السياسية في العراق الى إزالة الاغتراب بينها وبين المجتمع قبل إزالة الاغتراب بين المواطن وبين المؤسسة السياسية، والى اعادة بناء تكوينها التنظيمي الذي اتسم في السابق بكثير من السرية الأمنية، لتصبح اكثر شفافية وأكثر تواصلية، والى نقل سلطة القرار فيها من النخب الملهمة والمؤسسة الى قواعدها العريضة، والى التقليل من شروط الانتماء إليها والتخفيف من صرامة الالتزام الحزبي فيها، ليتسنى للجميع الانخراط في العمل الحزبي وتحسس معنى المشاركة السياسية. والأهم من ذلك حاجة هذه الاحزاب الى الخروج من مظلة الطائفة او العشيرة او القومية الخاصة، حيث كان منتسبو أكثر هذه الاحزاب يقتصرون على جماعات خاصة داخل المجتمع العراقي، وكان خطابها السياسي ينطلق من خصوصيات تلك الجماعات. مهمة الاحزاب ان تقدم وتطرح لنا قيادات تكون فاعلة في بناء المؤسسات السياسية، وهذا لا يتحقق إذا جاءت هذه القيادات من داخل أطر وتكتلات تتطابق مباشرة مع انتماء طائفي وتضامن قومي خاص.
الوضع السياسي الراهن، قد حول مهمة الاحزاب السياسية في العراق، من معارضة للنظام الى تأسيس واقع سياسي واجتماعي يعيد الحيوية لوطن متعب ومنهك، مما يعني ان ثقافة النضال واستراتيجيات الأداء السابقة قد اصبحت من الذاكرة، ولا بد من إنتاج ثقافة وبناء خطاب ونسج تحالفات جديدة تسم معالم عراق سياسي جديد. اي ان بناء حياة سياسية جديدة في العراق يستدعي إعادة بناء الاحزاب لنفسها، والتي لا تقتصر عمليتها تعديلات طفيفة وشكلية في لغة الخطاب السياسي، بل تكون بإعادة تعريف وتكوين لحقيقتها بحيث تطابق في المعنى والوجود حقيقة الوطن العراقي نفسه.
() كاتب لبناني

01-15-2004, 11:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #104
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


السيستاني يعارض المقاومة المسلحة


اعلن ممثل للسيستاني، هو محمد طه الحسيني، خلال نقاش مع طلاب في الكوفة ان "السيد السيستاني يرى ان تكون المقاومة سلمية"، اذ ان "المقاومة المسلحة لا تخدم الشعب في المرحلة الحالية". وقال ان "مصير العراق سيتحدد خلال اقل من شهرين وساعة الصفر باتت قريبة جدا". واضاف: "علينا ان نعي حقوقنا ونطالب بها كما على الشعب التهيؤ اذ ليس لأحد الحق في ان يفرض ولو مادة واحدة من مواد الدستور العراقي.


النهار .


01-15-2004, 11:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #105
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟



عدنان حسين



ما كاد يعترينا، مرة جديدة، الشعور بالفخر والاعتزاز حيال موقف لمجلس الحكم العراقي ظهر فيه انه مؤسسة وطنية مسؤولة، على رغم نواقصه غير القليلة، حتى فاجأنا في اليوم التالي بموقف خاطئ جملة وتفصيلا. بل ما كان له ان يقرره لانه ليس من اختصاصه ولا يدخل في صلاحياته باعتباره هيئة مؤقتة غير منتخبة تطوع اعضاؤها لادارة البلاد في ظروف استثنائية للغاية.. صعبة للغاية، تسبب فيها ويتحمل مسؤوليتها الكاملة شخص واحد هو صدام حسين وحزب واحد هو حزب البعث.
باعلانه ان الوقت غير ملائم الآن لانتخاب برلمان انتقالي انتخابا عاما مباشرا تنبثق عنه حكومة تتولى قيادة البلاد في الفترة الانتقالية، انما اتخذ مجلس الحكم القرار الصائب الذي يضع في الاعتبار الأوضاع الصعبة غير المستقرة للبلاد واولويات سكان البلاد الراهنة المتعلقة بالأمن والأحوال المعيشية والخدمات العامة.
لكي تحقق الانتخابات الهدف المبتغى منها، وهو اختيار الممثلين الحقيقيين للشعب العراقي، لا بد من توفير شروطها اللازمة، واولها الأمن والاستقرار، وثانيها الاحصاء السكاني، وثالثها الجهاز الاداري النزيه ورابعها.. وخامسها... وتاسعها ادراك الناس جميعا لهدف الانتخابات، وعاشرها معرفة الجميع ايضا المعرفة الكاملة بسجايا المرشحين وخصالهم وشعاراتهم وافكارهم.. وهذا كله غير متوفر الآن ولن يتوفر في غضون خمسة اشهر او حتى سنة كاملة من الآن.
قرار مجلس الحكم حقق ايضا هدفا عرضيا غير قليل الأهمية، واظن ان اغلبية العراقيين ترغب فيه، وهو التصدي لسعي المؤسسات الدينية للتدخل في شؤون السياسة وادارة البلاد. ومع كامل التقدير والاحترام لها فان المؤسسات والشخصيات الدينية يتعين ان تمتنع، في العراق الجديد الديمقراطي، عن التدخل في السياسية مثلما يتعين على السياسيين عدم التدخل بأي شكل في الشؤون الدينية وعلى الدولة ان تحترم الأديان وتضمن ممارسة الشعائر والطقوس الدينية بحرية كاملة، وهو ما كان منعدما في عهد صدام وعانى منه الناس، وبالأخص رجال الدين والمؤسسات الدينية، أقسى المعاناة.
الاجراء الصحيح الذي يلزم ان يشرع فيه مجلس الحكم الآن لتسلم السلطة من التحالف وانهاء الاحتلال بحلول الأول من يوليو (تموز) المقبل، هو توسيع التحالف السياسي ـ الاجتماعي الذي يمثله الآن والانفتاح على كل القوى والشخصيات ذات النفوذ ـ من خارجه ـ التي ترغب ايضا في اقامة النظام الديمقراطي وازالة التركة الثقيلة من الخراب والتخلف للحقبة البعثية الطويلة، وكذلك تشكيل حكومة جديدة واعادة تشكيل ادارات الدولة على اسس الكفاءة الادارية والمهنية والنزاهة وليس على الأسس الطائفية والحزبية والولاءات الشخصية كما هو جار الآن.
اما قرار مجلس الحكم الخاطئ في جملته وتفصيله وعلى نحو صارخ فهو المتعلق بتشريع قانون جديد للأحوال الشخصية (بدأت نساء العراق اول من امس حركة احتجاجية ضده) يرتد بحال المرأة العراقية الى عصر الحريم وعهود العبودية ويسلب منها حقوقا ـ هي ناقصة في الأساس ـ انتزعتها بالدماء والدموع والمعارك الضارية وكافحت من اجلها، ومعها المثقفون والقوى السياسية المتحضرة لما يزيد عن قرن من الزمان.
مجلس الحكم ليس منتخبا، وهو بالتالي ليس مخولا البت في القضايا الكبرى، وقضية الاحوال الشخصية واحدة منها. انه هيئة مؤقتة لتصريف الأعمال، واجبها الأساسي حفظ الأمن والنظام وتحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات العامة وتأمين انهاء فترة الاحتلال ثم الفترة الانتقالية في اقرب فرصة ممكنة والتهيئة لانتخاب مجلس تأسيسي في الوقت المناسب. وما عدا هذا، ومنه قضية الاحوال الشخصية، فليس من اختصاصاته بأي حال. وحتى في القضايا التي تدخل في اختصاصه فليس من حقه اتخاذ قرارات من دون استشارة الوزراء والمختصين وهيئات المجتمع المدني، كما ليس من حق رؤساء المجلس اتخاذ قرارات من وراء ظهر الاعضاء الاخرين، كما حدث مع قرار الاحوال الشخصية هذا.

01-15-2004, 12:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #106
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟



الموقف والمتغيرات في إيران والعراق



تصاعد الأزمة في ايران بدأ ينذر بصعوبة ايجاد تسوية ترضي طرفي المواجهة، فاذا لم يتراجع مجلس مراقبة الدستور عن قراره بمنع مرشحي الجناح المعتدل، فان هذا الجناح سيضعف سياسيا، واذا تراجع المجلس وحقق المرشحون المعتدلون فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فان وضع المتشددين لا بد ان يهتز بقوة.

وفي العراق، البلد المجاور، رفض مجلس الحكم العراقي طلب آية الله علي السيستاني اجراء انتخابات مبكرة، وهو كان طلب ان تعيد الولايات المتحدة السيادة الى حكومة عراقية منتخبة.

الناطق باسم بول بريمر، الذي سمته صحيفة «الوول ستريت جورنال» قيصر العراق، قال: «ان بريمر في الوقت الذي يكن فيه كل الاحترام لآية الله السيستاني، إلا انه يتطلع الى تطبيق اتفاق 15 تشرين الثاني (نوفمبر) السياسي». بكلمة مختصرة: لا انتخابات.
يريد السيستاني ان يملك اكبر نفوذ في وضع الدستور ونوعية العلاقة مع الولايات المتحدة، ويدرك ايضا، ان انتخابات قريبة لن تجذب مقترعين كثراً من المناطق السنية، حيث يمكن للمقاومة ان تعرقل الانتخابات، وقد يكون هذا ما يحسبه لصالحه.


من ناحيتها، ترغب الولايات المتحدة بتعاون شيعة العراق، لكنها لا تريد منحهم السلطة القصوى، وهي في افضل الاحوال ترغب في تحقيق توازن قوى ما بين الأطراف الثلاثة الأساسية: السنة والشيعة والاكراد، بحيث لا يمكن لأي طرف ان يحكم من دون ان يشكل تحالفا مع الطرفين الآخرين، فهذا يقوي نفوذ الولايات المتحدة في العراق ويحافظ على مصالحها في المدى البعيد.
ومع انخفاض عدد الهجمات ضد القوات الاميركية، تشعر واشنطن ان المجال مناسب لها للتقارب اكثر مع الزعماء السنة. لكن انخفاض نسبة العمليات ضد قواتها، قد لا يستمر، وفي هذه الحالة فان آخر ما تريده هو ان ينتفض الجنوب.
بدوره، لا يحبذ السيستاني اي توتر صاعق في الجنوب، كما انه لا يريد انتخابات، انما يسعى الى التفاوض على نوعية الحكومة التي سوف تتسلم السلطة من الولايات المتحدة. واذا أخذنا في عين الاعتبار عدم وجود زعيم سني، فان مشكلة شيعة العراق انهم منقسمون الى ما لا يقل عن خمس فئات، ولا بد ان السيستاني يريد دورا اساسيا لمجموعته، إن لم يكن الدور المتحكم في الحكومة المقبلة. ويمثل السيستاني الزعامة الدينية انما تربطه علاقات سياسية بعبد العزيز الحكيم.
المشكلة، ان اولويات الولايات المتحدة تتبدل في العراق، فهي عند الغزو احتاجت للأكراد، ومع تفجر الأوضاع في المثلث السني، احتاجت للشيعة لتبقى الأوضاع في مناطقهم هادئة، وهي كانت سخية في وعودها للاكراد ورفعت سقف التوقعات الشيعية، واليوم تراجعت عن دعمها المطلق للاكراد، وذكرتهم بأنهم ما تمتعوا بالحكم الذاتي طوال الحصار الدولي على العراق، إلا بسبب حمايتها، وحذرتهم من ان دماء القوات الاميركية لن تسيل في شوارع كركوك من اجلهم.
وهي قدرت الشيعة بقدر حاجتها اليهم، ومع شعورها بان الهجمات ضد قواتها الى انخفاض، تقلصت حاجتها اليهم، وإن لم يتغير موقفها الأساسي الذي عبر عنه صراحة بول بريمر في حديث الى التلفزيون البريطاني قبل شهر تقريبا، وهو: اذا اسفرت نتيجة اي استفتاء شعبي عن اقامة جمهورية اسلامية في العراق، فانه لن يوافق عليها، وقال حرفيا: «انا من سيصادق في النهاية، ولن افعل».
في ايران والعراق، كل طرف يزن قوته ويقيس موضعه، وربما غاب عن الولايات المتحدة، ان ما تعتقده مناورات في منطقة الشرق الأوسط، كثيرا ما ينقلب الى ما لا تحمد عقباه. اننا ارباب التجارب والمحاولات الخاسرة او المجهولة النتائج، والأوضاع المعيشية اليومية في العراق تغذي انتشار هذه التجارب.


هدى الحسيني/ الشرق الاوسط .





فكرة سديدة في المسار نحو الديموقراطية :


01-16-2004, 11:27 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #107
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


مظاهرات البصرة تقلب الموازين، وتضع العراق على حد السكين

كان كما الحلم المزعج بالنسبة للبعض الذي كان منحازا للنظام المقبور، أو يتقاضى منه، فيسرف بعدائه للشعب العراقي، وخصوصا تلك الفضائيات المأجورة كالعربية والجزيرة، حين استفاقوا يوم الجمعة الماضي على مظاهرات البصرة التي مزقت سماء الصمت، حيث فاق عدد المتظاهرين فيها على مائة ألف إنسان، منظمة تنظيما رائعا وفيها من المشاركة ما يمثل كل أطياف الشعب العراقي، حيث كانت كاستجابة للمرجعية الدينية في النجف، ساروا في المظاهرة ومازالوا يطلقون هتاف السلام والحياد ويدعون لانتخابات شرعية، لتضع العصى الغليظة في عجلة مشروع نقل السلطة للعراقيين وتقلب كل موازين وحسابات الإدارة الأمريكية في واشنطن، فحمل بريمر أوراقه مغادرا بغداد إلى هناك، بعد أن تلقى أبلغ رسالة له منذ أن تسلم الإدارة في بغداد ولحد الآن.

كان البعض يعتقد، خاطئا إن الشيعة خاملون ولا موقف لهم، وقد سألني البعض، ممن غررت بهم الفضائيات المغرضة كالجزيرة والعربية، لم لا يتخذ الشيعة لهم موقفا واضحا من الاحتلال؟ بعد أم وصفهم بالخنوع متحاشيا وصفهم بالعمالة كما يفعل غيره، ربما كان ذلك تحاشيا للتصادم معي بشكل مباشر، كونه يعرف من أكون، وقتها لم يتلقى مني سوى جوابا واحدا وبسيطا، أن كيف يقاتل الإنسان ضد مصلحته، والأمر برمته يسير لصالحهم. نفس الشخص، ومن خلال دهشته وحالة الذهول التي هو بها، يسألني عما حصل، وما الذي تغير ليخرج كل هذا العدد في مظاهرة واحدة عالية التنظيم؟ وفي مدينة واحدة فقط، ليست العاصمة أو النجف حيث مقر المرجعية الدينية؟

حاولت الفضائيات المأجورة أن تكتم الخبر بما أوتيت من قوة ووسائل لإخفاء الحقائق وتزيفها، ولكنها لم تستطع، ولكن تعاملت مع الأمر ببرود، في حين كانت هذه الفضائيات تتحمس لمظاهرة من بضعة أطفال مدفوعين لأغراض دنيئة، وتعيد المشهد على أبصارنا ومسامعنا ألف مرة في اليوم الواحد وبحماس بالغ، تشعر وكأن العراق قد قلبت أركانه الأربعة.

لم نكن وحدنا من رصد التحركات العربية التي سبقت وضع آلية نقل السلطة للعراقيين وما كانت تحمل حقائبهم الدبلوماسية من مشاريع كارثية ذات بعد طائفي، وذلك بعد أن تباكى قتلة الشعب العراقي من فلول البعث ومجرمي النظام المقبور، بحجة إن السنة العراقيين مغيبون عن السلطة ويطالبون بدور أوسع من حجمهم كونهم قد حكموا الشعب العراقي على مدى أربعمائة عام متواصلة، على حد تعبير مساعد وزير الخارجية الأمريكي، أرميتاج، والذي كان قد استعار هذا التعبير من الرئيس المصري، عراب الطائفية العربية. لم نكن وحدنا من رصد هذه التحركات المشبوهة، بل المكشوفة جدا، لا بل الأكثر وضوحا من الشمس في سماء الخليج، فإن هذا المشروع المريض كان يروج له في العلن وتبناه كل أحبة الولايات المتحدة في المنطقة من دول الجوار والأبعد من الجوار، وما أعلنه أرميتاج في مصر، من أنه متفهما لموقف الدول العربية، وإنه سيعرض هذا المطلب على إدارته حالما يصل إلى واشنطن.

بالرغم من أن الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة على إنجاح مشروعها ببناء نظام ديمقراطي في العراق، إلا إنها مهتمة أيضا بإرضاء الأصدقاء على حساب الشيعة، طبعا، حيث إنهم مسالمون ولم يتحركوا لحد الآن ويبدوا أنهم خاملون، وينسون، بل يتناسون، من أن الشيعة قد ملئت بهم الأرض مقابر جماعية، وما كان هذا إلا رد فعل لما فعله الشيعة حين انتفضوا بوجه الحاكم الظالم مرات ومرات. وربما كانت الإدارة الأمريكية تتصور إن الشعب العراقي مغفلا وسيقبل بما سيقدم له بعد أن لاقى ما لاقى من الذل والهوان على مدى أربعمائة عام من التهميش والتعسف والقتل والمقابر الجماعية والمجازر التي كانت تحرق الأخضر واليابس، ولكن المظاهرات قد أوصلت الرسالة البليغة لكل من كان يعتقد، أو يحاول أن يخدع نفسه من هؤلاء ما هم إلا رعاع سيقبلون بأي شيء ومهما كان شكله، فإنه سيكون أكثر مما كانوا يتصورون أن يحصلوا عليه.

ربما لا يروق هذا التحرك للولايات المتحدة، خصوصا وإن الذي يقوده آية الله السيستاني، رجل الدين الشيعي الذي ربما سيكون سببا بأن يمهد الطريق لحكم رجال الدين في العراق وإقامة حكومة على غرار إيران، حكومة الفقيه الوالي والتي ترفضها الإدارة الأمريكية وتتوجس خيفة من أن يكون هناك مثالا آخر لإيران في المنطقة.

ربما لنا في انتفاضة ال 91 ، أو يسمى بالانتفاضة الشعبانية دروسا لن ينساها الشعب العراقي أبدا، ففي اليوم الأول للانتفاضة التي كانت تخلو تماما من العنصر الديني، أو أي عنصر سياسي آخر، كانت السي أن أن تروج لها وتدعوا الشعب بالانضمام لهذه الانتفاضة المباركة وكانت تتابع مجرياتها دقيقة بدقيقة، ولكن بعد ثلاثة أيام، وفجأة، وبدون سابق إنذار، انقطعت السي أن أن من نقل التطورات على الساحة العراقية، وذلك بعد أن تأكد لها إن العناصر الإيرانية، أو ذات الولاء الإيراني، قد اتخذت لها مواقع في قيادات المجالس الشعبية في المدن التي عمتها الانتفاضة وهي مدن أربعة عشر محافظة وثلثي بغداد العاصمة، وقد حسم الأمر لها، وسقط النظام موضوعيا، وتهيأ أقطاب النظام للهروب وعلى رأسهم صدام ذات نفسه، وذلك بعد أن هرب أموالا لا تعد ولا تحصى والذهب على متن ثلاثة طائرات جمبو ومعها ابنه قصي الذي عينه سفيرا في كوبا.

وهكذا بدأ التعتيم الإعلامي على مجريات الأمور في العراق بشكل كامل، حيث تم لهم، وبسرعة إعادة لم شمل عناصر الحرس الجمهوري، بعد أن كان قد تشتت، وجمع الكثير من أسلحته، ويقول شهود عيان، إن أول الطائرات التي دكت متاريس الخط الأول لتحصينات المنتفضين، كانت طائرات الأباتشي، وذلك قبل أن تعطي أمريكا الحق لصدام باستخدام طائراته السمتية لضرب تحصينات الانتفاضة، واستمرت السمتيات بالعمل وقتل العراقيين حتى سقوط النظام مرة أخرى على أيدي الأمريكان قبل عدة أشهر.

من خلال ما تقدم يمكننا أن نقرأ الدرس الأول، والذي أعتبره الأخير أيضا، هو إن الأمريكان ما كانوا سيعملوا على إجهاض الانتفاضة لو لم يتدخل العنصر الإيراني فيها والذي يسعى لإقامة الدولة الإسلامية على أساس من مبدأ ولاية الفقيه، هذا الدرس كاف جدا، لكي يجعلنا نتخوف نحن أيضا من إن الأهداف للمرجعية في النجف من إقامة انتخابات مبكرة في العراق، هو أسلوب لمصادرة السلطة من الشعب، وذلك من خلال انتخاب رجال الدين فقط، ليتولوا أمور البلد.

ففي ضل الفراغ السياسي الذي تركه الدكتاتور، بعد أن صفى كل الأحزاب العراقية ، وخصوصا العلمانية منها، فلم يترك سوى شيء واحدا عصيا على التصفية وهو الدين، فالمرجعية الدينية، الآن هي المرجعية الوحيدة في الشارع العراقي القادرة على تحريك الشارع، وبالمقابل يجدها الشارع هي المرجع الأوحد الذي لا منازع له على الإطلاق، فالمخاوف الأمريكية من أن تكون تجربة ال 91 ستعود شاخصة من جديد، مشروعة، وهذه الخشية لها مبرراتها الموضوعية، خصوصا بعد عودة رهط من رجال الدين، من المنظرين الكبار لمبدأ ولاية الفقيه، ذلك الرهط من الرجال الذي بقي قابعا في إيران طيلة خمسة وعشرين عاما ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على السلطة وتحويلها إلى دولة ولاية الفقيه، فليس الأمريكان وحدهم من يتخوف من هذا المسعى، فكل العلمانيين من العراقيين الشيعة، وكذا باقي أطياف الشعب العراقي من أكراد وتركمان وسنة عرب ومسيحيين، كلهم يشاركون الأمريكان هذا التخوف.

إن استغلال الفرصة من قبل رجال الدين لتلك الأسباب الموضوعية التي ذكرناها آنفا، أمر غير مشروع ولا يعكس حقيقة الولاء في الشارع العراقي كنتيجة لهذا الظرف الطارئ المتمثل بالفراغ السياسي المطلق إلا من الدين، واستغلال الدين لتمرير مثل هذه المشاريع الكارثية، هو أمر غير منصف ولا يراعي قواعد الديمقراطية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فإنه سيكون مدعاة لعودة أحداث ال 91 المؤلمة ولكن بسيناريو آخر، أكثر بشاعة، وبالطبع سيكون ذلك على حساب الشيعة مرة أخرى.

فإذا كانت النوايا من وراء المظاهرات الأخيرة هو هذه المخاوف، فعلى رجال الدين أن لا يأخذهم الغرور أكثر من الازم ويغرقوا العراق، كما أسلفنا، في بحار من الدم، وإذا كان القصد من وراء تلك التحركات عدم تهميش الشيعة، وكما عرضنا لها قبل قليل، فالشفافية والصراحة ستمنح المرجعية الشيعية احتراما أعظم ومصداقية أكبر ويخرجها عن دائرة الشكوك والتكهنات التي من ورائها غايات غير مشروعة، فمجرد الصراحة تكفي، لأن الحل سيكون سهلا للغاية، ولكن لو جرى الأمر من دون أن تعلن النوايا الحقيقية، فإن المسألة ستعني بالتأكيد، ومن دون أدنى شك، إن الهدف من وراء القصد هو ولاية الفقيه.

نلاحظ مما تقدم إن الصراحة الشيعية بحقيقة النوايا سيكون من ناحية تأكيدا على رغبتهم بالديمقراطية ألحق، ومن ناحية ثانية، إن مجرد سكوت التيار الذي يقوده آيه الله السيستاني يعني تأكيدا لمخاوف الأطراف الأخرى، وسوف لن يكون له أي نصيب من النجاح، لأن الجميع سيتضامن ضد هذا المشروع، وسينتج عن ذلك بحارا من الدماء، ومن ثم القضاء على آخر فرصة للشيعة، ليس في العراق وحسب، وإنما في كل العالم، وسيبقون مهمشين، ومضطهدين أينما كانوا وعلى مدى القرن الحالي بكامله، حتى لو توفرت فرصة أخرى لإعادة الاعتبار لهم من جديد على يدي بوش، الحفيد العاشر لجورج دبليو بوش.

الانتخابات فعلا هي التي تمنح الشرعية، حتى وإن طعن المتضرر بمدى صحتها وشفافيتها، ولا أحد يستطيع من العراقيين أن يلغيها، ولكن، لو كانت تتعارض والمشروع الأمريكي في العراق، بإقامة نظام ديمقراطي في العراق وليس جمهورية إسلامية على غرار إيران، فإن ذلك سيكون سببا كافيا لإلغائها، وسوف لن يكلف إلغائها الأمريكان شيء على الإطلاق، ولكن المتضرر الوحيد سيكون الشعب، إذ إن فلول النظام جاهزون لأية مساومة لاستعادة السلطة، وعلى استعداد لتقديم أي شيء يطلبه الأمريكان مقابل أن يعيدوهم من جديد لحكم العراق، وسيصطف معهم كل العرب السنة والعلمانيين الشيعة والأكراد والتركمان وكل دول الجوار القريب منها والبعيد. لأن ذلك يعني الكثير بالنسبة لهم، فإذا كان هناك تهميش يشكو منه السنة العرب، فإن دولة ولاية الفقيه سوف لن تعطيهم قيراطا واحدا من السلطة، وإذا كان الأكراد يعتقدون أن لهم حقا بكركوك، فسوف لن يستطيعوا أن يقولوا إن هناك مكانا على الأرض يدعى كردستان، أما التركمان، فستكون العودة للوطن الأم أجدى لهم وأشرف، المسيحيون سيكون لهم شأن آخر، فعليهم الدخول بدين الإسلام، أو أن يجدوا لهم بلدانا أخرى يجب أن تكون بعيدة عن العراق جدا، اما العلمانيون الشيعة والسنة على حد سواء، عليهم أن يجدوا لهم مهجرا أبديا لهم ولذريتهم.

بلا شك سيصطف الجميع مع الأمريكان وستبدأ الرحى تأكل الأبرياء من أبناء العراق، التي يبدوا إنها لم ترتوي لحد الآن من الدماء على ضوء ما يرى منظري ولاية الفقيه الذين عادوا من إيران قبل شهرين وعلى رأسهم المدرسي.

الأحلام المريضة قد تكون السبب بإذلال الشعب، وعلى من يريد للعراق أن يغرق بالدم من جديد أن يستمر بلعبته القاتلة هذه وسيهرب المدرسي ورهط العلماء المنظرين لولاية الفقيه إلى إيران ومن سيموت هو كل الشيعة في العراق.

ببساطة لم تعبر أمريكا كل هذه المحيطات والقارات لكي تقيم ولاية الفقيه في العراق، وهي من يمسك بكل خيوط اللعبة، سواء خيوط الدبلوماسية أو مفاتيح القوة العسكرية.

كفى استهانة بدماء أبناء العراق لخدمة السيد الذي يقبع في إيران، لقد سئمنا ونريد أن نعيش بسلام.

كل قطرة دم جديدة ستراق على أرض العراق سيحمل ذنبها عند الله الشيخ السيستاني قبل غيره، فهو ليس غظ غرير لكي يخدعه رهط من المرضى العائدين من إيران ويحملون تحت عمائمهم مشاريع الدم والذل.




حمزة الجواهري

18 – 01 – 2004


01-18-2004, 12:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #108
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟


24حزباً وحركة في اجتماع (( ائتلاف الوفاق الوطني العراقي ))



قال العضو القيادي في حركة الوفاق الوطني العراقي الاخ عبد الواحد الحصونة ان “على جميع الاحزاب والحركات السياسية العاملة على الساحة العراقية تنسيق مواقفها وتركيز جهودها مع مجلس الحكم والناس الخيرين لايجاد الحلول المناسبة لاولويات القضايا والمواضيع والمساعدة والتعاون في أجتثاث العمليات الارهابية التي الحقت ضرراً كبيراً بالعراقيين .
وأكد خلال لقائه بالاخوة ممثلي ائتلاف الوفاق الوطني العراقي على ضرورة اعطاء الفرصة الكاملة لكافة الاحزاب والحركات السياسية التي تريد الدخول في هذا الائتلاف وتعريفها بأولياته وأجتماعاته السابقة لكي تكون على بينة من اهداف هذا الائتلاف ونظرته المستقبلية للحياة السياسية في العراق الجديد .
فيما عبر عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي نوح الربيعي على سعادته عن هذا الحضور الرائع قائلاً :” ان هكذا لقاءات تجعلنا قريبين من نبض الشارع العراقي وتضعنا على اطلاع كامل ودقيق لمشاكل الانسان العراقي الذي نتشرف في ان نقدم له كل ما يحتاجه بعد المعاناة التي عاشها في ظل النظام البائد “.
أما ممثل منظمة المحامين الادباء والاعلاميين العراقيين حسين العقابي فقد قال :”ان المرحلة الحالية تتطلب منا العمل سوية وبنكران ذات لكي نوظف جهودنا للعمل من أجل العدالة والخير والمحبة والسير في طريق يرضي الله ويرضي الجميع “.
كما وعبر ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني عن ارتياحه وسعادته بحضور اجتماع الائتلاف لاول مرة وقال :
”علينا ان نستمع وبقلوب نقية الى كل الآراء لكي نعالج مشاكلنا بالموضوعية والتآخي والتصالح وأن يكون هدفنا العراق ومصالح شعبه الطيب .
هذا وناقش الاجتماع وهو الاول لهذا الائتلاف بعد صدور بيانه قبل اسبوعين المواضيع المدرجة في جدول اعماله وخاصة موضوع الاحزاب والحركات السياسية الجديدة التي تقدمت بطلب الانضمام لهذا الائتلاف”.
ويذكر ان الاحزاب والحركات السياسية المشاركة في هذا الائتلاف المكونة من “24” حزباً وحركة وجبهة ومنظمة وتجمعاً ونقابة اضافة الى حركة الوفاق الوطني العراقي هي :”حركة الضباط والمدنيين الاحرار وحركة الضباط والمثقفين الوطنيين والحزب الوطني التقدمي العراقي وحزب العدالة والتنمية العراقي والجبهة التركمانية العراقية وحركة نهضة العراق الجديد ومنظمة النهرين الخيرية العراقية وحركة الديمقراطيين الاحرار والحزب الوطني الاشوري والاتحاد الاسلامي الكردستاني وحركة الاتحاد الدستوري الملكي والتجمع الشعبي ونقابة السادة الاشراف ذرية آل البيت “ع” ومنظمة السلام الاخضر العراقية ومنظمة المحامين الادباء والاعلاميين العراقيين والجبهة العراقية للسلام والديمقراطية والائتلاف الوطني الموحد والحزب الشيوعي العراقي وحزب الشعب الوطني الديمقراطي واتحاد “بيث” نهرين الوطني وحزب الحرية والعدالة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والحركة الاشتراكية العراقية .
كما وتقرر خلال الاجتماع الذي حضرته وكالة رويترز للانباء وقناة الجزيرة القطرية والـ”LBC” الحياة ووكالة فرانس بريس وصحفية” لوس انجلوس تايمز” ان يعقد الائتلاف اجتماعه القادم خلال الاسبوع المقبل برئاسة ممثل الحركة الاشتراكية عبد الاله النصراوي لمناقشة وضع النظام الداخلي والسكرتارية .



01-22-2004, 11:44 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #109
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟



بعثة استطلاع أممية بشأن الانتخابات المبكرة


راديو سوا:

أكد ديبلوماسيون في الأمم المتحدة لوكالة أسوشييتدبرس امس أن المنظمة الدولية توشك على إرسال بعثة إستطلاع إلى العراق لتقصي إمكانية إجراء انتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد لنقل السلطة إلى العراقيين في يونيو/حزيران المقبل.

وقال ديبلوماسي غربي إن الموافقة على طلب وفد مجلس الحكم الانتقالي العراقي والحاكم المدني في العراق السفير بول بريمر إرسال بعثة من الأمم المتحدة تلبية لرغبةالمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، ستعلن أواخر الأسبوع الجاري. وتوقع أن تتوجه البعثة إلى بغداد أواسط الأسبوع المقبل أو أواخره.

وفي السياق نفسه قال موفق الربيعي عضو مجلس الحكم العراقي إن السيستاني قد يوافق على تأجيل الانتخابات مدة ستة أشهر إذا تحققت بعثـة الأمـم المتحدة من عـدم إمكانية اجرائها قبل أواخر حزيران على أن يعد مجلس الحكم خلال تلك المدة هيئة حكومية.



01-23-2004, 09:44 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #110
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟



جوزف سماحة


يتجه كوفي أنان إلى الموافقة على إرسال بعثة من الأمم المتحدة إلى العراق. والهيئة الدولية التي أرادتها الولايات المتحدة ضعيفة، وأخرجتها العملية الإرهابية ضد مقرها، أعادها علي السيستاني. لا بل فرض عليها أن ترجع بعد أن حاول الأمين العام تجنب ذلك في ما بدا تلبية لرغبات واشنطن. ومع أن العودة لا تحظى بانتداب دولي واضح فإنها مرشحة لتكون أكثر فعالية. لماذا؟ لأن السياسة الأميركية في العراق تمر في مرحلة اضطراب.
ثمة تحالف موضوعي ولو غير إرادي يطلق النار، من جهات متعددة، على هذه السياسة.
الركن الأول فيه، والترتيب ليس حسب الأهمية، هو ديفيد كاي. لقد أشعل النار من الداخل عندما حوّل استقالته من لجنة التقصي عن أسلحة دمار إلى ما يشبه الفضيحة. أكد، ببساطة، أنه لا وجود لمخزونات من هذه الأسلحة. أشار إلى وجود خلل استخباراتي. قلّل من احتمال اكتشاف أي جديد في المستقبل. ويعني ما تقدم أنه ألغى السبب الرئيسي الذي قدمته الإدارة لحربها، وطرح، في استطراد ذلك، أسئلة كبيرة على استراتيجية الحروب الاستباقية.
الركن الثاني هو استمرار العمليات العسكرية. لا يكاد جنرال أميركي يزعم تقدم الهدوء حتى تكذّبه الأحداث. صحيح، ربما، أن الوضع تحت السيطرة، ولكن الأصح أن الوضع الأمني الراهن يكذّب أطروحة أميركية سابقة عن أن الشعب العراقي، كل الشعب العراقي، ينتظر من ينقذه من الطغيان. ويستمد التكذيب أهميته من أن هناك من أوهم الآخرين بأن الحلول اللاحقة للأزمة العراقية سهلة لأنها تنهض على وحدة وطنية مفترضة ضد النظام.
الركن الثالث هو علي السيستاني. فالإدارة عندما تعوزها حجة أسلحة الدمار والخطر الداهم تمضي إلى القول بأنها إنما حاربت لنشر الديموقراطية في العراق وتحويله إلى منارة تشع على العالمين العربي والإسلامي. وينظّر المحافظون الجدد لذلك فيبرهنون أن ما حصل، عملياً، هو التقاء القيم الأميركية بالمصالح الأميركية عند نقطة <<دمقرطة>> العرب والمسلمين. وفجأة برز آية الله ليرد عليهم بأن خطتهم ضعيفة الصلة بالديموقراطية لأنها تقضي بنقل السيادة إلى حكومة جرى تعيينها.
الركن الرابع هو مجلس الحكم. اختار بول بريمر أعضاءه بدقة. وأعطى الأفضلية لمن اختبرتهم الإدارة جيداً سواء لجهة ولائهم، أو لجهة توافقهم فيما بينهم، أو، أخيراً، لجهة التقارب بين أهدافهم الإجمالية وأهدافها. تحوّل مجلس الحكم إلى عبء. لم يسد أي فراغ. أعضاؤه دائمو السفر، دائمو الاختلاف. وقد ارتأوا، بأكثريتهم، وقبل أيام، إلغاء القانون الموحّد للأحوال الشخصية ما أقام بعضهم ضد البعض الآخر وحرّك تظاهرات تأييد ومعارضة. لم يوقع الحاكم الأميركي القرار الأخير بعد. فإذا فعل يكون تخلى عن صورة <<محرر المرأة>> التي يريدها لنفسه وللاحتلال. وإن لم يفعل يكون أغضب حلفاء هو في أمسّ الحاجة إليهم، في البيئة الشيعية تحديداً.
ديفيد كاي يلغي سبب الحرب، والعمليات تكذّب <<الاستقبال بالورود>>، والسيستاني يتحدى الأهداف المعلنة، ومجلس الحكم يهدد المضمون <<التحرري>> للاحتلال. ينتج عن ذلك هذا القدر من الاهتزاز الذي تعانيه، حالياً، السياسة الأميركية في العراق.
عندما عاد بول بريمر من واشنطن ليوقع مع مجلس الحكم اتفاق 15 تشرين الثاني حاول أن يبدو حازماً. لقد نجحت الولايات المتحدة في تطويع مجلس الأمن، وتزايد الاعتراف العربي
والدولي بمجلس الحكم، وقرار نقل السيادة اتخذ، ولم يعد باقياً سوى بعض الإجراءات. تعزز ذلك من اعتقال صدام حسين ونجاح جيمس بيكر في انتزاع وعود بخفض المديونية أو إلغائها.
لم يعمّر ذلك طويلاً. وربما كان عقب أخيل الخطة كلها أن السيستاني رد الخطاب الديموقراطي ضد أصحابه فلما تجاهلوا ذلك وأقنعوا أنان بالتجاهل تحركت تظاهرات لتذكّرهم بأنه ليس أسهل على <<الحوزة الصامتة>> من استثمار مشاعر هي كناية عن تذمر من الاحتلال ورغبة في استثمار أرجحيتها العددية.
وجد بريمر نفسه مضطراً إلى العودة لواشنطن فاتحاً الباب أمام تسوية لا بد من التوصل إليها. وبمجرد أن بات الباب موارباً شرعت الاقتراحات تدخل منه بحيث بتنا أمام عدد كبير منها. هذه أبرزها:
هناك من يدعو إلى نقل السلطة فوراً إلى مجلس الحكم في شكله الحالي ومن دون أي تدخل للأمم المتحدة. ويبدو مدنيو البنتاغون وراء هذا الاقتراح المصاغ على لسان أصدقاء عرب. ومع أنه معروف أن أحمد الجلبي يميل إلى هذه الوجهة فقد فاجأ الجميع بانضمامه إلى معسكر آخر.
هناك من يدعو إلى توسيع مجلس الحكم إلى 125 عضواً ونقل السيادة إليه على أن تتم الانتخابات لاحقاً وبعد تهيئة ظروفها الأمنية واللوجستية (عدنان الباجه جي).
هناك من يدعو إلى توسيع المجمعات الانتخابية التي يفترض فيها اختيار الأعضاء إلى المجلس الانتقالي في حزيران المقبل.
هناك من يدعو إلى إجراء انتخابات جزئية لبعض أعضاء اللجان التي ستتولى اختيار شخصيات المجمعات الانتخابية.
هناك من يدعو إلى انتخابات جزئية جغرافية، أي طائفية.
هناك من يدعو إلى انتخابات عامة بواسطة البطاقات التموينية.
هناك مقتدى الصدر. وآخر موقف معروف له هو تحبيذ انتخابات عامة شرط عدم إشراك الأمم المتحدة.
هناك الموقف المعروف للأحزاب الكردية الرافض لفكرة الانتخابات علماً أنها الأسهل في الشمال. وسبب الرفض الخشية على الحلفاء السنة والشيعة ممّن تعهدوا بتلبية مطالب كردية قصوى.
هناك الموقف الذي تعبّر عنه قوى سنية والرافض للانتخابات طالما الاحتلال موجود.
وهناك ...
ستواجه بعثة الأمم المتحدة هذا السيل من الاجتهادات وليس مستبعداً أن تخرج باقتراح معقد. فهذه البعثة تأتي متأخرة لتشارك في إيجاد مخرج من مأزق لم تستشر به. ويبدو أن بريمر لا يريد منها سوى حل يحترم الروزنامة الموضوعة سابقاً والخاضعة، أساساً، لضغط الوضع الأميركي والحملة الرئاسية.
غير أن هذه الروزنامة نفسها مهددة. فمن المفترض، حسب الجدول السابق، الانتهاء من وضع دستور انتقالي في 28 شباط أي بعد شهر بالتمام والكمال. ومن المعروف أن اللجنة المولجة وضع الدستور أبطأت أعمالها إن لم تكن أوقفتها وأنه يصعب عليها استئنافها في ظل السجال المفتوح حول المسألة الانتخابية. وبما أن القضايا الواجب حسمها في الدستور الانتقالي ليست أقل من الفدرالية، وموقع الإسلام، وتوزيع الصلاحيات، إلخ... فمن الممكن الاستنتاج أن الأسابيع القليلة المتبقية لم تعد كافية.
لهذه الأسباب، ولغيرها، لا مغالاة في الحديث عن اضطراب في السياسة الأميركية حالياً. غير أنه اضطراب، إذ يوحي بمستقبل يحيطه الغموض، فإنه يشير، أيضاً، إلى قدر من التقدم جعل طرح هذه المواضيع وارداً.


السفير .

01-28-2004, 04:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,149 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 870 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,020 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 897 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,964 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS