الختيار العزيز . .
ثمة شيء لا أدري ما هو يجذبني بقوة إلى هذا النادي وهذا الحوار بالذات.
سأعود على ردك فوق لأقول أنك عدت لممارسة الاجتزاء للكلام عن سياقه. تقول لي وأين الاجتزاء فأقول لك: دعني أمارس معك الاجتزاء لتعرفه, تفضل
اقتباس:إن وجدتَ أن موقفنا هذا يدعوك لعدم نقض السورة - كما وعدتَ أكثر من مرة - فلا يسعني إلا أن أقول (نأسف لذلك ، و كنّا متشوقين لقراءة نقدك) .
هل أعتبر هذا طرداً من الموضوع ؟؟؟؟؟؟؟
ألا يسوؤك أن أتعامل مع كلامك بهذه الطريقة.
اقتباس:أما أن تفترض سلفاً أنك/أنكم أقنعتموني بأن الشجرة لا تشبه القرآن ثم تفترض أنني سلّمتُ لكم بذلك ثم تفترض أنني جئتكم بسورة جديدة ، فهذا يا صاحبي لا يحتمله أي نقاش ، و يشبه قصة يسرني أن أرويها لك :
التقى لاعبي شطرنج ، فابتدر اللاعب الأبيض بحركة من بيادقه ، ثم افترض حركة خصمه ، ثم لعب أخرى و افترض أنه سيفعل كذا ، و لعب أخرى و افترض أنه سيفعل كذا فطيّر له الحصان ، ثم افترض أن خصمه سيغريه البيدق الوحيد على المربع ذاك فاتجه نحوه ، فقام بتهديد الملك ، و افترض أن خصمه وضع وزيره أمام الملك ، فتناوله و قال له "كش مات" ، و قام و سلّم على خصمه و تناول الرهان و ذهب ، تاركاً خصمه ذاهلاً لم يحرّك حجراً ، و عندما سألوا اللاعب الفائز لماذا فعلتَ هكذا ؟ قال "لأنني دائماً أفوز ، و لا يمكن لأحد أن يهزمني" .
على فكرة .!
القصة أعجبتيني جداً ولكن أينا من يفترض أن تساق له هذه القصة؟ راجع نفسك في هذا جيداً . !
أنت ترجع لتتهمني بأني سأتعامل معك على افتراض أن سورتك ليست بمستوى القرآن؟ أليس هذا يعد تجنياً علي؟ ألم أعدك بأن أتعامل معها بموضوعية؟ لماذا لا تعدني بأن تكون موضوعياً أيضاً؟
حينما يكون اثنان في رهان على شيء ما
ويقدم أحدهما مليون دولار
والآخر يقدم دولارين
أيهما يكون جاداً أكثر ؟
يا عزيزي أنا أقدم معتقدي ثمناً لإقناعي بأن هذه مثل القرآن وأنت عجزت ان تقدم واحدةً من قناعاتك ثمناً لإقناعك بأن هذه ليست مثل القرآن. ثقتك ياعزيزي بسورتك مهزوزة جداً وثقتك بإمكانية معارضة القرآن أيضاً مهزوزة وأنت تتعامل معي بناءً على أني سأقنعك فعلاً. ولا تضع في مخيلتك احتمالاً بأنك ستقنعني. وهذا ماذا أسميه:
انهزامية ؟
أم إساءة طن بي؟
هل ظهر لك ما يشكك في نواياي؟
أم أنك تفترض نتيجة للحوار قبل أن يبدأ ؟
يؤسفني أن أجدني مضطراً للتحدث إليك بهذه الطريقة؟
ومع كل هذا الخوف عندك تقول:
اقتباس:هذا هو نص سورة الشجرة أمامك ، و هو يضرب سهاماً حارقة نحو أسطورة سماوية المصدر القرآني ، و ستبقى سورة الشجرة شامخة إلى أن يجتثها أحدكم من جذورها ، فنعترف له أن السورة فاشلة في محاكاة القرآن ، و ما يدريك ، لعلني أقتنع عندها أن تقليد القرآن أمرٌ بعيدٌ ، بالنسبة لي على الأقل ، فأنا لا أملك سلطةً على الناس جميعهم ، و ربما عدلت عن فكرة تأليف الجزء الحادي و الثلاثين .
من أين لك هذه الثقة وأنت لا تستطيع الرهان عليها؟ !
ثم إني لا أطلب تغيير قناعات الناس
أنا أطلب تغيير قناعتك فقط وأن تقول بالحرف الواحد "لا يمكن معارضة القرآن" بعد أن أنجح بإقناعك أو أقول أنا "يمكن معارضة القرآن وهو ليس بسماوي" إن نجحت في إقناعي. ولاحظ أنني أفترض فيك كامل المصداقية وكامل الموضوعية وعلى هذا الأساس سأبدأ حواري معك.
والاعتراضات جاهزة وسبق أن قلت لك أنه لا يقنعك إلا بحث مفصل عن كل اعتراض وهذا ما لا أريد بذله بدون جدوى (حتى ولو كان وقتي يسمح بذلك).
أيسرك أن نبدأ حواراً بلا هدف؟ فقط ننتقد سورتك؟ بدون نتيجة؟ فقط للتسلية؟
هل تعتقد بأن ما تسميه "سورة الشجرة" فعلاً يوجه سهاماً حارقة لأسطورة سماوية القرآن؟ تقول: نعم والدليل أنك/ أنكم لم تستطيعوا نقضها.
ألا تعتقد أنه يمكن أن يقول واحد من الناس أن ما تسميه "سورة الشجرة" زادت في التأكيد على سماوية القرآن لأن مؤلفها ليس بواثق منها و "يعتقد" (لاحظ . ! "يعتقد") أنها بحاجة للمراجعة والتنقيح والتعديل بينما أحد سمات القرآن الكريم أنه {لا ريب فيه} وهذا يشمل كل حرف في القرآن لأن أحداً من البشر لا يستطيع استثناء شيء منه. والإعجاز في القرآن شامل (ولا يملك أحد حده بحدود كائناً من كان)
ومن "صفات" القرآن أنه {لا ريب فيه}
فهل سورتك لا ريب فيها؟؟؟
لا نحتاج لنقض لغوي ولا بلاغي ولا غيره مادم الأصل منتقضاً
قد تقول بأن المظاهرة في قوله تعالى: {ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} تفيد أنه لا مانع من المراجعة والتنقيح والتعاون بين الجن والإنس.
هذا صحيح . !
ولكن لا تستحق السورة أن تكون بمستوى التحدي مالم تستكمل كل صفات إعجاز القرآن.
ومن صفات القرآن أنه {لا ريب فيه} (تجدها في ثاني صفحة من المصحف).
أنا بانتظار أن تقول:
- سورتي بمستوى تحدي القرآن أو
- سورتي ليست بمستوى التحدي
بانتظار ردك.
ورجاءً تجنب الاجتزاء عن السياق وحاول أن تفهم عني ما أريد فقد عرضته بأكثر من أسلوب . .
القيد . .