9

آخر مرة تركنا شحرور بعد حالة مستعصية من البكاء المرير..:cry:
وذكريات حزينة ورحلة ذات شجون إلى شيخ الإسلام ابن تيمية فى محنة حبسه فى سجن القلعة بمصر..

ذهب شحرور ليصلى المغرب ثم عاد مسرعاً إلى منزله أو مركز العمليات كما يسميه!

فتح شحرور باب المنزل فى خفة يحسده عليها أمهر اللصوص..ودخل على أطراف قدميه بعد أن راقب المنطقة جيداً!

ليه يا شحرور بتعمل كدة؟؟؟!!


نسينا أن نحدثكم عن العلاقة الخاصة جداً بين شحرور و..وأم شحرور!


من وجهة نظر شحرور هى علاقة حب و ود شديدين
ولكن من وجهة نظر الأم فطبيعة العلاقة تختلف بعض الشئ...!!!


يبدو الكلام غامضاً ,ولكن سيتضح كل شئ فى الأسطر القادمة..


دخل شحرور غرفته وأغلق بابها فى هدوء وبدأ يعد نفسه للنوم وهو لا يزال مكتئباً حزينا.....


نسينا أيضاً أن نقول أن كلمة ابن تيمية كانت صدمة لشحرور لأنها عبّرت أقوى تعبير عن مكنون نفسه وأوجزت كل أسباب حزنه واكتئابه فى جملة واحدة نذكرها مرة أخرى لمن فاتته الحلقة السابقة:


إن المحبوس من حُبس عن ربه , وإن الأسير من أَسَرهُ هواه.


تذكرها شحرور مرة أخرى وهو يعد السرير وسالت دمعة على خده لتعلن أن جرح شحرور لا يزال عميقاً لا يندمل بسهولة!

كنت فين يا شحرور؟!!!!


خرج هذا الصوت فجأة هادئاً رخيماً من خلف شحرور فانتفض كالعصفور المريش!


وكانت هذه الحاجة أم شحرور!..ونترككم مع الأحداث

شحرور:أمى حبيبتى وحشتينى..واندفع ليعانق أمه ولكنها صدّته بيدها


الأم:


برقت عينا شحرور فى استغراب شديد وقاللااااااااااااااااااااااااا مش مصدق.


الأم: ولا يا شحرور وربنا المعبود لو ما قلت كنت فين مش هيحصلّك طيب.



(وبدأ الصوت الهادئ الرخيم ينصرف على استحياء)

شحرور:


الأم: كليتك خلصت من أربع ساعات...متستعبطش
وقول كنت فين؟


شحرور:أبداً ..اتمشيت شوية مع نفسى وجيت

الأم: يبنى حرام عليك اتمشيت ايه بس؟!!! انتا مش عندك امتحان بكرة؟


شحرور:

الأم


سكت شحرور فى تأثر ثم أحمرّت عيناه فى غضب وصرخ:
لاااااااااااااااااااااا
مش فلذة كبدك الى يعمل فيكى كدة يا أم شحرور.


ثم هجم شحرور يحضن أمه فى حنان جارف! هذه المرة لم تتمكن الأم من الفلفصة من ذراعى ابنها!

نطقت الأم بصعوبة:سيبنى يا زفت


ترك شحرور أمه صائحاً
..بلاش الكلام الكبير الى بتقوليه ده ربنا يكرمك أنا مش ناقص.


نظرت الأم لابنها ولاحظت للمرة الأولى الحزن والاكتئاب البادى على وجه ابنها..وكالعادة فسّرت هذا الاكتئاب على هواها!


الأم


شحرور فى يأس: حاضر يا حاجة أوعدك أنى أحاول أفرّحك

ثم استلقى شحرور على السرير واختفى تحت اللحاف!


هزّت الأم شحرور فى رفق:طيب يا شحرور أوعدك لو نجحت السنادى من غير ما تشيل ولا مادة أنى هطلّعك عمرة


خرجت رأس شحرور من تحت اللحاف وقال فى تأثر:بجد يا أمى جرحتينى....بدل ما تقولى تطلع الأول على الدفعة تقولى من غير ولا مادة؟!!!! شكلك نسيتى انك بتربى عالم من علماءالمسلمين!..


قالها شحرور ثم اختفى مرة أخرى تحت اللحاف

قامت الأم فى عصبية و شدت عصاية البيسبول من تحت السرير وهوت بها على رجل شحرور!

خرج صوت شحرور من تحت اللحاف:أحدٌ أحد ياااااالمشقة طلب العلم


ضحكت الأم رغماً عنها...ثم ..ترنننننننننننننننننننن
..رنّ جرس الهاتف فخرجت الأم مسرعة لترد عليه

قام شحرور مسرعا وأغلق الباب وأطفأ النور ثم عاد ليختفى فى الظلام تحت اللحاف...وانطلق يُحدّث نفسه حديث قبل النوم!


الحمد لله أنها مشيت بتضحك...أنا مش ناقص دعوة صاروخ من بُق الحاجة تودينى فى داهية..سبحان الله
, الاستجابة بتكون فورية!
ربنا يستر عليك يا أبو الشحارير..محدش حاسس بيك ولا بالى بتعمله عشان تسعد البشرية!



كان شحرور يُحدّث نفسه حزيناً مُنكسراً...:frown:

أنا مش فالح فى حاجة..حتى أمى مش عارف أرضيها...
أنا ولا حاجة...لا محصّل ملتزم ولا صايع ولا كوز دُرة حتى..


(شحرور لسة فى حديث قبل النوم)


مممم.. طيب وبعدين؟ أنا سبع سنين على الحال النيلة ده!
يا رب خدنى عندك..أنا تعبت خلاص...وسال الدمع مرة أخرى من عينى شحرور. وظل كذلك حتى غلبه النعاس!


.........:حالك مش عاجبنى يا شحرور


شحرور: يا عم أبوس ايدك سيبنى فى حالى ..لا صاحى ولا نايم راحمنى؟!


.........:قلتلك كذا مرة ,أنا هو انتا يا شحرور يعنى مش هينفع أفارقك..وبعدين انتا الى محتاجنى مش أنا الى محتاجك!



لم يُعلِّق شحرور ولكن نظر حوله فرأى كأنه فى وادى أخضر تحيط به تلال وسمع دوى انفجارات من بعيد!!


أطرق شحرور السمع فسمع أصوات متداخلة تبدو كأنها حرب أو معركة أو ما شابه!!


شحرور: أنا فين؟؟؟!!!


.........:احنا فى سوريا على حدود مدينة بانياس سنة 552 هجرية


ازبهل شحرور كالعادة! :o


شحرور
انتا على فكرة بقيت تشطح
بزيادة....هممم..طيب وايه الأصوات الرعب دى؟!

.........:معلش يا بطل..أنا همشى دلوقت..عيش مع نفسك

لم ينطق شحرور وأخذ يجيل النظر فيما حوله حتى رأى من بعيد خٍَيال فارسين قادمين على صهوة جوادين قويين ينهبان الأرض فى سرعة وقوة

تسمّر شحرور فى مكانه ومكث يراقب الفارسين وهما يقتربان منه وهو يشعر بخوفٍ شديد لا يدرى ماذا يريد منه هذان الغريبان!!


يا ترى مين دول وعاوزين ايه من شحرور؟


ده الى هنعرفه فى الحلقة القادمة!

10

كُنّا قد تركنا شحرور بعد أن نام من التعب وشعوراً بالحزن والعجز يعتصر قلبه..

كان ما حدث لشحرور أشبه بنزيف داخلى تراكم على مرّ السنين حتى جائت اللحظة وأعلن عن وجوده فى عنف وقسوة تركت آثارها عميقة على روح شحرور!

نام بطلنا..كان يريد أن يستريح , ولكن ضميره لم يرحمه وأخذه إلى وادى أخضر فسيح ملئ بالأشجار ..يحيط بالوادى عدد من التلال.. وكان الجو صحواًَ جميلا..ً ولكن..
من بعيد سمع شحرور أصوات إنفجارات وصليل سيوف وصياح جنود كأنها معركةًً ضروس! ثُم رأى شحرور من بعيد فارسين قادمين علىصهوة جواديهما يقتربان بسرعة منه وهو واقف حائر خائف لا يدرى ما يفعل!

ثم حدث شئ غريب ..
فجأة صرخ شحرور:
أنا مش عاوز أشوف حد..مش عاوز أعرف حاجة ولا أروح فى حتة.....سيبونى فى حالى....كفاية..حرام عليكم...



ثم أغلق شحرور عينيه والدموع تندفع منها فى غزارة راغباً فى أن يخرج من الموقف الذى هو فيه!!

ولنا هنا وقفة قبل أن نكمل ...
فليتخيل كل واحد منا نفسه مكان شحرور..رحلة نادرة عبر الزمان والمكان...ترى نفسك فيها مع صُنّاع التاريخ الذين نقرأ ونسمع عنهم منذ نعومة أظافرنا...بالبلدى ..رحلة محدّش يحلم بيها!!...ثُم بإرادتك تتخلى عنها بكل سهولة وترغب فى الهروب والخروج منها؟؟!!

لم أجد رداًّ على هذا السؤال غير أن الشعور باليأس والعجز قادر على تشويه بل قتل النفس وتحطيم أجمل المشاعر والأحاسيس..ووضعها فى قالب مظلم كئيب!

المهم..أغلق شحرور عينيه مُدة دقيقة تقريباً ثم فتح عينيه مُعتقداً أنه سيعود إلى سريره..ولكن... بدلاً من أن يرى دبدوبه المُبرقًش!..
فتح شحرور عينيه على أروع منظر رآه فى حياته !!!
....
جوادان عربيان أصيلان..أحدهما أبيض ناصع البياض والآخر أبلق يغلب عليه السواد.

كان على صهوة الجواد الأبيض فارساً يبدو فى أوائّل الأربعينات من العُمر...مُرتدياً خوذةً فِضّية ..

أبيض الوجه مُشرب بحُمرة شاميّة. وله لحية سوداء جميلة توحى بالوقار والهيبة..

أما الفارس الآخر فكان مُرتدياً خوذةً سوداء تُخفى نصف وجهه والنصف الآخر لا يبدو منه إلا مايجعلك تظُن أنّ سِنه لم يتعد العشرين عاماً! ..كان يحمل فى يده راية كبيرة مكتوب ٌعليها بخطّ كبير واضح..

لا إله إلا الله مُحَمّدٌ رَسولُ الله

كان يبدو كالليث رافعاً الراية بيد مُمسكاً بزمام الفرس باليد الأُخرى..

كانا يبدوان كأبطال القصص المصوّرة..حتّى أن شحرور لم يستطع تشبيههما بأى من أبطال المسلمين أو غير المسلمين الذين شاهدهم فى الأفلام العربية أو الأجنبية..بدئاًً من ناصر صلاح الدين إلى جلادياتور و طروادة!!

كانت العضلات مفتولة متناسقة تَبرُز من تحت أردية الحرب السميكة .
كانا كاملىّ التسليح وسيوفهما فى أغمدتها.

كان شحرور مأخوذاً بالمنظر وقد جمدت الدموع فى عينيه من الذهول والإعجاب و... والحيرة!

فمشهد الفارسين وحدهُ كافياً ليلقى الرعب فى قلوب أشجع الرجال!!
ويلقى الفرح والبشر فى قلوب المؤمنين....

الراية المرفوعة بكلمةالتوحيد التى يحملها الفارس الأصغر سنأ كانت حقاً رائعة ..
والآن نترككم مع مُجريات الأحداث..
.................................................. .................
نظر الفارس الأكبر سٍنّا لصاحبه وقال: أعتقد أنه هو

لم يُعلِق الفارس الآخر واكتفى بإيمائةٍ من رأسه..

ثُم وجّه الفارس كلامه إلى شحرور بصوتٍ مسموع: ماذا بِك يا رجُل؟ بكيت حتى طغى صوت بُكائك على صليل سيوفنا؟!
لماذا تبكى وقد لاحت بشائر النصر وأوشكنا أن نقتحم الحصن؟!

كان شحرور لا يزال مُزبَهلّاً كعادته.. وأخيراً أفاق من ذهوله وأدرك أن الكلام مُوجه له..! ولكنه لم يستطع الحديث...كان يُريد أن يتحدّث ولكن احتبست الكلمات فى حلقه !

شعر الفارس بحال شحرور وما هو فيه من خوف وانكسار..فنظر للفارس الآخر وقال له :
اذهب انت لتكون وسط الجنود وأنا سألحق بكم

كان رد فِعل الفارس حامل الراية غريباً بعض الشئ...فبدلاً من أن ينطلق من فوره لأرض المعركة تَقدّم بفرسه ببطئ ناحيةشحرور...ثُم دار حول شحرور دورةً كاملة وعيناه ترمقان شحرور كعينىالصقر....

وفجأة جَذب لِجام الفرس فوقف على قائميه الخلفيين فى ثبات وهو يصهل فى قوة....ثبت هذا الموقف فى ذهن شحرور ...

الفارس والجواد والراية التى عليها كلمة التوحيد..... منظراً مُذهلا بِحق,

فقد كان الفارس رافعاً الراية بيد ولجام الفرس فى اليد الأخرى والفرس مُرتكزاً على قائميه الخلفيين كاشفاً صدره القوى .
كأن الخيل وراكبه كالجسد الواحد ..براعة شديدة ومهارة فائقة وقوة ًمُذهلة.!
حقاً كان مشهدا يوحى بعزة هذا الدين....

ثُم نزل الفرس على الأرض بحوافره القويين وانطلق براكبه ينهب الأرض فى قوة إلى أرض المعركة.

كُل هذا والأخ شحرور ينظر بإعجاب شديد وعينين دامعتين من جمال المشهد وروعته.
أما الفارس الكبير فكان يُراقِب بعينيه الفارس الآخر وظل كذلِك حتى اختفى من أمام عينيه..

ثُم نظر لشحرور وقال بصوت هادئ حنون:
هذا تلميذى..جائنى بِه أحد قُوّادى , ورأيت فيه خيراً كثيراً حتى ألحقته بخواصّى وصار لا يُفارقنى فى سَفر ولا حَضَر.

ثم نظر الفارس للأفق وقال بصوت عميق: ويُحدّثنى قَلبى أن شأناً كبيراً سيكون له عما قريب.

و نزل الفارس من على صهوة جواده فى رشاقة , واقترب من شحرور و ربت على كتفه فى حنان وقال له:
مايُبكيك يا بُنى؟

ابتعد شحرور عن الفارس و رد بصوت يخالطه البكاء: مش عارف....حاسس أنى ضايع....محبوس...نفسى أكون مسلم بجد....نفسى أكون...أكون...زيّك وزى الفارس التانى الى كان معاك......

الفارس: وما يمنعك يا بُنى؟

توقّف شحرور عن البكاء..وهو يعيد السؤال فى ذهنه مرةً أخرى!!!

وما يمنعك يا بُنى؟!!!
وما يمنعك يا شحرور؟!!!!

ظلّ الفارس ينتظر الرد من شحرور مُدّة بدت طويلة بعض الشئ ثُم قال بصوته الحنون:

والله يا بُنى إنى أرى فيك خيراً كثيراً...ما يمنع أن يكون عِز الإسلام على يديك؟

لم لا تجعل هذا هَمّك وقصدك الذى تحيا لتحقيقه؟

قال شحرور بصوتٍ حزين: بالله عليك أفهمنى....أنا من زمنٍ غير زمنكم...

زمن انكسرت فيه شوكة المسلمين.....

صِرنا عبيداً بعد أن كُنتُم أسياد.....


ضيّعنا أمجاد عظيمة...

صِرنا كغُثاء السيل...

هانت علينا أنفسنا..

انتهكت أعراض نسائنا...

أغتصبت مقدساتنا..

أصبحنا أهون أهل الأرض

ننتصر ازاى بس؟؟....



بقينا ضعفاء أوى ..خلاص...انهزم الإسلام...انهزم الإسلام..
نطقها شحرور فى انكسار شديد..

كان رد فعل الفارس غاية فى الغرابة.....

:what:

و دا اللى هنعرفه فى الحلقة القادمة إن شاء الله


نفس الملحوظه اياها :9:

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الاخت ملكه (f)

موضوع رائع واسلوب شيق

:97::97::97:

اقتباس:  أنسان   كتب/كتبت  
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الاخت ملكه  (f)

موضوع رائع واسلوب شيق

:97::97::97:

و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
جزاك الله عنى كل خير اخى انسان

:wr:

فكرت الموضوع عن الدكتور شحرور المرشد الروحى لعزيزنا الغالى ثندر...
فدخلت متلهفا لارى الموضوع
فطلعت الحكاية حدوتة بريالة :lol:

اقتباس:  الحكيم الرائى   كتب/كتبت  
فكرت الموضوع عن الدكتور شحرور المرشد الروحى لعزيزنا الغالى ثندر...
فدخلت متلهفا لارى الموضوع
فطلعت الحكاية حدوتة بريالة :lol:

ما شاء الله
واضح ان نظرك ما اسعفكش
ملكه اللى كتبه الموضوع مش ثندر
و ما شاء الله تانى هو دا بقى اللى اتعلمتوه من بلاد بره
ما شاء الله عليكم
و نعم الأخلاق:9:

الحجه ملكه

بقينا ضعفاء أوى ..خلاص...انهزم الإسلام...انهزم الإسلام..

نطقها شحرور فى انكسار شديد..

كان رد فعل الفارس غاية فى الغرابة
فقد لمعت عيناه واحمر وجهه فىغضبٍ شديد..وأخرج خنجراً مخيفاً لا يدرى شحرور من أين


[IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...claim.gif[/IMG]

‍ثم أطلقه بسرعة البرق نحو....
نحو شحرور!!

أغمض شحرور عينيه من المفاجأة وهو لا يتخيل أن تكون نهايته بسبب كلمة قالها لأحد أبطال المسلمين

....!!!



مضت ثوان وشحرور ينتظر الخنجر ليصيبه..ولكن..لم يحدث شئ
...! [IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...claim.gif[/IMG]

ثم التفت خلفه..فوجد رجلاً مُلثما يسقط على الأرض وقد اخترق الخنجر عُنقه ..ورأى على رداء الرجل شعار الفرنج الشهير فى حروبهم ضد المسلمين...!!

كان الرجل فى لا يزال فى يده قوس وهو يسقط على الأرض..
يبدو أنه كان على وشك أن يُطلق سهماً مسموماً على فارسنا!!

ظل شحرور ثوانٍ مأخوذاً من المشهد...ثم نظر أمامه فوجد الفارس وغضب عارم يطل من عينيه حتى كادت الدماء تتجمد فى عروق شحرور
!...


كأن الزمن قد توقف ... ثُم سمع شحرور صوت حركة من خلفه فالتفت بسرعة فرأى خمسة رجال مُلثمون قد خرجوا من بين الأشجار منطلقين فى سرعة ناحية بطلينا شاهرين سيوفهم يصرخون فى وحشية بالغة
!

ثم حدثت مفاجأة....انطلقت أسهم كثيرة اخترقت الهواء لتحصد المُلثّمين حصداً وتساقطوا جميعاً كالفراش

!!

نظر شحرور إلى مصدر الأسهم فرأى عدداً من فرسان المسلمين قد اقبلوا سريعاً من أرض المعركة وفى أيديهم الأقواس التى أطلقوا منها السهام الحاصدة...

ثُم دار هذاالحوار بين قائد الفرسان و فارسنا الهُمام!

القائد: حمداً لله على سلامتك ياسيدى

الفارس:الحمد لله

القائد: سيدى السلطان...الفرنج يطلبون الأمان وقادة الجيش يطلبون مشورتك

تمتم الفارس بصوت خافت

ثم قفز على صهوة جواده وقال بصوت مسموع مُحدثاً الجنود:هيا بنا

كل هذا وأخونا شحرور لا يزال يراقب ما يحدث فى حيرة وإعجاب شديد

وقبل أن يذهب الفارس التفت ناحية شحرور وقال بصوتٍ حازم:

إياك ان تُصدق أن هذا الدين سيُهزم يارجل....
فالدين دينُ الله وما نحن إلا عباداً اصطفانا بحكمته ورحمته
لنُعبِّدَ له الأرض..

والنصر قادم بإذن الله مادمنا نتبع الحق....

"وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"

صاح شحرور:بس أنا مش عارف أعمل ايه ولا...

قاطعه الفارس مُستنكراًًاستعن بالله ولا تعجز يا رجل.. ..
عِش ومُت على كلمة التوحيد[/color]

تذكر انك من أتباع محمد صلّى الله عليه وسلّم
أماسمعت حديث نبيك الكريم:

"لَنْ يَزَالَ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ"
(صدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم)

كن من هؤلاء القوم يا رجل

أحرص على الموت تُوهب لك الحياة.... عودوا إلى الإسلام يا شباب الأمة.

قد وعدنا الله النصر والتمكين لهذا الدين.. بعِزِ عزيز..أو بذُل ذليل....

وكُلما شعرت بعجزٍ أو وهن تذكر أمجاداً سُطّرت بدماء المسلمين..تذكر من أنت ومن أجدادك وكيف انتشر الإسلام
تذكر دعوتنا..دعوة حُبٍ وسلام ...

تذكر لماذا خلقك الله مُسلماً

تذكر قول ربِك عز وجل:.

وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

فلتكن من المؤمنين وسترى بعينيك نصر الإسلام

وابحث عمّن همه همّك ودربه دربك

وسيروا جميعاً فى طريق الأحرار

أنتم ورثة هذا الدين..

لاتخذلوا الإسلام يا أحفاد مُحمد...

لا تَخذُلوا الإسلام يا أحفاد مُحمد...

لاتَخذُلوا الإسلام يا أحفاد مُحمد.

ردّدهاا الفارس ثلاث مرات ولكنها أخذت تتردد كثيراً فى أنحاء الوادى

ثُم أطلق الفارس عنان فرسه إلى ساحة المعركة وخلفه بقية الفرسان

أفاق شحرور من ذهوله وقد انصرف الأبطال... وأخذ يفكر فىصمت فيما مر به من أحداث
ثُم...

............: ايه رأيك
[/COLOR]
شحرور:

يا عم هي طعمية؟
استنى بس أركز عشان أفهم لأنى بجد اتلغبط

خالص...مين الفارس الوحش ده؟

!!!

............:طعمية ايه يا عم؟!!!انتا يبنى مش كنت بتعيّط من شوية وقالبها اكتئاب؟

!!

شحرور: أعيط إيه بس بعد الى شفته و سمعته؟ وأنا الى كنت فاكر الواد بتاع فيلم جلادياتور كان جامد

!!
أنا حاسس أن....

وسكت شحرور لحظة ملأ فيها صدره من هواء الصبح النقى ثم قال:
أنا حاسس بقوة تهد جبال..كأنى أتولدت من جديد.....
بس بجد...مين الفارس ده؟

............: ده السلطان نور الدين محمود ابن عماد الدين زنكى... أعظم من ولى أمر المسلمين بعد الخلفاء الراشدين..و لم يُعرف فى التاريخ الإسلامى من هو أعدل ولا أشجع منه بعدهم حتى سُمّىَ بسادس الخلفاء الراشدين...

ولكن قدّر الله أن يُحرر المسجد الأقصى على يدى تلميذه صلاح الدين الأيوبى

شحرور:أنا عارف بس كنت...كنت عاوز أسمعها منك...

سكت شحرور وهو يُفكر فيما قال وفعل السلطان!! ثُم تذكر شيئاً ما..

شحرور: والى كان معاه ده فى الأول كان

....

..........:ما هو ده..صلاح الدين الأيوبى يبنى بس وهو شاب صغير عنده عشرين سنة.. بعد ما أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين وأحد قُواد السلطان نور الدين محمود قدمه للسلطان....وسايط بقى وبتاع

!!

أومأ شحرور يرأسه مُبتسماً: ماشى يا خفة..

أنا برضه قلت الولد ده مش سهل!!...شبل من ضهر أسد

.

.........: استنى بس أكمّلك الليلة.....أما المعركة يا أبو الشحارير...فكانت لتحرير حصن بانياس من الفرنج الملاعين..وكان صلاح الدين حاصرها وضرب أسوارها بالمنجنيقات ودارت معركة شديدة على الأسوار انتصر فيها المسلمين وخربت فيها المدينة..وطلب الفرنج الأمان بالفعل..ولكن رفض نور الدين محمود لأسباب كتير..

ودى كانت واحدة من ضمن معارك كتير خاضها نور الدين لاستعادة أرض المسلمين وتثبيت ملك الدولة النورية..

وكانت حروب نور الدين محمود لها أعظم أثر فى بناء الدولة الأيوبية على أيدى صلاح الدين الأيوبى تلميذه ...

ولولا نور الدين محمود ما كان صلاح الدين الأيوبى..
هنا نظر شحرور إلى السماء وأخذ يدور بعينيه مُتأملاً قرص الشمس المشرق,,و صاح بصوته المزعج :

شحرور مش هيخذل المسلمين يا نورالدين.....
شحرور مش هيخذل المسلمين يا صلاح الدين..

فجأة انهمرت من السماء أمطاراً غزيرة
...وفى لحظات كانت الأمطار سيولاً تجرى فى الوادى وارتفع الماء فى رعب حتى غطى شحرور تماماً وأشرف بطلنا على الغرق وهو لا يستطيع التقاط أنفاسه

!!!!

طششششششششش......: قوم يا شحرور ده انتا مش خذلتهم بس...دى فضيحتك بقت بجلاجل
!!..

فتح شحرور عينيه على زجاجة مياه فارغة فى يد الحاجة وهى تهزه فى عنف ..قوم يبنى متفرّجش الناس علينا... عندك امتحان بكرة... قوم ذاكر يبنى عشان ربنا يكرمك

..!!!!!!

ونكمل.. الحلقة القادمة

استيقظ شحرور على دُش ماء شديد البرودة

هل هى قسوة من أم شحرور أن توقظ فلذة كبدها بهذه الصورة القاسية نوعاً ما؟

حقيقة الأمر أنها الطريقة التى رأت الأم أنها مِثالية للتعامل مع شحرور..ويتسلسل هذا التعامُل القاسى بداية من نظرة الحيزبون المشهورة عن الأم والتى ورثها شحرور و تكفى هذه النظرة عند خروجها فى وقتها لإلقاء الرعب فى قلوب أشجع الرجال! [IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...sa187.gif[/IMG]

وإنتهاءً بالخرزانة التى أُحيلت للمعاش وشحرور فى السادسة عشر من عُمره..مروراً بالشباشب وإلقاء أى شئ خف حمله وغلا أو رخص ثمنه على شحرورنا الغلبان!!!





وحقيقة أُخرى يجب ذكرها وهى أن شحرور هو الوحيد على وجه الأرض الذى تعامله الأم بهذه الصورة ويعتبرها بقية أهل الأرض من ملائكة الرحمة!!!


يا ترى إيه السبب؟؟
سؤال مطروح للتفكير


نعود إلى أحداث قصتنا..

قفز شحرور من على السرير كالصرصور الكولومبى وهو يرغى ويزبد وقد طفح الكيل...واستعد بصوته الجاهورى لبدء حلقة جديدة من النقاش الحاد مع الحاجة...ولكن ...

فجأة تحول وجهه من الغضب الشديد إلى صمت الحملان وقال فى وداعة : أنا جعان!

الأم (فى حنان) : طيب قوم يا حبيبى صلى العشاء وأنا هحضرلك حاجة تاكلها

قام شحرور وتوضأ وصلى..ثُم جلس يأكُل وهو لا يزال يُفكر فى نور الدين محمود ووصاياه وصلاح الدين الأيوبى وهيئته!!

تررررررررررررررررررررررن (تليفون)

التقط شحرور السمّاعة

شحرور: السلام عليكم

الآخر!: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شحرور: شعبورجينىىىىىىى..حبيب قلبى

شعبورجينى ! : واحشنى با أبو الشحارير

شحرور: انت فين يا عم ؟ مشفتكش النهاردة فى الكُلية يعنى!

شعبورجينى ! : عادى...كُنت فى دورة بلاى ستيشن يا زعممة!

شحرور:
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...ommon.gif[/IMG]


شعبورجينى :لاااااا عيب عليك!! الأول على مستوى المنطقه يا ابو الشحارير.. حُبى متخافش على أخوك

شحرور: طيب.. فالح ....بقولك انت عارف أن عندنا امتحان بُكرة؟

شعبورجينى !: يا راااااااااااااااااجل؟ ده انا كُنت فاكره كمان يومين [IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...n_eek.gif[/IMG]


شحرور: هو بصراحة فاضل ست ساعات على الكارثة!

شعبورجينى : ممممم.. طيب تعالا عندى نذاكر مع بعض, وأنا هقول لأُمى تحضر الشاى والقهوة والمكسرات والذى منه ونقضيها مع بعض لغاية الامتحان

شحرور: فُل.. عشرين دقيقة واكون عندك.......متنساش تقول لأمك تحضّر كابتشينو بالمارشميلو بتاعى!

شعبورجينى (فى غضب) : انت عارف إن أُمى بتتخنق أما بتعمله وبعدين مش متبقى غير شوية صغيرين!



شحرور: تستخصر في أخوك معلقة كابتشينو بالمارشميلو؟؟ سُبحان الله!! ..ولا قُللها شحرور عاوزه وخلاص ..خليها تعمللى أنا كُباية واحدة يا كوهين!



شعبورجينى : حاضر يا شحرور..بس..تعالا بسرعة عشان ابتديت أقلق!

شحرور: حاضر هزبّط ورقى وآجى على جناح السرعة

شعبورجينى : جناح مين؟

شحرور: جناح ال...انت هتتعود عليا واللا ايه؟!! خلاص وقتك انتهى سلاموووووووز شعبورجينى الغالى

شعبورجينى : سلام!

وأغلق شحرور السمّاعة و جهّز عُدة القتال..(أقصد المذاكرة) ..ثُم انطلق إلى صديقه ورفيقه وشقيقه الذى لم تلده أُمه..شعبورجينى..

ولنا هُنا وقفةً لنرُد على بعض التساؤلات التى تدور فى أذهان حضراتكم..!

س : من هو شعبورجينى؟

ج : صديق شحرور وحبيبه..مُنذ الصف الأول الابتدائى..ولكن لم تتوثق العلاقة بينهما حتى اختارهما القدر وجمع بينهما فى خرابة..أقصد كُلية واحدة

س : هل اسمه الحقيقى شعبورجينى ؟؟!!

ج : لأ طبعاً!! ولكن هذا هو حال أصحاب شحرور...يختار لهم أسامى من موسوعاته الشحرورية ويجبرهم على التسمّى بها وإلا القطيعة!! وطبعاً محدش يقدر على قطيعة شحرور!



س : وما طبيعة العلاقة بينهما؟

ج : من الممكن تأليف كُتب للرد على هذا السؤال ..

فشحرور وشعبورجينى ثنائى غريب فريد رهيب

وجد كُل منهما مُراده فى الآخر

أما شحرور فكان يبحث عمّن يُجاريه فى مغامراته وأفكاره و شطحاته الفكرية ...فكان شعبورجينى الشخصية المثالية لهذا الدور

وأما شعبورجينى فكان يفتقد الأخ والصديق للهروب من اكتئاب الحياة....فوجد هذا فى شحرور

بدلاً من الحديث الممل سنسرد بعض المواقف التى ستشرح لنا بصورة عمليه طبيعة علاقة شحرور بشعبورجينى



هذا الحديث دار فى النادى بين الأخوين قبل بداية أول تيرم فى الكُلية بيومين بعد أجازة صيف حافلة بالأحداث!

كانت جلسة عمل مُغلقة فى الكافيتريا بين شحرور وشعبورجينى لمناقشة استراتيجية المذاكرة فى الكُلية لتحقيق أفضل النتائج الممكنة!

شعبورجينى : بُص بقى أنا هجيبلك من الآخر بس ركّز معايا وسيبك من العصير ربنا يخليك،

توقف شحرور عن شُرب العصير بالشاليمو ومال على صاحبه باهتمام

شحرور: كُلى آذان صاغية يا جميل

شعبورجينى : شوف يا سيدى...كُل العيال بتدخُل الكُلية بعد المرحلة الثانوية...والمرحلة الثانوية دى كبت وقرف...وأول سنة كُلية دى جنة لكُل الناس, صح واللا غلط؟

شحرور: عدّاك العيب وقزح يا بروفيسير!

شعبورجينى (بحماس شديد) : البشر كُلهم مع بداية التيرم..الى هيدور على شِلة يتعرف عليها..والى هيدوّر على بنت يصاحبها..والى عاوز يقضيها تهريج وهلُم جر...

انا وانت بقى........

شحرور (مُقاطعا) : وِصلت يا حُبى....أنا وانت مع بعضينا...محاضرة فى سكشن لا نعرف حد ولا حد يعرفنا...ونديها مُذاكرة مُرعبة من أول يوم ونبقى شباب الامتياز المتين



شعبورجينى (موافقاً) : طول عُمرك بتفهمها وهى طايرة يا شحرور ولو مفهمتهاش بتوقفها تفهمها وتطيرها تانى ...،

بس انا من أولها بقولهالك واحنا على البر....أنا لن أتنازل عن أنى أكون من الأوائل (ثُم مال على صاحبه وقال له فى أذنه بصوت خفيض) وكلمة فى سرك....لو خطتنا طبقناها صح هنكون الأوائل على الكُلية بلا مُنازع.

الحَمد لله دماغنا من أنضف ما يُمكن (لا تعليق)....و كمان أتكحرتنا فى الحياة كتير جداً!! وممكن ندهن الهوا ميتاليك لو طلبت

سكت شحرور قليلاً ثُم قال : ممممم....خلاص اتفقنا....أنا الأول وانت التانى على الدُفعة بإذن الله




شعبورجينى (صائحاً) : أول مين يا بهججة؟؟!! لأ طبعاً, أنا الأول وانت التانى



شحرور (ونظرة الحيزبون الشهيرة التى ورثها عن أُمه ترتسم على وجهه) : متنساش نفسك يا شعبورجينى...قُلتلك أنا الأول وانت التانى والحوار اتقفل خلاص....متزعلنيش منك

شعبورجينى : وانت فاكر إنى هخاف ولا ايه؟؟؟ طيب والله لاوريك يا شحرور

ثُم استمرت المشاداة الكلامية بين الأخوين وارتفع صوتهما وتسببا فى ازعاج وشكوى لرواد النادى حتى تم طردهما من الكافيتريا!

..................

موقف آخر:

نحن الآن فى لجنة امتحان فى كُلية شحرور النموذجية بعد مرور عامين من الموقف السابق

شحرور جالس محتاس حيران أمام ورقة الأسئلة ...وشعبورجينى جالس محتاس أكتر منه خلفه تماماً

ثُم دار يبنهما هذا الحوار:

شعبورجينى (بصوت خافت) : شحرور...أنا مش فاهم ولا سؤال والمُعيدة الى بتراقب علينا شبه خالتى الله يرحمها..وشكلها ميطمنش!



شحرور (بصوت أكثر خفوتاً) : يعنى انا اللى فاهم حاجة.. وبعدين مُعيدة ايه يبنى..ركّز فى الامتحان ربنا يهديك...أقولك..أضرب الكام مُعادلة الى حفظناهم إمبارح وخلاص.

شعبورجينى : حاضر..ربنا يُستُر ثُم حاول إختلاس النظر فى ورقة الطالب الذى يجلس بجانبه



ولِحظه السيئ كانت المُعيدة المُخيفة تنظر ناحيته فى نفس الوقت

المُعيدة (بصوت مُرعب) : ايه ده؟؟ بتغش فى الامتحان؟؟!!! هات ورقتك
[IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/.../madd.gif[/IMG]

اتكهرب الموقف ونظر شعبورجينى للمُعيدة فى انفعال وغضب شديد...وخاف شحرور على صاحبه من الإنفعال وقرر التدخّل الفورى

شحرور (للمُعيدة) : معلهش يا دكتورة بس حضرتك بتوجهى لصاحبى إهانة بالغة ...وقبل اتخاذ أى إجراء هسأل حضرتك سؤال ..(ولم ينتظر الاذن ليسأل وزادت نبرة صوته قوة‍)
أما الطالب التانى على الدُفعة يغش فى امتحان تافه زى ده, يبقى ناقص بوظان إيه فى مصر أكتر من كدة؟؟!



نظرت المُعيدة لشحرور فى تعجب شديد وأصوات ضحكات مكتومة تصدر من اللجنة‍ وقالت فى دهشة وسُخرية غير مُصدقة: والله؟ بقى صاحبك التانى على الدُفعة؟

وحضرتك بقى تبقى مين؟ المُتحدِت الرسمى باسمه؟!

هُنا هبّ شحرور واقفاً وعلى وجهه نظرة الحيزبون الشهيرة التى ورثها عن أمه وقال



وبالطبع لم يحتمل شعبورجينى ترك صاحبه فى مهب الريح..
فهبّ واقفاً بدوره ووجّه الكلام لشحرور وقال مُتوعّدا ً:
مش هسيبك يا شحرور...وراك وراك لغاية ما أجيبك وأبقى أنا الأول وانت التانى


نكمل فى الحلقة القادمة إن شاء الله

شحرور (لشعبورجينى) : لاااااااااااااااااااا

انسى يا وحش..كان زمان وجبر يا سوكومنس
[IMG]
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...ngry1.gif[/IMG]

وإنفجرت اللجنة ضحكاً على موقف بطلينا..لسبب وجيه وهو أن شحرور وشعبورجينى ..كبيرهم..تقدير جيد بالعافية بعد استنفاذ كُل أنواع درجات الرأفة!!!


وللأسف الشديد لم يمُر الموقف بسلام ..فكانت المُعيدة قد استدعت رئيس القسم ودخل فى عِز المشاداة الكلامية بين شحرور وشعبورجينى...وقام بإلغاء إمتحان بطلينا!


وخرج شحرور وشعبورجينى يجران أذيال الخيبة


شحرور: متزعّلش نفسك حُبى...حصل خير


شعبورجينى :



شحرور : يا عمى...يعنى انت كُنت عارف تحل أوى..يا راجل أسكت دا انت كُنت بتسمّع منهج أحياء تانية ابتدائى فى الورقة بس خلينا ساكتين أحسن



شعبورجينى :
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/.../madd.gif[/IMG]


شحرور: خلاص خلاص متزعلش...تعالا معايا نعتذر للدكتور ممكن نصعب عليه


وذهبا إلى الدكتور وأخذا يبكيان فى توسُل له كالفرخة قبل ذبحها. حتى سمح لهم بالعودة, وانتهى الموقف بفضل الله!

................................

ولن نتحدث عن النتيجة ونتركها لخيال القارئ


نعود لحاضرنا مع شحرور وقد ذهب ليذاكر مع شعبورجينى..


فتحت طنط أُم شعبورجينى الباب ورحبت بصاحب ابنها بشدة ودار بينهما هذا الحوار


شحرور: ازي حضرتك يا طنط؟


طنط : الحمد لله يا شحرور..عامل ايه؟ وماما عاملة ايه؟


شحرور: أنا كويس الحمد لله..وماما..كلميها يا طنط ربنا يخليكى, انتى عارفة هى بتعمل فيا إيه أيام الامتحانات..ومزوداها أوى اليومين دول


طنط : ما هو من عمايلك يبنى...المهم مش عاوز تشوف صاحبك؟

(إستغرب شحرور من الطريقة الجافة للأم!!!)


شحرور:



الأم(بتأفف) :..بس يا ريت تاخدوا بالكم من بعض


شحرور:(وهو يعيد كلمة المحروس فى عقله!) حاضر يا طنط من عينى هو شعبورجينى صاحى؟!


طنط: آه تعالا شوفه انت مش غريب


ثُم أدخلت الأُم شحرور لغرفة ابنها


وبعد الأحضان والسلامات والذى منه..


شحرور:



شعبورجينى : يا عم كبُر دماغك


شحرور : أوعى يكون من النسكافيه بالمارشميلو الى بتعملهولى ؟؟!


شعبورجينى : لا يا عم إزاى بس..بصراحة كدة يا ابو الشحارير أُمى ظبطتنى بسجارة من يومين وهى عارفة أنى معاك على طول وفضلت تقول ما هو شكل صاحبك الى علمك وحاجات كدة!


سكت شحرور وقد صدمه الرد...


وتذكر كيف كان فى الماضى لا يسمح لأحد من أصحابه بالتدخين أمامه

تذكر كيف كان يمنعهم من التدخين بكل السُبل الممكنة. بالود مرة..بشريط كاسيت مرة تانية أو حتى بتهديده بفضحه أمام أهله!!! خلاصة القول أنه لم يكن يترك شعبورجينى بالذات فى حاله حين يعلم بعودته للتدخين


شحرور(بغضب):



شعبورجينى : يا سيدى كبُر دماغك


شحرور : طيب فالح يا أخويا

أخذ شحرور ينظر حوله مستغرباً


شحرور(بتساؤل) : هو انتم مربيين حُمار عندكم؟!!


شعبورجينى : لا يا عم...ليه؟!


شحرور: أُمال ايه صوت البقرة الى شغال من ساعة ما دخلت ده؟!!!!


أنا افتكرته عند الجيران بس الصوت جاى من..... اااه(لاحظ شحرور سلكاً خارجاً من الدولاب)

وحاطط الكاسيت فى الدولاب ليه طيب؟


شعبورجينى (مبتسماً فى تخابث) :


شحرور: وايه البطيخة الى بيغنى ده؟!


شعبورجينى (وعيناه تبرقان بشدة) : عيب عليك يا رااااااجل...ده بوب مارلى يبنى


شحرور: ايه يعنى عالِم حديث والا ايه؟ ولا بلاش تبرق.....انا اللى أبرق بس


شعبورجينى : يبنى بقولك بوب مارلى..متعرفوش ازاى بس؟ ده واحد كدة مغنى مشهور جداً وأكتر حاجة كان مشهور بيها أن عمره ما استحمى وكان قذر موت ودنئ بطريقة لا تتخيلها!!!

لدرجة إنه مات من قلة النضافة!!


شحرور: سُبحان الله..وإيه يبنى الى جبرك تسمع واحد مبيستحماش زى ده؟؟!


شعبورجينى:لااااااا

أصل أفهمك..أنا مش بسمع بوب ده غير أما آجى أذاكر...بيحسسنى كدة كأن...(وسكت قليلاً وهو ينظر لسقف الغرفة كأنه يبحث عن كلمات مناسبة ثم قال) كأنى قاعد بذاكر بقالى 40 سنة

انت عارف بقى الواحد أما بيزنق نفسه فى المذاكرة وريحته تطلع من القعدة على الكتاب وكدة...بوب بقة بيعيشنى فى الموووود ده!


شحرور: إيه يبنى فضلات الجاموسة الى بتنقط من لسانك دى؟؟!

دماغك حصلها ايه يا شعبورجينى؟


شعبورجينى(بصوت عالى وعيناه تلمعان كأنما وجد سر سقوط التُفاحة) : ما ضربت خلاص يا أبو الشحاريييييييييييييييييير

ثُم قام وأخذ يرقص ويدور حول نفسه بطريقة مضحكة للغاية وهو يتمايل على النغمات الصادرة من الكاسيت وهو يُغنى ويردد

قام شحرور بهدوء وأغلق الكاسيت وأخذ بيد أخيه وأجلسه وهو يُبسمل ويحوقل ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم


شحرور: اقعد يبنى ربنا يهديك... إمشوا يا شياطين هش هش...سيبوا شعبورجينى فى حاله!

نظر شحرور فى عينى شعبورجين و : ولا حرف بقى عشان نبتدى

سكت شعبورجينى وقد هدأ قليلاً


شحرور: نبتدى بالتسليك


شعبورجينى: نعم؟!! هو حوض مطبخكو ولا ايه؟!


شحرور: شششششش أسكًت..هنسلك الطريق للمعلومات !


ثُم أخرج مُصحف من جيبه وقرأ بضع آيات من صورة الأنفال بصوته العذب!

وبعد انتهاء التلاوة أغلق شحرور المُصحف وهو يقول: دقيقتين غمّض فيهم عينك واستحضر معايا نوايا نذاكر بيها عشان ربنا يبارك والملايكة تيجى وكدة


شعبورجينى (مُحتجاً) : بس إحنا دايماً نيتنا حلوة يا شحرور!


شحرور: لا يا قمر إحنا مش رايحين كوكى بارك.....ولا
غمّض عينك وماسمعش صوتك!

وأغمض عينيه واستجاب صاحبه بدوره ,وبعد الدقيقتين فتح عينيه بسرعة وقال :شعبورجينى :أنا مش لاقى ولا نية مُحترمة غير واحدة بس


شعبورجينى: ايه هى؟


شحرور:


شعبورجينى(مُحدثاً نفسه) : وأنا اللى قُلت أن الواد عقل!!... ثُم اعتدل على المكتب وقال (بقلق): نقطنا بسكاتك ونبتدى بقى ربنا يخليك


شحرور: هوبا مُذاكرة


شعبورجينى : هوبا مذاكرة


وانكب الصديقان يحاولان حشر المعلومات حشراً فى رأسيهما بعد أن استعانا بأسباب السماء

ولكن ماذا تفعل أسباب السماء وقد ضيّعنا أسباب الأرض؟!


الله أكبر الله أكبر

الله أكبر الله أكبر (أذّن المؤذن لصلاة الفجر)


شعبورجينى (بعد سكوت طويل) : خلاص الوقت إنتهى. إرمى الورررررررررررق !!


نظر شحرور لصاحبه فى عدم اهتمام وقال : يالا روح اتوضا عشان نصلى


شعبورجينى : بس هنصلى هنا


شحرور: عيب عليك انت كدة بتشتمنى يا راجل شايفنى مربى ضفيرتين؟؟!


شعبورجينى : ايه يا شحرور انت متغير أوى النهاردة فين مرونتك يا راجل؟؟ واجع دماغى من الصبح ..فى الأول قفشت على بوب حبيبى وبعد كدة نية وبتاع محسسنى اننا هنفتح أمستردام..ودلوقت مش عاوز نصلى فى البيت...
مقصدش إنك وحيش لا سمح الله بس ليه يعنى قافش ودماغك مسافرة وعامل حفلة؟


شحرور: قافش؟ دماغى مسافرة وعامل حفلة؟؟؟!!
ثُم نظر إلى السماء وهو يقول فى خشوع :
سامحه يا رب!! ده غلبان ميقصدش!!


شعبورجينى (بنرفزة شديدة):



ونزل الأخوان للصلاة ثُم عادا لمنزل شعبورجينى

ذاكرا قليلاً وانطلقا إلى الكُلية فى همة ونشاط بعد الاستعداد للامتحان.

ويوم الامتحان يُكرم المرء أو.....

موعدنا الحلقة القادمة!

أو يُهان..

يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان

ذهب صاحبينا إلى الامتحان (أبو خمستاشر درجة) كما يُسميه شحرور بعد ليلة عصيبة حاولا فيها استخلاص أى كم من المعلومات الغزيرة التى تحتاج لأيام لمراجعتها فضلاً عن مذاكرتها!

وكان هذا الامتحان هو الشرارة التى أشعلت فتيل أيام الامتحانات العصيبة !

ومرت الأيام بحلوها ومُرها وشحرور يُجاهد كالأُسود الضوارى يحاول النجاة من شبح الفشل الدراسى المُرعب...وكُل امتحان يُمنى نفسه بأجمل الأمانى ولكنه يتلقى الصدمة تلو الأُخرى حتى كان أخر امتحان فى التيرم...



قبل انتهاء الوقت برُبع ساعة قام شحرور وسلم ورقة الاجابة وخرج وأغلق باب اللجنة خلفه فى عُنف ينُم عن غضب شديد.
.ونزل إلى ساحة الكُلية فوجدها خالية من قاطنيها (لأنهم فوق بيمتحنوا وهو الفلحوس الوحيد الى خرج بدرى طبعاً!)



أخذ صاحبنا يُحدث نفسه فى غل شديد..


هو كُل امتحان كدة؟؟ أدخل ناوى أحرق الورق بمعلوماتى أتحرق أنا واتشل من الغيظ؟! ليه بس كدة؟


بصراحة مكانش ينفع اذاكر أكتر من كدة ..أنا عملت الى عليا وخلاص ربنا يُستر بقى!


.........: لا طبعاً معملتش الى عليك (الصوت الذى يأتى من العدم الذى تعودنا عليه!)

شحرور


.........: فى ايه يا عم بالراحة!

شحرور: لا بجد زعلان منك أوى وقافش عليك ومش عاوز أعرفك تانى كمان

.........:


شحرور: بقى كدة تسيبنى فى عز ما انا محتاجلك...شهر كامل يا مُفترى؟؟؟ مصعبتش عليك وانا بتقطع فى المًذاكرة

.........:أيوة كُنت عاوزنى أعملك ايه يعنى انا قُلت الواد مشغول اسيبه مازعجوش مش أكتر

شحرور:لا يا عم متهرجش...مفيش كدة تعالى يا شحرور أوريك ابن الهيثم ولا ابن سينا ...طب يا عم دول لو بعيد فى الواد اقليدس الأول على الدفعة ...ودينى للعيال الى بتحرت.. ساعدنى اذاكر يا أخى..انما ترمينى كدة؟؟؟ لا لا بجد مش حلو اللى انت عملته ده!

.........:لا يا جميل متزعلش بس انت فاكر انك طول التيرم بتلعب وآخر كام يوم هتحطم النظرية النسبية؟

وانا لو كُنت سفرتك للعلماء دول وانت محتاس كدة كُنت بجد بجد هتتعقد وتتشل وتموت من النكد والاحساس بالعجز..وكمان المثل بيقولك..اتقل تتكيف

شحرور: اتقل تتكيف

!! احنا قاعدين فى غُرزة ولا ايه؟! خلاص خلاص..قُلت الى عندك..امشى بقى

.........:طيب بس افتكر..انما العلم بالتعلم وانما الصبر بايه يا ابو الشحارير؟؟...

شحرور: اااه كلامك بينغز فى قلبى مكنتش تقول الكلمتين دول من اسبوعين..دول بهدلونى فى الامتحانات يا عم

.........: بالتصبر يا قمر سلامو عليكمممممم

شحرور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..مكنتش تتحايل عليا شوية طيب

يلا مش مُهم...همممم العيال ابتدت تنزل اهو..أنا هاخُد الواد شعبورجينى واخلع من أُم الكُلية دى..مش طلبة حوارات مع حد..كمان ستوتة النهاردة حرانة أوى وانا مش ناقص فتنة!

وبحث شحرور عن صاحبه فوجده واقفاً مع الشلة يسب ويلعن فى الامتحان والدكاترة والكُلية والنظام التعليمى كُله!

شعبورجينى : لا يا جماعة السؤال التانى ده برة المنهج أصلاً..أنا هطلع للعميد واشتكيله الى بيحصل فينا ده..مش أسلوب ده أبداً!

سلم شحرور على الشلة وانتحى بشعبورجينى جانباً وقال له : منهج ايه الى بتتكلم عنه ده يلا ده احنا دافنينه سوا الى يسمعك يفتكرك ذاكرت المنهج أربعتاشر مرة ولا حاجة.

شعبورجينى : بس يا شحرور ماتاخدنيش من وسط العيال كدة يا أخى يعنى لا نحل ولا نفضفض حتى!!

شحرور: تفضفض فى ايه بقى اسكت...بقولك ايه تعالى نخرج من الجو الموبوء ده..عيال كتير طالعة من الامتحان مبسوطة وأنا دمى فاير أصلاً ومش عاوز أخنق على حد!

شعبورجينى(مُتسائلاً):نخرج نروح فين يبنى دلوقت؟

شحرور: أنا عطشان وجعان والجو حر وطالباها مكان مُكيف..تعالى نروح بيتا ماركت نظبط نفسنا

شعبورجينى : لا بلاش المحل ده ...ده غالى أوى وبيعقد

شحرور: عيب عليك ..دول كُلهم حبايبى هناك...أنا بروحه كُل شهرين أعرف آخر المنتجات فى كُل حاجة

شعبورجينى : يبنى بقولك غاالى موووووت

شحرور: ياد خليك عبقرى زى أخوك..كبيرنا هنجيب كام علبة عصير على كام بسكوتة على شوكالاتين وبطاريات للوكمن بتاعى وكمان هنلف نتفرج على خيرات ربنا وكدة

شعبورجينى : هو فى هناك حاجات أديداس الجديدة؟

شحرور: آه يبنى ده قسم السبورتيف كبير موت هناك..كُل الى نفسك فيه هتلاقيه ان شاء الله.. يلا بينا بس بسرعة قبل ما بقيت العيال ينزلوا

شعبورجينى : هوبا بينا يا كومندة




وذهب شحرور وشعبورجينى إلى بيتا ماركت وهما يناقشان علاقة الدكاترة المُعقدين فى نشر التخلف العلمى فى مصر!



ودخل شحرور وشعبورجينى بيتا ماركت وأخذا يُقلبان مُختلف البضائع ويقارنا الأسعار ويسألان عن كُل شئ كأن السكرتير داخل وراهم بشنطة الفلوس!


وفى قسم مستلزمات الحفلات لفت نظر شحرور زجاجة سبراى ثلج صناعى شكلها فخم جداً..فأخذ يُقلبها بين يديه يحاول فهم اللُغة المكتوبة على السبراى..ثُم دارت فى ذهنه خاطرة غريبة!

ذهب شحرور لشعبورجينى وقال له : بقولك ايه أمسك السبراى ده قولى اللُغة دى ايه؟

ترك شعبورجينى الجزمة التى كان يُجربها والتقط السبراى وأخذ يُقلبه بغير اكتراث..وفجأة..برُقت عيناه بشدة وأخذ يُقرب الزجاجة من عينيه ويُديرها بين أصابعه ثُم ينظر لشحرور فى رُعب ثُم الزجاجة مرة أُخرى وقال: يا نهار أسود


شحرور: ايه يبنى سيبت رُكبى!

شعبورجينى : انت لسة مفهمتش؟

شحرور

شعبورجينى
]http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/...rsa84.gif[/IMG]
...القزازة أكيد مصنوعة فى اسرائيل...اليهود دخلوا مصر يا شحرور

و نكمل فى الحلقة اقادمة