{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا
يا حيف .. أخ ويا حيف
المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
|
يوميات حرب شرقية.
Fly And Buy
لم يبقَ اليوم من "عُبَاب" تجارة قديمة ,على الميناء, إلا قوارب شاطئ القراصنة الشهيرة (كما كانت تسميها و بشكل مقصود قوات الإحتلال البريطاني لتبرير غزوها للمنطقة, و ذلك حسب الكتاب التاريخي لأمير الشارقة).
هذه السفن تحمل بمعظمها اليوم بحارة إيرانيين و باكستانيين.
في المرفأ ترى رجالاً متكدسين على الأعمدة و جسور من أكوام "الكراتين" المليئة ببضائع "نوعياً" من الدرجة الثانية .سيكتوون تحت الشمس و سيتشبعون بزخات المطر خلال عبورهم لمياه بحر الخليج.
بضائع قديمة,كالمكيفات و الآلات المنزلية المستعملة, كل ما نتخلص منه هنا في جو الثراء المسيطر, ليقوموا ببيعه فيما بعد للفقراء فيما وراء الضفة.
في بعض الأحايين ,كما يقولون لي, فإن قراصنة من الفرس أو البالوشيين يقومون بالتعرض للسفن و رمي بحارتها بعرض البحر و تركهم لقمة سائغة لأسماك القرش,إذ يوجد أحد قادر على دفع ثمناً لاحتجازهم كرهائن, ثم يقومون بسرقة كل ما يجدونه من بضائع, واضعين حياة البحارة دون ثمن البضائع الحقيرة التي يسطون عليها .. !!
لكن هذه البقايا القديمة من التجارة, لم يعد لها من قيمة في الإمارة الغنية. فلقد إحتلت مكانها التجارة العالمية الحديثة. فالطائرات الروسية, البلغارية, الأوكرانية, الباكستانية,الهندية,الجزائرية,تقوم بجولات يومية لضمان سير الإستيراد بأسعار لا تضاهيها المراكب الضخمة الملقاة على شاطئ الخليج و مياهه العميقة.
أتذكر
أذكر أني شاهدت السنة الماضية إعلانات في مطار وهران بالجزائر, تتحدث عن رحلات "flay and buy" و التي تسعى أن تحل محل تجارة التهريب القديمة بين الجزائر و مرافئ مرسيليا ومنها برشلونة.
و في كابول و في عام 1998 , أتذكر سيارات الطالبان و التي كانوا يدعون من عليها للأخلاق الحميدة و قد بقيت عليها "نمرة" تشير إلى دبي أو إلى إمارة مجاورة.
الحياة رخية في الإمارة شرط أن تكون صاحب دخل, أو مهاجر أبيض أو حتى هندي تملك مؤهلات في المحاسبة أو المعلوميات.
مطاعم ممتازة تقدم أفخر الوجبات الفرنسية,قهاوي على الطراز الكاليفورني, لا فيزا لدخول الأوروبيين.أفق"skyline" تسعى لمنافسة تلك الأمريكية, حتى أن هناك "وورلد تراد سنتر", و أوتوسترادات واسعة مضاءة طوال الليل.حيث تجري فيه سيارات من الطراز الفاخر بمكيفاتها الحديثة.
هواة الحضارات الأصيلة,ما عليهم إلا أن يمروا بسرعة من هنا.
باحث الأنتروبولجي البريطاني "بول دريش" يشرح, وكرد على المتحسرين على هذه المدنية الإسمنتية الحديثة في عالم البداوة على خلفية ثراء لأقلية من المواطنين و الذين يراهنون على نهايتها و يشكّون باستمراريتها, بأنه لم يكن الوضع مختلفاً في المدن القديمة كبترا و تدمر. و التي انبثقت بشكل سريع و بعد ثراء فاحش سببه إزدهار تجاري فجائي, فلقد كانت تستعير المواد للبناء من أثينا أو روما,و تطبق ذات أسالبيهم و قواعدهم في الهندسة. كما كان يقطنها أغلبية من الطبقات المستغلة و العبيد بدون أي حقوق مدنية, و لكنها بقيت مع ذلك و لقرون طويلة مزدهرة.
يتبع ...
|
|
03-31-2004, 11:07 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|