اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
ولو كانت إلوهية الله للمسيح مثل إلوهيته لسائر البشر لقال "وإلهنا" .. ولكننا نجده يقول "وإلهى وإلهكم" ليميز بين إلوهية الآب للإبن المسيح التى هى إلوهية المصدر لذاته مثل أن أقول أن الإنسان سيد نفسه أو إله نفسه .. وبين إلوهية الله لسائر البشر التى هى إلوهية الخالق لخلائقه .
السيد أبنوب
جاء في إنجيل يوحنا قول المسيح :" انظروا أية نصيحة أعطانا الأب حتى ندعى أولاد الله "
وقال عيسى: " فصلوا أنتم هكذا أبانا الذي في السماوات"
جاء في سفر التثنية : " اسمع يا إسرائيل ، الرب إلهنا رب واحد"
ولما سأل رجل عيسى عن أي الوصايا هي أعظم أجاب :
" إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد "
وأكتفي بهذا القدر من النصوص التي تفند نظريتك وتبين بكل وضوح أن المسيح كالتلاميذ فالله أبوه وأبوهم مجازاً وهو إلهه وإلههم.
نكمل على بركة الله هدم نظرية ألوهية المسيح وتبيان بطلانها
فعيسى لم يدع بأنه الله أو ابن الله حقيقة ولم يدعي مساواته لله كما تزعمون فكان يتوجه إلى الله بالدعاء ويشكره فيقول : " أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي ، ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني"
فعيسى دعا الله أن يمده بمعجزة الإحياء ثم شكر الله لأنه استجاب له" .
وها هي أخت لعازر تقول لعيسى : "أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه" فعيسى يطلب المعجزات من الله عز وجل ، بل ويطلب النجاة لنفسه ، ففي ليلة مداهمة الجنود له والحواريين قال : " أيها الأب نجني من هذه الساعة " بل أنه يوم الصلب كان يستغيث وينتحب ويسأل الله أن ينجيه .
والمسيح لا يستنكف من الاعتراف بالعجز وأن ما يفعله من معجزات ليست منه بل من الله قائلاً : "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً"
وكيف تعبدوه وتصلون له وهو نفسه يعبد الله ويصلي له " قضى الليل كله في الصلاة لله " فهو يعبد الله ولو كان هو الله فلمن يصلي إذاً ؟
وأيضاً أنتم تطلبون منه كل شيء ، تطلبون النجاة والرحمة والمغفرة ..إلخ ، وهو ما استطاع أن ينقذ نفسه من بين أيدي اليهود عندما قبضوا عليه وصلبوه كما تزعمون ، بل صرخ بصوت عال مستنجداً بالله ليخلصه وينقذه من هؤلاء اليهود قائلاً : " إلوي إلوي لم شبقتني والتي معناها إلهي إلهي لماذا تركتني ؟" فلماذا تتوجهون إليه بطلب كل ما تريدون وهو لا يقدر عليه ، ألا تعلمون أن فاقد الشيء لا يعطيه ، وهذه قاعدة يتعامل معها جميع العقلاء من الناس فإنك لا تجد أحداً منهم يذهب إلى من لا يستطيع القراءة والكتابة ليتعلم منه القراءة والكتابة ولا أحد يقصد الفقراء ليطلب منهم المساعدة بالمال .. وهكذا ، فكيف تطلبون من عيسى وهو قد أخبركم أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً وأخبركم أنه ليس إلا نبي مرسل من الله كما هو مذكور في الإنجيل.
وهذه نصوص الإنجيل تخبر بأن عيسى نبي وليس إله :
1) عندما طلب اليهود من عيسى أن يخرج من أورشليم قال : "لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً من أورشليم ، يا أورشليم ،يا أورشليم ،يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين " فعيسى يصف نفسه بأنه نبي وأنه سيخرج من أورشليم لأن الأنبياء لا يقتلهم أحد خارجها "
2) وعيسى يلوم قومه لعدم تصديقهم له قائلاً : " الحق أقول لكم إنه ليس نبي ّ مقبولاً في وطنه " وهذا اعتراف من عيسى بأنه نبي وأن اليهود لم يقبلوه ، فها هو يخبر ما يحدث له وحدث للأنبياء من قبله من صعوبات لاقوها من أقوامهم فقال : " ليس نبي بلا كرامة ، إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته"
3) وها هو عيسى عندما قدم إلى المدينة خرجت الجموع تصرخ قائلة: "مبارك الآتي باسم الرب ..هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" فهؤلاء معاصريه وأكثر الناس دراية به لم يقولوا عنه أنه إله أو ابن الله بل قالوا (يسوع النبي) وأنت تأتي بعد ألفي سنة لتقول أنه إله .
4) بعد أن قام عيسى بإحياء الميت أمام الحاضرين قالوا : " قد قام فينا نبي عظيم ، وافتقد الله شعبه" فها هم يشاهدون معجزة نبوته عليه السلام فيعترفون به نبياً عظيماً ، ولم يقولوا مادام أنه أحيا الميت فهو إله !
5) " وقصة معجزة أرغفة الخبز التي تمت بين خمسة آلاف من اليهود اجتمعوا إلى عيسى في الجليل ، نلاحظ إقرار الجموع بعيسى كنبي من الأنبياء " فلما رأى الناس المعجزة التي قام بها عيسى قالوا :" إن هذا حقاً النبي المنتظر مجيئه إلى العالم".
والمضحك المبكي أن الشخص المعني بالأمر قال أنه رسول:
1) يقول عيسى : " الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني "
2) وأخبر أنه لا يتكلم بشيء من عنده بل يتكلم بما أمره الله أن يبلغ به : "لم أتكلم من نفسي ، لكن الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلم...فما أتكلم أنا به فكما قال لي الأب هكذا أتكلم"
3) وقال : "الذي يقبلني يقبل الذي أرسلني "
4) وقال : "والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي "
5) وقال : "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني"
6) وقال : " الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني "
وكذلك يخبر أنه معلم ، وليس إله :
1) " لا تدعوا لكم أباً على الأرض ؛ لأن أباكم واحد الذي في السماوات ، ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح"
2) وعندما ناداه أحدهم : " أيها المعلم الصالح" ، قال له عيسى : "لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالح إلا واحد وهو الله "
فقد قبل عيسى أن يدعى بالمعلم لأنه كذلك جاء معلماً من عند الله ولكنه لتواضعه رفض أن يوصف بالصالح ، وهذا مثلما تقول لشيخ أنت شيخ عظيم فيقول لا إنما العظيم هو الله ، أو تقول لإنسان أنت كريم فيقول إنما الكريم هو الله ، وعيسى نسب الصلاح الكامل لله ؛فليس أحداً كامل إلا الله سبحانه وتعالى ، انظر كيف نفى عيسى عليه السلام عن نفسه صفة الصلاح ، ثم انظر كيف تزعمون أنه ادعى أنه إله ؟!
تحياتي