اقتباس:  هادم الاباطيل   كتب/كتبت  
 
صديقي نيومان أنا لست من اتباع المجادلات العقيمة ... تشدقت على القراء ان يسوعك نهايته مضمونة ... لأنه قال لأحد لصين  المصلوبين معه انه سيكون معه في يوم الصلب في الفردوس ... هنا الأهمية الحوار الذي أغمضت عينك عنها و تريد منى أن تدخل معي في حوار عقيم حول ذلك أسم الفردوس و ماذا يعنى و ماذا لا يعنى ... لا تعتقد أن روح القدس يتكلم فيك و لا يتكلم فينا ... بل يمكن ان يكون العكس هو الصحيح ...

عزيزي هادم الاباطيل

متجاوزا عن لهجة السخرية عن الروح القدس ، انت قلت في كلامك السابق ( ان الفردوس والجحيم اماكن ابدية )
ولذلك وجب علينا ان نسألك من اين اتيت ان الفردوس مكانا ابديا

الفردوس هو مكان انتظار الارواح المؤمنة ، حتى مجيء المسيح ثانية لكي يقوم الاموات ويتغير الاحياء ، ثم يأخذنا الى المكان الابدي الذي اسمه ( ملكوت السموات ) .

ولهذا فقبل ان اناقشك في اي شيء ، يجب ان اعرف ( توفيرا للوقت والجهد ) هل محدثي يعرف ماذا يتكلم عنه ام مجرد يضع كلمات لا يعنيها ولا يعرف فمعناها .

اقتباس:نيومان قبل كل الشيء كيف توفق بين قول يسوعك أنه يذهب الى الفردوس أي (السماء ) و بين قول الأناجيل الأربعة أنه سيذهب الى باطن الأرض في القبر ثلاثة أيام ... كيف توفق بين هذا التناقض العجيب ... ام مرة أخرى ستجعل من إلهك نصفين ناسوت و لاهوت الناسوت ذهب الى القبر ... و لاهوت ذهب الى السماء ... و

من الغريب ان تفسيرك وان كان به لهجة التهكم ، ولكنه اقرب الى الحقيقة فعلا
فالمسيح مات بالجسد ولكن كان حيا بالروح

"فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح"
( بطرس الاولى 3: 18 )

ولكن بالطبع لم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ، فالمسيح لم يستطع ان يمسكه الموت

" الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه.
( اعمال 2 : 24)

ونبؤة المسيح لم تقل انه سوف يكون ميتا ثلاثة ايام ، ولكنها قالت انه سوف يبقى في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال:

" لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال"
( متى 12 : 40)

انت تعرف ان يونان كان حيا في بطن الحوت اليس كذلك ؟؟؟

اما لماذا اختار الرب يسوع ثلاثة ايام لكي يعلن خروجه بعدها من القبر وليس قبل ذلك ؟
الاجابة ان الجسم البشري يبدأ في التحلل والتعفن بعد الموت حتى انه بعد ثلاثة ايام يكون الميت قد تحلل وبدأ العفن والدود يدب فيه ، وهذا ايضا نعرفه من معجزة اقامته لعازر في اليوم الرابع

( قال يسوع ارفعوا الحجر.قالت له مرثا اخت الميت يا سيد قد انتن لان له اربعة ايام." ( يوحنا 11 : 39 )

اقتباس:ساغمض عينى عن قانون الإيمان الذي يؤمن به بعض النصارى أنه في الأيام الثلاثة ذهب الى الجحيم أو الهاوية ... قبل كل شيء جد مبررا لتلك التناقض ...

محاولة جيدة ، ولكنك خلطت بين قانون الايمان وبين جملة تقال في القداس ( ونزل الجحيم من قبل (اي جهة او سبب) الصليب )

والحقيقة ان المسيح فعل ذلك بالفعل وله سند من الكتاب المقدس .
"فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح
19 الذي فيه ايضا ذهب فكرز للارواح التي في السجن"
( بطرس الاولى 3: 18 - 19)

والسجن هنا هو ( الهاوية ) المكان الذي كانت تذهب اليه الارواح في انتظار عمل الفداء .
هناك شواهد من الكتاب المقدس على هذا ايضا ، لن اوردها حتى لا نطيل الرد .

اقتباس:و لا تظنن اني أفعل هذا كي أهرب من سؤالك فسؤالك في منتهى الروعة يدل على جهلك بحقيقة دينك مهما كان مشاركاتك طويلة و عريضة و مهما كانت ثرثراتك كثيرة في المنتديات ... الفردوس هو تلك السماء الذي تأكلون فيه شجرة الحياة الأبدية ...

الفردوس هي كلمة يونانية الاصل Paradeisos
وهي تعني :

among the Persians a grand enclosure or preserve, hunting ground, park, shady and well watered, in which wild animals, were kept for the hunt; it was enclosed by walls and furnished with towers for the hunters
a garden, pleasure ground
grove, park
the part of Hades which was thought by the later Jews to be the abode of the souls of pious until the resurrection: but some understand this to be a heavenly paradise
the upper regions of the heavens. According to the early church Fathers, the paradise in which our first parents dwelt before the fall still exists, neither on the earth or in the heavens, but above and beyond the world
heaven



http://bible.crosswalk.com/Lexicons/Greek/...857&version=kjv

مع تحياتي

كنا نتكلم قبل ان يقاطعنا المقاطع

( الله يسامح الجميع )

فقلنا في المداخلة السابقة ، و شرحنا لك من المفهوم المسيحي للانسان ، امامه الوصية ، وان فعلها يستطيع ان يحيا بها ، ولكن الانسان اثبت فشله المستمر في ان يحتفظ بالحياة بدون تعدي على ذات الله بكسر ولو وصية واحدة في حياته ، وان كانت حياته على الارض يوما واحدا.


ولهذا تسائل البشر على مدار تاريخ البشرية ..

اذا كان الله القدوس والانسان بهذه الصورة الخاطئة جدا ، كيف نستطيع ان نصل اليه ؟؟؟؟

" لانه ليس هو انسانا مثلي فاجاوبه فنأتي جميعا الى المحاكمة.
ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا" ( أيوب 9 : 32)

لم يستطع الانسان ان يصل الى الله ، ولن يستطيع .

ولهذا فقد كان الحل من الطرف الآخر ، من الله نفسه

" فرأى انه ليس انسان وتحيّر من انه ليس شفيع.فخلّصت ذراعه لنفسه وبره هو عضده. فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على راسه.ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء."
( اشعياء 59 : 16 - 17)

جاء الله في صورة انسان كامل ، واستطاع ان يعيش الناموس كاملا بدون خطية واحدة ، وبهذا اصبح كل من يقبل ما فعله المسيح بالايمان ، يكتسي رداء البر الذي بالمسيح وليس البر الذي بالاعمال ، الذي لم يستطع احدا ان يفعله على مدار البشرية كلها .

"5 لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها.
6 واما البر الذي بالايمان فيقول هكذا لا تقل في قلبك من يصعد الى السماء اي ليحدر المسيح.
7 او من يهبط الى الهاوية اي ليصعد المسيح من الاموات.
8 لكن ماذا يقول.الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك اي كلمة الايمان التي نكرز بها.
9 لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات خلصت.
10 لان القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص.
11 لان الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى.
( روميه 10 : 5)

كان لا بد من الصليب ، لان به سدد المسيح ثمن الخطية ، لان اجرة الخطية هي موت ( لان اجرة الخطية هي موت.واما هبة الله فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا) ( روميه 6 : 23 )

هل كان يستطيع انسانا ان يدفع ثمن الخطية ( الموت ) ويحيا بعدها ؟؟؟
كان لا بد لمن يدفع ثمن الخطية ان يكون انسانا والها في آن واحد ، لكي يدفع اجرة الخطية ( الموت ) ويستطيع بعدها ان يرجع ليقول ان الثمن تم دفعه بالكامل ، وهل كان يستطيع ان يفعل ذلك انسان ؟؟؟
وكم من انسان اجتاز عبر بوابة الموت ولم يعد مرة اخرى ؟؟؟
اما يسوع المسيح فهو الوحيد الذي دخل الموت بالجسد الانساني فقال عنه الكتاب : " الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه" ( اعمال 2 : 24)

ولهذا فبعد الصليب مباشرة تم اعلان الله ان الحجاب بين البشر والله قد تم ازالته .
( وانشق حجاب الهيكل الى اثنين من فوق الى الاسفل ) ( مرقس 15 : 38)
لماذا من فوق الى اسفل ؟؟؟؟
لكي يكون شاهدا على ان من فعل هذا هو الله ، وليس الانسان .

وكل من يؤمن بالمسيح لن يخزى ، فكل المؤمنين به سوف يكون لهم الغلبة على الموت الثاني :

"52 في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير.فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغيّر.
53 لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت.
54 ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة.
55 اين شوكتك يا موت.اين غلبتك يا هاوية.
56 اما شوكة الموت فهي الخطية.وقوة الخطية هي الناموس.
57 ولكن شكرا للّه الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.
( كورنثوس الاولى 15 : 52 - 57)


الرب يبارك لكم هذه القراءات ، ويعطي فهما واستنارة روحية لكل من يقرأ .

تحياتي واحترامي

صديقي نيومان ... اترك سياسة الحمل الوديع .... فلست جالسا في الكنسية تعلمنى المواعظ التنصيرية ... نحن في نادي فكري ... لاحظ في نادي فكري ... لذلك فكر معي قليلا بعقلك ... و اترك العواطف و ما الى هنالك ليوم الأحد ... لخرافك الضالة ...
موضوعك بعنوان لماذا تجسد الله ؟؟؟ و لماذا جاء المسيح في الجسد ؟؟ لذلك أقول لك عندما يكون موضوعك تبشيريا فليكن موضعك كذلك ... و قل كل خرافاتك و خزعبلاتك الوثنية عن تجسد الآلة و الشركياتكم الكثيرة ... عسى و لعل يفهمك الخراف الضالة ... و لكن عندما يخرج موضعك عن هذا الإطار و تتهجم على سيدي و سيد أسيادك محمد عليه الصلاة و سلام فلن تجد مني إلا هذ المطاريق الذي أصبه على باطلك الذي زعمته ... و الآن لنعود الى أباطيلك و قد جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ...
تشدقت على القراء أن يسوعك يعرف أين يذهب بعد ان يموت و قد فندت لك ذلك ...
لأنه لم يعرف أين يذهب بعد الصلب ...
فلوقا قال لنا ... أنه يذهب الى الفردوس ... لوقا الاصحاح 23 ((42ثُمَّ قال: ((أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ )). 43فقالَ له: ((الحَقَّ أَقولُ لَكَ: سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس)) و الأناجيل الأربعة قال أنه يذهب الى باطن الأرض (القبر) و غنها كارثة يا نيومان ان تقول أنه كان في القبر بدون أن يموت فأنه بقي في الأرض حيا مثل يونان ... إنها كارثة يا نيومان راجع معلوماتك ... و أخيرا قانون الإيمان يقول لك ذهب الى جهنم و الى الهاوية ... أرأيت يسوعك يذهب الى الجسم ... و هنا اورد لك و لصديقك المسكين اسحق الذي اعتبره من خرافكم الضالة فلمسكين لم يكن يعرف قانون الإيمان يورد ان ربه ذهب الى الجحيم و القانون يقول ((«أومن بالله الآب الضابط الكل، خالق السماء والأرض، وبيسوع المسيح ابنه الوحيد ربنا، الذي حُبل به من الروح القدس، ووُلد من مريم العذراء، وتألم على عهد بيلاطس البنطي، وصُلب ومات ودُفن ونزل إلى الجحيم. وقام أيضاً في اليوم الثالث من بين الأموات، وصعد إلى السماء، وهو جالسٌ عن يمين الله الآب الضابط الكل، وسيأتي من هناك ليدين الأحياء والأموات. وأؤمن بالروح القدس، وبالكنيسة المقدسة الجامعة، وبشركة القديسين، وبمغفرة الخطايا، وبقيامة الجسد، وبالحياة الأبدية. آمين».))
و كما كنت أعلم انه ليس بمقدورك أن توفق بين هذه التناقضات لم يبقى لك سوى ان تقسم يسوعك الى أشطار ... شطر الى فردوس ... و شطر الى القبر ... و هنا شطر اخر الى السجن او الهاوية او الجحيم ... و في الأخر تقول بمنتهى البساطة ((ولكن بالطبع لم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ،)) ألم أقل لك نحن في نادي فكري ... يا ناس يا عالم أرشدوا هؤلاء ... الناسوت ذهب الى القبر ... اللاهوت ذهب الى الفردس... قسم أخر ليس له اسم حتى الان ذهب الى السجن الجحيم و في الأخر هذه الأشطار لم ينفصل و لا طرفة عين ... أين العقل و الفكر يا سادة ...
2-طبعا لم تجد سوى نص بطرس في رسالته الأولى الاصحاح الثالث النص 24 ... صديقي رجعت الى الكتاب المقدس النسخة العربية المشتركة و كان النص بهذا الشكل ... ((18فالمَسيحُ نَفسُهُ ماتَ مرَّةً واحدَةً مِنْ أجلِ الخَطايا. ماتَ وهوَ البارُّ مِنْ أجلِ الأشرارِ ليُقَرِّبَكُم إلى الله. ماتَ في الجَسَدِ، ولكِنَّ اللهَ أحياهُ في الرُّوحِ)) و هنا النص يقول أن الله أحياه بالروح ... يعنى كان ميتا ... فأحيا الله روحه ... بل التفسير التطبيقي يرفع ستار عن تلاعبكم بهذه الألفاظ ... فيقول بمنتهى الوضوح ... ((فمات بجسمه البشري ... ثم عاد حيا بالروح .. )) لاحظ عاد حيا بالروح و هنا أورد لك التفسير التطبقي على هذا النص و كيف يتخبط قساوستك في فهمه ... يقول لك التفسير التطبيقي ص 2700إن معنى هذه الآيات غير واضح وضوحاً تاماً و قد شرحها المفسرون بعدة طرق، و التفسير التقليدي هو ان المسيح، في فترة ما بين موته و قيامته أعلن الخلاص لأتباع الله الأمناء الذين كانوا ينتظرون خلاصهم خلال فترة العهد القديم كلها، و يسجل متى في انجيله أنه عندما مات الرب يسوع "إن لله و إنا إليه راجعون هديتنا الفاتحة" قامت اجساد كثيرة لقديسين كانوا قد رقدوا (مت 27 : 52 ، 53) و يعتقد مفسرون اخرون أن هذه الفترة تقول أن روح المسيح كان في نوح حين كان نوح يكرز بالخلاص للمسجونين بالخطية، بينما يؤكد غيرهم من المفسرين أن المسيح ذهب الى الجحيم ليعلن انتصاره الى الملائكة الساقطين المحبوسين هناك منذ أيام نوح انظر بط 2 2 : 4 . و على أية حال ... الخ كلام تنصير مفيش منه فايدة ...

الآن يا نيومان ... هل عرف يسوعك أين ذهب ... الى الفردوس أم الى الجحيم أم الى القبر ... ام الى روح نوح... أرأيت كيف يهدم باطل على يدي هادم الأباطيل ...
و لكن انا لا اعتب عليك كثير فأنت و ان كنت تتكلم كثيرا إلا أنك جاهل ... و دليل ما وقعت فيه ... بل ادهى و امر عندما تنقل لي كلاما أنجليزيا ام يونانيا و تقول بمنتهى الجهالة ان كلمة فردوس كلمة يونانية ... أرجع يا صديقي الى قاموس الكتاب المقدس ليقول لك أن الكلمة فارسية .... و هناك تعلم أني أعلم منك بكثير معنى كلمة الفردوس ... و أقول لك الفردوس هو المكان اللأبدي الذي تاكلون فيه شجرة الحياة الأبدية... و هنا أقول ما حاجة يسوعك الى أن يكون في زمرة الذين يجزون و ينالون الحياة الأبدية ... أليس لأنه عبد من عبيد الله ...

[CENTER]لماذا تجسد المسيح

هذا يوضحه الإنجيلى بقوله: "لأن أبن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو10:19) وهذ1 يعنى الخطاة الهالكين. ولماذا جاء يخلصهم؟ السبب أنه أحبهم على الرغم من خطاياهم!! وفى هذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد, لكى لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3). أذن هو حب أدى إلى البذل, بالفداء.

قصة ميلاد المسيح إذن, هى فى جوهرها قصة حب.

أحب الله العالم, العالم الخاطئ , المقهور من الشيطان, المغلوب من الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً, ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين, فأصبح عالما ضائعاً. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ, بل ليخلصه، فقال: "ما جئت لأدين العالم, بل لأخلص العالم" (يو47:12). لم يأت ليوقع علينا الدينونة, بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت, فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا, أخلى ذاته, وأخذ شكل العبد, وصار إنساناً.

كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً, فى ميلاده, وفى صلبه.

فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر, وأن يهرب من هيرودس, كما فى إتضاعه أطاع حتى الموت, موت الصليب, وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص هذا الإنسان الذى هلك.

رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه…..

كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى أسفل, وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده, حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله"….."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3)….. ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة.

الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!!

فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى عصى الله وتحداه,

وكسر وصاياه, وبعد عن محبته, "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر 13:2)……ولكن الله – كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب خطايانا, ولم يجازنا حسب أثامنا, وإنما….كبعد المشرق عن المغرب, أبعد عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103).

حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى….

جاء الرب فى ملء الزمان, حينما أظلمت الدنيا كلها, وصار الشيطان رئيساً لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية, وكثرت الأديان, وتعددت الآلهة…. ولم يعد للرب سوى بقية قليلة, قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة, لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1)

وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع, يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف العالم أمام الله عاجزاً, يقول له: "الشر الذى لست أريده, إياه أفعل"…… "ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله أفضل العناصر فى العالم, فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء, ولا يفكرون فى خلاصهم!!

إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه, فكم بالأولى الذى لا يريده؟! إنه حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك, وإنما من قد هلك….لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6).

والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها, ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم, ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور, لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب الظلمة أكثر من النور, إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!!

هذا العالم الذى يحب الظلمة, جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته جاء, وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم, لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2).

كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه. ولكنه يعرفهم ويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته. وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفتهم أسمك وسأعرفهم, ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به, وأكون أنا فيهم" (يو 26:17).

ما أكثر ما أحتمل الرب لكى يخلص ما قد هلك.

لست أقصد فقط ما أحتمله على الصليب ولكنى أقصد أيضًا ما أحتمله أثناء كرازته من الذين رفضوه , حتى من خاصته!!! التى لم تقبله…. حقًا ما أعجب هذا أن يأتى شخص ليخلصك, فترفضه وترفض خلاصه. ومع ذلك يصر على أن يخلصك!!!!

حتى الذين أغلقوا أبوابهم فى وجهه, صبر عليهم حتى خلصهم. كان فى محبته وفى طول أناته, لا ييأس من أحد…..جاء يعطى الرجاء لكل أحد, ويفتح باب الخلاص أمام الكل…."يعطى الرجاء حتى للأيدى المسترخية وللركب المخلعة" (عب 12:12). "قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 20:12). إنه جاء ليخلص, يخلص الكل. وكل هؤلاء مرضى وضعفاء وخطاة، ومحتاجون إليه. وهو قد قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مر 17:2).

من أجل هذا, لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التى ضبطت فى ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو 11:8) لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها.

وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت 19:11).

بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسوًلا من الأثنى عشر (متى). وأجتذب زكا رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته, وقال: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضا إبن لإبراهيم" (لو 9:19). فتزمروا عليه قائلين: "أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ" ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك.

إنه لم يحتقر الخطاة مطلقا, فالأحتقار لا يخلصهم! إنما يخلصهم الحب والأهتمام, والرعاية والأفتقاد, والعلاج المناسب…..العالم كله كان فى أيام المسيح "قصبة مرضوضة وفتيلة مدخنة". فهل لو العالم فسد وهلك, يتخلى عنه الرب؟! كلا… بل يعيده إلى صوابه.

حتى الذين قالوا إصلبه, قدم لهم الخلاص أيضاً. وقال للآب وهو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم , لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 34:23). ولماذا قال: "أغفر لهم"؟….لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح باب الفردوس أمام اللص المصلوب معه…..

لم يكن ينظر إلى خطايا الناس, إنما إلى محبته هو.لم ينظر إلى تعدياتنا, إنما إلى مغفرته التى لا تحد. أما تعدياتنا فقد جاء لكى يمحوها بدمه. وحينما كان ينظر إليها, كان يرى فيها ضعفنا. لذلك قال له المرتل: "إن كنت للآثام راصداً يا رب, يا رب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة" (مز 130).

إنه درس لنا, لكى لا نيأس, بل نطلب ما قد هلك. هناك حالات معقدة فى الخدمة نقول عنها: "لا فائدة فيها" , فنتركها ونهملها كأن لا حل لها, بل نقول إنها من نوع الشجرة التى لا تصنع ثمراً، فتقطع وتلقى فى النار (يو 10:3). أما السيد المسيح فلم ييأس مطلقاً, حتى من إقامة الميت الذى قال عنه أحباؤه إنه قد أنتن لأنه مات من أربعة أيام (يو 11).

وهذا درس لنا أيضاً لكى نغفر لمن أساء إلينا. لأن الرب فى تخليصه ما قد هلك, إنما يغفر لمن أساء اليه. فالذى هلك هو خاطئ أساء إلى الله. والرب جاء يطلب خلاصه……!! كم ملايين والآف ملايين عاملهم الرب هكذا, بكل صبر وكل طول أناة، حتى تابوا وخلصوا. وبلطفه أقتادهم إلى التوبة (رو 4:2).

كثيرون سعى الرب إليهم دون أن يفكروا فى خلاصهم.وضرب مثالاً لذلك: الخروف الضال, والدرهم المفقود (لو15). ومثال ذلك أيضا الذين يقف الله على بابهم ويقرع, لكى يفتحوا له (رؤ 20:3). وكذلك الأمم الذين ما كانوا يسعون إلى الخلاص, ولكن السيد المسيح جاء لكى يخلصهم ويفتح لهم أبواب الإيمان. ويقول لعبده بولس: "إذهب فإنى سأرسلك بعيداً إلى الأمم" (أع21:22) لما ذكر القديس بولس هذه العبارة التى قالها له الرب صرخ اليهود عليه قائلين إنه: "لا يجوز أن يعيش" (أع 22:22).ولكن هداية الأمم كانت قصد المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.

جاء الرب يغير النفوس الخاطئة إلى أفضل.غير المؤمنين جاء يمنحهم الإيمان.والخاطئون جاء يمنحهم التوبة. والذين لا يريدون الخير جاء يمنحهم الإرادة. والذين رفضوه جاء يصالحهم ويصلحهم. وهكذا كان يجول يصنع خيراً (أع38:10).

حتى المتسلط عليهم إبليس جاء ليعتقهم ويشفيهم.

لذلك نحن نناديه فى أوشية المرضى ونقول له: "رجاء من ليس له رجاء, ومعين من ليس له معين. عزاء صغيرى النفوس, وميناء الذين فى العاصف". كل هؤلاء لهم رجاء فى المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك….إنه عزاء الهالكين وأملهم.

لذلك دعى أسمه "يسوع" أى المخلص, لأنه جاء يخلص. ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار, قال له عن العذراء القديسة: "ستلد أبناً, وتدعو أسمه يسوع, لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 21:1). مجرد إسمه يحمل معنى رسالته التى جاء من أجلها, أنه جاء يخلص ما قد هلك…….

جاء يبشر المساكين, يعصب منكسرى القلوب. ينادى للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق"(إش 1:61). ما أحلاها بشرى جاء المسيح بها. لم يقدم للناس إلهاً جباراً يخافونه….بل قدم لهم أباً حنوناً يفتح لهم أحضانه, يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتماً فى أصبعهم , ويذبح لهم العجل المسمن (لو 15). إلهاً يخلصهم من خطاياهم , ويمسح كل دمعة من عيونهم.

وهكذا أرتبط الخلاص بأسم المسيح وبعمله وفدائه. فإن كنت محتاجاً للخلاص, فأطلبه منه: يخلصك من عاداتك الخاطئة, ومن طبعك الموروث, ومن خطاياك المحبوبة, ومن كل نقائصك. ينضح عليك بزوفاه فتخلص, ويغسلك فتبيض أكثر من الثلج. هذه هى صورة المسيح المحببة إلى النفس, الدافعة إلى الرجاء.

فإن أردت أن تكون صورة المسيح, أفعل مثله. أطلب خلاص كل أحد. أفتقد سلامة أخوتك. وأولاً عليك أن تحب الناس كما أحبهم المسيح, وتبذل نفسك عنهم – فى حدود إمكاناتك – كما بذل المسيح. وتكون مستعداً أن تضحى بنفسك من أجلهم. بهذا تدخل فاعلية الميلاد فى حياتك.

ثم أنظر ماذا كانت وسائل المسيح لأجل خلاص الناس. أستخدم طريقة التعليم, فكان يعظ ويكرز, ويشرح للناس الطريق السليم , حتى يسلكون بالروح وليس بالحرف. وأستخدم أيضاً أسلوب القدوة الصالحة. وبهذا ترك لنا مثالاً, حتى كما سلك ذاك, ينبغى أن نسلك نحن أيضاً

( 1يو 6:2). وأستخدم المسيح الحب, وطول الأناة, والصبر على النفوس حتى تنضج. كما أستخدم الأتضاع والهدوء والوداعة. وأخيرًا بذل ذاته, مات عن غيره, حامًلا خطايا الكل………

فأفعل ما تستطيعه من كل هذا. وأشترك مع المسيح, على الأقل فى أن تطلب ما قد هلك, وتقدمه للمسيح يخلصه.

وعلى الأقل قدم صلاة عن غيرك ليدخل الرب فى حياته ويخلصه. والصلاة بلا شك هى عمل فى إمكانك. ولا تكن عنيفاً ولا قاسياً فى معاملة الخطاة, بل تذكر قول الرسول: "أيها الأخوة إن انسيق إنسان, فأخذ فى زلة , فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة" (غل 1:6). كما إستخدم الرب روح الوداعة فى طلب الناس وتخليصهم……….

لقداسة البابا شنودة الثالث

اقتباس:  هادم الاباطيل   كتب/كتبت  
و قل كل خرافاتك و خزعبلاتك الوثنية عن تجسد الآلة و الشركياتكم الكثيرة ... عسى و لعل يفهمك الخراف الضالة ... و لكن عندما يخرج موضعك عن هذا الإطار و تتهجم على سيدي و سيد أسيادك محمد عليه الصلاة و سلام فلن تجد مني إلا هذ المطاريق الذي أصبه على باطلك الذي زعمته ... و الآن لنعود الى أباطيلك و قد جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ...

قال الرب يسوع :

" الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح.والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر.فانه من فضلة القلب يتكلم فمه" ( لوقا 6 : 45)

اقتباس: تشدقت على القراء أن يسوعك يعرف أين يذهب بعد ان يموت و قد فندت لك ذلك ...  
لأنه لم يعرف أين يذهب بعد الصلب ...  
فلوقا قال لنا ... أنه يذهب الى الفردوس ... لوقا الاصحاح 23 ((42ثُمَّ قال: ((أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ )). 43فقالَ له: ((الحَقَّ أَقولُ لَكَ: سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس)) و الأناجيل الأربعة قال أنه يذهب الى باطن الأرض (القبر)  و غنها كارثة يا نيومان ان تقول أنه كان في القبر بدون أن يموت فأنه بقي في الأرض حيا مثل يونان ... إنها كارثة يا نيومان راجع معلوماتك ...

اخي الفاضل

لقد قمت بالرد على كل اسئلتك ، فلماذا لا تناقشني فيها بدلا من تكرار نفس الاسئلة مرة اخرى ؟؟؟؟

تحياتي :97:

[CENTER]********** بين التوبة والغفران **********
********** (عمل الإنسان وعمل الله )********** [/CENTER]


- خلق الله الإنسان الأول على أحسن صورة وأحسن تقويم، وأعطاه اسماً وهو آدم.
كان آدم إنساناً كاملاً حسب صنعة الله، روحياً ونفسياً وجسدياً، يعيش في جنة الله، يتمتع بكل نعم الله واحساناته، وكان متوافقا روحياً ونفسياً وجسدياً.

هل خلق الله الإنسان ليمرض ويشيخ ويموت فقط ؟؟ كلا
هل خلق الله الإنسان ليعاني من الأمراض النفسية والعصبية، ويعاني من أحاسيس الذنب والخطأ والوحدة أو وجود حجاب بينه وبين خالقه ؟؟

- اعتقد أن آدم لم يكن يعاني من كل هذا بل كان يعيش منعما مترفا يتمتع بمعية خالقه والقدرة على التواصل معه، وكان الشرط الوحيد والوصية الوحيدة هي عدم الأكل من تلك الشجرة المحرمة. علامة من آدم على الخضوع والطاعة بإرادته لأوامر الخالق.

- ولكن في لحظة من التسيب والإهمال، يتدخل الشيطان الذي حسد الإنسان على هذه الحياة الرائعة، وسوس في قلب آدم وزوجته بالكذب والتدليس، ليزين له أن يأكل من الشجرة بإيجاد الأعذار والأوهام بشرعية هذا العمل، مدعيا كذبا على الله انه أخفى حقيقة الشجرة عن آدم وزوجته.

- وسقط آدم في المعصية ، ونال العقاب والجزاء ، الطرد من الجنة ، الطرد من التواجد في محضر الله الذي لا يطيعه ولا يقدسه ولا يحترم وصاياه وقوانينه .

- ندم الإنسان وتاب، وهذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، أن يعلن ندمه بعد اكتشاف خطأه، ويعلن توبته بأنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى. وسوف يطيع الله في كل وصاياه.

- ولكن هل كان هذا كافيا لينال الإنسان المغفرة من الله ؟؟ هل عادت العلاقة كما كانت يوم كان آدم طاهرا بلا خطية ولا تمرد ولا عصيان ؟؟؟ هل عاد الإنسان إلي الجنة.

- كلا، لا يكفي عمل الإنسان ؟؟؟
راح آدم وزوجته يخيطان ملابس ورداء من أوراق الشجر، ولكن ما أن طلعت عليها الشمس وهبت الرياح حتى يبس الورق ووقع، هذا أقصى ما يمكن أن يعمله الإنسان، رداء من عمل يديه يختفي ورائه من ورق الشجر.

- ولكن محبة الله كانت موجودة رغم كل شيء، لازال آدم خاطئا ومطروداً، ولكن محبوبا ، فها هو الله يعمل له رداء من جلد الحيوانات البريئة التي تم ذبحها بسبب خطية آدم .
انه عمل الله، الذي نحتاجه للتواصل معه والرجوع إليه

- توبة الإنسان ( وهذا هو أقصى ما يستطيع الإنسان عمله ) غير كافية لإعادة العلاقة كسابق عهدها مع الخالق. ولكن مغفرة الله، والتي هي عمل الله، وقدرة الله ليس لها حدود، الغفران هو عمل الله، وهو الوسيلة الوحيدة لكي نقترب منه مرة أخرى لنعود إلى علاقة حية وأبدية مع الله .

- فكيف يمكن أن يكون إعلان الله عن هذه المغفرة ؟؟ وكيف ينالها الإنسان ؟؟
ما هو عمل الغفران ؟؟ ما هو الثمن الذي يجب أن يدفع لقاء تسديد أجرة الخطية والموت الأبدي الذي وقع علينا حكمه ؟؟

- انه عمل الله، وليس هناك سوى الله لنا لكي يعلن لنا عن غفرانه وقبوله لتوبتنا.
إنها نعمته وهبته المجانية، التي لن نستطيع نحن أن ندفع ثمنها لان الله هو الذي دفع ثمن خطيتنا، ووقف مدافعا عنا في المحكمة الدهرية العادلة.

إن عيوننا تطلع بشوق ولهفة ومحبة إلى الله الذي منه وبه وله كل الأشياء.