اقتباس: NEW_MAN كتب/كتبت
دعني اضع سؤالي في صورة اكثر وضوحا
انت تقول ان آخر ما انتهى الله في خلقه قبل الاستواء على العرش هو ( سواهن سبع سماوات )
فاذا اتفقنا علينا ماذا فعل الله في ( سواهن ) ووجدنا ان آية اخرى تقول ان الله فعل شيئا آخر بعد هذا . فيكون هناك تضارب في الآيات ، فاما ان الفعل الاخير قبل الاستواء هو ( تسوية السماوات السبع ) او ( فعل شيء في تكملة خلق الارض ) .
الاستاذ نيومن
طالما انك لا تراعي ضوابط اللغة فسيكون من المستحيل ان تفهم معنى هذه الايات, فلنبدا اولا بالاختلاف بين الكلمتين ( فسواها ) و ( فسواهن):
(فسواها) الضمير هنا ضميرالمؤنث ا لمفرد الغائب , وحسب القاعدة اللغوية فان الضمير يرجع الى اخر و اقرب مسمى, و هو في هذه الاية ( السماء).
و بالتالي فان المعنى هو ان الله سوى السماء . حسنا و لكن ما معنى سوى؟
اذا رجعت الى قواميس اللغة فستجد ان ( سوى) لها استخدامات مختلفة.
اما الكلمة ( فسواهن) فالضمير هنا ضمير جمع المؤنث الغائب, فالى ماذا يرجع الضمير؟
يرجع الى سموات .
اذن فالايتان لا تتحدثان عن نفس الحدث.
ازيدك ايضاحا:
فسواها تشير الى ما حدث في بداية ايام الخلق:
{أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا } (27){رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} (28) سورة النازعات
و قد كررت لك اكثر من مرة بان خلق السماء( الواحدة) تم متزامنا مع تكوين اليابسة. فلماذا لا تستطيع ان تفهم بانه ليس من المحتم ان ينتظر احدهما الاخر حتى ينتهي؟
فسواهن تشير الى ما حدث في اليومين الاخيرين:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (29) سورة البقرة
و قد شرحت لك بان الحرف (ثم) في هذه الاية هو الذي يفيد بان ما حدث في اليومين الاخيرين من تسوية للسماء التي كانت واحدة حتى الان الى سبع سموات تم بعد الايام الاربعة الاولى.
الان انت تصر بان المقصود ب ( فسواها) هو نفس المقصود ب ( فسواهن)
انا اقول لك لا . لسببين:
الاول: لغوي . وقد وضحته لك باختلاف الضمائر : سواها و سواهن.
الثاني: علمي. و هو ان غلاف الارض تم على مرحلتين.
المرحلة الاولى و تسمى بال First atmosphere و هو ما تصفه الايتين:
{أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا } (27){رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} (28) سورة النازعات
ففي هذه المرحلة يقول العلم :
Earth had become a planet with an atmosphere (not like our atmosphere today
المرحلة الثانية: و تسمى secondary atmosphere
و تصفها الايات:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (29) سورة البقرة
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (12) سورة فصلت
و لا اريد ان اكرر لك مرة اخرى الفرق بين اية البقرة و اية النازعات, فقط انظر الى الضمائر لتعرف الفرق,
عليك ان تحظى ببعض المعارف العلمية لتفهم الفرق بين ( فسواها ) و ( فسواهن) فكل منهما تعني مرحلة مختلفة من الخلق.
اذا فهمت هذا الشرح و الذي طال , فاعرف ان قوله ( ثم استوى على العرش) لا يشبه من بعيد او قريب ( ثم استوى الى السماء) , فالاستواء على العرش خارج ايام الخلق الستة.