اقتباس: voodoo كتب
نسخة الى كل من:
-الكندي
-اسماعيل احمد
-Truth
-فرات
-و باقي الشباب الطيبة
أشكرك على تعريفي بقضية هذا الصحفي التي لم أسمع بها، ولا يمكنني أن أتعاطف مع فعلتها!
الآن السؤال مقلوبا:
أنت تعرف قضية سمير القصير ولا شك، تعرف قضية الشيخ الحزنوي ولا شك، تعرف قضية الأخ المسالمة أو ربما لا تعلم
هذه عينة من الأسماء التي نالها في ذات التاريخ فظائع من النظام السوري، فهلا أريتنا تعاطفك مع هذه القضايا
ومع هذا فلن أكافئك على اتهامك باتهام مثله لأنني لم اسمع بك من قبل ولا أدري ما هي جنسيتك، غير أنني يهمني -إن كنت سوريا- أن تعرف بأننا مللنا أسلوب النظام وأزلامه، فكلما حدثناه عن الفساد في دمشق وحلب، أخبرنا بأنه موجود في تنزانيا ونيكاراجوا أيضا!!
كلما رفعنا صوتنا تشكيا من الاستبداد والقمع في المدن السورية، خرج علينا من يقول بأن الاستبداد موجود في ليبيا وتونس وأريتريا وجزر القمر!!!
كلما كلمناه عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تجري بفروع المخابرات وسجن صيدنايا، خرج علينا بأن ما يجري في غوانتنامو وأبو غريب أفظع من ذلك!!!
يا سيدي الكريم، نحن من ذقنا ألم الاضطهاد والقمع والنفي والتهجير، أخبر الناس بالظلمة، وأكثر الناس لعنا للظالمين
لكنني أذكرك بأن الله سبحانه حين أمرنا بنضال الكفار والمنافقين أمرنا بأن نبدا بمن يلينا منهم حتى لا نعلق كل شيئ على (شماعة) كل الدنيا فيها مثل ما عندنا!!
فقال سبحانه: (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)
والكفر منه كفر بالدين ومنه كفر بالنعمة ومنه كفر بالوطن والمواطنة ومنه كفر بالإنسان
وطواغيتنا إن في ليبيا أو في سوريا أو تونس وغيرها إنما يكفرون بكل ذلك، والساكت عن منكرهم شيطان أخرس، وشريك لهم في الظلم، أما من جاهدهم بيده فهو مؤمن -كما جاء في الحديث- ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وصدق إذ يقول أيضا: (سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره فنهاه فقتله)
فلا بد من الصدع بكلمة الحق في وجه هؤلاء
وليس يخفف من بلواهم وظلمهم أن لهم شركاء قد نتفق أو نختلف في الموازنة بينهم وتصنيف أكابر المجرمين منهم وأصاغرهم
يكفينا أنهم جميعا على ذات الخطا الطاغوتية
وأنهم جميعا يفرقون من كلمة الحق
وأنهم جميعا يفعلون ما يفعلون بمدد من الشيطان ومدد من شعوبهم التي استخفوها فأطاعتهم
وأول طريق التغيير برفض العبودية ونزع القابلية للاستبداد من صدورنا، وإلا فلا أمل لنا في أن ينكشف عنا واقع الوهن الذي نتسربل فيه منذ أن قبلنا باستيلائهم على العرش وسكتنا عن مظالمهم!
أخشى ما أخشاه هو ما رأيته من بعض رموز المعارضة العراقية (سابقا) حين جمعه حوار فضائي مع شخصية معارضة سورية فتحول صاحبنا حنقا على صدام وكراهية له ولاستبداده، إلى بوق يدافع عن النظام السوري ويلمعه ويجعله أمثولة ديمقراطية ووطنية في المنطقة! وهو في هذا يظن أنه يسدي لقضيته خيرا إذ أنه بمثل هذا الكلام يوضح أن صدام فرد في طغيانه لا شريك له!!!
مثل هذه الصورة رأيتها أكثر من مرة، فيعمد أحدنا للدفاع عن طاغية خارج أسوار وطنه مع أنه يزعم أنه يعارض نظامه لطغيانه فحسب!!!
نعم أعلم أن النظام الليبي نظام غير شرعي، وأنه نظام مستبد ودموي، يكفيه أنه الوحيد الذي ابتدع فكرة الإعدام في ملاعب كرة القدم، فتشنق رقاب الوطنيين أمام أهازيج الغوغاء وتصفيق أعضاء اللجان الثورية!
أعرف قصة حصلت عندنا في جدة حين اختطف في الثمانينات طاقم السفارة الليبية شخصا معارضا هو الشيخ مبروك ليلاقي إعدامه في ليبيا بعد أن هرب إلى ليبيا -كما قالوا- بطرد ديبلوماسي!
وأعلم أن صدام فعل مثل هذا، وفعل مثله الأسد وأسياس أفورقي وغيرهم
وأعلم أن هذه القصص الفاقعة هي التي تطفو على السطح، وان جملة من الجرائم الكاملة تقوم بها السلطات هنا وهناك مخفية كل آثار الجريمة، ويبقى التلبيس عليها حتى بعد قرون من وقع الجريمة!
فلا تظلم إخوانك يا رعاك الله، فليس بينهم وبين بشار عداوة شخصية، ولا بينهم وبين القذافي وصدام ولاء شخصي لا سمح الله
ويبقى ما أكدته لك وأكده غيري من أننا في المشرق نجهل الكثير عن قضايا أخينا المغاربي ربما بتقصير منا ولا نبرئ أنفسنا، وربما أيضا أننا انشغلنا بما أصابنا حتى أذهلنا عما يدور حولنا!
فالجراحات كثيرة، والوقائع أكثر من أن تحصى
ولو أنه رمح لكنت اتقيته............ولكنه رمح وثان وثالث!!
واسلموا لود واحترام(f)