اقتباس:ممكن لو سمحتِ تحكي شوي عن كتاب المعانقات لـ إدواردو غليانو. باعرف إنك كنت بدك هالكتاب بأي طريقة و أخيرا جاء. هل لا زال رأيك فيه مثلما هو قبل أن يقع الكتاب أسير تأملك؟ هل تعتقدي أن بهذا الكتاب شيء يفيد المثقف العربي و يقبل للتطبيق أم أنه كتاب ينحصر في تجربة المؤلف من باراجواي و لا يتجاوز حيز أميركا اللاتينية؟
أخي ابراهيم الإجابة هنا تحتاج إلى حديث وحديث وحديث...
منذ عام تقريباً وأنا أبحث عن هذا الكتاب، ولم أترك مكتبة أتعامل معها هنا إلا وسأتلها عنه، لكني لم أفق إلا مؤخراً وبالصدفة المحضة، إذ ذهبت لدار زهران لآخذ نسخاً من مجموعتي، ولكنها لم تكن النسخ جاهزة بعد، فجلست القرفصاء على الأرض حيث الكتب الجديدة التي وردت المكتبة ولم تُصنف بعد، فوجدت "المعانقات" و"كلمات متجولة" لـ إدواردو غليانو، وكذلك رواية "ذئب السهوب" لـ هيرمان هيسة...
لم أكن أعلم بأن الكتاب ما هو إلا كتاب يضم بين دفتيه الأقاصيص وفقط الأقاصيص، هذا الفن الأدبي الذي أحبه جداً ويدهشني ويستهويني، ولا أخفيك بأنه كان من طموحاتي أن أقوم بإصدار كتاب يحتوي فقط على الأقاصيص، وما تمتاز به أقاصيص إدواردو غليانو، إنها أقاصيص تعتمد على الفلسفة والاستغلال الأمثل للومضة/اللحظة. واستخلاص روح "اللحظة"، الكتاب أعجبني جداً وبصراحة الآن هو لا يغادر حقيبة يدي، هو وكتاب "كلمات متجولة" أقرأ وأقرأ وأقرأ به...
أما هل يفيد هذا الكتاب المثقف العربي...
الكتاب به فلسفات جميلة، نقل ومضات حياتية للإنسان، في الحب، والسلم والحرب، في الحياة وللحياة، وهذا يعني بأنه مفيد لكل من يقرأ... والسؤال الذي يلح عليّ الآن، هل تقتصر قيمة ما نكتب على الفائدة العملية منه؟ لا أعتقد، وأنا مؤمنة بما قال به الفارابي -أبا نصر الفارابي_ إذ قسم اللغة المستخدمة في الكلام إلى نوعين، أحدهما هو اللغة النمطية وثانيهما اللغة التجاوزية، النمطية هي لغة العلم، والثانية فهي لغة الخطابة والشعر والأدب إجمالاً.
واللغة التجاوزية برأيي هي لغة لا تقتصر على الإفهام وحسب بل تتجاوز ذلك إلى إثارة العجب والمتعة في القراءة والتذوق والجمال.. اللغة التجاوزية هي بحد ذاتها غاية..!!
اقتباس:و شو رأيك في كتاب إنجيل الابن لـ نورمان ميللر؟ عن إيش بيحكي؟ هل هو يشبه شفرة دافنشي؟ و أي إنجيل يقصد؟ باعتقد إنو فراس السواح كتب شيء متل إنجيل سومر.
يقول نورمان ميلر*: "أنا واحد من بين خمسين أو مئة كاتب في العالم يمكنهم أن يعيدوا كتابة العهد الجديد"
هذا هو أساس الرواية، إذ تتحدث الرواية بلسان سيدنا عيسى، أي لغة الكتابة بهذا الشكل " ذهبتُ، قمتُ، فكرتُ..."بصيغة المتكلم..
وبهذا أستطيع القول بأنها تختلف اختلافاً جذرياً عن شيفرة دافنشي.
ويقول ثائر ديب - مترجم الرواية- :"أما المسيح الذي يعيد ميلر خلق هنا فهو إنسان للآخرين، كما هو المسيح في أناجيل العهد الجديد، لكنه مفعم أيضاً بالأهواء والشكوك، بالقوة والضعف، وبالشجاعة والخوف، بالحب والكراهية، إلهيُّ وبشري، ابن الله الذي يشاركنا شرطنا العادي"
اقتباس:و ما رأيك في كتاب إبراهيم خليل عن النقلة من الشعر إلى الرواية؟ أليس من الممكن أن يُأخذ الروائي بالكتابة المسجعة و تفوته الحبكة الروائية؟ عفوا، لكن هل الكاتب يقصد مصاهرة بين الرواية و الشعر؟
تسير السبول شاعر أردني مواليد عام 1938، وله رواية واحدة فقط وكانت بعنوان "أنت منذ اليوم"
هذا الشاعر الأديب الإعلامي، انتحر في عام 1973، والكتاب النقدي يتحدث عن حياة الأديب وعن شعره وروايته، لم أُكمل الكتاب بعد، لذلك إن تحدثت عنه سأكون ظالمة لكم وله..
لكن سأكتفي بوضع جزء صغير من قصيدة وجدت بجانبه عند انتحاره :
أنا يا صديقي
أسير مع الوهم أدري
أُيَمِّمُ نحو تخوم النهاية
نبياً غريب الملامح
أمضي إلى غير غاية
سأسقط لا بد يملأ جوفي الظلام.
نبياً قتيلاً، وما فاهَ بعدُ بآية..
دمتَ بخير أخي العزيز وأتمنى أن أكون قد أجبت على تساؤلاتك، وسعيدة بذلك(f)