صفات الله فى الكتاب والسنة والحديث (الاسماء الحسنى)
يقول الدكتور أحمد شلبي أستاذ ورئيس قسم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم - جامعة القاهرة في كتابه الإسلام :
أما صفات الله كما يراها الإسلام فإن مصدرها القرآن,, وهي في مجموعها تصور الكمال المطلق، وليس للمسلم أن يناجي ربه باسم أو صفة لم يضعه الله لنفسه، فهو أعلم بما يدل على ذاته وآثاره وصفاته, وعلى هذا فالإسلام لا يوافق على أن يوصف الله بأنه محبة لأن الله لم يصف نفسه في القرآن بذلك .
المسلم محروم من معرفة عظمة وقوة واتساع محبة الله,, لأن القرآن لا يوافق علىأن يوصف الله بأنه محبة لأن الله لم يصف نفسه في القرآن بذلك؟؟؟
لكن آيات الكتاب المقدس تعلن بصورة مضيئة، أن الله محبة,, وأن محبته غمرت العالمين,, وأن هذه المحبة ظهرت لنا في عمقها وارتفاعها وعرضها وطولها في موت المسيح ابن الله على الصليب,لقد أظهر الله قدرته في الخلق,
لكنه بيّن محبته في موت المسيح على الصليب,
والإسلام يخلو تماماً من الإعلان المتجسد لمحبة الله,,
نصوص القرآن تلهب ظهر المسلم بتهديدها بعذاب جهنم وعذاب السعير,,
أما الكتاب المقدس فإنه يعزف بآياته البينات موسيقى محبة الله,, وتضيء حروف هذه الآيات بغنى هذه المحبة ويهتف مردداً أن الله محبة ,
والآن تعال معي لنقرأ آيات الكتاب الكريم:
لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ
حَتَّى بَذَلَ ابنَهُ الْوَحِيدَ،
لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ
بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ
* يوحنا 3: 16 ,
وَلكِنَّ اللّهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا
* رومية 5: 8 ,
لَيْسَ لِأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لِأَجْلِ أَحِبَّائِهِ
* يوحنا 15: 13 ,
أَيُّهَا الْأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لِأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللّهِ،
وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللّهِ وَيَعْرِفُ اللّهَ.
وَمَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللّهَ، لِأَنَّ اللّهَ مَحَبَّةٌ.
بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللّهِ فِينَا: أَنَّ اللّهَ قَدْ أَرْسَلَ ابنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ.
فِي هذا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللّهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا
* 1 يوحنا 4: 7-10 ,
يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ
* رؤيا يوحنا 1: 5 ,
حب الله للناس ظهر بنوره الآخاذ في موت المسيح على الصليب,, فإنكار صلب المسيح هو إنكار لمحبة الله,, ولا طريق للتمتع بغنى محبة الله إلا بالإيمان بالمسيح المصلوب, لذلك هتف بولس الرسول قائلاً:
لِأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلَّا يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً
1كورنثوس 2: 2 ,
وقال بطرس الرسول:
يَسُوعَ الْمَسِيحِ,,, الذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللّهُ مِنَ الْأَمْوَاتِ,,, لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلَاصُ. لِأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ * أعمال 4: 10 و12 ,
[SIZE=5]المسلم محروم من معرفة هذا الحب الإلهي الفياض، لأن الله لم يصف نفسه في القرآن بأنه محبة وهو أمر يدعو للرثاء,
|