شعبورجيني
فاكرينه
هو صديق شحرور...
الصديق الذي لم يعرف أحد اسمه حتى الآن
لأنكم جميعا تعرفونه بالاسم الذي يستخدمه شحرور...
وشحرور كما نعلم جميعا يطلق أسماء خاصة على أصدقائه...
شعبورجيني اسمه الحقيقي مصطفى...
مصطفى صادق...
وكان أصدقاؤه يعلقون عليه بسبب تشابه الأسماء فيضيفون على اسمه لقب:
الرافعي، نسبة لمصطفى صادق الرافعي الأديب المسلم المجاهد المشهور...
شعبورجيني كان مسرورا جدا بصحبته لشحرور...
فرغم مزاج شحورو المتقلب فهو مسلم مخلص،
يحافظ على صلاة الفجر في المسجد،
وكان هذا أهم سبب جعل حبه يتغلغل في قلب شعبورجيني،،
هذا الحب للدين والإسلام،
والحث على الطاعات،
إضافة لروح شحرور المرحة وعفويته الممتعة..
أين تركنا شعبورجيني؟؟؟؟؟
آآآآآ ه تذكرت...
في المخزن..
عندما اصطحب ضابط الشرطة شحرور معه للقسم وترك شعبورجيني وحده مذهولا مما يجري حوله..
نظر شعبورجيني لنفسه فجأة فوجد أنه أصبح وحيدا..
فشحرور في سيارة الشرطة، والناس قد تفرقت تضرب يدا بيد...
وأحس بالغضب يعتلج في قلبه...
الغضب من نفسه أولا، لأنه خائن...
خان صديقه وتركه في لحظة صعبة وشديدة،
ورأى نفسه صغيرا
... وشحرور عظيما جدا جدا... شحرور ،
هذا الشاب المندفع البسيط الذي قد يتمادى في المزاح..
إلا أنه عندما يتعلق الأمر بدينه وبأمته ووطنه لا يتردد بقول كلمة الحق...
أحس أنه سيصرخ
أو ربما سيبكي..
والنار ستخرج من صدره..
من عينيه...
واستدار ليرى مدير المخزن...
هل يضربه..
..
هل يشتمه
فجأة تذكر..
تذكر كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم...
لا تغضب...
قاتل الله الغضب..
كله منكرات
.. وهدأت نفسه مع تذكره لحديث رسول الله...
وبدأ يتمالك أفكاره...
ويبحث في زوايا عقله عن حل..
عن حل سريع.. عن أي شيء...
لا بد أن يساعد شحرور..
يجب أن يعرف شحرور وهو الآن في قمة الخوف والشدة والقلق
أنه يوجد من يساعده وأن الله لا يتخلى عن المخلصين..
توجه شعبورجيني للإدارة وطرق الباب بلطف..
ادخل..
دخل شعبورجيني فرأى المدير يرتجف خلف مكتبه ويمتقع وجهه..
لابد أنه ظن أن أخانا مصطفى سيفعل نفس الفضيحة التي قام بها شحرور
فقد رآهما معا..
السلام عليكم يا أستاذ أنا مصطفى صادق.. طالب في السنة الثانية في كلية العلوم.. وأحب أن أتوجه إليك برجاء لو سمحت..
تنحنح المدير وتردد صوته وأجاب بسوت خافت:
نعم يا ابني.. بسرعة شوية.. احنا ورانا شغل..
بارك الله بكم يا أستاذ.. نحن في عمر أولادك طبعا.. وأظن أنك تفهم تماما ما حصل.. بل أنا على ثقة أنك تود لو كان هذا الشاب الذي أزعجكم ابنك وستفخر حتما بوجود أمثاله في بلدنا...
نعم يا ابني.. طبعا.. هو ولد شجاع ومخلص ومندفع لبلده ولقضيتنا الاسلامية ولكنه أثار فضيحة في المخزن كما رأيت..
طبعا طبعا يا عمي إذا سمحت لي أن أناديك بعمي من بعد اذنك.... هذا اندفاع الشباب الذي لا بد منه والذي يحتاج لتوجيهكم واهتمامكم... ولكن يا عمي المشكلة انتهت الآن وأنا أتمنى يا عمي أن تفكر بابنك عندما يعلم أنك تبيع في المخزن بضائع إسرائيلية..... ولا بد أنك في أعماقك تفهم أهمية المقاطعة وأنا واثق أنك ستحاول أن تتخلص في المستقبل من هذه البضائع فنحن يا عمي نفخر بكم.. انتم جيل المحنة والنضال والتحرير...
طبعا طبعا يا ابني،، سنتخلص من هذه البضائع بإذن الله... أرجو أن تعذرني الآن فأنا ورايا عمل..
نعم يا عمي بارك الله بكم.. ولكن لي عندك طلب صغير جدا...ولا يتعلق بالبضاعة لأن أمرها انتهى بإذن الله، هو أمر يتعلق بإبنك شحرور، زميلي الذي استدعيت له الشرطة..
آآآه.... نعم يا ابني... لقد اضطررت لذلك فقد عمل فضيحة كما ترى..
نعم .. نعم يا عمي...
لكن هل ترضى له أن يتبهدل ويقوم الضابط بالتحقيق معه؟؟؟
وماذا أفعل يا ابني؟؟؟
تستطيع يا سيدي أن تتصل بالضابط وتقول له أنك أسقطت حقك... وأن الأمر بسيط ولا يستدعي أي مساءلة.. وأن شحرور زبون قديم عندكم وهذه المرة حصل سوء تفاهم أدى لبعض التوتر في الكلام..
عندما رمى شعبورجيني فكرته كان يتوقع أن يطرده المدير ويصرخ في وجهه...
لكنه تفاجأ عندما رأى دمعتين تسيلان من عيني المدير :frown:الذي رفع سماعة الهاتف بقلق شديد وأسرع بطلب ضابط الشرطة
:
ألو... نعم يا سيادة الضابط...
نعم...
أنا مدير المخزن...
أرجو أن لا تكون قد أزعجت نفسك بالشاب الذي اصطحبته منذ دقائق من عندنا...
آآآه ..
الحمد لله..
لايزال في المكتب.....
نعم يا سيدي..
لا...
لا...
أبدا....
أبدا....
لاداعي أبدا أن تضايق نفسك...
لا يا سيدي...
نعم..
الموضوع ما يستاهلش..
أصل الشاب شحرور زبون قديم عندنا...
والمشكلة أنه تقابل مع عامل جديد لا يعرفه فلم ننتبه..
شكرا يا سيدي..
لا.. لا ..
لاتزعج نفسك...
شكرا يا سيادة الضابط...
أنا أعتذر للإزعاج.
نظر المدير لشعبورجيني:
كما رأيت وسمعت يا بني... لكن الضابط أخبرني أنه ربما يسأل شحرور بضع أسئلة رغم ذلك.. وأنا عملت ما أستطيع...
انتبهو انفسكم يا ابني.. فالشباب المخلص قليل هذه الأيام.. ومن المؤسف أن يضيع جهدكم في بعض المشاكل التي يثيرها الاندفاع والغضب.. والأولى أن تسعوا للتغيير بهدوء وبثقة ودون أن تثيروا حولكم ما يعيق هذا العمل ويهدم مساعيكم..
مع السلامة يا ابني..
خرج شعبورجيني من عند المدير سرعا..
لا يوجد وقت يضيعه..
يجب أن يسرع ليتكلم مع صديقهم خالد..
أبوه ضابط شرطة وربما تنتهي الأمور ببعض الوساطة دون أن يتعرض شحرور لأي شدة..
خرج مسرعا... يجب أن يقابل خالد بأي ثمن..
وللقصة بقية....
نراكم على خير فى الجزء التانى من قصة شحرور و ضميرة الحى