«المتألق على الشرق» المقابر والسماد

لا يستطيع المرء ان يعرض الكتب الملحمية باختصار. هذا ظلم لها وللقارئ ولمجلد مذهل في كمية البحث وعدد الشهود المستجوبين. لكن وأنت تقرأ تبحث عن ماو بين مقلديه: القصور التي اقيمت تحت راية الاشتراكية. المسابح التي لا مثيل لها. مشاريع الري التي كلفت آلاف الأرواح وذهبت سدى الأوهام والجهل بطبيعة الأشياء، احتقار معاونيه ورفاقه الآخرين وإذلالهم والغاؤهم وتعريضهم للسجن والتعذيب واقامة الحروب في الجوار وعدم الاكتفاء بشيء اسمه الصين. احتلال التيبت. القول ماذا يهم ان ادت الحرب الكبرى الى ابادة ثلث العالم او نصفه. فبعدها سوف تقوم الدولة الاشتراكية.

قال رفيقه وصديقه رئيس الصين ليو شاو تشي الذي انتهى في السجن إن «القفزة الكبرى» وحدها كلفت الصين 38 مليون انسان ماتوا خلال 4 سنوات من المجاعة والارهاق. وكانت تلك أسوأ مجاعة في تاريخ البشرية. اما ماو فأمضى عاما كاملا في سريره بين كتبه وأوامره لا يقوم إلا الى حاجته.

بعد «القفزة الكبرى» جاءت «الثورة الثقافية» فدفع الى واجهتها زوجته الاخيرة جيانغ كنغ، وهي ممثلة سابقة من الدرجة الرابعة، وكانت تعيش في فيللا قائمة على 420 ألف متر مربع في بكين. ومع ذلك صادرت الحديقة العامة المجاورة. وكانت زوجته الثالثة غوي ـ يو ان قد تركته وسافرت الى موسكو بسبب علاقاته النسائية، حيث عولجت من انهيار عصبي. وبعد 22 عاما لم تره خلالها مرة واحدة ارسل يطلبها، لكنه قال للساعي لا تقل لها من ستقابل. عندما رأته انهارت من جديد. وفي اليوم التالي طلبت ان تراه فرفض. وماتت بدون ان تشفى من الجنون الذي اصابها. وكانت تشاهد في الشوارع تائهة والزبد يفور من فمها.

طبعت «اللجنة الثورية» العام 1966 مليارا و200 ألف ملصق! صورة التشرمان ماو. وعشرات ملايين النسخ من «الكتاب الأحمر». ورفع «الحراس الحمر» شعارات من نوع «سوف نكون متوحشين». و«سوف نلقي بكم على الارض وندوسكم». وسحل التلامذة اساتذتهم في الشوارع وضربوا النساء. وفي 5 أغسطس ضربت التلميذات في المدرسة التي ذهبت اليها ابنتا ماو، ضربن رئيسة المدرسة حتى الموت. ورفعت يافطات التقدير للمدرسة وسميت «المدرسة الحمراء العنيفة». وفي انحاء الصين ارغم الضحايا على لعق دمائهم عن الارصفة. وكتب ماو واحدة من «قصائده» يقول فيها: «ابن البطل عظيم دائما، ابن الرجعي لقيط».

طوال سنوات اضطر الفلاحون الى أكل العشب، ورأى ماو ثمة فائدة في الموت الجماعي. وفي 9 ديسمبر 1958 قال في اجتماع للقيادة: «المقابر الجماعية توفر سمادا جيدا للأرض». وصدرت الأوامر الى الفلاحين ليزرعوا فوق تلك المقابر.

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3...7806&issue=9706

تقرير مثير للاهتمام

طغاة مجرمون

مقال دعائى فج
فماو بانى الصين الحديثة العملاقة لايمكن اختصاره ابدا فى دعاية مثل هذه بالتاكيد له اخطاؤه وخطاياه لكن انجازته بالتأكيد اعظم من ضعافاته!