{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #1
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
اقتباس:القضاة يدينون الأبرياء و الباحثون منهمكون في معرفة نهاية العالم ، و الأطباء يقتلون بالنيابة ، و يعاني من يريد الخير من تأنيب الضمير . الشيء الوحيد المؤكد هو عدم الأمان ، وهكذا تمتلئ الكنائس و المساجد  بالمصلين ، فالصلاة غير ضارة و تهدئ الأعصاب .
الشعوب تتعلم من جلاديها ..
هذه العبارة ليست صادقة فقط في اليهود بل هي صادقة في كل الشعوب التي تعاني طويلا من القهر ، ففي الدولة البوليسية يفقد الإنسان ثقته بنفسه و شعبه و الآخر ، فلا يرى حوله سوى الظلام، هذا الإنسان لا يعتقد أنه هو نفسه المسؤول عن قدره بل هو مسير في عالم متآمر عليه دون غيره ،و لهذا فكل ما يحدث له عبارة عن مؤامرة شريرة لا حيلة له فيها ، و هكذا فمن الطبيعي أن يصاب بالهزائم و المصائب ليس لأنه متخلف أو أبله بل لأنه مستهدف !.
إن التخوين و الاغتيال المادي و المعنوى للمعارضين و حتى المنافسين هو أسلوب نمطي في الدول البوليسية التي تقدم للشعب هؤلاء( الخونة ) كولائم على مذبح النظام بشكل دوري ، أما الشعب فإنه يتحول باطراد إلى حيوانات صغيرة تتلذذ بنهش الأبرياء . كل ذلك كي يبرر النظام للشعب المسكين استبداده و تسلطه، فهو نظام مؤمن طيب و لكن ما حيلته وهناك الخونة و العملاء ، لهذا هو يذبحهم فقط من أجل حماية الشعب و استقلال قراره الوطني ! .
هذه القصة السخيفة رددتها كل الأنظمة الدكتاتورية بلا توقف ولا حياء ، دمغ ستالين 90 % من قيادات الحزب الشيوعي بالخيانة ثم صفاهم ، و قتل هتلر أهم قادة الجيش الألماني بما فيهم روميل بعد إدانتهم كخونة ، نفس الشيء فعله موسوليني حتى أنه قتل زوج ابنته ووزير خارجيته (شيانو) لأنه خائن .
هذا السلوك العاهر المفضوح هو النضال الأثير لدى الطغاة العرب .. مارسه جمال عبد الناصر عندما سجن مصطفى أمين بتهمة التخابر مع أمريكا و قتل خليفته عبد الحكيم عامر و سجن أعوانه لأنهم خونة ، أما السادات فاتهم بالخيانة نائبه و كبار أركان النظام و سجنهم ، و في العراق قتل صدام حسين كل منافسيه في حزب البعث ثم زوجي ابنتيه لأنهم جميعا خونة !.أما في مصر التي تعيش عرسها الديمقراطي فقد لفقت قضية تخابر مع أمريكا و إسرائيل لسعد الدين إبراهيم لأنه تجاسر فذكر تعبير ( توريث الحكم ) و في تكرار ممل سخيف لفقت قضية تزوير للنائب أيمن نور لأنه تجاسر و فكر في الدعوة لانتخاب رئيس الجمهورية بين اكثر من مرشح . ولو انتقلنا إلى الشقيقة سوريا فلن تجد الحال مختلفا ، فحافظ الأسد يدين ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث ويتهمه بالخيانة و يحكم عليه بالإعدام ، كما يودع رفيق النضال صلاح جديد السجن ولا يخرجه إلا إلى قبر يليق به ، وسار الابن على درب أبيه، ولم تنحصر مآثر الأسدين (الأب والابن) في التخوين ومن ثم التصفية على سوريا بل امتدت إلى لبنان فطالت كثيربن منهم الصحفي سليم اللوزي والزعيم كمال جنبلاط و لم يتوقف المسلسل عند رفيق الحريري فهو ممتد إلى ما شاء الله .
في الأنظمة الدينية التقليدية هناك نفس الممارسة و الطقوس المقدسة مع تعديل شكلي هو اتهام المخالف بالكفر و ليس الخيانة ، ثم يمضي كل شيء بلا تغيير !.
هل تعتقد أن من الشعوب التي تعانى ذلك كله سوف تكره هذا السلوك و تمجه ، أنت حسن النية إذا فالشعوب تتعلم سريعا من الطغاة و تمارس ضدهم و ضد نفسها تلك السادية المريضة . فأعداء عبد الناصر اتهموه بالكفر و الخيانة كليهما ،و خصوم السادات اتهموه بالخيانة و اتهمه أصدقاؤه الإسلاميون بالكفر أيضا ، و ضحايا صدام يستعدون لذبحه بمختلف التهم ليس أقلها الخيانة ، حسنا ربما يستحق الحكام هذا المصير الأسود ،و لكن ماذا عن الشعوب ؟.
كان الشيوعيون المصريون أكثر من تعرض لتهم الخيانة و العمالة في العالم العربي و امتد ذلك لعهد طويل منذ نشأة الحزب حتى انتهاء الشيوعية عمليا بسقوط الاتحاد السوفيتي ، فلا يذكر الشيوعي في مختلف العهود الملكية و الجمهورية بدون صفة ما من عينة عميل و كافر و خائن و فاسق ،و من المدهش بعد ذلك أن نجد الشيوعيين أكثر من يستخدم اتهامات التخوين و بنفس الصفات السابقة ضد مخالفيهم بل ضد بعضهم البعض و حتى اليوم . ففي مصر كان رفعت السعيد الشيوعي سجين الرأي السابق أشد مهاجمي سعد الدين إبراهيم حتى بعد أن برأه القضاء ، لأن سعد الدين إبراهيم يحمل الجنسية المزدوجة المصرية /الأمريكية و بالتالي لابد أن يكون -وفقا لقيم الشيوعية المصرية- عميلا و جاسوسا و خائنا !.
على الجانب الآخر كان الإسلاميون دائما -مثلهم مثل الشيوعيين -ضحايا النظام المصري ، فهم إخوان الشياطين و عملاء السعودية و الإرهابيين و .. . و كان من المفترض أن تدفعهم المحنة إلى توخي العدل و إنصاف مخالفيهم ،و لكن ذلك يحدث فقط في عالم الخيال ، فالإسلاميون أبعد الجميع عن العدل و الإنصاف ، فهم يكفرون مخالفيهم بنفس السهولة التي يتنفسون بها ، بل يكفرون بعضهم البعض بحماس يحسدون عليه ، فكل الجماعات الإسلامية التي عرفتها مصر كالجهاديين و التكفير و الشوقيين و الجماعة الإسلامية و الناجين من النار و .. و .. يكفر بعضها بعضا أما المعتدلون الوسطيون فيكتفون بالتفسيق ، ولا تشترك هذه الجماعات سوى في تكفير جماعة الإخوان المسلمين تنظيمهم الأم !. وهناك تعبير شائع بين الإسلاميين عند وصف إسلامي مازال هش العظام بأنه ( لا يستطيع أن يكفر مخبرا !) على أساس أن التكفير هو أساس ومحور الممارسة السياسية ، و يتدرج الإسلامي من عمليات التكفير البسيطة للمخبرين صعودا لعمليات التكفير الإبداعية للحكام و للمعارضين . ومن أبرز عمليات التكفير السياسية هي تلك التي يتبادلها النظام السعودي مع مخلفيه سواء الجهاديين مثل أسامة بن لادن أو المدنيين مثل د/سعد الفقيه حيث يتراشق الجميع بتهم الكفر ببراعة و رشاقة !.
إن عدوى التخوين و التكفير ليست مقصورة فقط على السياسيين بل هي ممارسة معتادة للغاية في الدكتاتوريات العربية يدرب عليها الشباب الطموح ، ففي تنظيم شبابي مثل منظمة الشباب المصرية في العهد الناصري انحصر النشاط في تدريب الشباب ليس على الابتكار و العلم بل على كتابة التقارير ضد الغير حتى أن أحدهم اعتبر بطلا لأنه كتب تقريرا ضد والديه انتهى بهما في السجن ، و لأن السحر ينقلب على الساحر فقد طرد رئيس التنظيم د/حسين كامل بهاء الدين بسبب تقرير كتبه عضو في التنظيم و سرعان ما لحق به خليفته د/ علي الدين هلال بسبب تقرير مماثل ( كلاهما أصبح وزيرا في عهد مبارك ) .
هل تعتقد أن مصر منفردة في هذه الممارسات المريضة أو أن هذه الممارسات انتهت بانتهاء العصر الذي أفرزها ، حذار أن تعتقد ذلك فتلك الممارسات منتشرة في كل الدكتاتوريات العربية و هي مستمرة إلى اليوم لأنها صارت ضمن المنظومة الثقافية و الأخلاقية السائدة و تضرب عميقا في عقل العربي المعاصر ، فالذئاب و الضباع الحاكمة أنجبت فئرانا و لكنها قارضة و مؤذية مثل أي حيوانات متطفلة أخرى !.
06-28-2005, 03:17 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كرداس غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 303
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
العقل هو الأمل العربي الباقي ..
كما يقول حسام راغب

تقبل تحياتي
06-28-2005, 11:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #3
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .

اقتباس:الضوء له زمنه و سرعته التي يقاس بها أما الليل فلا زمن له ولا سرعة ، إنه خارج بعدي الزمان و المكان " نوفاليس .
إن الاغتيال المعنوي للمعارضين فن استخباري يجيده أوباش السياسة في جميع أنحاء العالم ، و مثل أي فن أصيل آخر له قواعده ،و هناك تجد المحترفين و حتى المبدعين الذين يخدمون أصنام السلطة ، و أيضا هناك الهواة من الضحايا الذين أصابهم السعار فصاروا كلابا ينبحون بالمجان .و كما أن طلقات الرصاص هي أدوات الاغتيال السياسي المادي و التي لا يلجأ لها سوى البدائيون و المبتذلون ، فالاغتيال المعنوي الذي هو عمل القتلة المهذبين له أيضا أدواته التي أهمها التخوين و التكفير و السخرية طبقا لطبيعة الجمهور الذي لابد أن يكون في كل الأحوال أبلها !.
إن مجرد الخلاف العابر مع الحاكم لا يعني – لدى الأجهزة البوليسية - سوى أن يكون المخالف عميلا و خائنا و ربما أيضا شيوعيا كافرا ، فلا يوجد لديها مبرر آخر لعدم اتباع الزعيم في كل شاردة وواردة ( هل تلاحظون التشابه بين الطغاة الكبار و ضحاياهم الأقزام !) ، و هكذا أصبح العشرات من أصحاب الرأي في مصر مدانين و خونة و عملاء لإسرائيل و أمريكا و روسيا و ترينداد و بلاد تركب الحمير !.و لأن الشعوب تتعلم سريعا اللعبة ربما بأفضل مما تفعله الأجهزة ، فحتى القسوة في حاجة إلى عقل و نظام تفتقدهما الأجهزة معا ! . فمن يقمع الشعب عليه ألا ينسى أن المقموعين يعرفون عن هذا النظام القمعي بأكثر مما يعرف القامع نفسه . فكلما بالغ الدكتاتور في غيه ازداد جهلا بمجريات الأمور . وحين يصل قمته في قمع حريات الآخرين ، يصل إلى ذروة جهله في معرفة ما يفكرون فيه ، إنها ساعة الصفر للانتقام إذا عز التغيير .
سوف أنطلق سريعا من هذا التنظير إلى عالم الواقع ، و سأضع أمامك عزيزي المتابع مجموعة من الذكريات السياسية التي تؤكد مقولتي بأن الشعب يتعلم من الجلاد و أن فساد الأخلاق السياسية سريع العدوى بين الشعوب المبتلاة بالطغيان و ليست حكرا فقط على الطغاة . سأذكر مجموعة من الحوادث العامة و أيضا سأتخير مجموعة من المساهمات من منتديات الحوار التي تثبت أن الشعوب ما زالت تتعلم من الجلاد .
أمثلة لمن يتمثل .
اقتباس:و لكني أعلم أن هناك شيئا في العالم له معنى ، وذلك هو الإنسان " البير كامو .

1- جمال عبد الناصر عملاق في إنجازاته و لكنه مارد في أخطائه !، كان عهده نموذجا قياسيا لتعامل الطاغية مع المعارض ، فلم يكتف النظام بتجريد المعارض -ولو كان يعارض المعارضة- من آدميته بل أيضا من تاريخه كله ،ووصمه بلعنة الخيانة الأبدية أو الكفر الديني و السياسي أو كوكتيل من كل ذلك كما فعل مع الشيوعيين تحديدا .و جاء الرد من جنس العمل فباختفاء عبد الناصر انهالت عليه شتى حملات التكفير و التخوين خاصة من الإسلاميين الذين حولتهم سجون عبد الناصر و مشانقه إلى وحوش كاسرة لم تكتف بتكفير النظام بل الشعب كله . و هكذا بدأنا نسمع روايات متعددة عن خيانة عبد الناصر للعرب وفاء لأمه اليهودية ، أما الأقل تهوسا فيكتفي بتأكيد أن مربيته هي اليهودية ( دون أن يفسر لنا كيف يأتي موظف صغير بائس بمربية لابنه ) !.لم يكتف الإسلاميون بتخوين عبد الناصر بل أيضا بتكفيره و تجريده من كل الفضائل كما لو كان مجرد وحش آدمي !.إن انتقام الإسلاميين من ذكرى عبد الناصر يمتد ليصبح حربا ضد من كل من يحاول أن ينصف التجربة التاريخية لعبد الناصر حتى لو أدان جزءا كبيرا منها.
لست بالقطع أقيم هذا السلوك فقط يكفيني هنا أن أسجل الظاهرة و أطلقها في فضاء الفكر لمن شاء أن يتأمل و من أراد أن يفكر و من يمتلك البيان ليعبر .
2- عرفنا لطفي السيد رائدا للفكر السياسي و أول من نادى بالوطنية المصرية في مقابل الجامعة الإسلامية العثمانية . رشح لطفي السيد نفسه في دائرته الانتخابية بمحافظة الدقهلية في أول انتخابات ليبرالية في مصر بعد تصريح فبراير 1923 ، ،و كان منافسه رجل أمي لا حظ له حقيقي في منافسة لطفي بك الذي ينحدر من أصول أرستقراطية ثرية ،و لكن هذا الرجل كان يجيد فن الاغتيال السياسي بالسليقة الإجرامية ، فراح يدور بين الناخبين مشيعا أن لطفي السيد ملحد و يدعوا لزواج المحارم لأنه و العياذ بالله راجل ديمقراطي !.و سرعان ما تجمع الفلاحون غير مصدقين حول بيت البيك ، الذي خرج إليهم هاشا باشا و لكنهم سألوه بأسى إن كان يسمع بالشائعات التي يتقولها منافسه اللعين وأنه ( لطفي السيد ) سليل الحسب و النسب أصبح (راجل دماطاطي) !. أجاب الرجل بأنه بالفعل ديمقراطي يؤمن بأن الديمقراطية هي الأمل للمصريين !. و النتيجة معروفة ، سقط لطفي السيد في الانتخابات ،و لكنه صنع جيلا رائعا من الديمقراطيين كان فيه أمثال طه حسين و سلامه موسى!.تذكرت هذه الحادثة و أنا أقرأ شريطا طرحه زميل ورع بعد هذا الحادث ب80 عام يؤكد فيه ما قاله المرشح الأمي و أن الديمقراطية هي كفر و العياذ بالله !.
3- الشيخ محمد حسن الباقوري ربما لا يعرفه أحد خارج مصر خاصة من الجيل الشاب ،و لكنه كان أول وزير مصري ينتمي لحركة الإخوان المسلمين ، وقد أصبح الباقوري – الذي خرج عن الحركة - وزيرا عتيدا للأوقاف في وزارات الثورة كلها و صديقا حميما لعبد الناصر ،و لكن و بدون مقدمات أقيل الباقوري و اختفى من الحياة العامة حتى وفاة عبد الناصر ، بالطبع تسائل الناس عن السبب و كانت الإجابة هامسة من المطلعين على بواطن الأمور .. أقيل الباقوري لأنه ( خمورجي و بتاع نسوان ) ،و أن عبد الناصر شاهده سكرانا في حفل زواج ابنته ( الباقوري ) فضربه بالشلوت و طرده لذلك ،وهنا تطوع الشعب الوفي بتأكيد هذه الإشاعة فكل يضيف إليها المزيد من فسق الباقوري الشهير !، و لم تظهر الحقيقة إلا بعد وفاة عبد الناصر فالباقوري كان رجلا فاضلا و لكنه ضحية لضيف طويل اللسان كان يهاتف صديق له هو الأديب يحي حقي من بيت الباقوري ، فقام الضيف بتوجيه سباب أزهري من العيار الثقيل خص به أم عبد الناصر ،ولم يستطع الباقوري الذي كان مستغرقا في الصلاة منعه وقتها ، و لأن هواتف الوزراء و غيرهم كانت مراقبة تحت إشراف مباشر من مكتب عبد الناصر ، ذهب الشتام لسجن طويل و طرد يحي حقي من عمله أما الباقوري -الذي استحلف عبد الناصر بالعيش و الملح - فلزم بيته لا يغادره عشر سنوات كاملة ،و تكفلت المخابرات بالاغتيال المعنوي و جعلت من الباقوري فحلا لا يشق له غبار يبدل النساء كما يبدل الحذاء بينما يتمضمض كل صباح بلتر كونياك ! .
4- محمد حسنين هيكل هو أحد أخصائي الاغتيال المعنوي في زمن عبد الناصر ، و قد أجهز بقلمه الساحر على الكثيرين من ساسة مصر و الشرق الأوسط ، و لكنه أيضا كان ضحية حملة تلويث كبيرة خاضها ضده رجال السادات بما فيهم السادات نفسه ، بدأت الحملة باتهام هيكل بالاستيلاء على ممتلكات نيقول تكلا صاحب الأهرام عن طريق التحايل ، و ليس انتهاء بأن هيكل ملحد كافر كما وصفه السادات شخصيا في حديث من أحاديثه التي لم تنته حتى مات ، فسمعته بأذني يقول عن هيكل – في خصومة فاحشة – أن هيكل أخبر السادات أنه غير مؤمن ،و أنه حاول إفساد إيمان السادات و التأثير عليه لولا أن السادات رأى برهان ربه ،وفي تسبيلة إيمانية ورعة أردف السادات هامسا و الدموع تملأ عينيه :" من لا إيمان له لا أمان له " !، دون أن يشرح لنا – إذا صحت الواقعة - كيف لا يكون رئيس الجمهورية مؤتمنا على حديث خاص فيذيعه على الملأ ؟. لا يجب أن ينفعل أحد دفاعا عن هيكل لأنه رد التحية بأحسن منها ، فبعد وفاة السادات انهال عليه هيكل بكل التهم ليس أقلها أن السادات كان عميلا للمخابرات الأمريكية و أن الذي جنده هو كمال أدهم نسيب الملك فيصل و مدير المخابرات السعودية وقتها ، و أن السادات ( خمورجي عتيد ) يبدأ في احتساء الويسكي ظهرا ولا يتوقف حتى مطلع الفجر، و امتدت التحية إلى أم السادات التي ذكر هيكل أنها عاشت كخادمة في بيت أبيه المزواج !.إن لعبة التخوين و العمالة تلك هي ولع مصري بالأساس لا يعادله سوى ولع الوهابيين بالتكفير ، فسرعان ما انضم حسين الشافعي -الذي لا يتمتع سوى بذكاء فأر حيراتي ،ومواهب خفير نظامي في نجع القللي !- إلى حملة التخوين رغم أنه عمل نائبا لعبد الناصر و السادات نفسه لسنوات طويلة ،. انضم الشافعي إلى اللعبة على طريقة الهواة فأكد أن السادات عميل و خائن ،و لم تقتصر قائمته على السادات بل أضاف لقائمة الخيانة عبد الناصر أيضا ، دون أن يشرح لنا الشافعي كيف ظل نائبا للعملاء كل تلك السنوات دون أن يكون مجرد حذاء !.
للحديث بقية و الذكريات تستدعي الذكريات .

06-28-2005, 09:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #4
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
اقتباس:  كرداس   كتب/كتبت  
العقل هو الأمل العربي الباقي ..
كما يقول حسام راغب  

تقبل تحياتي
قول حكيم فعلا
شكرا على مساهمتك .
06-28-2005, 09:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #5
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
اقتباس:* لا جمر في عظامنا ولا رماد  
 لا ثلج لا سواد  
 لا الكفر كله ولا العبادة
 الضعف و الذلة عادة
 يا سيدي  
علمتنا الحب
فعلمنا تمرد الإرادة .
محمد الفيتوري-معزوفة لدرويش متجول .
أمثلة أخرى
يبدوا أن التخوين ولع مصري ، ولعل أوضح نموذج لاستمرار تبني الأجهزة الأمنية في مصر ذات النمط التخويني هي قضية د/ سعد الدين إبراهيم دون مراعاة لتغير الزمان و تطور الوعي فكانت النتيجة سقوط سمعة النظام أمام العالم كله ، سعد الدين إبراهيم لمن لا يعرفه عالم وباحث مصري و عربي من طراز فريد وجاد، وأحد الوجوه المشرقة في المجتمع المدني المصري ، وعندما أسس مركز ابن خلدون شارك كوكبة من الساسة والمثقفين متعددي الاتجاهات في مجلس أمناء المركز الذي أسسه، من بينهم د. عبدالعزيز حجازي رئيس مجلس وزراء مصر الأسبق، ود. مصطفي الفقي مدير مكتب الرئيس للمعلومات وقتها، ود. علي الدين هلال عميد كلية الاقتصاد وزير الشباب الأسبق، ود. محمود محفوظ وزير الصحة الأسبق، والسفراء أحمد خليل وعبد الرؤوف الريدي ومحمد شاكر، ود. مراد غالب وزير الخارجية الأسبق، ود. كمال أبو المجد وزير الإعلام الأسبق، واللواء أحمد عبد الحليم، ود. حسام البدراوي ومنير فخري عبد النور ومني مكرم عبيد ود. محمد مختار هلودة ود. عبد المنعم سعيد.. إلخ. هذا لم يمنع السلطات من إلقاء القبض علي د. سعد الدين إبراهيم وتوجيه عديدا من التهم الخطيرة له، مثل تلقي تبرعات من جهات أجنبية والاستيلاء بطرق التحايل علي مبالغ مالية من الاتحاد الأوروبي وإعداد بطاقات مزورة لمواطنين بأسماء وهمية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، وإذاعة بيانات كاذبة وإشاعات مغرضة في الخارج تتعلق بالأوضاع الداخلية للبلاد والاتفاق الجنائي مع متهمين آخرين الغرض منه تقديم رشوة لموظفين عموميين للاخلال بواجبات وظيفتهم! . ومنذ اللحظة الأولي للقبض علي سعد الدين إبراهيم كان هناك شبه إجماع بين المثقفين والأكاديميين المصريين أن هناك أسبابا سياسية وراء هذا التحول في موقف الحكم في مصر، من احتضان سعد الدين إبراهيم إلي الاتهام بالنصب والرشوة »والتخابر« والقبض عليه ومحاكمته. أول هذه الأسباب هو تقديم مجموعة من منظمات المجتمع المدني في مصر من بينها مركز ابن خلدون تقريرا لمنتدى المنظمات الحكومية في القمة الاجتماعية التي عقدت بجنيف قبل القبض علي د. سعد الدين إبراهيم بحوالي شهرين، يرد علي التقرير الحكومي، وهو ما أثار حفيظة الوفد المصري الرسمي. وجاء في تقرير المنظمات غير الحكومية أن هناك بطالة في مصر في حدود من 10 إلي 15%. وان هذه البطالة ستؤدي إلي الفقر، وان هناك حالة من التفكك الاجتماعي نتيجة للبطالة والفقر، ويأخذ هذا التفكك مظاهر عدة منها الانحراف والجريمة والتفسخ الأسري والبلطجة والعنف والتطرف. ثاني الأسباب نشره مقالا في صحيفة عربية تحت عنوان »الجمهوريكية« تناول فيه ظاهرة توريث الحكم في الأنظمة غير الملكية. وثالثها إعداده لخطة تفصيلية لمراقبة انتخابات مجلس الشعب التي كان مقررا لها نهاية عام 2000 وإعلانه استئناف نشاط »اللجنة المصرية المستقلة لمراقبة الانتخابات وان »مراقبة أي مواطن الانتخابات حق وواجب إنساني ودستوري وقانوني لا يفسد الود الديمقراطي«. ودعم هذا الرأي تصرف النيابة في قضية التخابر. فبمجرد نشر الصحف أن نيابة أمن الدولة وجهت إلي د. سعد الدين إبراهيم تهمة »التخابر مع دولة أجنبية هي الولايات المتحدة«، طلب السفير الأمريكي في القاهرة »دانيال كيرتز« لقاء عاجلا مع د. عاطف عبيد رئيس الوزراء لبحث هذا الموضوع. وبعد اللقاء عقد النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد مؤتمرا صحفيا مفاجئا نفي فيه توجيه تهمة التخابر إلي د. سعد.!
بعد تجربة طويلة مع القهر و الاغتيال السياسي و المعنوي برأ القضاء سعد الدين إبراهيم بحكم نهائي !.

سوف استكمل بمجموعة أخرى من الذكريات السياسية التي تؤكد القضية التي نحن بصددها .وهي أن الشعوب تتعلم من جلاديها القسوة و انعدام الأخلاق و فساد الضمير !.
1- في مدرسة التخوين العربي الكبرى تتلمذت القيادات الفلسطينية التي تصدت للعمل الثوري و على رأسها الزعيم ياسر عرفات رحمه الله ، و هكذا انهالت لعنات التخوين على رؤوس الجميع ، في البداية كانت الأنظمة العربية هي التي تنهال عليها لعنات التخوين الفلسطينية .. الأردن وسوريا و العراق و السعودية و أخيرا جمال عبد الناصر نفسه فاتهمه الفلسطينيون بعد موافقته على مبادرة روجرز بالخيانة من إذاعتهم في القاهرة التي فتحها لهم فأغلقها ، و استمر مسلسل التخوين بلا انقطاع حتى تفجر في وجه السادات بعد مبادرته الشهيرة ،و بلغت حمى التخوين مداها عندما احتفل الفلسطينيون باغتيال السادات في مهرجان ثوري كبير تزعمه عرفات نفسه و كان في زيارة للصين . و كالعادة سرعان ما ارتدت طيور التخوين إلى أعشاشها ، فانبرى صبري البنا ليس فقط إلى تخوين قيادات فتح بل اغتيالهم أيضا ،و لكن الطامة الكبرى كانت بعد اتفاق أوسلو حينما جاء الدور على عرفات نفسه ليتلقى صيحات التخوين و التكفير و أيضا التحقير ، و كان على عرفات أن يتلقى تلك الصيحات ليس فقط من أعدائه السوريين و الإيرانيين و اللبنانيين و الكويتيين بل بالأساس من شعبه الفلسطيني حيث اكتشف شبيبة التخوين الناشئين أن عرفات ينتمي لأصول يهودية و أنه طوال الوقت كان عميل إسرائيل رقم 1 ،و أن حصار الإسرائيليين له في المزرعة كانت تمثيلية مجرد تمثيلية لتمرير موافقته على حل نهائي مجحف! و ..... .ليس هذا فقط بل أكتشف الأذكياء أن عرفات عمد ابنته كمسيحية لأنه هو نفسه يهودي !. كانت محاولة إنصاف عرفات ولا زالت دونها حز الرقاب من الشباب الفلسطيني نفسه ،وكانت لي تجارب مريرة عندما حاولت في بعض المنتديات إنصاف الرجل الذي أقدره رغم كل شيء فانهالت علي اللعنات من كل صوب كخائن وعميل لعرفات دون أن أدري من الذي خنته و كيف أصبحت عميلا ! .
2- د / فرج علي فرج فوده كاتب و مثقف مصري اغتيل عام 1992 بواسطة مجموعة من الشباب الجهلة نتيجة تكفيره و التحريض ضده بواسطة بعض الشيوخ المسيسين و تحديدا عمر عبد الرحمن و محمد الغزالي ، وهذا نموذج واضح أقدمه دليلا على ضرورة تجريم التخوين و التكفير و ليس فقط إدانتهما كعمل إرهابي لا أخلاقي ! . كان فرج وحتى اغتياله الجسدي ضحية مستمرة لمحاولات الاغتيال المعنوي بواسطة أعدائه الإسلاميين (بالتكفير) و أيضا بعض أجهزة الدولة (بالتخوين) على السواء . نشرت إحدى الصحف الخليجية خبرا عن زواج ابنة فرج فوده من السفير الإسرائيلي في مصر بن اليعازر ، و لتأكيد الخبر نشرت الصحيفة صورة العروس ياسمين فوده ابنة فرج فوده الصغرى.عندما قرأت الخبر صعقت و حملت الصحيفة غاضبا إلى فرج فوده الذي أخذ يهدأ من غضبي !، لم أكن غاضبا فقط لأن الخبر كاذب بل لما هو أكثر من ذلك.. الشطط في الخصومة بلا وازع من ضمير أو مبدأ ، فالعروس المدعاة لم يزد عمرها وقتها عن سنوات ثلاث ( تمت خطبتها لزميل لها بالفعل العام الماضي و بعد الخبر ب 20 عام !) ، في حين أن عمر العريس تجاوز الستين أي في عمر يقارب عم علي فوده جدها ووالد فرج !.سألني فرج هل تعرف من وراء الخبر ؟ إنه فلان و كان صحفيا صديقا لفرج ويرتاد مكتبه ، لقد سرق صورة ابنة فرج الصغرى مستغلا ثقة فوده به وحتى تبدوا أكبر من عمرها أجرى تعديلات في الصورة ثم باع الخبر لصحيفة عربية كل ذلك بتحريض من الداعية الإسلامي فلان !.
3- كان فرج فوده ضحية لعدد لا ينتهي من التلفيقات و الأكاذيب ، فقد نشرت صحيفة إسلامية معروفة وقتها صورة فرج فوده وهو يصافح السفير الإسرائيلي أيضا ، و تحت الصورة خبرا طويلا عن علاقات فرج بإسرائيل و أنه الوكيل لعدد كبير من الشركات الإسرائيلية ، و هو في الصورة يناقش مع صديقه سفير إسرائيل كيفية الكيد للإسلام و المسلمين و إعداد الخطط لضرب المسلمين في كل مكان !... الخ . كانت الصورة صحيحة و لكن الخبر كله ملفق ، فقد التقى فوده بالسفير الإسرائيلي في حفل استقبال في السفارة الفرنسية في عيدها القومي ، و كان طبيعيا أن يصافح كل من يمد يده ،وكان منهم السفير الإسرائيلي الذي لم يلتق به من قبل وبالتالي لا يعرفه !،وهكذا وجدت الصورة طريقها إلى الصحيفة التي يمولها الأصوليون بهدف تدمير أعدائهم من الكتاب التنويرين و كان على رأسهم فرج فوده !.لن أمضي دون أن أقرر حقيقة يعرفها كل أصدقاء فرج أنه لم يعمل قط مع إسرائيل بل ولم يكن و كيلا لأي شركة إسرائيلية أو غير إسرائيلية و أنه مات فقيرا و أن الدولة – بمبادرة تذكر لحسني مبارك - هي التي تعول أسرته و أنها قررت لهم معاشا استثنائيا .
4- يظل الظلم الذي وقع على فرج فوده حيا و ميتا يثير في النفس الألم و يجعلني أشد تمسكا بضرورة تجريم ادعاءات التخوين و التكفير التي يمارسها البعض بكل رعونة مخلصين لأشد ممارسات الدولة البوليسية تخلفا و حقارة . في اليوم التالي لاغتيال شهيد الفكر فرج فوده قرأت في جريدة الخليج الإماراتية الخبر بشكل أبسط وصف له هو الوضاعة و انعدام الخلق المهني ، فالصحيفة التي تدعي القومية الحراقة بالقوي ، ذكرت أن القوى الوطنية الثورية اغتالت فرج فوده بسبب مواقفه المؤيدة للتطبيع مع العدو الصهيوني !. وكانت الحقيقة أسطع من أن يحجبها هذا النهج التخويني الذي يمارسه مناضلو المرسيدس و المكيفات و فنادق النجوم السبع !. فجاءت جنازة فرج فوده تظاهرة وطنية كبرى ترفع شعار الوحدة الوطنية ( الهلال يحتضن الصليب ) ، يتقدمها مفتي الجمهورية وقتها الشيخ الجليل طنطاوي و رجال بوزن عمرو موسى ، و الأهم جموع الشعب البسيط الذي أدرك الحقيقة بالرغم من سحب التخوين الثورجي و التكفير الأصولي السوداء . و هكذا خرجت نفس الصحيفة تبشرنا أن الشعب المصري خرج في جنازة فرج فوده يهتف له بسبب مواقفه الرافضة للتطبيع !.
كانت الفئران ما زالت تقيس بما يلائم أسنانها الهشة و ليس بما يناسب معدة الأسد !.
و لدينا المزيد ..
06-30-2005, 03:10 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #6
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
اقتباس:إن المرض لا الصحة هو ما ينتقل بالعدوى !.  
كي نعطي للزهور فرصة في هذا العالم علينا أن نقتلع الحشائش رغم أن هذا يدمي أصابعنا .
عقب الحرب العالمية الثانية و تفجر الحرب الباردة ، عرفت الولايات المتحدة مرحلة سوداء في تاريخها هي المكارثية نسبة إلى السيناتور جون مكارثي الذي رأس لجنة برلمانية لمكافحة التغلغل الشيوعي ، أشاعت اللجنة هستيريا التخوين في البلاد كلها و راحت تطارد المثقفين اليساريين و توصم كل من ينتقد المجتمع بالشيوعية ، هذه الإدانة كانت تعني الإعدام المعنوي و العزلة و الضياع و التشرد ، طالت الحملة أهم العقليات المبدعة في أمريكا بما في ذلك عباقرة بحجم شارلي شابلن الذي أضطر للهجرة إلى سويسرا و آرثر ميللر الذي توقف عن الإبداع حتى انجلاء المحنة ، ومن السخرية أن الحملة كانت ضاغطة و شاملة حتى أنها طالت مطلقيها فأصيب أحد أقطابها وهو وزير الدفاع بجنون المطاردة ، ولأنه أصبح يعتقد أن الشيوعيين في كل مكان لم يجد أمامه حلا سوى مغادرة هذا العالم والانتحار !.كان يمكن أن تقضي المكارثية على الحرية و تحيل أمريكا إلى اتحاد سوفيتي آخر ،و لكن كان هناك رجال لا تنقصهم الشجاعة وقفوا بصرامة في وجه هذا الطوفان و استطاعوا أن يوقظوا الأمة و يقضون على وحش التخوين القابع في أعماق البيت الأمريكي و اليوم يخجل الأمريكيون من تلك الحقبة و لا يوجد من يرى مكارثي بطلا بل فاشيا مريضا ، إننا بشكل ما أشبه بذلك الوزير المسكين الذي أشعل النار فاحترق بها ، و صنع الحبال كي يشنق الآخرين فشنق نفسه .
1- كان أقطاب النظام الثوري في مصر يدينون المثقفين على خلفية انتماءات فكرية لا يعرفون عنها شيئا مثل الشيوعية ، و كان ذلك يتم بشكل دوري فكلما ساءت علاقة النظام بالاتحاد السوفيتي انتقم باعتقال الشيوعيين. و في إحدى فورات الغضب على الشيوعيين علم د/ محمد مندور الناقد الأدبي المعروف أن اسمه مدرج في قائمة الاعتقال ، فأصابه الهلع و توجه إلى صديق له هو الناقد أحمد عباس صالح و كان عباس صديقا حميما لأحد ضباط مكتب المشير عامر هو أحمد أبو نار الذي اتجه لعالم الصحافة من أجل الحصول على عشيقات مثقفات !. طلب مندور من أحمد عباس صالح التدخل لدى أصدقائه الضباط فوعده خيرا ، و عندما حاول التوسط للدكتور مندور نهره صديقه الضابط قائلا أنه لا يملك التدخل فالمشير غاضب جدا و سوف يقطع رقبة الشيوعيين ،و هنا تفتقت قريحة عباس عن حل فقال لزميله الضابط و لكن محمد مندور ليس شيوعيا بل هو من أنصار تروتسكي (التروتسكيين مجرد فصيل شيوعي !) و لكن الضابط الجاهل أجابه :" أمال إيه الإشاعة اللي مالية البلد دي و بيقولوا عليه شيوعي ؟." ذهب أحمد أبو نار إلى المشير و كرر على مسامعه ما عرفه عن مندور و أنه تروتسكي ، فصاح المشير مربتا على كتف تلميذه اليقظ :" و الله كنا هنظلم مندور مش تقولوا من الأول انه تروتسكي و مش شيوعي ؟.و هكذا أمر المشير بحذف اسم مندور من قائمة الشيوعيين الذين يجرى اعتقالهم ، وهذه ربما كانت أول مرة يكون الجهل فيها مفيدا ، فالزعماء الذين يدينون المثقفين على الضمير لا يعرفون عما يتحدثون .ألا يحق لي إذا أن أحذر الصبية و الجهلة و حتى العارفين من الإدانة على أساس خيارات الضمير و التحيزات الثقافية ؟، فهم ربما لا يدركون ما هي القضية و أن هناك تروتسكي آخر !.
2- تابعت منذ فترة قريبة برنامجا إخباريا عن ضحايا حماس من الشباب الفلسطيني و فوجئت انهم يزيدون عن قتلاهم من الإسرائيليين ، هؤلاء الشباب فقدوا حياتهم لأن حماس قتلتهم كخونة متعاملين مع العدو ، ثم تعترف قيادة حماس الآن أن معظمهم ربما كانوا أبرياء بل و شاهدت قياديا حماسيا يعترف بصراحة و ببرود أيضا بخطئهم في حق أحد ضحاياهم و أنهم قرروا أن تدفع حماس لأهله دية القتل الخطأ ، بالطبع لم يقل لنا ذلك القيادي الوقح هل سيقبل مثل تلك الدية لابنه ؟!. هناك أيضا من يتحدث أن معظم ضحايا حماس قتل نتيجة وشايات مغرضة من عملاء الموساد الحقيقيين عقابا لهؤلاء الضحايا على رفضهم خيانة أهلهم ،ربما يبدوا هذا الموقف غريبا و لكنه نتيجة طبيعية لثقافة التخوين العربية عندما يمارسها أجلاف منفلتون خارج إطار القانون و سلطته الشرعية . الشيء الذي يدعونا لما هو أكثر من التوقف و ربما التقزز هو أن تلك الجرائم تمت في مناطق السلطة الفلسطينية بواسطة سلطة داخل السلطة و دولة داخل الدولة ، فبينما ينتخب الشعب الفلسطيني سلطته الذاتية نجد أن هذه السلطة لا تمارس سيادتها على الشعب خلال القضاة الطبيعيين ، و تترك حماس تغتصب سلطة القضاء و الشرطة و تلعب دور المدعي و القاضي و الجلاد !.و كانت النتيجة أن تصبح حماس جلاد يضاف لجلادي الشعب الفلسطيني العديدين ،و يا أيتها الحرية كم من الطغاة يتحدثون باسمك و يخونون عشاقك و يقتلون الأبرياء !.
عالم الإنترنت هو مدرسة كبرى و معملا مفتوحا لدراسة العقلية العربية و كيف تفكر ،و من يريد أن يرصد التأثير المدمر لثقافة التخوين و التكفير التي تشيعها الأنظمة العربية و مقدار تشويهها للعقلية الشعبية ، فكل ما عليه هو أن يتابع بهدوء و دقة مساهمات بعض المشاركين خاصة من الدول المركزية التي عانت طويلا من الطغيان مثل مصر ، حيث تنشأ النخب المتعلمة على تقاليد ثقافية هزلية عمادها المؤامرة و التوهم و انعدام الثقة في النفس و الآخر . فبين شعوب الأرض جميعا يكاد ينفرد المصريون بنوع خاص من جنون الاضطهاد ، فلا يتفق المصريون بمختلف انتماءاتهم غالبا على شيء سوى أن مصر مستهدفة من كل شعوب الأرض و أجهزة مخابراتها ، دون أن يتوقف أحد ليشرح لنا السبب في هذا الاستهداف !. ولا يثني المصريين شيء عن ترديد هذه المعزوفة حتى أصفار المونديال و مقاييس التنمية المنحطة و نسب الأمية الكارثية لم تفلح في ذلك ، كما لم تفلح أيضا الإحصائيات التي تؤكد أن مصر هي أكثر دول العالم ( استهدافا) للمعونات الأمريكية بعد إسرائيل ، و أن هناك 200 مليار من المساعدات العربية و الأجنبية منها 75 مليار دولار مساعدات أمريكية فقط بددها المصريون خلال 25 عام الماضية دون أن ينجزوا شيئا !.في عالم المؤامرة يجد المصريون سلواهم و به يعللون فشلهم و يضعونه في رقبة ذلك الاستهداف !. وسوف أستعرض مجموعة من الحالات لمشاركين في الإنترنت .
1- من أغرب الأمثلة التي صادفتها على الشبكة حالة مرضية واضحة لمشارك مصري عرفته في منتدى آربيا منذ سنوات بعيدة ، كان المشارك المصري إسلاميا كما هو مألوف بين المصريين ، و كشاب مصري يقظ يكتشف أن هناك مؤامرة خلف كل شيء !، و هذه اليقظة تدفعه للاعتقاد بأن المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية لا يشغلها شيء سوى ملاحقة المحاورين المصريين في نوادي الحوار ، و لهذا يوقن أن آربيا مخترقة و أنه بشكل خاص مستهدف بمؤامرة يدبرها ضده ياسر عرفات و عملائه في النادي ( بهجت ) و ( عاصي ) وقد نجحا في تجنيد عضو ثالث هو ( داركيش ) و أصبحوا يشكلون عصابة تهدف إلى إغراءه بالأموال كي يخون مبادئه ،و إن لم يمتثل فستكون حياته هي الثمن !، و حتى قبل أن يعرف أحد ما هي تلك المبادئ ، تدهورت حالة هذا المسكين حتى أنه استوطن المنتدى تقريبا لتحذير المشاركين من بهجت الفلسطيني الذي يموه مدعيا أنه مصري ، مؤكدا أن لديه أدله دامغة تثبت أن بهجت عميل لعرفات و بالتالي لإسرائيل ( كان موقنا أن عرفات يهودي متنكر ) ، سرعان ما أعلن صديقنا المصري أدلته على أن بهجت فلسطيني .. لأن الله أعمى بصيرة بهجت فهو يقول شعبنا في فلسطين ولو كان مصريا لقال شعبهم و ليس شعبنا !.أما عمالته لعرفات فواضحة لأنه يقول دائما الرئيس عرفات ولا يقول الخائن عرفات كما يجب على المسلم صحيح العقيدة !.كان هذا الشاب نموذجا لثقافة التكفير و التخوين حتى أنه صار يرى كل إنسان يقابله هو خائن و عميل أو مشروع خائن و عميل و أخيرا فاجئنا بأن محمد صبحي مسيحي و لكنه طيب! ، و بالطبع فشلت جميع المحاولات لإثنائه عن هذا الاعتقاد رغم أن أحد الزملاء أقسم له (بالطلاق تلاتة) أن محمد صبحي يصلي معه في نفس المسجد !. حاولت بشتى الطرق إثنائه عن أفكاره و أن عرفات قد يكون متعدد الأخطاء و لكنه زعيم تاريخي يحبه شعبه ، كان هذا الشاب ذكيا ولا يمكن لعميل مثلي خداعه و لهذا أفحمني قائلا " لو كان عرفات وطنيا بالفعل فلماذا لم تقتله إسرائيل ؟" .أصبح الأمر فوق الاحتمال فتوقفت عن اعتباره شيئا جديا و رحت أتابع تعليقاته أحيانا بين الشفقة و التفكه .
2- لدينا زميل مثير للجدل ، هذا الزميل المكافح لا يجد تفسيرا لكل ما لا يعجبه أو لا يفهمه في الآخرين سوى أنه بسبب الدورارات ( دولارات بلغة السبوبة المصرية ) التي تنهمر على الليبراليين من أمريكا !. و يبدوا أنه وجه مثل هذا الحديث إلى زميل خليجي فجاء رد الزميل الخليجي -الذي لم يكن متساهلا مع فلكلور التخوين المصري لسوء حظ زميلنا المصري - طريفا و استثنائيا ، فذكر هذا الزميل الخليجي راتب مدير الاستخبارات الأمريكية موضحا أن هذا الراتب لا يكفيه كمصروف شخصي !.وفي موقف مشابه أجاب مشارك آخر أنه لا يوجد لدى الأمريكيين ما يغريه سوى منصب الرئاسة وهو للأسف ليس شاغرا !. كنت أروى هذه الواقعة متفكها على مسمع صديق من مشاهير المحامين في مصر ويشغل موقعا حزبيا هاما ، فأجابني أن الإعلام المصري أفرخ في عقول مدمنيه تصورا بأن الأمريكيين لا هم لهم سوى بعثرة الدولارات على كل مصري يعرف القراءة و الكتابة ،و أن هذه الظاهرة صارت ملفتة خاصة مع نضوب أموال الجمعيات الخيرية السعودية التي كانت تنهمر على كتاب ( السبوبة ) الذين انخرطوا وقتها في التيار الإسلامي ،و أن أحدهم قصد مكتبه و أخبره أنه الصحفي فلان الذي يكتب في صحيفة الشعب الإسلامية قبل إيقافها و أنه يريده أن يتوسط لدى أصدقائه الأمريكان كي ( يساعدوه ) لأنه يمر بظروف صعبة في مقابل أن يساندهم !،صعق هذا الصديق الكريم الذي أكد له أن الأمريكان لا يبحثون عن مساندة أحد الآن فلديهم كل حكام الشرق الأوسط و صحفها ، و لكن كرمه الحقيقي منعه أن يترك ذلك الصحفي اللبيب خالي الوفاض فساعده بنفسه و بدون حاجة لأمريكا ! .
07-03-2005, 12:50 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
The English Patient غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 50
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #7
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
لقد سرق صورة ابنة فرج الصغرى مستغلا ثقة فوده به وحتى تبدوا أكبر من عمرها أجرى تعديلات في الصورة ثم باع الخبر لصحيفة عربية كل ذلك بتحريض من الداعية الإسلامي فلان !


I can smell that you did the same thing toward the islamic figure Dr/Bahgat.
How would we accused that figure that he is doing such things without an evident
I do not agree with their way of thinking but that does not mean that they are a punsh of .....

Thanks
07-03-2005, 02:33 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
mass غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,041
الانضمام: Nov 2002
مشاركة: #8
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
أختلف معك يا استاذ بهجت في بضع نقاط ولكن بعد ان تنتهي من دراستك الشيقة الرائعة

تحياتي لك
(f)
07-03-2005, 03:52 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #9
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
الزميل المحترم The English Patient.
مرحبا .
إنني في كل ما أرويه أكتب من الذاكرة عن حوادث عاصرتها كما يفعل غيري تماما ،و هناك من ينكر كل ما لا يروقه من الروايات و يكذبها ، بل هناك من يكذب كل شيء حتى ما يقر به ذوي الشأن أنفسهم .
إن قبولنا للرواية هو نوع من الثقة بمن يرويها ، و كما تلاحظ فقد تعرضت لحوادث التخوين التي كان أبطالها علمانيون أكثر كثيرا من حوادث التكفير التي يرتكبها الإسلاميون ، لأنني لا أوجه موضوعي ضد الإسلاميين بل ضد مرض ثقافي و سياسي هو التحاور خلال أبجديات التخوين و فقه التكفير .
إن أكذوبة زواج ابنة فرج فوده من السفير الإسرائيلي كانت شهيرة جدا حتى أن أحد الأصدقاء أثارها معي قريبا !.و المخضرمون من جيلي يعرفون أن الإسلاميون كان يؤكدونها كما كانوا يؤكدون أن ميشيل عفلق متزوج من ابنة جولدا مائير ،وما زال هناك من الإسلاميين من يؤكدون أن أم جمال عبد الناصر يهودية .
إن أقل الحقوق التي نملكها هي أن نرفض الأكاذيب التي ينسجها مرضى التخوين و التكفير من وحي خيالهم ، فهل توافقني على ذلك ؟.

الزميل المحترم mass.
مرحبا بك و مرحبا باعتراضك .
07-03-2005, 05:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
The English Patient غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 50
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #10
تكفير .. تخوين .. و أمراض أخرى .
إن أقل الحقوق التي نملكها هي أن نرفض الأكاذيب التي ينسجها مرضى التخوين و التكفير من وحي خيالهم ، فهل توافقني على ذلك ؟.

Iam sorry, may be iam so blunted that i could not follow the thread of you idea in your reply, or may be i was not able to explain my comment
any way, another try with some details:

I agree with you 100% in general

Regarding Dr Fouda: as far as i remember from the seminar "with The legendary Mohamad El Ghazaly, and The legendary Foad Zakaria"
Dr Foudah was very talented in Gaining conflicts with the others, he was destroying the caves they lived in for looong time, and i think he was pushing them by the same way , or more
My opinion: he was very offensive, and he could not introduce himself in the write way "as you do know"
i do not know why he was doing that, was it kind of facing strategy with a tidal wave of islamists, or he was just building his own glory
Believe me, i lost a lot of good things in Liberalism i could accept and belive in if it was introduced by different way

again , I respect Your Memory
But iam still believing that : the idea that certain islamic figure was spreading rumors about Dr Fouda is Kind of Back Takhween, and Back attacking....what ever
Thanks again............
Sorry for interrupting
07-03-2005, 08:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الوهابية والشيعة، وأشياء أخرى خالد 6 1,279 02-14-2013, 04:19 PM
آخر رد: Sheshonq
  رد على مقال : الصراع الطبقي ومسائل ماركسية أخرى .. الــورّاق 2 1,062 03-07-2012, 07:36 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  ماركس، بونابرت والثورة المصرية: جمعة أخرى في ميدان التحرير الحوت الأبيض 0 1,896 07-08-2011, 10:24 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  ماذا يعني إعلان الدولة الفلسطينية واسئلة أخرى ؟ عبادة الشايب 25 8,090 05-15-2011, 07:48 PM
آخر رد: غسان الغسان
  الشعب يريد عجلة إنتاج أخرى الحوت الأبيض 1 1,244 04-28-2011, 06:29 AM
آخر رد: عاشق الكلمه

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS