الاستاذ الراعي
تحياتي
تاكيدا على القول بان هذه التفاسير ليست حجة على القران و انما القران هو الحجة عليها , دعنا ناخذ المثال التالي الذي اوردته:
اقتباس:يقول الأستاذ محمود شلبي " ولما كان جبريل هو الروح الأقدس " ِرُوحِ الْقُدُسِ " 00 أي الروح الأقدس 00 أي الأعلى مرتبة وكلهم مقدسون أي مطهرون 00 " وَنُقَدِّسُ لَكَ " 00 لأنهم أنوار 00 وكان هو النافخ 00 الحامل للكلمة 00 ليلقيها إلى مريم 00 بالنفخ فيها 00 " فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا " 00 أي من جبريل 00
أمتاز عيسى على غيره 00 بأن جبريل هو النافخ 00أما سائر الناس 00 فتقوم الملائكة الموكلون بالأرحام بنفخ أرواحهم فيهم 00 وشتان بين نفخ جبريل 00 الروح القدس 00 وبين نفخ الملائكة الموكلة بالأرحام 00 لأن مرتبتهم أدنى بكثير من مرتبة جبريل 00 الروح القدس 00 أي أعلى الملائكة 00 أي أقدسهم وأعظمهم 00 وها هنا السر الأعظم 00 من تكوين المسيح 00 ومعجزات المسيح 00 كل إنسان فيه نسبة من المادة أي الجسم 00 ونسبة من الروح 00 وهذه النسب مقدرة تقديراً دقيقاً 00 بحيث تحفظ استمرار التوازن مدى حياة الإنسان
فهذا راي شخصي اراد صاحبه ان يلبسه لباسا قرانيا فذهب الى امتياز المسيح عليه السلام بالتالي:
1) ان جبريل هو الذي نفخ الروح.
2) ان سائر الناس تقوم الملائكة بنفخ ارواحهم فيه.
فرغم ان شكل الكلام و ظاهره الجمال الا انه لا يحمل اي قيمة. لماذا؟
1) اذا اعتبر ان نفخ جبريل لروح المسيح امتيازا فان الله تعالى يقول عن آدم:
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} (29) سورة الحجر
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (72) سورة ص
فالامتياز في خلق ادم لان النافخ هو الله تعالى نفسه.
2) لا يذكر القران نفخ روح في خلق الناس ابدا, و لكن الروح نفخ في :
* ادم لانه خلق من طين و ليس له مكون بيولوجي ورثه عن ام و اب , لذل نفخت فيه الروح لتعطيه الحياة.
** المسيح لانه خلق من دون اب فهو يمتلك نصف المكون البيولوجي من الام ( البويضة) و تفخة الروح هي الامر لهذه البويضة بالانقسام لتكون المسيح:parthenogenesis .
{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} (91) سورة الأنبياء
و لكن الناس العاديين فلا يذكر القران نفخ روح لخلقهم لانهم ورثوا المكون البيولوجي من ابويهم:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (5) سورة الحـج
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (14) سورة المؤمنون
مثال بسيط على بشرية التفاسير و انها ليست حجة على القران , فهي ليست معصومة من الخطأ.