الزميلة المحترمة نسمة عطرة .
تحية طيبة .
أن يكون هناك لصوص في الجوار لا يعني أنه يحق لنا اتهام كل الجيران بالسرقة ، المشكلة يا زميلتي الفاضلة هي أننا لو تركنا أنفسنا لثقافة التخوين و التكفير سنكون كالهواة بين محترفين و أصحاء بين مرضى ، إن المرض لا صحة هو الذي ينتقل بالعدوى !.
و سلمت .
العزيز فرات .
تحية و تقدير .
نعم أتذكر جيدا ملابسات هذا الشريط ، لقد صنع هذا الشريط من ممارسة رغم سطحيتها فهي مثل فيروس ضعيف و مميت في آن ، هو مميت رغم ضعفه لأننا لم نحصن أنفسنا ضده بل نحن ننقله للآخرين بالتقليد تارة و بالتغاضي تارة أخرى .
هذه مقتبسات من مداخلة سابقة ردا عليك في موضوع مشابه أثبتها هنا ..
هذا هو حالنا منذ سنوات طويلة ، و لكن لدي وصفة بسيطة ربما تجدي أحيانا هي وصفة (كما لوAS IF) ، ببساطة فلنتصرف كما لو كان هذا العالم حر و مثقف و عاقل رغم أننا نعلم أنه مستعبد و جاهل و غبي ، إننا نعيش مرة واحدة ولا يمكن أن نعيشها كالحمير ،و لدينا أمثلة متعددة لهذه الحمير ولا أحسب أن أحدنا يرضى أن يكون مثلها مؤثرا السلامة ، بالإضافة إلى أن عددها من الكثرة بحيث أنها لن تشعر لو نقص عددها قليلا !.
يا عزيزي إن كل شخص يحمل آثار ولادته و ماضيه البدائي إلى نهاية أيامه ، والبعض لا يصبحوا أبدا آدميين ، بل يبقون ضفادع و سحالي و نملا.إننا جميعا نشترك في نفس الأصل و ندخل من نفس الباب ، لكن كل منا يناضل من أجل نصيبه الخاص .
يا عزيزي .. نعم يمكن أن نفهم بعضنا البعض أحيانا ، و لكن كل منا قادر وحده دون غيره أن يفسر نفسه لنفسه ، لهذا فشهادة الآخرين عنا لا تعني شيئا طالما عرفنا أنفسنا كما يجب لرجال حقيقيين .
أما عن الجميل عياش الأزدي ، فهو مشارك بارز في منتدى يوتوبيا
http://utobia.co.uk/vb/
وسوف يسعدنا أن تجد وقتا كي تنضم إلينا هناك حيث يشارك مجموعة من نجوم الأثير .
-بالإضافة طبعا لعضويتك البارزة في نادي الفكر-
ودمت لكل خير.
الأخ العزيز جادمون .
يسعدني تواجدك على الشريط ، فمع رفعة أخلاقك النادرة ، لا يملك الإنسان سوى الخجل لأنه غير قادر على الوفاء بشكرها .
في مصر يا عزيزي لا توجد أسرار و لدينا جميعا رغبة عارمة أن نقول كل شيء ، وقد ورثنا ذلك عن الفراعنة الذين كانوا يسجلون على أعمدة المعابد وفي المقابر حتى طريقتهم في اللعب و الأكل ، و لكننا لا نروي الأشياء كما هي بل كما نتوهمها ، ونحن لا نرى من العالم سوى المؤامرة و لا نرى في المخالفين سوى الخيانة .
هذا طريق لا نهاية له سوى تدمير الفكر و سحق العقل ، إن التخوين و التكفير مثل الطيور سرعان ما ترتد إلى وكناتها ، هذا سباق لا يفوز فيه سوى التافهون و الجهلاء و تلاميذ الطغاة .
إن ذلك الإرهاب الفكري الذي يلجأ إلى التكفير و التخوين سيدفع المفكرين الجادين إلى التوقف تاركين الساحة لعبده ولعة و سيد لكتع و بقلوظ و أبو صفارة الأحمر وغيرهم من العملة الرديئة ، فليس كل مشارك مقاتل بالسليقة!.
كي نعطي للزهور فرصة في هذا العالم علينا أن نقتلع الأعشاب رغم أن هذا يدمي أصابعنا .و لأننا نحب الزهور و لدينا الرغبة فلنقتلع أكبر عدد من تلك الأعشاب ،و لأن الوقت يداهمنا فعلينا أن نفعل ذلك الآن و ليس غدا حتى لا يستحيل الفرات إلى ملح أجاج !.
و لك كل التقدير .