حول التطورات في العراق:
2005/07/18
جماعة الزرقاوي هي خارج اطار المقاومة الوطنية.. وغالبية المقاتلين من المؤسسة العسكرية السابقة
كردي وسني وشيعي ومسيحي وتركماني نغمة جديدة جاء بها الاحتلال لتفريق العراقيين
خيرالدين حسيب
تمرد العراق المتطور
منذ احتلال العراق وتصاعد المقاومة بدأت تطرح اسئلة كثيرة حول هوية وطبيعة المقاتلين، واسئلة اخري تدور حول مبرر المقاومة؟ وهل توجد مقاومة فعلا في العراق؟ ومن وجوه هذه المقاومة في العراق؟ وما هو برنامج هذه المقاومة؟ وفيما يلي محاولة سريعة لتقديم رؤية بانورامية عن المقاومة العراقية سبق واشرت اليها في لقاء تلفزيوني في لندن.
وسوف أبدأ بمصادر أمريكية عن المقاومة. قبل أقل من شهر نشر أنتوني كوردسمان، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، دراسة عنوانها تمرد العراق المتطور ، (الذي يريد أن يطلع عليها يجـــــــدها علي موقع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية علي شبكة الانترنت، وهو
www.org.csis).
أهمية هذه الدراسة أنها تشرح الوسائل التي تتبعها المقاومة بتفاصيل، وسيتبين لنا من قراءة الوسائل وتنظيم المقاومة وخططها والتقانة (التكنولوجيا) المتبعة أنها علي مستوي عالٍ جداً. يذكر كوردسمان ضمن القسم الأول من دراسته الأخطاء الاستراتيجية لأمريكا في العراق، وفي القسم الثاني من دراسته يبين نمو وطبيعة تهديد التمرد ، ثم يشير في قسم ثالث الي الطبيعة المتطورة للتمرد في العراق. ويشير خلال ذلك الي الوسائل التي تستخدمها المقاومة والتنسيق بين تنظيماتها وعملها، ويبين أن المقاومة تتطور، وكلما طور الأمريكيون وسائل لمقاومتها تقوم المقاومة بتطوير وسائل مضادة. هناك تفاصيل مدهشة.
وفي أحد التقارير الأخري الأمريكية، يقول خبير في وزارة الدفاع الأمريكية أنه عندما تنتهي الحرب في العراق ستدرس وزارات الدفاع والمقاومات في العالم تجربة المقاومة العراقية . وقد ســـــبق لكـــــوردســـــمان في تقارير سابقة أن أشار الي أشياء ممــــــاثلة، كما سبق للمجموعة الدولية للأزمات أن أشارت الي أشياء مماثلة. كما أن تقارير أمريكية كثيرة تشير الي أن 95 بالمئة من المقاتلين في المقاومة هم من العراقيين. وبالتالي كل ما يقال عن أن المقاومة هي من غير العراقيين، وأنها من العرب المجاهدين القادمين من الخارج، هو كلام لذر الرماد في العيون واخفاء الحقيقة.
من هي المقاومة؟
وللاجابة علي هذا السؤال فالعمود الفقري للمقاومة هو الجيش العراقي السابق. غالبيتهم وطنيون عراقيون وقسم منهم بعثيون سابقون تابعون للنظام السابق، لكن الغالبية هي من الوطنيين العراقيين، وبدأوا بدايات مختلفة والتقوا مع بعضهم والآن ينسقون جميعاً فيما بينهم، وكل الفصائل الأخري التي سأشير الي أسمائها، فان الجهة التي تخطط لمعظمها وتزودها بالتقانة (التكنولوجيا) هي الجيش العراقي من ضباط عسكريين وتصنيع حربي ومخابرات وصنوف أخري من الجيش العراقي الذي تم حلّه وتسريحه من قبل الاحتلال.
ولدي المقاومة مخابرات كفوءة، وباعتراف كوردسمان فان هذه المخابرات متقدمة كثيراً علي مخابرات القوات الأمريكية وما يسمي الحكومة العراقية المؤقتة، ولديها قدرة علي جمع معلومات عن القوات الأمريكية والقوات العراقية التي تتعاون مع القوات الأمريكية، وهي متغلغلة حتي في القوات الأمريكية.
فصائل المقاومة العراقية
نعود الي السؤال: من هي المقاومة؟
المجموعة الأولي: هي الجيش العراقي السابق والذي يعمل تحت مسميين: الأغلبية منه تعمل تحت اسم الجيش الاسلامي السري وهذه المجموعة تتكون من قوي من المجموعات التنظيمية والاستخبارية لأن مجموعهم من قادة وضباط الجيش والمخابرات. تشكيلاتهم مكتملة، أكثر قادتهم من أصول قومية عربية، وتفكيرهم مشبع بالعروبة والاسلام. لهم استراتيجية واضحة ووسائلهم واضحة، ومطالبهم السياسية واضحة، وعددهم أكثر من عشرة آلاف شخص علي ما يعتقد بعض المطلعين، ويسمون أنفسهم أحياناً الجيش العراقي الاسلامي ، أو الجيش الوطني العراقي وقد امتد نشاطهم الي الديوانية والناصرية والعمارة حسبما تشير بعض المعلومات غير المنشورة.
المجموعة الثانية: والتي هي جزء من الجيش العراقي، وهذه جزء أصغر وتابعة للبعثيين، جماعة حزب البعث وتعمل باسم جيش محمد .
المجموعة الثالثة: هي جماعة أنصار السنة ، وهي جماعة منظمة، قسم كبير منهم تدرب في أفغانستان وعاد الي العراق، يتبعون أسلوب جماعة القاعدة ولكن ليست لهم علاقة تنظيمية معها بسبب اختلافهم فكرياً، واجتهاداً حول بعض المسائل، وعدد هذه الجماعة يصل لحدود أربعة آلاف.
المجموعة الرابعة: هم جماعة أنصار الاسلام وهم جماعة منظمة، تعلمت في أفغانستان وانتقلت الي شمال العراق قبل الحرب مع الأمريكيين وخاضت معارك ضد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وكانت الضربة التي وُجهت لهم في بداية الحرب قد أثرت عليهم، وأكثر هذه الجماعة من الأكراد ومعهم عدد كبير من العرب وخاصة من الكويت والسعودية. وكانت عملياتهم في الشمال تحديداً وانتقلت في الآونة الأخيرة الي المحافظات في الوسط والجنوب، البصرة والعمارة، ويقودهم الملا كريكار، وهو مثقف ثقافة رفيعة وله وسيلة اقناع مقبولة وانتماؤه للاسلام أكثر من انتمائه للعنصر الكردي، وعددهم يتجاوز خمسة آلاف.
المجموعة الخامسة: كتائب ثورة العشرين ويُعتقد أنها مجموعة لها علاقة مع هيئة علماء المسلمين. عددهم قليل ولديهم امكانيات مادية بسبب المساعدات التي وصلتهم من أطراف عربية ودولية، ولكن ليست لديهم الامكانيات البشرية الكبيرة. عددهم ما بين ألف الي ألف وخمسمائة، وكانوا ابتداءً في منطقة الفلوجة والرمادي وانتشروا الآن الي الموصل وبغداد وديالي ومناطق أخري.
المجموعة السادسة: هي جيش المجاهدين وهم جماعة تشكلت من بعض الجماعات بعد الاحتلال، وكان الرابط بين هذه المجموعات هو المعاملة السيئة لهم من الاحتلال. اغلبهم قوميون عروبيون ناصريون يجمعون المال لشراء بعض السلاح، امكانياتهم بسيطة، عملياتهم متفرقة، يعاونون المجموعات الأخري عندما تكون العملية أو العمليات في مناطقهم، وعددهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وهذه كلها تقديرات.
المجموعة السابعة: هي مجلس شوري المجاهدين ، وهذه المجموعة تكونت من اتفاق وائتلاف عدد كبير من المجموعات التنظيمية والغرض منها هو تنفيذ عمليات ضد الأمريكان ووقف الأخطاء الحاصلة عند التنظيمات.
المجموعة الثامنة هي جماعة القاعدة ، وهي الأكثر تمويلاً، وهذه الجماعة لها علاقة مع مجموعات عربية أخري ولها شبكة واسعة، تعاونها جماعات من أصحاب رؤوس الأموال السعوديين، وكذلك مجموعات من المخابرات السعودية المعادية للسلطة. هذه الجماعة يتجاوز عددها خمسة آلاف شخص، وكانت تسمي أحياناً جماعة التوحيد والجهاد وتسمي حالياً قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين . ويقودها أبو مصعب الزرقاوي . وليست لها علاقة تنظيمية مع بقية مجموعات المقاومة.
والمجموعة التاسعة: هي المقاومة الاسلامية الأصولية (الوهابية) وكان يرأسها الشيخ مهدي الصميدعي، الذي اعتقل منذ بضعة أشهر، ويعتقد أنها صغيرة الحجم ومحدودة الفعالية.
والمجموعة العاشرة: هي المقاومة المسلحة للمسلمين الصوفيين ، وهي محدودة العدد ويعتقد أنها فعّالة.
والمجموعة الأخيرة، تتألف من جماعات اما عائلية أو تنتمي لمنطقة معينة، وهي موجودة في كل مناطق العراق وكل محافظاته، ولكن لا رابط بينها وليس لها علاقة بهذه المجموعات العشر التي ذكرناها.
قد يتساءل المراقبون عن طبيعة العمليات الانتحارية التي تجري في العراق، مثل عملية الحلة، وهذه عمليات لا علاقة للمقاومة الوطنية الشريفة بها. هناك جهات أخري، قسم منها ما يسمي جماعة الزرقاوي، وقسم مخابرات أمريكية، وقسم مخابرات ايرانية، وقسم موساد، وقسم من جماعة لحد التي ذهبت لاسرائيل في أعقاب تحرير جنوب لبنان يوجد قسم منهم في العراق الآن وقسم منهم يعمل في أعمال الخطف والابتزاز الخ. وقسم يعمل كمترجمين. فهذه الأعمال لا علاقة للمقاومة بها. وجماعة الزرقاوي هم خارج اطار المقاومة الوطنية. وبالتالي المقاومة ليست مسؤولة عن أعمالهم، ومسؤولية الأمن في الدولة هي مسؤولية قوات الاحتلال ومسؤولية ما تسمي الحكومة العراقية الانتقالية.
الآن هل هؤلاء ارهابيون أو يقاومون الاحتلال؟
دعنا نري ما تكبده الاحتلال منهم.
فقد قُتل حتي الآن من الأمريكان ما يزيد علي (1700) عنصر، وهؤلاء هم فقط الذين يحملون الجنسية الأمريكية، كما أن هناك قتلي وجرحي بين المقاولين أو المتعاقدين الذين لا تدخل ضحاياهم ضمن الأرقام الرسمية للضحايا الذين يحملون الجنسية الأمريكية فقط وهي الأرقام التي تنشرها الحكومة الأمريكية. وقد تكبدت القوات البريطانية هناك (75) قتيلاً و(790) جريحاً، فمن قتل وجرح هؤلاء أيضاً؟ عدد الجرحي في تقديرات مختلفة، تتراوح أعدادهم بين 26 ألفاً الي 54 ألفاً، وهذه ليست من عندي بل تقارير أمريكية، وهناك تقديرات مختلفة. هؤلاء الذين جرحوا في معارك، وأكثر من نصف هؤلاء، 54 بالمئة حسب تقارير البنتاغون جراحهم بليغة ولا يستطيعون العودة الي الجيش، اضافة اليهم هناك 600 عنصر أعيدوا الي أمريكا لأسباب عقلية، اضافة الي حالات الانتحار، هذا بالنسبة للأفراد.
هل نلقي نظرة علي ما فعله ما يسمونهم الارهابيين بالمعدات الأمريكية.
وفي هذا السياق نشرت أمريكا في العراق حوالي 40 % من معداتها العسكرية، فماذا حصل لها؟ الاستخدام غير العادي في العراق أدي الي استهلاكها، اضافة الي اعطاب وتدمير الكثير منها. محلل عسكري يقول الدبابات والعربات الأمريكية من نوع برادلي المهمة الموجودة في العراق والتي اشتري معظمها في الثمانيات استعملت (أي مشت) خمسة أمثال عمرها الافتراضي. وأصبح معظمها لا يصلح الا للمتاحف. الجيش الأمريكي خسر في العراق 394 سيارة هامر Hammer وشاحنات متوسطة وثقيلة. هؤلاء الذين يسمونهم بالارهابيين قضوا عليها. كما فقد الجيش 97 دبابة من طراز M1 وعربات مدرعة مقاتلة وناقلات جند، وهذا تقرير رسمي من وزارة الدفاع الأمريكية. كما يعترف التقرير أيضاً بأن رجال المقاومة دمروا 7 دبابات من تلك التي يملكها الجيش الأمريكي، بينها 4 من أحدث طراز دبابات أبرامز MIA7 و3 دبابـــــات مـــــن طراز أبرامز MIA1 ، وفقد الجيش 51 طائرة هليوكوبتر من طراز أباتشي وبلاكهوك وكوبرا، أي 10 بالمئة من طائرات الهليوكوبتر الأمريكية الموجودة في العراق اسقطت من قبل المقاومة. مؤخراً المقاومة حصلت علي صواريخ جديدة ولا بد أنك سمعت الرواية الغير قابلة للتصديق القائلة إن طائرتين مقاتلتين F18 اصطدمتا في الجو، وبعد ذلك وجدوا حطام واحدة والثانية لم يجدوها، والمنطق يقول إنه اذا اصطدمت طائرتان في الجو فانهما تسقطان في الدائرة نفسها. ويبدو أن المقاومة حصلت علي صواريح أرض ـ جو جديدة أكثر فاعلية، حسب المعلومات المتوافرة، وأصبحت تشكل خطراً علي الطائرات الحربية كذلك.
ان المعلومات السابقة جاءت من الناس الموجودين في العراق، يعني وكالات أنباء، الجيش الأمريكي، الحكومة، من الناس في الشوارع. ولابد من الاشارة الي ان هناك قناة رسمية فضائية عراقية اسمها قناة العراقية ، تعرض اشخاصاً واعترافات. تقول إن واحداً يعترف أنه ذبح فلاناً وفلاناً وفلاناً وقتل فلاناً وفلاناً وفلاناً واغتصبت هذه وتلك.. الخ، وأحداث أخري من هذا النوع. نقابة المحامين العراقية بعثت لجنة لتقصي الحقائق من خمسة محامين في نيسان (أبريل) الماضي الي الموصل، وحققوا ورأوا المسؤولين ورأوا الأشخاص الذين اعترفوا الخ، وأصدروا تقريراً فيه قائمة أطلقوا عليها الموتي الأحياء وفيها ما يربو علي 30 شخصاً قالت الاعترافات إنهم ذبحوا وقتلوا.. الخ، فهم لا قُتلوا ولا ذُبحوا، بل هؤلاء الأشخاص اعترفوا كذباً تحت التعذيب. وهناك قوائم أخري لاعتداءات علي نساء... الخ وكلها اعترافات تمت تحت التعذيب. فالناس تسمع في قناة العراقية هذه الاعترافات وتظنها صحيحة، ولكن كم عدد الأشخاص الذين قرأوا تقرير لجنة نقابة المحامين.
انجازات المقاومة: وجهة نظر امريكية
هناك اعلام أمريكي واعلام عراقي رسمي واعلام تابع لما تسمي بالأحزاب والميليشيات يعطي صورة مضللة للمقاومة، فالمقاومة تزداد قوة وانتشاراً كما تزداد العمليات النوعية للمقاومة حسب التقارير الأمريكية نفسها التي يشير بعضها الي النجاحات التي حققتها. فقد قام السيد مايكل ايرنستات (Micheal Erenstat)، مدير برنامج الدراسات الحربية والأمنية في معهد واشنطن، علي سبــــيل المثال فقط وليس الحصر، بدراسة لتقييم المقاومة العــــراقية نشر في 25/3/2005 بعنوان :
Insurgent Accomplishments: A Balance Sheet
وبين فيه:
1- أن المقاومة (يسميها التقــــرير المتمـــــردين Insurgents) نجحت، من خلال الموافقة أو التخويف، في اثبات نفسها كقوة رئيسية، وان لم تكن مسيطرة، في المثلث السني، حيث شكلّت القيم السياسية والمعنويات العامة في أقسام كبيرة من تلك المنطقة .
2- ردعت العديد من سكان المثلث السني من العمل في الحكومة الجديدة. ومعظم المجالس المحلية في تلك المنطقة لم تعد تعمل. كما انهارت بعض وحدات الحرس الوطني العراقي تحت ضغط التهديدات والهجمات .
3- عقّدت، ولكنها لم تشل، الانتقال السياسي... .
4- ساهمت في ابطاء حركة اعادة الاعمار في عدة مناطق وردعت الاستثمارات الأجنبية .
5- ساهمت في مغادرة عدد من قوات الائتلاف أو التي ستغادر .
6- فشلت في جعل الوجود الأمريكي غير محتمل لمعظم العراقيين. حيث أن عدداً من الشيعة والسنة لا يزال يقبل بتأفف الوجود الأمريكي كضرورة لتفادي الفوضي أو الحرب الأهلية، والبعض يتسامح مع وجودها لأنه يعتقد أنها ضرورية لانتقال سياسي ناجح .
7- فشلت في جذب أعداد كبيرة من الجهاديين من أطراف العالم الاسلامي أو التحريض علي النزاع الطائفي (ولو أنهم قد ينجحون في تحقيق هذا الهدف الأخير) .
8- والأكثر أهمية، أن المتمردين (المقاومة) فشلوا في اعاقة الانتقال السياسي أو ايقاف الجهود لتجنيد وتجهيز قوات الحرس الوطني... .
9- ويقول الخبير واستناداً الي الاعتبارات السابقة، ما هي المعايير التحليلية التي يمكن استعمالها لقياس نجاح المتمردين (المقاومة) في تحقيق أهدافهم الاستراتيجية؟ ، والتي يشير اليها كما يلي:
أـ استمرار المشاركة الواطئة المستوي للعرب السنة في أنشطة الحكومة العراقية، في مقابل مستوي عالٍ للتأييد الشعبي للمقاومة (لأول مرة يستعمل هذا التقرير تعبير المقاومة (Resistance). وسيكون من المهم التأكد من أن هذه العوامل ليس سببها تهديد المتمردين أو أنها نتيجة للمجافاة الشعبية للحكومة أو أنها تأييد شعبي حقيقي للمقاومة (يذكر ثانية المقاومة .
ب ـ الفشل المتكرر للحكومة العراقية لتحقيق المراحل الزمنية المحددة في قانون الادارة الانتقالي (علي سبيل المثال اعداد مسودة دستور، وانتخاب حكومة دائمة) نتيجة عرقلة العرب السنة... .
ج ـ عدم قدرة قوات الحرس الوطني علي تحقيق أهداف التجنيد خارج مناطق العرب السنة الرئيسية؛ الغياب المتفشي والهرب بين أفراد قوات الحرس الوطني؛ أو نمو المليشيات العشائرية والحزبية نتيجة عدم وجود الثقة في قوات الحرس الوطني .
د ـ التحرر الشعبي من الوهم بالعملية السياسية (حسبما تقيسها استطلاعات الرأي العام)، والتي يمكن أن تجعل من وجود قوات الائتلاف أمراً غير حصين .
هـ ـ الثقة المتدنية في فاعلية قوات الحرس الوطني وفقدان تطابق هويتها مع الحكومة العراقية (مقاسة بمعلومات الاستطلاع)، والتي تؤدي الي مشاركة سياسية واطئة المستوي ورفض التعاون مع السلطات العراقية .
و ـ أحداث العنف الطائفي من قبل العراقيين الذين يتصرفون بدون تحريض من مجموعات أو محرضين من المتمردين، والتي تنتج من المنازعات الدنيوية، والظاهر أنها أمور غير سياسية .
ثم يمضي التقرير في اقتراح وسائل لمجابهة المقاومة..
أما القوات الأمريكية فانها تزداد ضعفاً، لماذا؟ لأن هناك القتلي والجرحي. وأما ما تسمي قوات الائتلاف الأخري التي معها، فهناك 12 دولة منها انسحبت، ويمثل عدد القوات المنسحبة (10) آلاف، وسينسحب عدد آخر منهم من الآن حتي نهاية السنة، بما فيها قوات أوكرانيا وبولونيا وبلغاريا وهنغاريا.. الخ.
البرنامج السياسي
امام هذا الطيف من الجماعات المقاتلة، يجري الاشارة في الواقع الي البرنامج السياسي للمقاومة، وفي هذا الاطار نشرت المقاومة برنامجاً سياسياً تريد فيه انسحاب الاحتلال، وأنشاء حكومة وطنية انتقالية تضع قانون انتخاب وتجري انتخابات، وتشكل مجلساً وطنياً (برلمان)، وتختار رئيس جمهورية، وتكون هناك تعددية سياسية الخ، هذه سبق أن أعلن عنها، أما الذي لا يريد أن يقرأ فانه لا يريد أن يعرف. وفي حالة خروج الامريكيين، يطرح السؤال من يحكم العراق، والحل يكمن في انشاء حكومة عراقية مؤقتة، وتقوم الأمم المتحدة بتعيين رئيس وزراء ويؤلف حكومة انتقالية غير حزبية، بعد أن يحدد الأمريكيون جدولاً زمنياً قصيراً للانسحاب وتأتي الأمم المتحدة بقوات عربية محدودة من دول عربية لا توجد لها مصالح في العراق، مثل اليمن والجزائر وتونس، ويعيدون تشكيل الجيش العراقي وتنتهي العملية. كما هناك اقتراح باقامة مجلس استشاري من (150) عضوا يعمل الي جانب الحكومة الانتقالية والي حين اجراء الانتخابات والاستفتاء علي الدستور. ويمكن لقوات عربية متعددة الجنسية تحت علم الأمم المتحدة أن تساعد العراق. وعندما تتم هذه العملية تعلن المقاومة وقف العمليات واطلاق النار الي أن يخرج الأمريكيون، ومن ثم تحل نفسها. قد يقول البعض ان الشيعة لن يرضوا بقوات عربية، ومن هنا فقد يختاروا أي قوات أخري يتفق عليها العراقيون. تأتي هذه القوات وتنسحب القوات الأمريكية تدريجياً ويتم اعادة تأسيس الجيش العراقي. في ظل وجود حكومة لا تحكم الا في المنطقة الخضراء، يجري التهديد بشبح الفتنة الطائفية، والعراق منذ تأسيسه في عام 1920 الي الاحتلال وسقوط بغداد يوم 9 نيسان (أبريل) 2003، لم يسبق أن تدخلت أية هيئة دينية، شيعية أو سنية أو مسيحية أو غيرها، في تشكيل وزارة أو تعيين وزراء ولم تتدخل في السياسة. هذه نغمة جديدة جاء بها الاحتلال لتفريق العراقيين، ولم يعد يتكلم عن شعب عراقي بل عن شيعة وسنة وأكراد وعرب وتركمان والخ. نحن في العراق تعودنا علي دولة غير دينية. العروبة محتواها الحضاري اسلامي لكن ليست حكومة دينية، والشريعة هي أحد المصادر الرئيسة للتشريع ولكن ليست المصدر الوحيد. ولدي امل أن عقلاء العراق لن يسمحوا بنشوب حرب طائفية. وأنا انتهز هذه الفرصة لأدين الاجتماع الذي تم باسم تكتل أهل السنة، هذا عمل طائفي مقيت يجب ألا نقابل العمل الطائفي بعمل طائفي آخر، مهما فعل عبد العزيز الحكيم أو الجعفري أو أحمد الجلبي الخ، نحن يجب ألا نقابل هذا بتكتل آخر سني طائفي أو الخ. وكذلك أحب ان أنصح الحزب الاسلامي العراقي الذي يضع رجلاً في الجنة ورجلاً في النار. دخل أول مرة في مجلس الحكم ومن ثم انسحب، وانسحب من الوزارة، ووزيره رفض تقديم الاستقالة، والآن بشكل تجمعات يريد أن يشترك في اعداد الدستور، علي أساس أن يعطوهم 25 مقعداً الخ. آن الأوان ليخرجوا من هذه الانتهازية السياسية، وأن يأخذوا موقفاً واضحاً وصريحاً ضد الاحتلال وألا يشاركوا في العملية السياسية التي تتم تحت الاحتلال. أقول هذا من باب المحبة للقيادات، أنا أعرف منهم د.
اياد السامرائي وأسامة التكريتي، كان لهما قبل احتلال العراق موقف مشرف، ولكن فوجئت بتغير هذا الموقف وصارت هناك ضغوط عليهم من جماعات الإخوان المسلمين في مصر ولبنان والكويت وانسحبوا، ولكن يبدو الآن أنهم بدأوا يغازلونهم من جديد. فأتمني أن يحسموا أمرهم وأن يأخذوا موقفاً واضحاً من الاحتلال والعملية السياسية.
ہ مدير مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=20...في%20العراق:fff
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
/
حول التطورات في العراق .. مقال فى منتهى الاهمية .خيرالدين حسيب
