بداية , هناك مواقف تتخذ من الملحدين هذه المواقف تختلف من نمط عقلي الى نمط عقلي آخر . فلا عجب أن تجد بعض المتدينين يتمتع بمرونة تدفعة الى التسامح مع الملحدين والحوار معهم بالتي هي أحسن . وهناك نمط آخر متصلّب وجامد يتخذ من الملحدين موقفاً عدائياً وربما أنقض على أحد الملحدين وقتله في سبيل الله -كما يظن- أو يهدده بالقتل كما هددوا سيد القمني أخيراً بالقتل اذا لم يتوقف عن كتابته . وهناك مواقف أخرى منها السخرية واللا مبالاة ولكن هذه المواقف الاخيرة في الغالب هي التي يتمسك بها "المغلوب على أمره" أي ذلك الشخص الذي ولد في بيئة متدينة ونشأ وهو مسلّم بالعالم من حوله تسليماً نهائياً والذي ينطبق عليه قول أحد علماء الاجتماع (يؤخذ العالم كمسلّمة ) أي يؤخذ كل شئ في العالم بدون تفكير ونقد أو بمعنى آخر يُسكب العالم في هذا العقل الاسفنجي ويتم شفطه كاملاً!

وفي السؤال الذي طرحته عنواناً تبدو عدة أمور منها أن الملحد يجب ان يمارس الدعوة لإلحاده وهذا خطأ كبير فالملحد لا يدعوا أحد لقناعاته لأنه توصل اليها من خلال التفكير المستقل ومن المطالعة الجادة . الملحد لا يمارس الدعوة لأنه لن "يؤجر" عليها من أحد كما ترى الجماعات الاسلامية والصحوة . فهذا الاخير يندفع لدعوة الناس لسببين فهو طامع في الاجر والمغفرة وهو يريد أن يبشر بديانته لأنه يراها الحق والصواب الذي لايدانيه صواب ! أما الملحد فهو يأخذ أغلب هذه الامور مأخذاً نسبياً فقد يمتلك الصواب وقد يكون خاطئاً ولكن في كل حال ليس مخطئ حين ترك المعتقدات الشائعة حول الالوهية والوحي وغيرها .

ثانياً : لو بحثنا عن قاتل فرج فودة فسوف نجده من بسطاء الناس الذين ورثوا هذا الدين وأخذوه كمسلّمة وهو في نظر المتدينين المثقفين من "عامة الناس" أي مرفوع عنه القلم تقريباً . وهذا سبب في عدم نشر الالحاد على الناس فقد يدفع أحدهم حياته مقابل شخص سفيه ومتعصب في لحظة تافهة . فهذا سبب الى تردد الملحدين في نشر الحادهم .

تحياتي عزيزي جوبيتر...

بصراحة أجد الكثير من المنطقية و الواقع في كلامك....

رغم أنني أعارض أن يحاول الملحد نشر فكره الإلحادي للأسباب التي ذكرتها إلا أنني لن أحاول فتله إن حاول ...

و لكن في رأيي هناك فرق بين الدعوة إلى ديانة و الدعوة إلى الإلحاد:
الديانة هي تلك التعاليم و القوانين و الأوامر و النواهي التي أنزلها الخالق على من اصطفى من البشر و أفهمه إياها و أمره بنقلها إلى العالم، فتجده يحاول إقناع الآخرين بدعوته كما أمر. و لكن الكثيرين أخذوا فكرة خاطئة عن الأديان أنها انتشرت بالحروب و ما إلى ذلك، لكنها برأيي انتشرت بالقناعة لا أكثر و ما هي الحروب في تلك الأزمان إلا لتوسيع رقعة الدولة كسائر الأعراف في تلك الأزمنة، و الاختلاف يقع في كيفية التوسع العسكري و ما إلى ذلك...

أما الملحد فكما قلت توصل إلى إلحاده عن طريق منهج فكري اتبعه هو و لم يؤمر بنشره بين الناس، و هذا يترك له الخيار و هو خيار صعب، فهو كسائر المعتقدات الأخرى يؤمن بأنه على حق و الأخرون يعيشون في ضلال، و لكنه غير مرغم على الجهر بما يفكر فيه فتجده يترك ذلك إما خوفا أو لامبالاة ... و هناك أيضا الفكر الذي أتى بذلك الإلحاد فهو فكر شخص واحد لا يجوز تعميمه على كل شيء و هذا فرق جوهري بينه و بين الديانات السماوية التي تأتي أفكارها و تعاليمها من الخالق و تنشر كما هي مع بيان الجزاء و العقاب و يترك الخيار للإنسان باعتناق تلك الديانة، و من هنا تجد أن أساليب معارضة الديانة تختلف كثيرا عن تلك في معارضة تيار فكري معين....

عذرا للإطالة و الأفكار المخلوطة...

تحياتي الوردية (f)

ليست مشكلة في الالحاد يا سيد جوبتر ,الكل يريد ان يحسن من الحياة التي يعيشها والكل مدفوع حسب ما يعتقدة انة يملك المفتاح او مفاتيح الحياة االكريمة والمرفهة ولكن كل على طريقتة ,وقد ذكر دكتور علي الوردي عن محاضرة حضرها عندما كان طالب في امريكا يدرس علم الاجتماع ,عن ملحد وقف في قاعة وهو يخاطب الجمهور لو ان الله موجود ليقطع يدي هذة والتي ارفعها ضدة الان وعاليا اعطية هذا الرب المزعوم خمس دقائق كاملة ,ورفع يدة ولمدة خمس دقائق ولم يحصل شي على الاطلاق ابتسم ابتسامة النصر لانه هزم الرب المزعوم ,يعلق علي الوردي على هذة المحاضرة قائلا ,الملحد ليس على صواب ولا متدين على صواب هذة الاشياء لا تثبت ولن تثبت الى اخر يوم في عمر الارض ,المهم هو التركيز على حياة البشر وتطوير الحياة والهدف هو راحة الانسان وكرامتة موجود الله ليس بموجود هذة ليست مشكلة وحتى ظهرت في امريكا ظاهرة تسمى لاهوت موت الاله ,تركز ان البشر عندة قابلية على تغير والله في احسن احوالة شاحب غائب وتركيز على الانسان انه هو المسيطر على هذة الطبيعة التي من حولنا .

ملحد متيدن يختلفون في الالية تغير والوقت ليس وقت جدال وقت عمل والجدال لا ينتهي مستحيل ان ينتهي ولكن ما ينفع الناس اهم من كل شي والنجاح الذي تتحقق بعملك وفكرك هو المقياس الوحيد لمدى صحة تفكيرك ممكن تقول برغماتية ولكن هذة حقيقة ,الناس عليها الظاهر سواء كنت ملحد ام متدين من يطعم ويعطي الامان هو المطلوب وشي جميل في قران هو هذة الظاهرة

"لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ

إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ

فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ

الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ "

الجوع والخوف اقضي على هذة سوف تحصل على مجتمع راقي

محارب النور

(f)

اهلا عزيزي كمبيوترجي
أتفق معك في مجمل مداخلتك وأرى أنك قد أحسنت اختيار العبارة . ولكن صدقني ان الملحد لايهمل نشر افكارة لسبب الخوف او اللامبالاة .أنه يعرف جيداً ردود الفعل الرافضة لذلك وهو يتمنى لو نشرها على الناس من باب حرية التعبير .

اهلا عزيزي محارب النور وأشكرك على هذه المعلومات القيمة ولاحظت انك في النهاية تنظر الى القرآن نظرة برغماتية فالاهم هو ان يكون نافعاً . والحقيقة انه يؤخذ كاملاً بكل مافيه ودون النظر الى منفعته .

الأجدى أن ينصب هؤلاء على نشر ثقافه التسامح و الأختلاف أولا لتهيئ الأجواء لنقاشات أنطولوجيه و نقديه عن الدين..

الاخ العزيز "Jupiter"

اشكرك على ردك الجميل ,مهما تعقدت الحياة فهي بسيطة وهذا ما نادى به امبرتو ايكو في سفرة الرائع "اسم الوردة" ولكن مشكلة هي ليست مشكلة الانسان العادي ولكن مشكلة المثقف وهنا الكارثة ,بعد الاطلاع على كم هائل من المعرفة يحس المثقف انه يملك مفاتيح الخلاص لهذة البشرية ولاسف مرات تجد هذا المثقف يضع يدية مع طاغية من اجل نشر افكار ويصير خادم له مثل ما عمل هايدغر فيلسوف فلسفة الظاهرتية ,وكان اقصد هادغر حسب قول المؤرخين من الاعضاء الناشطين في حزب النازي ,رجل في قمة الفلسفة والعقل يضع يدة مع طاغية من اجل نشر افكار هنا ممكن الخطر جنون المثقف من اجل تطبيق افكار باي طريقة لان يعتقد ان المخلص وعرف الحقيقة التي لا حياد عنها ,لكن مع بعض التواضع مهما تعلم الانسان يقر في داخل نفسة انه انسان ممكن ان يخطاء ويرتكب الاخطاء وليس كل ما ينادي به صحيح ولكن اين نجد هذا المثقف ممكن مقولة رسل "لست مستعد من اجل الموت من اجل افكاري لاني ممكن اكون على خطاء"بنظري هذة قمة المعرفة اني لا اعلم شي انا اقد م فكري وانتم لكم الحكم

محارب النور

:97:

اقتباس:  Arab Horizon   كتب/كتبت  
الأجدى أن ينصب هؤلاء على نشر ثقافه التسامح و الأختلاف أولا لتهيئ الأجواء لنقاشات أنطولوجيه و نقديه عن الدين..

أستاذ الافق العربي المحترم ...

كلماتك برغم انها قليلة إلا انها من ذهب . وقد ثبت لدي من كلامك وكلام كمبيوترجي وكلام محارب النور . أن كل شئ نسبي حتى مقالي المتواضع نسبي ..

اقتباس:  محارب النور   كتب/كتبت  
 

الاخ العزيز \"Jupiter\"

اشكرك على ردك الجميل ,مهما تعقدت الحياة فهي بسيطة وهذا ما نادى به امبرتو ايكو في سفرة الرائع \"اسم الوردة\" ولكن مشكلة هي ليست مشكلة الانسان العادي ولكن مشكلة المثقف وهنا الكارثة ,بعد الاطلاع على كم هائل من المعرفة يحس المثقف انه يملك مفاتيح الخلاص لهذة البشرية ولاسف مرات تجد هذا المثقف يضع يدية مع طاغية من اجل نشر افكار ويصير خادم له مثل ما عمل هايدغر فيلسوف فلسفة الظاهرتية ,وكان اقصد هادغر  حسب قول المؤرخين من الاعضاء الناشطين في حزب النازي ,رجل في قمة الفلسفة والعقل يضع يدة مع طاغية من اجل نشر افكار هنا ممكن الخطر جنون المثقف من اجل تطبيق افكار باي طريقة لان يعتقد ان المخلص وعرف الحقيقة التي لا حياد عنها ,لكن مع بعض التواضع مهما تعلم الانسان يقر في داخل نفسة انه انسان ممكن ان يخطاء ويرتكب الاخطاء وليس كل ما ينادي به صحيح ولكن اين نجد هذا المثقف ممكن مقولة رسل \"لست مستعد من اجل الموت من اجل افكاري لاني ممكن اكون على خطاء\"بنظري هذة قمة المعرفة اني لا اعلم شي انا اقد م فكري وانتم لكم الحكم  

محارب النور

:97:

فعلاً يا محارب النور هيدغر الفيلسوف الالماني كان أرقى وأعلى من التحالف مع طاغية . ولكن دعنا نأخذ عبقريته نموذجاً ومدخلاً لهذا الموضوع : لماذا يتحالف مع الطاغية رغم انه يفهم في التاريخ سيرة الطغاة . هل غسلوا مخه ؟ واذا كانوا غسلوا مخه فكيف يقال انه عبقري برغم اني مؤمن انه عبقري ! مفارقة أليس كذلك ؟؟

جوبتر الغالي

ردك يذكرني ببحث قام به عالم امريكي متخصص بفلسفة اليونانية وهذا الباحث لم تعجبة قضية ان سقراط اعدم لانة حاول اغواء شباب اثنيا بالخروج عن التقاليد ,ودرس كل نصوص المحاكمة ووجد كلمة ترجمت بشكل خاطى على مر العصور ,كلمة قلبت ميزان كل النص ,الكلمة تخص الاتهام ان سقراط افسد شباب اثينا ولكن هو ترجمة هذة الكلمة بالتامر على اثينا ,"تأمر"وحلل هذا الباحث عن اخبار تذكر ان سقراط اتصل مع الاسبرطين من اجل الهجوم على اثنيا واضح ان سقراط والكلام يعود لهذا الباحث قد حز في نفسة ,كل هذا الجحود لفكرة وانصراف الناس في اللذة والسخافات التي تدور في اثنيا وقرر قلب الطاولة عليهم على وزن علي وعلى اعدائي ولاهدم هذا المعبد على روؤس اصحابة وعلي انا ايضا ,فيلسوف هو انسان في الاول والاخر ,عندة مشاعر وحالة نفسية مثل اي شخص ,لا استغرب ان هايدغر كان مثل سقراط حس ان الناس لا تستحقة ويجب اخذ الثأر من هاكذا مجتمعات جاحدة لكل العطاءالفكري الذي قام به فيلسوف وانا اكاد اجزم ان السيد القمني مر بهذة المرحلة ولسان حالة

لمن اتعب لهولاء عبدة الاصنام والاوثان والاجدادو الاباء اخاطر برقبتي وحياتي لمن ,هل توجد كلمة شكر واحدة وصلت لي هل احد من الحكام تبنى فكري ,فلياتي طوفان ولتغرق هذة المدينة الاثمة

محارب النور

:97: