السلام على من اتبع نور العقل
نبدأ بالزميل السلفي
كتب يقول :
اقتباس:السلام علي من اتبع الهدي
الزميل الختيار هل انا نقلت رواية واحدة من كتب التفاسير
انا قلت ان هناك بعض الاثار عن فساد الجن قبل خلق الانسان
هذا ماذكرته فقط
اما بالنسبة لقول الملائكة ((قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء))
سؤالي لك الان هل الملائكة تعرف الغيب؟
ارجوا اجابة محددة
أولاً يجب أن نتفق على منطلق .
أنا شخصياً لا أؤمن بوجود الملائكة ، مما ينفي معرفتها بالغيب ، و لكني لا أنطلق من إيماني أو كفري بما يحتويه القرآن من أفكار ، فأنا لا أناقش أفكار القرآن حسب قناعاتي أنا ، بل أناقشه حسب ما يطرح هو ، أي نردّ آيات القرآن لبعضها البعض ، فإن كان هناك تناقضاً فتلك المشكلة .
القرآن يقول أن الله وحده الذي عنده مفاتح الغيب و أنها ملك حصري له .
يقول
"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ "
و آيات أخرى تصفه ب
"علام الغيوب" و غير ذلك .
مما يعني أنه وحده الذي يعلم الغيب
و بالنسبة لعلم الملائكة ، فإنها لا علم لها إلا ما علّمها العليم الحكيم .
نأتي الآن للزميل aladdinosman
أولاً أحب أن أذكّر الزميل بأننا قد نختلف في الرأي ، و لكن لا حاجة لأن نقدح بالآخرين .
و لو نظرت إلى اختلافات أهل العلم في الإسلام ، بل الصحابة أنفسهم ، لوجدت الآلاف و ربما الملايين ، سواء بالتفسير أو الفقه أو غيره ، فهل نبدأ بالشتم و نقول الكذب و الجهل و ما شابه من لغتك التي استخدمتها في المداخلة !!!!
فقط أحببت التنويه .
نأتي الآن للتفسير الغريب العجيب الذي طرحه الزميل لإثبات وجود جن و إنس سابقين على وجود آدم و ذريته ، و من القرآن الكريم .
و هو يتهمني بأنني أفسّر على هواي ، الآن سنرى من الذي يفر على هواه ، بل و يجتزيء من كلام المفسرين ما يوهم القاريء بأنه يؤيد كلامه .
اقتباس:فالخليفة وهو الانسان البشر هو الذى سيكون على الارض أما هذه الأمم التى سبقت الجن والانس كانوا على الأرض وربما كانت لهم حياة مختلفة عنا لأن الملائكة عجزت عن معرفة المسميات التى ستكون للبشر الذين سيكونون على الأرض وكان علمهم على ماكان لمسميات هذه الأمم ، ولذا توقع الملائكة ان هؤلاء البشر سيكونوا من نفس نوعية هذه الأمم لذا قالوا (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)
اما الدلالة عليهم فهم فى قوله تعالى :
( قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ)38 الإعراف)
فى هذه الآية الكريمة نجد بغيتنا ، فى تفسير بن كثير يقول: أى ادخلوا مع أمم أى من أمثالكم وعلى صفاتكم من الأمم السالفة الكافرة والتى وجب عليها النار . وواضح من الآية ان هذه الأمم سبقت الجن والإنس أى كانوا قبل خلق الجن والانس ، وايضا تلاحظ انهم قد دخلوا فعلا النار أى جاء وقت الحساب والعقاب ونُفذ فيهم وها لم يحدث على الأرض ، وايضا هم مخلوقات عاقلة لأنهم مكلفين وبالتالى كان لهم رُسل وكُتب وانبياء قال تعالى:
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) 47 يونس - اذن لهم رسل ليكونوا شهداء عليهم وألا يكون للناس حجة على الله لأن الله تعالى لا يحاسب الا المكلفين وهذا لا يتأتى الا بالرسل والكتب السماوية ، لذ فأنا أصدق ماقيل من ان عدد الرسل 313 لا نعرف منهم سوى 25 هم الذين قصهم القرآن علينا
هل فهمت ام ستظل تجادل
للأسف لا يسمح لنا النادي باستخدام كل أيقونات التعجب و الدهشة .
و ذلك لأن الزميل استخدم آية تتحدث عن يوم القيامة ، و اجتزأ كلام المفسر ابن كثير ، ليوهمنا أنها تتحدث عن أمم سبقت الإنسان و أنها تم تعذيبها على الأرض (أيقونة دهشة شديدة) .
يا سيدي أول شيء سأورد لك كلام ابن كثير كاملاً ، و الذي لا ندري كيف وجدتَ ضالتك عنده !
يقول
ابن كثير في تفسير الآية :
[QUOTE]يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا يَقُولهُ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِهِ الْمُفْتَرِينَ عَلَيْهِ الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ " اُدْخُلُوا فِي أُمَم " أَيْ مِنْ أَمْثَالكُمْ وَعَلَى صِفَاتكُمْ " قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلكُمْ " أَيْ مِنْ الْأُمَم السَّالِفَة الْكَافِرَة " مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس فِي النَّار " يَحْتَمِل أَنْ يَكُون بَدَلًا مِنْ قَوْله فِي أُمَم وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون فِي أُمَم أَيْ مَعَ أُمَم وَقَوْله " كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّة لَعَنَتْ أُخْتهَا " كَمَا قَالَ الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام " ثُمَّ
يَوْم الْقِيَامَة
هل تقرأ يا عزيزي علاء الدين ؟؟؟؟
الآية تتحدث عن يوم القيامة ، و كذا يقول ابن كثير ، و طبعاً غيره من المفسرين و العقلاء ، إلا أنت تعتبر أن هذا حدث في سالف الأزمان على ألأرض قبل أن يوجد آدم و ذريته .
طبعاً مداخلة الزميل تغص بالمغالطات ، التي سأحاول أن أوجزها :
أولاً : يعتقد الزميل أن الآية تتحدث عن أمم سابقة على البشر ، بينما هي تخاطب الكفار أهل القرن السادس الميلادي (الأول الهجري) و تخبرهم بأنهم سيدخلون النار هم و من سبقهم من الأمم (مثل عاد و ثمود و مدين و فرعون و غيرهم) .
ثانياً : يعتقد أن هذا الكلام عن دخولهم النار قد حدث في الماضي الغابر قبل خلق آدم و ذريته ، و هذا الكلام مردود جملةً و تفصيلاً ، لأن الآية تتكلم عن يوم القيامة و الدليل قوله :
"جميعاً" حين قال :
"حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا"
أي اجتمعت في اللنار جميع الأمم الكافرة ، فكيف تجتمع جميع الأمم إذا كان هذا الأمر قد حدث قبل خلق آدم و ذريته !!!!! (أيقونة تعجب من فضلكم) .
ثالثاً : يعتقد زميلنا كذلك أن تلك الأمم السابقة على آدم و ذريته أنها كانت مكلفة و عاقلة و أنه كان لها أنبياء ، و هذا حقاً مما تضحك لها الثكالى .
يقول القرآن :
"ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا [COLOR=Blue]أَبَشَرٌ التغابن
فهذه الآية تصرح أن جميع الرسل هم بشر ، و البشر هو آدم الذي خلقه الله من طين حيث قال :
"الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ [COLOR=Blue]طِينٍ السجدة 7
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ [COLOR=Blue]بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍالحجر 28
و بعد هذا ، كيف يصح عند زميلنا أن أمما سابقة على آدم و ذريته (ليست بشرية) كان لها رسل ؟؟؟؟ و الآية 6 من سورة التغابن تقول لنا أن الرسل السابقين كانوا بشر !!!!!
رابعاً : يعتقد زميلنا أن كلام ابن كثير يؤيد فكرته، بينما هو اجتزأه و لو أتم بضعة السطور التالية له لوجد أنه يتكلم عن يوم القيامة ، و ليس عن الفترة القبل-آدم .
أعتقد بذلك أننا نكون قد بينّا عوار و وهن ما أفادنا به الزميل علاء الدين .
ذلك من جهة
و من جهة أخرى ، فنحن لا يهمنا إن كان هناك أمم سابقة أم لا على آدم ، حتى لو كان هناك أمم سابقة و سفكت الدماء (و هيهات لأحدٍ أن يثبتها بغير أخبار المفسرين التي فيها الغث و السمين) ، نقول حتى لو كان ذلك كذلك ، فهذا ليس له علاقة بما عرضناه في الخاطرة السابقة .
و ذلك أن الخاطرة باختصار تتحدث عن موقف الملائكة من خلق البشر ، الذي لم يكن قد خُلق بعد ، و أنها تتوقع أن يسفك الدماء و يفسد في الأرض ، بينما ردّ الله عليها ذلك و قال أنه يعلم ما لا يعلمون .
و عندما راجعنا التاريخ لنرى من هم هؤلاء الخلفاء الذين توقع الله لهم الصلاح و عدم سفك الدماء و الفساد ، وجدناهم قوم عاد و ثمود و بني اسرائيل الذين وصفهم القرآن بأشنع الصفات .
و كان السؤال : من الذي نجحت توقعاته ، الملائكة أم الله ؟؟؟؟
حسب النص القرآني طبعاً .
تلك هي القصة
و تحياتي للجميع .
بالمناسبة : بالنسبة للكلام على معارضة القرآن ، فهذا موضوع آخر ، تم مناقشته باستفاضة في موضع "سورة الشجرة" و غيرها يمكنك أن ترجع إليه هناك زميلي الكريم ، و تدلي بدلوك .
تحياتي