عزيزي كمبيوترجي
أعتذر إن بدا و كأنني تجاهلت مداخلتك ، لكني اعتقدت أني بحاجة لتلخيص الموضوع بكامله في الرد السابق و الرد على جميع الاعتراضات .
و أنا راجعت ردك و لم أجد فيه ما لم أتطرق إليه في مداخلتي السابقة .
على كل حال وجدت في مداخلتك جملة لك تقول فيها :
اقتباس:و الآن نأتي إلى سؤال الزميل روميو التالي:
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
س: هل تمتلك الملائكة حق الأعتراض على قرار إلهي؟--------------------------------------------------------------------------------
الجواب هو نعم لأن الله سمح للملائكة بالاستفسار، فلو لم يكن مسموحا لهم لما سأل الملائكة من الأساس...
للتوضيح ك الذي بالأخضر هو كلام زميلنا الكمبيوترجي ، و الذي بالأزرق كلام زميلنا روميو .
أعتقد يا زميلي أن قولك أن من حق الملائكة الاعتراض على قرار إلهي و ذلك بإجابتك "نعم" فيه إشكالية كبيرة ، حيث أن هذا يُعارض قوله "لا يُسأل عما يفعل و هم يُسئلون" ، لذا أعتقد أنك تسرعت في إجابتك .
كتبت في مداخلتك السابقة - منحرفاً عن الموضوع الأساس- تقول :
[QUOTE]ختيار دعنا هنا نوضح نقطة الخلاف التي بيننا ألا و هي الألوهية، فأنت تناقش ألوهية الله أو حتى وجوده على أساس نزع هالة الإله عنه من الأساس و تقترض به ما تفترضه ببشري لا إله...
عزيزي
أرجو أن يكون واضحاً من الآن ، أنني لا أناقش مسألة وجود الله من عدمه ، لأنني فصّلت الحديث عن هذه المسألة حين تكلمت عن فكرة الإله بشكل عام و الإله الغائب بشكل خاص في خواطري أو اللقاء ، و بينت أن المسألة مسألة اختيار بين لاعقلانيات عديدة .
ما أناقشه هنا هو الصورة المعروضة عن الله من خلال الإسلام و القرآن تحديداً .
بمعنى آخر ، قد يُكتَب عشرات الكتب في شرح شخصية المسيح ، فأنا أتناول إحدى هذه الكتب ، و أبحث في ما هو مكتوب ، و هل هو مترابط منسجم مع نفسه أم متناقض متضارب مع نفسه و مع الواقع . و لكني لا أناقش حقيقة وجود المسيح بحد ذاته أم لا .
بمعنى آخر ، أنا لا أناقش هل الله موجود أم لا ، لأنه قولك "الله موجود" لا يعني شيء أبداً ، لأني سأسألك عن أي إله تتحدث ؟؟؟
عن إله صفاته كذا و كذا ؟؟؟؟
و كما تعرف فعلى مدى التاريخ هناك آلاف التصورات عن الله و الآلهة ، انقرض منها الكثير و بقي الكثير ، فعن أي إله تتحدث ؟؟؟
بمعنى انني أناقش إله ذو صفات ، و ليس إله حاف بدون أي صفات .
و ما يهمني هنا هو إله القرآن أو الإسلام أو محمد ، لأنه الشيء الوحيد الذي توجهت لدراسته ، لأنني أساساً وادت في بيئة يتربع على عرشها هذا الإله ، و ليس إله الجانتية أو الشنتو أو البالينية أو البوذية أو المسيحية أو غيرها .
يهمني هذا الإله الذي يقال أن القرآن هو كلامه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، هذا الإله الذي يرسل الشهب ليرجم شياطين تسترق السمع من الملأ الأعلى (في الغلاف الجوي) على سبيل المثال ، هذا الإله الذي يختم على سمع الناس
"وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا " كيف سيستجيبون و يسمعون إذا كان قد خرق آذانهم !!!! و كأن المسألة شخصية بينه و بينهم .
هذا الإله الذي يهمني ، و ليس الذي خلق الكون أو الدي أن إيه سواء خلقه فجأة (و هذا بعيد عن الواقع) أو أدخله ضمن سلسلة من الأحداث و التفاعلات أعطت الدي أن إيه في النهاية .
هل فهمت يا عزيزي ؟؟؟
لذلك فأنا لا تهمني كل هذه التهليلات التي يهللها المسلمون لأي دليل يعتقدون أنه يثبت وجود الله ، كزميلنا الاستشهادي ، فيعتقد أنه إذا أثبت العالم الفلاني وجود الله (بينما ذاك مسيحي أو يهودي) فهذا يُعتبَر نصراً له !!!! أي نصر هذا !!!!
ما يهمني هو إثبات أن هذا الإله المفصّل على مدى 114 سورة و مئات الآلاف من الأحاديث هل هو يستحق أن يكون إله أم هو مجرد اجتهادات من رجل يسمى محمد حاول الوصول إلى الإله سواء بحسن نية أو عكس ذلك .
هل أنا واضح الآن يا عزيزي ؟؟؟؟؟؟؟
بالنسبة للزميل زياد و الذي حلّ الإشكالية بحوار بسيط بين س و ص
أنا أسألك يا عزيزي
لماذا أسقطتَ مسألة صدق س أو تكذيبه من الحوار ؟؟؟؟
هل يصح أن يعتبر ص أن س كاذب ؟؟؟؟
س تساءل إن كان سيكسر الزجاج
فهل يُعتبر كاذب ؟؟؟؟
ألم يكسره فعلاً ص بغض النظر عن نيته ؟؟؟
فِعل كسر الزجاج حدث ، و بالتالي ف س لا يمكن توصيفه بالكاذب .
الله حين ناقش الملائكة حين اعترضت على نيته أثبت لها أنها كاذبة ، لأنها فشلت في امتحان الأسماء .
و مجرد أن نجد إنساناً واحداً -ناهيك عن الأقوام التي استخلفها الله- قامت بفعل إفساد واحد أو سفك دماء واحد فهذا يعني أن الملائكة صادقة ، لم تكذب ، و لكن ربما علمها ناقص إذا اعتبرنا قوله (أعلم ما لا تعلمون) يحمل في طيّاته فكرة مبطنة لا تعلمها الملائكة (كجرس الإنذار عند ص) .
و فرق شاسع بين فكرة ناقصة و فكرة كاذبة .
تحياتي للجميع و أعتذر إن فاتني الرد على نقطة هنا أو هناك .