منذ فترة وفي وبالي تعن فكرة؛
أن أضع متفرقاتي ومحاولاتي الشعرية الرومانسة والإنسانية، قديمها، وحديثها، في موضوع واحد، وبما أني اقتربت من عطلة جديدة في نهاية هذا الأسبوع فسأنتهزها فرصة لأكمل هذا المشروع.

وسأبدأ إذاً ... راجياً أن يعجبكم منها بعضٌ مما كتبتْ.

(f)

أول الكلام

حرفي لا زال يعذبني
لا زال يعيش مع الفكرةْ
يقتاتُ من ماضي دروبي
ويخطُّ على السطرِ حبرهْ

أنا أقرأ الطالع

أتنبأُ مطراً من عينيكِ
لا دماً
ولا دمعا

يُندّي قلبي الصباحُ
فأراكِ حلماً
تقاومين الضبابْ
وترفضين المُدى
وتعشقيني ...

ربما يراودني
وجهكُ ألقاً
فتنبئني خطوطه عني
تقاسيمٌ
كما في صفوة القهوةْ
أقرأُ
الريبةَ والحذرْ
فأنا المشبوهُ
فيه في كلِّ الهضابْ
يُعاجلني صوتُ أمي
والربابْ
ليعيدني طفلاً
يعديني السحابْ

فأتنبأ أنا مطراً
من عينيكِ يغسلني ...
أسأل النجمَ
يعاندني الجوابْ
يقطعني وترُ القصيدة
وأدوخُ من ذكرى الحليبِ
بثديها
يصرعني العتابْ

وأرى البحرَ في منامي
والضفتين
ضفةً من رؤىً قدسيةٍ
وأخرى من عبثٍ وعشقٍ
وانسيابْ

في زمن الجفافِ
تبيع شهرزادُ قصتها
في ليلِ أيامي
نبيعُ الدمَ
لنشربَ من دمِ أخوتنا
في زمن السرابْ

لم يبقَ لنا سوى بعضُ الدواوينِ
العتيقةْ
وخمراً في القصيدة
لم يلائمهُ صحراءُ قصتنا
لم يبقَ لي سوى أن أبيعَ
بقيةً من عمري
والشبابْ

أنا أقرأُ الطالعْ
لكنهم يلاحقونني
يريدون دمي
خطيرٌ في الزمنِ الرديءِ
أن يحالفكَ الصوابْ

مجنونةٌ كلماتي
وتنبؤاتي
ومعالمُ الحزنِ في لغتي
فلا تقلِ الحقيقةَ
في زمنِ الخرابْ

من أجل كلمة

هل تسامحني الدموعُ
غيابي
هل تغفرين لي أنتِ
تراجعي وانسحابي
هذي العيونُ استباحت
حزني
أودت غرامي للخرابِ

ما زال الغراب يحتسي
على قبرِ حبّي
كأس الشرابِ

سأودعُ الليلَ
وأكتبُ قصيدةَ مدحٍ
في فجرِ وهمي
وسرابي

عمري حكايةُ عشقٍ
لم تنتهِ ...
الدهرُ عشقٌ لا ينتهي
وأنا من حانةٍ إلى حانةٍ
أحتسي كأسي ولا أسكر
يعربدُ الحزنُ فيَّ ولا أبكي
فالليلُ أضجرَهُ انسيابي
في سمائهِ كالسحابِ

وأنا من حانةِ عشقٍ إلى أخرى
وفي البيت صبيةْ ...
أما زلتِ تنتظرينَ
إيابي؟

ما زالَ في الكأسِ بقيةُ عشقٍ
ما زالتِ القصيدةُ لم تنتهِ
كلُّ القصائدِ التي قد كتبتُ
كلُّ الكلامِ الذي صاحَ عشقاً
لأجلِ كلمةٍ أحسُّ بها
ولم تنبسْ بها شفتاي

كلُّ الكؤوسِ التي قد شربتُ
لأعزفَ لحناً وحيداً
يُخلصني من شكي وخوفي
وارتيابي

اعزفْ على وترِ أحلامي
النبرة الأولى

هاقد بدأنا
تبدينَ
عيناك تغني
تتوزع القطرات على جسدي
من نافورة الحزنِ

أودعكِ
وحدي ...
ولا تريني
مبتعداً ولا يخالجني
الندمْ

فأنا لست أنا
لست أنا من باع أرضي ..
لكنه الجرادْ ..
أزعجني وعاجلني
بالرحيل حين فاتني
موسمُ الحصادْ ..
وأحبكِ ..
رغم طقوسِ الخيانةِ
ورغمَ أنفي

أحبكِ ..
وتعرفينْ ..
وتطلعين من نافورة الحزنِ
كلَّ مرةْ ..
كلَّ مرةٍ أحلى

تضحكين
أرى جسمك المحفوفَ بالماءِ
برعشات حبي
وبردي

ذكرى ..
تغيبُ في بالي وتأتي
ويعصفُ الحلمُ الآن في
رأسي فأهذي

نسيت أحملكِ معي
حين نجوت للبرِّ
وحدي

فلا تعذريني ..
ولا تصدقي كلماتي
لا تثقي بوعدي

أحبكِ ..
لكن لا تذكريني
أريحي سماءك من قصفِ
رعدي

ابن عمي..
سمعنا شي فرايحي، يستر عرضك :P

والله وجعتلي قلبي.................. كثيـراً (f)

اقتباس:  Arabia Felix   كتب/كتبت  
ابن عمي..
سمعنا شي فرايحي، يستر عرضك :P

والله وجعتلي قلبي.................. كثيـراً (f)

هههههاااااااا :D

طيب طولي بالك، لشو بصلتك محروقة؟ :)
لا تستعجلي على أجلك، الفرج جايي

(f)

اعزف الآن نبرةً أخرى
من حلمي وألمي
تبدين الآن وفي نظراتِ عينيكِ
تساؤلْ:
من باع جسدي
أتساءلُ:
من باع دمي
يحاصرُنا السؤالْ
ونقيءُ فوقَ أرضٍ كانت لنا
نستجوب الجرحَ
نستجوب الماءَ
والريحَ والأفئدة
سلامٌ على طبشورِ مدرستي
على عشقي القديم
فلا ردَّ السلامَ عليَّ أحدْ
يا أيها الأرض فطوفي بالغضب
فمنذُ رحيلنا
ما زال الغيمُ يبكي

سلامٌ على أرضي
سلامٌ على اللهبْ
يطهرُ السكينَ
من عبثِ السنينِ
من الصدأْ
ما ردَّ السلامَ عليَّ حتى
عصفورٌ شريدْ

هل تعرفين لماذا الكلُّ ...؟

عاتبتني وعاجلتني
بالكلامِ متألمة
في هذا الحلمِ أسئلةٌ
ولا أجوبة
غيّر نبرةَ الوترِ
اعزف لحنَ أحلامي
وأحلامك
أعلى وأبهى
أعطني نشيداً
يستنطقُ الحجرَ
استنفرِ الأوتار أجمعها
اعزف على صخري
على شجري .. على نهري
واجعل لحنكَ رائحةَ أرضي ...

اعزفْ الآن أملي
تفاؤلي ولونَ صبحي
مازال في القلبِ
الكثيرُ يُقالْ
وساحات ثورتي لم تنتهِ
مازالت الأحلام توقدني
وتستبيحُ دمي
فتنحني في مدى عيني الجبال

أحِبُّــــــكِ ...
لو تعلمينَ مأساتي
ففراقنا زادَ في قلبي
الأنينَ
وأحاطَ عمري بالمحالْ
لازلتُ أهواكِ
لازلتُ أعلمُ
أنَّ تشرينَ سيأتي بالخريفِ
لازلتُ أؤمنُ بخصلاتِ شعركِ
بإيحاءِ السؤالْ

هل تذكرينَ .. ؟
قبلاتي
وحكايةَ طفلٍ
في ساحاتِ ثورتهِ
ورحيلهِ حينَ اشتدَّ الشتاءُ
نحوَ الرجولةِ والرجالْ

مازلتُ أرتعفُ من الرحيلِ
مازالَ في العمرِ قميصٌ
تحيكهُ لمساتُ أمي
وتمردي المنفى
في جوفِ الرمالْ

صحراءُ تبلعني ..
صحراُ تدفعني ..
نحو الحقيقةِ والضياءْ
في أرضِ الظلامْ

سأرقِّصُ الغيمَ
سأغسلُ الشمس في نهرِ عشقي
حنيني وثورتي
سأفجِّرُ اللحنَ في أرضي شظايا
سأعيدُ للقلبِ تألقه ..
سأعيد للبال الخيالْ ..

تساؤلٌ أخير:
لماذا أحلامي تضيع كلها
مع الأصيل ... ؟

عيدٌ يمرُُّ عليَّ ويأتي عيد
تتابعُ الغصات في قلبي الوليد
لله ذرُّكِ كم داراً سأعرفُ
كم نبضاً سيخفقُ في الوريد
عيدٌ يمرُّ هنا وأنا بعيد

----------

جودي عليَّ بلذة اللذات
قومي لأنسى سابقَ الأنّات
سفراً وسفري عابثٌ عربيد
طلباً لعلمِ أصبر الجِنات
عيدي وعيدكِ ضائع وشريد


مرسيليا - فبراير/شباط 1996