ريتشارد بلاك
بي بي سي - لندن
شهد معهد لحفظ المخلوقات في الولايات المتحدة ولادة قطط برية صغيرة لوالدين مستنسخين.
وقال مركز أوديبون للأبحاث المتخصص بالمخلوقات المعرّضة لخطر الإنقراض إنها المرة الأولى التي تحمل فيها قطط مستنسخة.
وقد وُلدت ثماني قطط صغيرة من بطنين خلال الشهر الماضي ويبدو انها في صحة جيّدة.
ويعتبر الباحثون أن هذا التطوّر يحمل إمكانيات هائلة تساعد في المحافظة على مجموعة من المخلوقات المعرّضة للإنقراض.
وولدت القطط الصغيرة من والدتين مختلفتين ولكن من أب واحد.
ففي 26 حزيران/ يوليو ولدت خمس قطط صغيرة من أُنثى تدعى مادج، ثم في الثاني من آب/ أغسطس ولدت ثلاث قطط أخرى من "كاتي". ومادج وكاتي مستنسختان عن أنثى أخرى تُدعى نانسي.
أما والد القطط الثماني فهو "ديتوكس" المستنسخ أصلا عن "جاز".
وعلّق بيستي دريسر الذي قاد الفريق العلمي في المعهد في نيو أورلينز على الحدث قائلا: "عبر تحسين وتطوير عملية الاستنساخ وبالتالي تشجيع الحيوانات المستنسخة على ولادة أطفال جدد، يمكننا إعادة إحياء جينات الأفراد العاجزين عن الانجاب وإنقاذ جينات الحيوانات البرية".
وقد تركزت دراسات المركز على مدى سنوات عديدة على القطط البرية الافريقية وتمكن المركز من تحقيق ولادة قطط من خلال عملية تخصيب في الأنبوب عام 1999 واستنساخ الكائنات الأولى عام 2003.
والحيوانات المستنسخة أكبر حجما من القطط الأليفة العادية ووبرها مشابه للجنس الأليف. ورغم أنها ليست من النوع المعرّض للانقراض غير أنها مثال يصلح لتطوير تقنيات يأمل الباحثون أن تساعد على المحافظة على الكائنات المعرّضة للانقراض.
ولا يؤمن كافة الباحثين في مجال المحافظة على الكائنات البرية بأن الاستنساخ يشكّل قيمة كبيرة في الحفاظ على الكائنات المهددة.
وتقول الباحثة سوزان ليبرمان إنه في الوقت الذي يشكّل الاستنساخ خرقا علميا قد يساعد على تطوير النسل في السنوات القادمة، فليست له حاليا أي قيمة في مجال المحافظة على الكائنات البرية المهددة بالانقراض.
وأضافت: "الاستنساخ لا يخفف التهديدات الأكثر الحاحا التي تواجه الكائنات المهددة بالانقراض. فالمحافظة على هذه الكائنات تتطلب العمل على مجموعات كاملة وعلى بيئتها الخاصة".
وإذا ما كان للاستنساخ أي دور في المحافظة على هذه الكائنات، فسيكون مجرد مرحلة في عملية طويلة وكبيرة. كما يجب أن نتمكن من اثبات أن الكائنات المستنسخة قادرة على الانجاب بشكل طبيعي عند إعادتها إلى البرية.
وهذا تحديدا ما يعتبر فريق أودوبون أنه نجح في إنجازه بالرغم من أن نتائج تحاليل أخرى ضرورية لتأكيد نجاح العملية لن تظهر قبل السنوات القادمة.
ففي مرحلة أولى ستتم مراقبة صحة الحيوانات في إطار برنامج طويل الأمد، ثم سيجري تقييم لتصرفاتها ومن ضمنها تطور مهارات الصيد عندها.
موضوع من BBCArabic.com
]http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic...6318.stm