الزميل خالد..
لا زلت صاحب حمية في الدفاع عن الطليق بن الطليق معاوية , فيا عجبا من هذه الحمية التي تقودك لتبرير خروجه عن جماعة المسلمين الذين انقادوا خلف الإمام علي عليه السلام و في مقدمتهم أهل الحل و العقد من السابقين للإسلام الذين ليس معاوية في العير و لا النفير منهم.
عجبي منك و انت تعلم أنه ليس لمعاوية أي منقبة أو فضيلة تذكر , وهو وابوه لم يدخلا في الإسلام إلا بعد أن ضاقت بهم السبل و انسدت في وجهيهما الطرق لمقاومته.
وقد دخلا في هذا الدين خوفا و ليس اقتناعا , و تدل على ذلك اعماله التي كانت وبالا على الإسلام و المسلمين .
ثم هل الاسلام يجب على معتنقيه ما بعده من سئ الأعمال ؟ فهل خروجه على ولي امر زمانه مسموح له و جائز ؟
ألم يحرم الدين الخروج على ولي الأمر الصالح , و أوجب مقاتلة ذلك الخارج حتى يتم ردعه عن غيه حفظا على سلامة المجتمع و وحدته . و قد رأينا بعض علماء السنة ممن يحرمون الخروج حتى على الحاكم الظالم و الفاسق .
فهل الإمام علي عليه السلام أقل شأنا من اولئك الحكام؟.
ثم انك تقول
اقتباس:نظر ابن عم هذا الرجل في أمره، فوجد أن من استحل دم ابن عمه بالأمس سيستحل دمه اليوم، فانفصل بالشام عن الدولة.
وكان الشوام شواما قبل أن يكونوا مسلمين، فأطاعوه راضين، ليذبوا عن أنفسهم إشكال طاعة قاتلي خليفتهم.
على افتراض أنهم سيستحلون دمه , فما هو الداعي لهم لكي يفعلوا ؟
و هل هذا سبب كاف لكي يخرج على الإمام علي عليه السلام ؟
و هل هذا السبب عندك وجيه لكي يخرج على الإمام ؟
اقتباس:ليذبوا عن أنفسهم إشكال طاعة قاتلي خليفتهم.
و هل اصبح هذا بخليفة حينها ؟
اقتباس:رفض رئيس الدولة الذي لم يذعن الشام أبدا لسلطته ولا لطرفة عين، هذا الإنفصال ووجه جيشا لضرب مركز الإنفصال والتمرد
أليس هذا هو التصرف الطبيعي في وجه أناس خارجين عن وحدة المسلمين و يريدون شق وحدتهم و رفع راية العصيان في وجه أمام صالح ؟
أم ماا هو التصرف الطبيعي برأيك انت ؟ أم أن الإمام كان جاهلا بما يمليه عليه دينه ؟ أم أنه كان للدين معاندا للدين بحركته تلك ضد معاوية ؟
ألم يأمر الله بقتال الفئة التي تبغي على المسلمين في قوله (( فقاتلوا التي تبغي جتى تفيء الى أمر الله)) ألم يكن معاوية باغيا على علي ألم ينطبق عليه و على صحبه من أوباش الشام وصف الرسول صلى الله عليه وآله -الفئة الباغية-بدليل قتله لعمار و قد قال له تقتلك الفئة الباغية ؟
ألم يروي مسلم في صحيحه ما روي عن الرسول (ص) من أتاكم و أمركم مجمع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم و يفرق جماعتكم فاقتلوه.
احب أن اذكر ك بقول الحسن البصري في هذا المسمى معاوية
أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة . انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة . واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضربالطنابير . وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر . وقتله حجرا وأصحاب حجر فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر.
أنظر الكامل ج3 / 242 . والبداية والنهاية ج8 / 130 .
ويكيفك من سوءه أمر بسب الإمام على منابر المسلمين .
روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب«الأحداث»قال:كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة!!:«أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته»فقامت الخطباء،في كل كورة،و على كل منبر،يلعنون عليا و يبرأون منه،و يقعون فيهو في أهل بيته،و كان أشد الناس بلاءا حينئذ أهل الكوفة،لكثرة من بها من شيعة عليـعليه السلامـفاستعمل عليها زياد بن سمية،و ضم إليه البصرة،فكان يتبع الشيعة و هو بهم عارف،لأنه كان منهم أيام عليـعليه السلامـ،فقتلهم تحت كل حجر و مدر،و أخافهم،و قطع الأيدي و الأرجل،و سمل العيون،و صلبهم على جذوع النخل،و طردهم و شردهم عن العراق،فلم يبق بها معروف منهم .
و محاولته افتعال الأحاديث الكاذبة في الطرف المقابل لآل البيت , كذبا و تزويرا على الرسول صلى الله عليه وآله .
و لا زلت في عجبا من هذه التبريرات المضحكة في سبيل الدفاع عن معاوية التي لا تقوم على اساس كما حاول صاحبكم النووي في تعليقه على حديث قتل الفئة الباغية لعمار رضوان الله عليه بقوله..
هذا الحديث حجة ظاهرة في أن عليا كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك.
ومثل هذا النهج التبريري يتبناه القوم على الدوام في مواجهة النصوص التي تدعم الإمام علي وخط آل البيت عليهم السلام.
معاوية صاحب جرائم سودت وجه التاريخ , و ليس هذا وقت تعدادها و لا يمكن حصرها على عجالة , و لا يزال البعض يحاول باستماتة تبرير اعماله.
قليلا من الإنصاف .
مسائكم بخير