{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
ابن سوريا
يا حيف .. أخ ويا حيف
المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
|
فريدريك نيتشة .. الفيلسوف الشاعر
وعي نيتشة يتمحور إذاً بعيداً عن الأفكار الفلسفية النظرية . و يتبع المنحى الخاص بعلاقة الحياة بالقيم , مسطراً لفكر جديد يفهم القيم و الأخلاقية منها تحديداً ضمن شكل تاريخي يسير حسب منطق أو نمط معين أهملها الفلاسفة وقتاً طويلاً ألا و هي : العدمية .
كيف ممكن أن نفهم هذه العبارة المتناقضة ظاهرياً : "موت الله" .
تعبر هذه المقولة في حقيقة الأمر عن بدء تشتت و ضياع و "موت" المجموعة أو المنظومة الأخلاقية الخاصة بالمعتقدات التي سيطرت على الفكر الإنساني منذ أفلاطون . هذه المنظومة الأخلاقية المطلقة التي يطلق عليها مصطلح "الله" , يجب أن نفهم جيداً بأن نيتشة لا يهتم بإله المسيحية بل بهذه المنظومة بشكلها العام ضمن إطارها الفلسفي فهي أعمق بكثير من مجرد فكرة إلحادية مسطحة .
فنيتشة يعتبر بأن هذه المنظومة الأخلاقية القيمية تؤدي حتماً للعدمية . لتناقضها مع صيرورة التطور الإنساني بكونها قيماً مرتبطة بمطلق فكري يبقى مطابقاً لذاته في كل لحطة .
"موت الله" هو إذاً التعبير عن الإنهيار النهائي للتأويلات المثالية للواقع التي تطبعه أخلاقياً .
يحاول الفيلسوف إذاً إعادة الإنسان للأرض من خلال برهنته لهذه الحقيقة :هشاشة طبيعة "الأخلاق المتفانية المثالية" , و يعيد للواقع مفاهيمه المتحولة و كونه وهم و ظاهر . و يعيد فهم التحول المستمر الذي يسيطر عليه . أي كيف يتجاوز ذاته في كل لحظة .
في المعرفة المرحة يؤكد إيجابياً , تأكيد على "النعم" مقابل ال"لا" السلبية و المدمرة . دون أي شعور نادم على هذا الإنهيار للمنطومة السابقة .
"إن إيماننا بالحقيقة , على سبيل المثال, أو بإعتقادنا بوجود خير و شر بحد ذاته (أو بصورته المجردة) هو الذي يؤدي بنا إلى هذا الإحساس بالكآبة الذي ما زال ينتشر في عصرنا , إلى إدانتنا لوجودنا : في التعابير الفلسفية , الأدبية و الشعرية . مما يؤدي بنا في نهاية الأمر لإرادة الموت التي تظهر بشكل تدريجي" *
أمام هذه السوداوية , يدعو نيتشة إلى الإيجابية بتأكيده على ضرورة خلق قيم جديدة كما سيشرح ذلك لاحقاً في (ما وراء الخير و الشر).
يطرح الفيلسوف المعرفة المرحة . مرح النفس (Heiterkeit) و محبة القدر (amor fati) في مواجهة العدمية الصاعدة .
عنصر آخر مهم في عمله "المعرفة الفرحة" , و التي سيكون "هكذا تحدث زرادشت" استمرارً بل تجسيداً لها , هي تحليله للفن و الحالة الجمالية الفنية القادرة بحد ذاته أن تحل العدمية في التفكير الفلسفي .
الفن عند نيتشة التعبير المميز للفيلسوف كما يراه , فكما أن الواقع ليس إلا وهماً و ظاهراً , كذلك الفن فهو تمجيد للظاهر و الوهم الجميل : "الفنانون يمجدون بشكل مستمر و لا يفعلون شيئاً إلا التمجيد ..." ** بينما ينتقد الفلاسفة كل شيء و بشكل مستمر .
في مذكرات نيتشة التي نشرت بعد وفاته , نجد أنه يصرح في عام 1888 : "الحقيقة بشعة , لكن لدينا الفن لكي لا تقتلنا الحقيقة" .
يبدأ العمل الأكثر شهرة و تميزاً "هكذا تكلم زرادشت" و الذي سيقضى الكاتب حياته المتبقية حائماً حوله و مبشراً به أو شارحاً له كما في "هذا هو الرجل" أو في "ما وراء الخير و الشر" , يبدأ هذا العمل من حيث انتهى عمله "المعرفة المرحة" *** بانحسار زرادشت و نزوله بين البشر , هذا هو النص الأكثر صعوبة و استعصاء على الفهم بين أعمال نيتشة . كتبه على شكل رائعة شعرية . سمفونية أكثر منه كتاباً بالمعنى التقليدي .
و مع هذا فالعمل أكثر من مجرد شكل من أشكال الشعر الفلسفي الذي كان يدينه نيتشة . هو عبارة عن عمل فلسفي يتجسد ك"حالة راقية من تجليات الروح" حسب تعبيره , و تجسيداً لما يجب أن يكون عليه خطاب "الإنسان الأسمى" (surhumain)
في "هكذا تكلم زرادشت" الإنسان الأسمى يتحدث مباشرة , فينفذ به نيتشة ما اكتشفه سابقاً خير تنفيذ . هذا الإنسان الأسمى الذي قتله ربما يوماً في مواجهة سابقة لأوانها بينه (ديونيسوس) و بين المصلوب .
.......|
--- يتبع ---
.......|
.......|
.......|
.......|
.......|
مع فائق الإنسان
ابن سوريا
* المعرفة المرحة , الفقرة 346 .
** الفقرة 85 من المعرفة الفرحة .
*** الفقرة 342 من العمل و التي كانت الأخيرة قبل الإضافات .
|
|
06-11-2002, 12:36 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
موســى
عضو مشارك
المشاركات: 28
الانضمام: Jun 2002
|
فريدريك نيتشة .. الفيلسوف الشاعر
تحياتي يا ابن سوريا ويا طائرالفينيق وشكراً لتشجيعكما..
ما أنا إلا هاوٍ بسيط من هواة الفكر النتشياوي.. ولكل ماكتب نيتشة وماكُتِب عنه...
وقعت في هذه المعمعة لفترة من الزمن, وخرجت منها لضيق الوقت.
أعدكم بأن أحاول شحذ معلوماتي من الصدأ وتجميع مراجعي المتفرقة وأعود للمشاركة ببعض المقالات... سأكتفي في البداية بالتعليق...
[quote]
هذا الإنسان الأسمى الذي قتله ربما يوماً في مواجهة سابقة لأوانها بينه (ديونيسوس) و بين المصلوب .
اسمح لي أن أضع نقطة تعجب و بضع نقط استفهام..
الإنسان الأسمى أو الأعلى عند نيتشة, ليس هو الإنسان المهيمن أو الراغب بالهيمنة, هذه طبيعة العبد..
الإنسان الأسمى هو الإنسان الذي تجاوز الإفراط بإنسانيته, إنسان تُفعِِِِله القوى الإجابية الخلاقة... إنه الفنان, المبدع, المُشرِّع .. الذي لا ينتمي بل بأبى الانتماء للقطيع..
إنها بعض من خصال ديونيسوس و زردشت, الذي قال لتلاميذه ارحلوا عني والعنوا اليوم الذي تعرفتم به على زردشت..
أما المصلوب وباقي مؤسسي الأديان ورجال الدين فإنهم بحاجة لقطعان يكونوا لها رعاة..
ــ إحمل صليبك واتبعني ــ
في أيام وعيه الأخيرة, مضى نيتشة بعض من رسائله باسم المصلوب وبعض آخر باسم ديونيسوس, منهن رسالة ل"كوزيما فاغنر" يدعوها فيها آريان.
أرى الاستمرارية بالمنظومة الفكرية ولا أرى كيف قتل الأنسان الأعلى بتلك الماجهة..
ها لك أن تعطينا بعض من الإفاضةعلى قولك ؟...
ودمتم...
موســى
|
|
06-12-2002, 03:48 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|