اقتباس:ما من سفين من أجلك  
ما من سبيل
و إذا أفسدت حياتك هنا في هذا الركن الصغير
فهي خراب أينما كنت في الوجود
قسطنطين كفافيس

بعيدا عن التراشق الطائفي .
هذا حديث عن العراق و لكن ليس بالضرورة كله عن العراقيين .
قبل أن أعرض ما أريد و ما أراه جديدا ، أود أن أقول أن هذه مجرد نظرية تحتمل الخطأ بقدر ما تحتمل الصواب ، هي فكرة قابلة للأخذ و الدفع و التنقيح .. رغم ذلك ما زلت أراها جديرة بالتفكير و التأمل في كل الأحوال .
المتابع للموقف العسكري الأمريكي في العراق لابد أن يصاب بنوع من الحيرة خاصة لو كان ذو ثقافة أو خلفية عسكرية ولو كانت محدودة .
1- معظم المتسللين إلى العراق يأتون من دول لصيقة ولا أقول مجرد صديقة للولايات المتحدة مثل الأردن والسعودية تحديدا ،وكلاهما شريك أمني كامل للولايات المتحدة ،و يمكن لها الضغط بشدة لإيقاف تسرب هذه العناصر إلى العراق أو الحد منها ، بل يمكنها أيضا ملاحقة هذه العناصر و الداعمين لها في منابعها بتلك الدول ،و لكنها لا تفعل ذلك بشكل حقيقي ، فلماذا ؟.
2- نعلم أن الحدود السورية هي المنفذ الرئيسي لدخول الإرهابيين إلى العراق ،وقد أبدت سوريا استجابة حقيقية للتعاون مع أمريكا في منع تسلل هذه العناصر ،و لكن بدلا من أن تتعامل أمريكا بشكل ودي مع سوريا و تقدم لها المقابل السياسي لهذا التعاون ، فقد اكتفت الإدارة الأمريكية بإصدار الأوامر وتوجيه التحذيرات إلى سوريا و معاملتها بصلف دون أن تبدي أي مرونة معها رغم أنها أبدت منتهى المرونة في التعامل مع التائبين الآخرين مثل القذافي و البشير و علي صالح ، ألا يدل هذا أن أمريكا لا تريد حقيقة إغلاق الحدود السورية في وجه الإرهابيين بل هي تسعى بالفعل إلى دخولهم العراق ؟.
3- لابد أن نعترف أن الولايات المتحدة تمتلك قدرات عسكرية هائلة تفوق كثيرا ما تستخدمه في العراق بالفعل ، هذه الإمكانيات ليست فقط في قوة النيران ولا في التكتيكات القتالية ،و لكنها أيضا في الإمكانيات الاستخبارية و في تداول المعلومات ، فلماذا لا تستخدم الولايات المتحدة قدرتها العسكرية بإمكانياتها القصوى لحسم معاركها في العراق ؟.
4- لم نسمع شيئا من النقد الجدي للأداء القتالي في العراق ،وهذا شيء لا يمكن أن يحدث لو كانت الإستراتيجية الأمريكية هي تلك الإستراتيجية المباشرة البسيطة التي نعتقدها ، مجرد إنهاء سريع للتمرد ( المقاومة لا فرق ) البعثي الأصولي في العراق ، فلا يمكن أن تفقد القوات الأمريكية المبادرة ثم يمضي كل شيء في هدوء كما يبدو الآن .
حسنا لدي تفسير بسيط وواضح هو أن الولايات المتحدة تريد بالفعل أن تحتفظ بالوضع المائع في العراق لأطول فترة ممكنة ، لأنها ببساطة تتخذ من العراق مصيدة كبيرة للفئران ،وهي تترك باب المصيدة مفتوحا و تدلي قطعة الجبن المعتادة في نهاية المصيدة ، وهي تعلم أنها تستطيع اصطياد الفئران بنفس الطريقة لملايين السنين ، فالفئران لا تفكر أبدا ..فقط هي تموت . إنني لا أتصور شيئا من فراغ فبوش الابن لا يكف عن التصريح أنه يفضل مواجهة الإرهابيين في العراق و أفغانستان و ليس في الولايات المتحدة . و لا يوجد عاقل يظن أن بوش سوف يجلس واضعا يده على خده منتظرا رزقه يهبط عليه من السماء ،و لكنه سوف يحفز و ينشط تدفق مجموعات الإرهابيين ( الأصوليين ) إلى العراق ثم يحصرها في مراكز محددة و يجهز عليها بشكل جماعي كما فعل في الفلوجه و يفعل في تلعفر و غيرهما .
إن مثل هذه الإستراتيجية لا علاقة لها بنظرية المؤامرة فالولايات المتحدة لا تنكر أنها في حرب ضد الأصولية الإسلامية المسلحة و أنها تهدف إلى تصفيتهم جسديا تماما ، و الأصوليون أيضا يعلنون أيضا أنهم في حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة ومع الدول الداعمة لها ،ومن الطبيعي أن تكون لدى أمريكا إستراتيجيات غير معلنة تسعى لتحقيقها فهذا هو الأسلوب الوحيد الذي تعمل به الجيوش النظامية .. إستراتيجية و انفتاح عملياتي و تكتيكات صغرى .
يبقى بعد ذلك أو قبل ذلك أن مثل هذه الإستراتيجيات قد تكون مناسبة للولايات المتحدة و لكنها مدمرة للعراق الذي يمكن أن يصبح قريبا ممتلئا بكل أنواع الفئران وبلا نهاية . هل هناك أمل إذا أن يدرك السنة و الشيعة العراقيين أنهم في مركب واحد و أن عليهم التوحد حتى يعود العراق وطنا و ليس مجرد مصيدة فئران ؟.

اقتباس:حسنا لدي تفسير بسيط وواضح هو أن الولايات المتحدة تريد بالفعل أن تحتفظ بالوضع المائع في العراق لأطول فترة ممكنة ، لأنها ببساطة تتخذ من العراق مصيدة كبيرة للفئران ،وهي تترك باب المصيدة مفتوحا و تدلي قطعة الجبن المعتادة في نهاية المصيدة ، وهي تعلم أنها تستطيع اصطياد الفئران بنفس الطريقة لملايين السنين ، فالفئران لا تفكر أبدا ..فقط هي تموت . إنني لا أتصور شيئا من فراغ فبوش الابن لا يكف عن التصريح أنه يفضل مواجهة الإرهابيين في العراق و أفغانستان و ليس في الولايات المتحدة .

مايوجد داخل المصيدة ليس مجرد قطعة جبن ولكن أكثر من 300 بليون دولار وقتلي أمريكيين يقاربوا ال2000 وإقتصاد يعاني بشدة من جراء تلك الحرب وتدهور في شعبية بوش


مايحدث بمنتهي البساطة هو نتيجة لحسابات خاطئة ومنذ عدة أسابيع كان رمسفيلد ضيفا علي تيم رسر في برنامج قابل الصحافة وذكر له أن مايحدث الأن في العراق لم يكن يتوقعه أحد ولاهو شخصيا

بهجت

اول مره اشوف واحد عاوز يصطاد فار يقوم يخش معاه المصيده و ياكل الجبنه معاه

بس الظاهر ان حتة الجبنه مش كفايه فقام هو و الفار ياكلوا فى بعض

و الفار من فرحته بطعم اللحمه الامريكانى المتربيه على الغالى

قام شد مكتوب لزملاته الفيران عشان ياكلوا معاه لحمه امريكانى

عزيزي بهجت:
كيف حالك؟ أعجبني موضوعك و أثار عدة تساؤلات أسألها من باب الفضول. حضرتك تقول:

اقتباس:هل هناك أمل إذا أن يدرك السنة و الشيعة العراقيين أنهم في مركب واحد و أن عليهم التوحد حتى يعود العراق وطنا و ليس مجرد مصيدة فئران ؟

1. هل تعتقد فعلا أن هذا الاتحاد إن حدث و لو نظريا يكفل بوقف تحول العراق لمصيدة فئران؟ لا يخفى عليك الاتهامات المتبادلة بين الطرفين و ليس من السهل أن يقولا لنتحد ثم يتحدا و النفوس "أصلا مش صافية من جوا". مش كدة؟ و لنفرض عملوا اتفاقيات هل هذا التضامن و ذاك الاتحاد معناه توقف التصفية للفئران؟

2. إن لم تكن العراق هي المصيدة، فأين تتم تصفية الفئران؟ قطعا و حتما ستتم التصفية بشكل أو بآخر كما تعلم و حتى لا يتكرر Sept. 11 من جديد. هل تعتقد أن هناك بديل آخر لمعالجة الموقف؟ التصفية تبدو محتومة و إلا تكرر الأمر تاني و تالت و رابع و هلم جرا. طبعا أن لا أريد لبلد مسكين زي العراق أو غيره من بلادنا أن تكون مسلخة لتصفية الفئران و لا أريد في الحقيقة لأي بلد أن تصبح هذه المصيدة بحد ذاتها. لكن ما الحل؟

أرجو أن لا تزعجك أسئلتي و شكرا على ردك سلفا.(f)

د بهجت

لا يا صديقى كان عليهم ان يضعوا فخ الفئران فى مكان جانبى و ليس فى مركز حقول النفط والطاقة فى العالم وعقدة مصالحة الحيوية كان عليهم ان يصنعوا فخا لا يقعوا هم فيه...لا اعتقد انا اصلا ان موضوع الارهاب هو ما يحرك سياستها

موضع مهاجمة العراق كان موجودا منذ فترة طويلة وليس له علاقة بالارهاب كل مجموعة ( القرن الاميركى الجديد ) التى اصبحت فى السلطة لاحقا كانت قد وقعت على عريضة باحتلال العراق فى العام 97

التناقض الاشكالى فى السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط عميق وبنيوى فمصالحها فى الشرق الاوسط هائلة لكنها فى نفس اللحظة لا تترك اى سلوك وسياسة ممكنة لتوليد العداء تجاهها فى هذه المنطقة الا وقامت بها

امام هذا التناقض العجيب فهى ترى الحل بمزيد من العدوانية للحفاظ على مصالحها... مع ان المنطق البسيط يقول انها من الممكن الحفاظ على مصالحها وبدون خسائر بتغيير فى سلوكها الذى يولد العداء تجاهها ( وهذا ما يجب ان يحدث فى مرحلة مستقبلية ما وللاسف هذا لا يتم بشكل طوعى وواعى بل عندما يتفاقم العداء تجاهها بطريقة تهدد مصالحها وتصبح خيارات العنف لديها لا تعطى مكسبا )

اقتباس:  neutral   كتب/كتبت  
وقتلي أمريكيين يقاربوا ال2000

فقط للتنويه أن الغالبية العظمى القتلى الأميركيين لا أهل لهم يطالبون بوش بشيء. الجيش الأميركي في العراق يعتمد في معظمه على المرتزقة طالبي الجنسية وأغلبهم من أميركا الوسطى واللاتينية وما شابه.

بهجت اي انسان يملك بعض المنطق والدراية ,يفهم ان فتح الحدود كان قرار امريكي بحت ,امريكا دولة في قمة المنطق البارد فهي تعامل الاشياء من حولها بمنطق الارقام وليس الارواح او المجتمعات والخصوصيات ,هذا الكلام عند الادارة الحديدية لا يساوي الورق المكتوب علية .

عملية فتح الحدود كان مقصودة ,دخول مائة الف ارهابي كل انسان ناقم على اميركا يدخل الحدود وبعد ذلك اغلاق الحدود ,ولا استبعد ان بعض دول الجوار تامرت مع امريكا في التخلص من العناصر المشاغبة داخلها ,وهناك بعض القرائن حول هذا الموضوع تنكر بعض ضباط المخابرات السورية على شكل ائمة مساجد وتشجع الناس على الجهاد في العراق وتسهيل خروج الشباب على العراق ,ونفس الشي في السعودية من فتوى العلماء 21 حول شرعنة الجهاد في العراق .

الامر ضرب مليون عصفور بحجر وليس عصفورين ,وكان الضحية الشعب العراقي ,امريكا التي بنت اكبر مستودع ومحطة مراقبة تحت الارض في جبال كلورادو سنة 1958 تراقب حتى الشهب في السماء ومجسات عددها بالاف تحت مياة المحيطات تسمع صوت الحيتان والدلافين لا تعرف توقف واحد مثل الزرقاوي شي لا يصدقة عقل .

ولقد قلت بهذة الخطة قبل عام في هذا النادي بهجت والان الامر واضح وجلي تخلص الجيران من بعض الشباب المتهور والنزق ,تحطيم ارادة الشعوب العربية ان نهاية المقاومة العراقية حدث قريب بعد ان نفخت اميركا في هذة الدمية ووصلت الى حد بالون عملاق فارغ من تحت ولكن ضخم من الخارج .

ادارة في قمة العبقرية ولكن هل تستوعب الشعوب العربية هذا ,اعتقد ياخذ وقت طويل .

ونفس الشي في فلسطين انسحب الدولة العبرية والان غزة تشتعل بالفتن واول ضحية هو موسى عرفات والذي قتل على طريقة التكساس الامريكي بعشرين طلقة في جسدة وتحول الى غربال ادمي .

خلق الاسطورة ثما خنقها ,بعد هذة الضربات الموجعة الى هذة الامة الكسيرة هل يصحى العقل العربي ويخرج من وهم الخرافة الاعلامية لبعض الافاقين ولصوص القلم .

محارب النور

محارب النور

وصفك لاميركا اقرب ما يكون هو الوصف للاله أو لقوة ميتافيزيقية مطلقة وليس لحركة مجتمع وبشر

لا ليس الامر كذلك فمخزون القوة والموارد لاميركا لممارسة القوة ايضا محدودة ولها سقف... اميركا تحركها مصالح مجموعات و قوى اجتماعية داخلها..لكن ليس هذا فقط فمردود حركتها وتفاعل الطرف الاخر ( هدف ومادة تحركها ) عبر القبول او المعارضة وتخريب المصلحة من تحركها الخ الخ يعود و يلعب عامل التغذية الراجعة feedback فى استمرار هذه السياسة او التراجع عنها واميركا تغير مواقفها وبسرعة شديدة وفقا لهذا المنطق

الادارة الامريكية يا سيد فضل ادارة ذكية ,تقدر ان تشبها ببرنامج ذكاء صناعي يتعلم باخطائة السابقة وبطريقة تشبة تعلم من الاخطاء وتصحيح المسار الخطى السابق ,نحن نرى ردة فعل باردة من قبل الجمهور الامريكي لا تقاس بشي في حركة 1968 وذات الطابع الهبي والتي قلبت الادارة الامريكية راسا على عقب وحتى وصل صدها الى اوربا القارة العجوز واسقطت رؤوس كبيرة على وزن ديغول الاسطورة الحية .

الادارة تعلمت ووظفت اشياء كثيرة من اجل تطويع الراي العام الامريكي ومن الناحية الداخلية وخاصة حساسية فقدان الجنود الامريكان وليس الامر مثل فيتنام ,استبدل الجنود الاميركان العرق الابيض,بجنود هدفهم الوحيد هو البطاقة الخضراء اكثرهم مهاجرين لا تنين وافارقة حلت المشكلة بشكل سهل هذة الدينامكية هي التي تحرك الادارة الامريكية .

وتخيل قبل خمس سنوات قرأت مجلة علمية امريكية تخطط الادارة الامريكية ل 800 سنة اخرى في مشروع غزو الفضاء واستعمارة وتتويج النظرية النسبية لاينشتاين تخيل هذة الخطة ,هل تفكر اي دولة عربية بسنة الى الامام وهي تستعمل اسلوب شوربة الدجاج في معاجلة الزكام حلول سريعة وموقتة .

واخيرا استغرق افول الامبراطورية الرومانية الف عام واميركا فتية وكل عمرها في هيمنة لا يتجاوز خمسين عام .

ننتظر تسعامئة وخمسين سنة اخرى يا ترى سؤال يطرح نفسة...؟

محارب النور

محارب النور

( الادارة الامريكية يا سيد فضل ادارة ذكية ,تقدر ان تشبها ببرنامج ذكاء صناعي يتعلم باخطائة السابقة وبطريقة تشبة تعلم من الاخطاء وتصحيح المسار الخطى السابق )



ما تقوله لدرجة كبيرة صحيح وهو لا يتعلق بالادارة الحالية بل بسياسة اميركا عموما...فهى تستطيع التقاط الخطا وبسرعة شديدة وتغير المسار ( وقد لاحظنا ذلك فى الثلاث سنوات الاخيرة وسنلاحظه اكثر لاحقا ) وهذا وفقا لتفاعل وردة فعل الطرف الاخر وقدرته على الرد...فالسياسة الاميركية اكثر من اى بلد اخر فى العالم بل وفى التاريخ تعتمد على المصالح المباشرة جدا والمكسب والمخسر بطريقة اقرب ما تكون للشركة المساهمة