"كيف حالك؟" أو "شو عامل؟" أو "how is it going?" أو"cetal?" إلخ إلخ إلخ

سؤال يُطرح في اليوم أكثر من 6 مليارات مرة على أقل تقدير، والإجابة قد تتراوح بين "أتمنى أن أموت" و"لم أكن بحال أفضل قبل اليوم!!!" .... هذا السؤال وما يكون جوابا لهُ كُل صباح، أو مساء، أو أي وقت من أوقات النهار قد يُحدّدُ طبيعة حياتك ونمطها منذُ لحظةِ الإجابة إلى حين تلك اللحظة حيثُ تلفظُ أنفاسك الأخيرة مودعا هذه الحياة.

الآن، دعوني أسترسل قليلا في الكلام عن فلسفة بسيطة اسمها "الإرادة الحرة"، ما هي؟ وما أهميّثُها؟

لكل إنسان القُدرة على تغيير قدره، ولكن كيف والقدرُ محفوظٌ ومُحدّدٌ منذُ بدء الخليقة لكُل إنسان على وجه هذه البسيطة؟ والإجابة أيسر مما قد يتصور الإنسان. الإجابةُ تكمنُ في جهلنا بكنهِ الأقدار وما سيكونُ في المستقبل بعيدا كان أم قريبا، كما تكمُنُ المُتعةُ في الإرادة الحُرة في قدرتنا ككائناتٍ واعية على تقبُّلِ القدرِ وتحمّل عواقبه بالأسلوب الأمثل الذي نراهُ مُلائما، ولنترك الحديث عن الإرادة الحرة عند هذه الفقرة الصغيرة لعلنا نعودُ فيما بعدُ لنُثريها بما قد يجِدُّ من أفكار.

لم أعد أدري ما الواجبُ الحديثُ عنه!!!!

دعونا نتخيل سوية....

تخيّلوا ذلك المُوظّف الشاب، يستيقظُ كُل صباحٍ مُصارعا النُّعاسَ باحثا عن صنبور الماء ليغسلَ وجههُ المُظلم ويرتدي ملابسهُ بسُرعةِ البرق مُصارعا عقارب الساعة، ويركب السيارة مُنطلقا إلى عملهِ، غيرَ قادرٍ على التقدّم خطوةً تحت ضوء الشمس بلا نظارةٍ شمسية قاتمة للغاية، ليستغرق ساعتين على الطريقِ مُحاولا الحصول على أكبر قسط من النوم الذي لم يُفارق ذهنهُ للحظةٍ واحدة بعد. يصلُ صديقُنا إلى عملهِ مُنهكا كمن كان محبوسا في قفصٍ صغيرٍ لسنوات، ولا تكادُ عبارة "صباح الخير" تكونُ مسموعة حتى له نفسه، لينطلقَ إلى مكتبهِ الذي يبدو كموقعةِ كارثة أو حرب، ويجلس بكُلّ هدوءٍ مُحاولا تجنبَ كُل من حوله بأي أسلوب، حتى مُكالماتُ الزبائن لم يملك القُدرة على إجابتها، وكانت ذريعة "فلان ليس موجودا حاليا" أو "فلان مشغول بمكالمة أخرى" إلى آخره من هذه الحجج التي لم يتردّد بتكرارها يوما بعد يوم.

يأتي وقتُ الغداء لينطلق وحيدا أو مع زملاء العمل إلى أقرب مطعم ليجلسوا جميعا يتسامرون حول طاولة الغداء، إلا صديقُنا الذي يكتفي بالحلوس صامتا كأي كُرسي فارغٍ على تلك الطاولة، ويكتفي بالإجابة على أي سؤال إجابةً بسيطة مُباشرةً تصرخُ في وجه السؤال: "لا تسألهُ مرةً أخرى!! ولا تُحاول إجراء أي حديثٍ معه!!!" وفعلا كان أسلوبا ناجحا جدا في إبعادِ الآخرين حتى باتَ على صاحبنا الذهابُ إلى الغداء وحيدا بعد فترة قصيرة. وبعدَ الغداء، لم يتوانَ ذلك الشاب عن الاستلقاء على الأرضِ تحتَ مكتبهِ مُضيعا ساعات إضافية من وقت العمل بداعي التعب والإرهاق، أو لعلي أقولُ أنهُ كان فعلا مُرهقا كعجوزٍ بلغ التسعين من العمر مُصارعا شتى أنواع الوهن وأعتاها، حتى أن كثيرا من العجائز فيهم طاقةٌ وشباب أكثر من هذا العشريني!!!

تنتهي ساعاتُ العمل ليعود إلى المنزل وينكب على فراشه كمن عاد ليحتضن محبوبا طال غيابه، ويبقى في ذلك الفراش حتى ساعات الفجر الأولى، لا يفعلُ شيئا سوى التحديق بلا هدف، والاستماع إلى أكثر الأغاني بؤسا يُمكن للمرء أن يسمعها، حتى أنهُ كان يبحثُ عن ذلك النوع من الأغاني مهما كانت!

كيف تشعر الآن بعد قراءة الوصف أعلاه؟؟؟؟ أنا عن نفسي أشعر بالاشمئزاز وأشعر برغبة جامحة للتوقف عن الكتابة

لن أكمل القصة وسأدعها إلى أن يحين الوقت المُناسبُ لإكمالها.

الآن، السؤال الأهم الذي أريدُ التطرق إليه هو: "كيف كانت حياتك؟ وكيف هي الآن؟ وماذا تُريدُها أن تكون غدا أو بعد غد أو بعد خمس سنوات من الآن؟". جميعنا نريدُ حياةً أفضل، نريدُ تعليما أفضل لأبنائنا، نريدُ راتبا أعلى، نريدُ أن نمتلك منزل الأحلام، نريدُ الحصول على سيارة أحلامنا، نريدُ أن نُصبح رؤساء في بلادنا أو في العالم، إلى آخره من هذه الأمنيات وملايين، بل عدد لا يُحصى منها، لكننا جميعا نعي أن لا وجود لما يُسمى "المدينة الفاضلة" حيثُ لامشاكل ولا تعب، بل هي فضيلة الحياة المليئة بالرفاهية ويُسر العيش. لكن، لننتظر قليلا ونتعمق أكثر في التفكير، المدينة الفاضلةُ موجودة فعلا، بل في كل مدينة على وجه الأرض هناك على الأقل مدينة فاضلةٌ واحدة يؤمها عددٌُ كبيرٌ من البشر الذين لا هم لهم بتاتا، أتدري ما هي؟ .... الجواب هو، تلك المدينة الفاضلة هي "المقبرة" حيثُ الناسُ رقودٌ في قبورهم ولا تُزعجهم مشاكل وهموم الحياة اليومية.

الميت لا هموم لهُ ولا مشاكل عليه التعامل معها، لكنهُ ميت!!!

لأكمل الحديث بذكر قصص أخرى، مع التنويه أن الشاب في القصة السابقة يعيش الآن حياة سعيدة ومحتلفة تماما عن الحياة السابقة التي ذكرتُها باختصار شديد أعلاه.

السيد بوب يوريتشَك (Bob Urichuck) لهُ قصة مُميزة جدا، بدأ حياتهُ كشاب في بداية العشرينات ليعمل في إحدى الشركات حيثُ مر بنفس الحال التي أتيتُ على ذكرها سابقا من حيثُ الخمول والكسل والوهن الشديد، إلا أنه في يومٍ من الأيام قرّر أن التغيير لا بُد له من سبيل فاتصل بالعمل وادعى المرض وقرّر أن يجلس مع نفسه للإجابة على سؤال معين طالما تردد في رأسه ألا وهو: "ماذا تريد من هذه الحياة؟" فبدأ يُجيب ويكتب الإجابات على قصاصة من الورق إلى أن قام بحصر كل ما يُريد ووضع خطة تنتهي بسن الثلاثين ليُحقّق قسما معينا من هذه المطالب، وتغيّرت حياتُه وشخصيّتُهُ رأسا على عقب إلى أن جاء اليوم الذي طُرد في من عمله، وهل تعرفون السبب؟؟؟ .... السبب كان لأنه كثيرُ الابتسام!!! تخيّلوا!!! طُرد من عمله لأنه يبتسمُ كثيرا!!! ... قال مرة أنه كلما دخل مكان عمله كان يمر على المدير ويُسلّم عليه كل صباح وابتسامةٌ عريضة تنيرُ مُحيّاه، فما كان من مديره إلا أن يرد: "إمسح هذه الابتسامة اللعينة عن وجهك!!!" إلى أن جاء اليوم الذي لم يُطق فيه المدير تلك الابتسامة وقرّر التخلص منها بفصل بوب.

ترك بوب العمل واتجه للعمل في شركة عقارية، وكان بارعا في عمله إلى درجة أنه حصل على مبيعات تُقدر ب500 ألف دولار خلال أسبوع واحد من مبيعات العقارات في تلك الشركة، وبالتالي استحق نسبة قد تتراوح ما بين خمسين ومئة ألف دولار، لكن عند المطالبة بحقّه قامت الشركة برفض الطلب بحجة عدم وجود ترخيص لهُ للممارسة ذلك العمل، وتم فصله، ثم اكتشف المسكين بعد فترة أنه لا يحتاج إلى ترخيص ليعمل في مبيعات العقارات!!!

قضى بوب عدة أشهر بلا عمل، وكان قد أصبح زوجا وأبا لبنت صغيرة وزوجته حامل في بنته الثانية! وكان في ذلك الوقت قد أنفق كُل ما يملك ولا يزال لديه الكثير من الإنفاق في المحاكم في محاولاته البائسة لتحصيل حقوقه المهضومة، حتى تراكمت المصاريف إلى درجة انتقاله من بيت أحلامه للعيش في شقة صغيرة وتغيير نمط حياته بأكمله بعد أن كان يعيش حياة رفاهية مُقارنة بأمثاله، ثم بدأ بالاقتراض بنسب عالية جدا وتراكمت القروض حتى وصلت إلى 700 ألف دولار.

إذن بوب غارق في مبلغ هائل من القروض، ويعيش في منزل صغير بعيدا جدا عن منزل أحلامه، وبلا عمل إلى الآن!!! .... بدأ عملا جديدا إلا أنه واجه فشلا ذريعا بعد قيام رجال عصابات بابتزازه، ثُم انتقل إلى عمل جديد كبائع حقيبة يبيع أجهزة إنذار الحريق من باب إلى باب حتى جاء اليوم الذي تُوفي فيه أحد زبائنه في حريق لأن جهاز الإنذار الذي باعهُ إياه لم يعمل بالشكل المطلوب، فتخلى عن تلك الوظيفة وعاد عاطلا عن العمل مرة أخرى! ثُم جاء ذلك اليوم الذي تم توظيفه في شركة كبيرة براتب ممتاز لكنه لا يكادُ يكفي لسداد الديون الهائلة المُتراكمة، حتى قال مرة أن زملاءه في العمل كانوا يخرجون في جماعات لشرب القهوة ويطلبون إليه الذهاب معهم لكنه يرفُضُ بداعي عدم رغبته، حتى جاء يومٌ وخرج معهم، طلبوا جميعا القهوة إلا أنه لم يطلب، أوتدرون السبب؟ ... كان السبب أنه لم يمتلك في ذلك الوقت 25 سنتا لشراء كأس قهوة!!!!! لم يوجد في جيبه 25 سنتا (هنا كاد بوب ينفجر من البكاء وهو يذكر لنا تلك القصة)، وعليه من الدين 700 ألف دولار تزداد بنسبة 22% سنويا وراتبه لا يكاد يكون 70 ألف دولار سنويا!!!!

هل هناك حال أسوأ من حال بوب الذي ذكرتهُ أعلاه؟؟؟؟؟ ... بوب الآن من أصحاب الملايين، ومن أشهر رجال المبيعات في العالم.

قصة أخرى...

السيد إدوين بارنز (Edwin C. Barnes) وكان شابا بسيطا من أسرة بسيطة تكاد تكون فقيرة، وكانت عنده أمنية ألا وهي العمل مع المخترع الشهير في ذلك الوقت توماس إديسون (T. Edison) مخترع المصباح الكهربائي، لكن السيد بارنز لم يكن على علاقة شخصية بإديسون ولا حتى على علاقة عمل، فذلك الشاب البسيط كان على مسافة أميال طويلة من ولاية نيو جيرسي حيثُ كان أعظم مخترعي القرن! لكنّه في يومٍ من الأيام صعد مُتسللا على قطار البضائع واضعا نفسه داخل صندوق بسبب عدم امتلاكه لثمن تذكرة القطار، وقطع المسافة كاملة إلى حيثُ إديسون .... بعد بضع سنوات أصبحت الأجهزة التي يخترعها إديسون تُوزّع عن طريق بارنز وظهر الشعار الشهير:
"Made by Edison, Installed by Barnes"

يتبع...

بعد ذكر القصص أعلاه والبحث فيها قليلا سنجد أن أبطال تلك القصص على اختلاف أسماءهم وأعراقهم وجنسياتهم ودياناتهم إلى آخره، هم على اختلافهم إلا أنهم اتفقوا على تطبيق معادلة واحدة: معادلة النجاح. لكن كيف؟

عند النظر إلى الأحوال التي كان يعيشها شخص مثل بوب يوريتشَك دون معرفة أحواله الآن، قد يتطرق إلى الذهن أن بوب أقدم على الانتحار بعد حادثة فنجان القهوة! إلا أن العكس حصل، بوب أقدم على "الحياة"!!! تعبير غريب وجديد لكنّه حقيقي جدا كالحياة بحد ذاتها. كما أسلفتُ سابقا أن الحياة الفاضلة البعيدة عن المشاكل هي حياة القبر حيثُ السكينة التامة! لكن المفارقة أنك ستكون ميتا، وهذا هو أحد الفروق الواضحة بين الأحياء والأموات ألا وهو أن الأحياء يعيشون مشاكل الحياة اليومية، أما الأموات فلا مشاكل عندهم!!! إذن يبقى عند الإنسان أن يختار بين الحياة والموت، وبين المشاكل وانعدامها.

إن اخترت الحياة فقد اخترت المشاكل، وهنا تأتي الخطوة التالية في كونك إنسانا عاقلا، أو بالأحرى إنسانا على قيد الحياة. لن أتطرق لموضوع "حل المشاكل" أو "Problem Solving" الآن ولكنني سأتحدّث عما هو أكبر بكثير من مجرد حل مُشكلة؛ الجميع يريدون إيجاد حلول للمشاكل عند وقوعها، لكن لا أحد يريدُ تجنّب الوقوع في المشاكل أو حتى أن يكون حاضرا للوقوع في مشكلة وهذه مشكلة بحد ذاتها 

الآن كيف تتجنب المشاكل؟ سؤال بسيط وإجابته التالي:
تحوّل إلى إنسانٍ إيجابي ... دعكَ من السلبية

كيف تريدُ من الحياة أن تُغدقَ عليك من نعيمها وأنت تبكي وتنوح كُل يومٍ وكل ساعة، لا بل كل ثانية؟ وكيف تتوقعُ من الحياةِ أن تكون عادلةً معك إن لم تكُن عادلا مع نفسك؟ وكيفَ تتوقع من الله أو المسيح أو بوذا أو مهما كنت تعبد أن يستجيب لصلواتك عندما تُصلي مؤمنا تمام الإيمان بأن صلاتك لن تُستجاب؟؟؟

إحدى الجمل الصحيحة لأبعد الحدود تقول: "السلبية تستنفذ طاقة الإنسان أضعاف أضعاف الطاقة التي تستنفذها الإيجابية" ... فكر في هذه الجملة وستجدُ أنها صحيحة مئة بالمئة!!! عند وقوع مشكلة، من عادتنا أن ننوح ونشكو أو حتى نبكي، ثم ينتهي الأمرُ بنا معظم الوقت في الفراش نُصارع المرض أو ما نتوهم أنه مرض، حتى أن الأشخاص السلبيين يُصابون بشتى أنواع الأمراض بشكل متكرر أكثر من الأشخاص الإيجابيين! الآن تخيل أنك تلقيت خبرا مفرحا، لنقل أنك تلقيت الترقية التي طالما حلمت بها! ستبتسم وتضحك وتغني وربما تصرخ من الفرح "فعلتُها!!!" أو "YES!!" وحينها قد تشعر بتعب بسيط جدا يكاد يكون معدوما أمام الكم الهائل من المشاعر الإيجابية التي تجتاح جسدك، وهنا يكمُن الفرق.

الآن، هل جعلك الكلام أعلاه تتساءل: "كيف أصبح شخصا إيجابيا؟" أم لم يطرق ذلك السؤال رأسك بعد؟؟؟ أم أنّك أشحت بعينيك وقلت: "ما هذا الكلام التافه؟"....

معيار انجذاب البشر تجاه غيرهم (أو عدمه) هو النفسية أو ال"Attitude"، والإيجابية معدية، يُمكنك أن تمنحها للآخرين. لكن عليك أن تفهم أنك أنت من تضع أسس الإجابية في حياتك عن طريق أفكارك وأفعالك في بداية كل يوم.

الإيجابية هي أساس كل شيء:
o هي مزاجك عندما تستيقظ من النوم كل صباح.
o هي مزاجك عند دخولك الحمام في الصباح لتنظر في المرآة.
o هي مزاجك عندما تتحدث مع شريكك (زوجتك، زوجك، إلخ).
o هي مزاجك عندما تتحدث إلى أبناءك وبناتك.
o هي مزاجك في طريقك إلى العمل.
o هي مزاجك عند وصولك إلى مكان العمل.
o هي مزاجك عندما تتحدث إلى زملاء العمل.
o هي مزاجك عندما تتحدث مع مديرك.
o هي مزاجك عندما تتحدث إلى زبائنك.

ما هي النفسية التي تتملكك معظم الوقت أو كله؟ لأن النفسية لا تعني المزاجية! ولا تعني أن تكون مُتقلب المزاج على الدوام، النفسية هي أن تكون إيجابيا طوال الوقت أو معظمه، أن تكون في مزاج رائع!!! أنا عن نفسي أعرفُ أنني في مزاج رائع خلال 90% من حياتي الآن، ماذا عنك؟

هل طرق السؤال: "كيف أصبحُ إيجابيا؟" رأسك بعد؟

يتبع...

ما هي الإيجابية؟

التعريف البسيط هو: "كيف تخصّصُ جهدك لطريقة تفكيرك". والمثير أن هذا التعريف هو نفسه تعريف "السلبية"!

التعريف الأكثر تفصيلا: "كيف تُخصّصُ جهدك لطريقة تفكيرك، كيف تختار تكريس نفسك لتصبح إيجابيا، وكيف تختار أن تتصرف بإيجابية تجاه أي شيء".

معظم البشر يكونون إيجابيين بعض الوقت فقط، وهذا يعني أن بعض البشر يكونون سلبيين طوال الوقت، وبعضهم يكونون إيجابيين طوال الوقت، وكلنا يعرفُ شخصا إيجابيا بمجرد التمعن، هم مميزون بأسلوب تقديم أنفسهم وأساليب تجاوبهم مع الظروف والبشر المحيطين بهم! هم فقط وباختصار: مميزون...

الإيجابية هي حالة ذهنية تتأثر بكل ما يُحيطُها سواءا إيجابيا أو سلبيا، المعنى أن الظروف والأشخاص والأماكن وحتى الأفكار المحيطة بك تؤثر على مقدار إيجابيتك سواءا بتعزيزها أو بإضعافها وربما قلب الإيجابية إلى سلبية. وبما أنك أنت صاحب القرار في اختيار تلك الظروف والأماكن والشخوص إلى آخره، فخيار تعزيز الإيجابية أو إضعافها عائدٌ إليك أيضا ... وفي النهاية، هي خياراتك.

إذن، ما هي خياراتك؟ وما الذي يدعم تلك الخيارات؟

التحديات التي تواجه الإيجابية موجودة في كل مكان، وكلما كانت تلك التحديات أقرب إليك أصبحت أكثر عرضة للخطر، خطر السلبية. الأهل، الإخوان والأخوات، الزوج والزوجة، الأقارب، الأصدقاء، إلخ إلخ إلخ ... وجميعهم يؤثرون في طريقة تفكيرك. غالبا ما تُصبحُ مشاكلهم مشاكلك، وغالبا ما تُصبح قاذورات حياتهم قاذورات حياتك، وغالبا ما تكون نعواتهم لأنفسهم عبارة عن دعوة مُبطنة لك لتنعو نفسك! وأنت، مثل الأبله، تقبلها بكل أريحية وطيب نفس!!!!

أنا؟ أبتعد قدر الإمكان. لا أشارك في "حفلات الشفقة" ولا أقبل الدعوة، بل أركز على نفسي.
أنا؟ أدرس الإيجابية كل يوم، وأعزّزُ التفكير الإيجابي التلقائي.
أنا؟ أبحثُ دائما عن طرقٍ جديدة لتحويل الخسارة إلى فوز، حتى لو عنى ذلك أن أخوض في السلبية بعض الوقت لأصارع قليلا، وأنتهي بقلب السالب إلى موجب.

واحد من أكبر الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا هو الخروج من موقف معينٍ غاضبين مزمجرين أو مُتذمّرين. غلطة كبرى، زملاء عمل لا يتحدّثون مع بعضهم بسبب مشاكل بسيطة، إخوة وأخوات يستعملون كلمات جارحة في لحظات غضب صبيانية لا يُمكنُ الرجوع عنها ولو بعد مئة سنة، وتصرّفاتٌ تجاه مواجهاتٍ مُعينة تتركنا في حالة من الغرق في السلبية والبؤس.

إرجع إلى الوراء قليلا وفكّر في آخر بضع مواجهات حاميةٍ حصلت بينك وبين شخصٍ آخر، ما كان ردّ فعلك تجاه تلك المواجهات؟ كيف انتهت؟ و[اي أسلوب غادرتها؟ ناقش ذلك مع نفسك وستحصل على صورة أوضح لنفسيتك، وما هي المسافة التي تفصلك عن الإيجابية.

هل هناك مُعادلة مُعينة للمساعدة على حل معضلة النفسية؟ بالطبع هناك، لكنها من نوع "السهل الممتنع"، هي من النوع الذي يظهر على أنه سهل جدا إلى درجة تفكيرك باستحالة كونه حلا لمعضلةٍ مُعقدة كالنفسية السلبية أو التفكير السلبي! لكنها موجودة، وسهلة، والأفضل من ذلك أنها نجحت بالتجربة!.

لكن لأعطيك تلميحا لماهيّة المعادلة، أقتبسُ لك جملة قالها ألدوس هكسلي (Aldous Huxley) حين قال: "الأمر لا يتعلّقُ بما يحصُل لك، وإنما بماذا تفعل مع ما يحصُل لك" ("It’s not what happens to you, it’s what you do with what happens to you").

إسمحوا لي أن أقدم لكم: أهم إنسان على وجه الأرض:

هل تعرف من هو أكثر الناس أهمية على وجه الأرض؟ قد يكون الجواب في معظمه عند من يعملون في مجال الخدمات هو :"الزبون"، طيب لو أخذنا ذلك الجواب وسألنا السؤال التالي:
إفترض أنه لم يتبقَ من البشر على وجه الأرض سوى أنت وذلك الزبون، وكان على أحدكما الموت فمن تتمنى أن يموت؟، في معظم الإجابات لهذا السؤال كان الجواب: "الزبون بالطبع"!

إذن الآن، من هو أكثر الناس أهمية على وجه الأرض؟؟ ... بدون تفكير الجواب هو "أنت"!!! لكن في المقابل، عندما تتحدث مع زبون يجب أن تعرف أن الزبون أيضا يظُن أنه أهم إنسان على وجه الأرض!

يمكنك أن تأخذ كلمة "زبون" وتستبدلها بأي كلمة أخرى مثل أم، أب، أخ، أخت، زوج أو زوجة إلى آخره. جميع هؤلاء يشعرون في مرحلة من المراحل بأنهم أهم الأشخاص على وجه الأرض، ووظيفتك أن تعاملهم على هذا الأساس، لكن إن لم تكن تعرف ما هو شعور أهم شخص على وجه الأرض إذن كيف لك أن تعامل الغير على هذا الأساس؟ بالتالي يكون الحل بكونك إيجابيا!

رغم أن هذا سهل الاستيعاب فيما بتعلق بالأعمال، إلا أن العلاقة تكون مختلفة وأكثر حساسية حين يتعلق الأمر بالأقارب والعائلة، أولئك البشر الذين ستقضي معهم كل حياتك (أو على الأقل تعتقد ذلك). هنا يأتي دور الإيجابية، حيث تستطيع التأثير في نوع وجودة العلاقة شيئا فشيئا مع مرور الوقت، إما أن تصبح أكثر متانة، أو تصبح هشة، أو تبقى على حالها تبعا لأسلوب تفكيرك وتفاعلك مع الأوضاع التي تواجهها.

جميعنا نريد أن نكون إيجابيين، وكثير من البشر يظنون أنهم أيجابيون، لكنهم ليسوا كذلك. هم يتصرفون تبعا لما يظنون أن في تصرفاتهم مصلحة معينة وفائدة لهم، بدل التصرف واتخاذ التدابير لصالح الآخرين أيضا. نحن لا نعرف أن جزءا كبيرا من عملية التحول من السلبية إلى الإيجابية يكمن في طريقة صياغة الردود تبعا لما يريده الآخرون، لا نحن.

سر الإيجابية يكمن في الأنانية، ولا أعني هنا الأنانية بمعناها السلبي، وإنما الأنانية الإيجابية. بمعنى أن تُحسن نظرتك إلى نفسك، الاعتداد بالنفس الذي تريده وتبحث عنه، الشخصية التي تسعى إلى تحقيقها، والأفكار التي تتملكك قبل الرد أو اتخاذ خطوة معينة. ثم يأتي الجزء الخاص بمساعدة الآخرين لأنك تشعر إيجابيا تجاه نفسك وتريد الشيء ذاته للآخرين.

بمعنى آخر: كيف تستطيع أن تعطي شيئا لا تملكه؟

يتبع...

رائع يا "كمبيوترجي" ...

موضوعك هذا قد يذكر الكثيرين بكتاب "كارنيجي" الشهير:"دع القلق وابدأ الحياة"، ولكنه يذكرني - شخصياً - بكتاب لدكتورة علم نفس بريطانية ، كانت تعد حلقات في "البي بي سي"، ألفت بعدها الكتب العديدة في مجال تنمية الشخصية وتطويرها. اسم الدكتورة هذه هو "إيرين كاسورلا Irene Kassorla"، ومن بين الكتب التي ألفتها كان هناك كتاب ساعدني في اجتياز الكثير من المحن والعقبات يحمل اسم "Go for it !!".

هذا الكتاب ينقسم إلى خمسة أبواب عامة، يتفرع من كل باب منها العديد من الفصول المرتبطة به. الأبواب الخمسة تحمل العناوين التالية: الناجحون يعملون، الناجحون إيجابيون، الناجحون إنسانيون مستقيمون، الناجحون يتواصلون والناجحون يقفون لمخاوفهم بالمرصاد.

بين كل فصل وفصل هناك "ملخّص" صغير للافكار الرئيسية التي تعمل عليها المؤلفة. هذا "الملخص" يحدد بشكل مباشر نوعيتين من السلوك الانساني؛ سلوك الناجحين وسلوك الفاشلين. هنا، لا تلف المؤلفة ولا تدور ولا تروي القصص والشواهد والحكايات، ولكنها تتخذ موقفاً واضحاً من بعض التصرفات الانسانية وتحكم عليها "بالنجاح والفشل". فهي - مثلاً - تقول: الفاشلون يلاحظون كل شيء ناقص أو مشوّه في عالمهم ويسجلونه. رأسهم محمّل بالكثير من المآخذ والسلبيات بحيث أنهم يستصعبون كثيراً الشعور بالفرح والصفاء. أما الناجحون فهم على العكس منهم، يتلذذون من الجمال وسحر الحياة الذي يحيط بهم؛ إنهم ينبسطون من أمور بسيطة ويتنعمون - مثلاً - بمنظر زهرة خضلة بعد "زخّة" مطر.
الفاشلون يؤمنون بأن كل شيء يمضي نحو الأسوأ. لذلك تراهم في لاوعيهم، يحشرون أنفسهم في أوضاع حياتية صعبة تجلب عليهم الكثير من الصعوبات والمآسي التي كانوا بغنى عنها. بينما يسيطر على الناجحين اتجاه إيجابي تفاؤلي في التعامل مع همومهم، لذلك تراهم يصرفون أفكارهم وأعمالهم نحو حل مشاكلهم دون قعود أو تململ أو نحيب أو بكاء على الأطلال.
الفاشلون محمّلون "بصخور ثقيلة من المشاعر والأحاسيس". إنهم يجرّون خلفهم مشاكل كثيرة قديمة، ويملؤون أحاديثهم بمآسٍ عتيقة وصعوبات راهنة ونبوءات سلبية. في نفس الوقت يعمد الناجحون إلى عيش حاضرهم والتركيز على إيجابيته، فالماضي بالنسبة للناجحين هو "مكتبة معلومات" مهمة، أما المستقبل فهو مساحة مبروكة تحتوي بداخلها على فرص كثيرة لتحقيق الانجازات والخير والسعادة.

الأمر الذي أعجبني في كتاب "الدكتورة إيرين كاسورلا" هو عدم لجوئها إلى "الميتافيزيقا والروحانيات" التي تملأ الكثير من الكتب التي تشابه كتابها. فالقاريء ليس بحاجة إلى "الصلاة" و"قراءة التعاويذ" والغوص في "التأملات"، إذ أن كل ما عليه هو مواكبة ما تقوله المؤلفة ومحاولة تطبيق ما يستطيع منه على حياته ونفسه. كل ما على القاريء إذاً هو تغيير زاوية رؤيته للأشياء والتمرّن على هذا من خلال تطبيق نصائح عملية جداً تقدمها له صاحبة الكتاب، لعلني أضرب مثلاً لها من خلال النصيحة التالية، تقول الكاتبة:
قف أمام المرآة "كل يوم" وكرّر الجمل التالية، وأنت مؤمن بصحة ما تقول:
- أنا إنسان خيّر.
- أنا إنسان مهتمّ.
- أنا أحب الناس بالفعل.
- أمتلك قدرة على التفكير.
- أنا أقدّر نفسي واحترمها.
- أنا أقدر صحّتي وأحترمها.
- أنا انسان مسؤول.
- أنا عبارة عن "فرد"؛ كائن إنساني أصيل.
- أنا أهتم بالآخرين.
- أنا أحمل الكثير من المحبة لعائلتي فرداً فرداً.
أضف إلى هذه القائمة "إيجابيات أخرى" ليست مذكورة فيها، وقل لنفسك التالي:
- الناس يعلمون بأنهم يستطيعون الوثوق بي.
- أمتلك قدراً كبيراً من الشجاعة.
- أنا صديق صدوق.
- تجدني دائماً مبتسماً.
- صحبتي مريحة.
- أجد لذة في إسعاد الآخرين.

أخيراً، تروي الكاتبة بأن الرئيس الأمريكي" أبراهام لينكولن" كان يقول بأن الناس سعداء بمقدار ما يريدون لأنفسهم أن يكونوا كذلك. ثم تردف بأن الفرد منا يستطيع أن يتحكّم كثيراً بما يدور في رأسه، وبيده هو وحده لجام أفكاره، فإذا قرر أن يكون سعيداً فليس من شيء يمنعه من هذا.

كمان مرة رائع جداً يا "كمبيوترجي"، استمر مرجواً ...

:redrose:

واسلم لي
العلماني

أشكرك جزيل الشكر يا علماني على إضافتك(f)

كتاب ديل كارنجي من أروع الكتب في هذا المجال، لم أقرأه بعد لكن كل الكتاب الذين قرأت لهم في مجال تنمية الذات لا بد أن يأتوا على ذكره. أقرأ الآن كتابا للرائع Norman Vincent Peale بعنوان You can if you think you can وفيه من النصائح الشيء الكثير وأنصح الجميع من المهتمين في هذا المجال بقرائته، كما أنوي أن أجمع مكتبة قوامها ألف كتاب من هذه الكتب (بعد قرائتها جميعها طبعا:9:) لأنها فعلا سبب رئيسي جدا في تغيير أسلوب حياتي ونظرتي إلى الحياة خلال الأشهر الستة الماضية، بعد أن كنت بائسا وحزينا صارت الابتسامة جزءا من شخصيتي الآن، وحتى أسلوب تعاملي مع أي مشكلة مهما كانت معقدة اختلف تماااااااااااااااااما والشكر لأولئك الرجال ولانساء الذين عرفوا معنى الحياة فعلا...

بالنسبة للميتافيزيقيا التي أتيت على ذكرها فسيكون لي حديثٌ عنها بصراحة، لأن تأثيرها يختلف من شخص إلى آخر وقد لا تؤثر عليك بحكم عدم إيمانك بها، لكنها على شخص مؤمن لها تأثير ممتاز يتلازم مع تأثيرات الخطوات التي سأوردها. بالنسبة لي كمؤمن كانت "الميتافيزيقيا" خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح، لكنها قد لا تكون بنفس التأثير بالنسبة لغير المؤمنين، لكن أستغرب أنك ضممت التأمل إلى الميتافيزيقيا!!! مع أن التأمل قد لا يكون ذو علاقة بالميتافيزيقيا...

شكرا جزيلا مرة أخرى، وأسعدني أن موضوعي لفت انتباه شخص أحترمه مثل حضرتك(f)

Array لكن أستغرب أنك ضممت التأمل إلى الميتافيزيقيا!!! مع أن التأمل قد لا يكون ذو علاقة بالميتافيزيقيا...
[/quote]

التأمل، طبعاً، ليس ملازماً للميتافيزيقا، ولكن التأمل - عادة - بحاجة إلى استعداد وتمرين ودرجة، قد تكون عالية، من التركيز والصفاء. هنا أردت أن أشير فقط إلى أن "الدكتورة كاسورلا" لا تطلب منك ذلك، فنصائحها عملية سهلة التنفيذ، يكاد كل شخص منا يبلغها بسهولة ويسر ودون استعداد وتمرين.

(f)

واسلم لي
العلماني

سلمت يداك يا علماني على التوضيح، وأتفق معك تماما في رأيك..

(f)

كلنا ولدنا سعداء، إلا أننا احتجنا لسنوات طويلة لنكتشف ذلك!!!

هناك قول معروف في الإنجليزية وهو: "Things happen" أو كثيرا ما يُقال: "Shit happens" بمعنى أن الأمور السيئة لا مفر منها وتحصل بين الحين والآخر، إذن هي عبارة عن مُسلّمات. طيب هل من المعقول أن نقول أن: "الإيجابية تحصل"؟ أو "Positive attitude happens"؟ ... أنا عن نفسي أقول: بالطبع لا!!!

الإيجابية تحصل عندما تعتقد وتؤمن أنها ستحصل.
الإيجابية تحصل عندما تعمل وتبذل جهدا لتحصل.

الإيجابية لا تأتي دفعة واحدة، بل هي صفة مُكتسبة مع مرور الوقت شيئا فشيئا. تعتمد على عائلتك، أصدقائك، بيئتك وكل شيء آخر تُعرّض نفسك له. كما أنها أيضا تعتمد على خبراتك في المدرسة، مع أصدقاءك، في وظيفتك، وكل المراحل التي مررت بها وتُمثل بمجموعها حياتك. وتذكّر دائما أنها كُلها خياراتك وأنت مسؤول عنها.

الدرس هنا واضحٌ جدا: إن كنت قد نشأت في بيت بائس، حيثُ تعرّضت إلى الإحباط والتعاسة من قبل أهلك أو إخوتك وأخواتك أو أقاربك، فسيكون صراعا بالنسبة لك أن تكون إنسانا سعيدا.

وتذكّر دائما أن السعادة الداخلية هي عبارة عن البداية للإيجابية، لا تحقيقٌ لها.

بعضُ الناس (أنت منهم كما آمل) سيستوعبون حقيقة أن جميع العناصر والعوامل التي يحتاجونها لتحقيق الإيجابية موجودة في داخلهم، وموجودة منذُ اللحظة التي صرخوا فيها الصرخة الأولى إيذانا ببداية حياتهم ووجودهم. لربما تعرّضت للضغط والتعاسة لسنوات وسنوات من السلبية، لكن كل ما عليك فعله هو نقل تركيزك ونظرتك إلى زاوية أخرى، والإيجابية ستأتي شيئا فشيئا.

عندما تملك الشجاعة لفعل ذلك ستلاحظ أن:
o الإيجابية خيار، لا ظرف.
o النفسية هي أسلوب تعاملك مع ظرف معين، لا الظرف نفسه.
o لديك كامل القدرة على التحكم بخياراتك، وطريقة تجاوبك مع الظروف المختلفة.

الإيجابية ليست موضوعا يُمكن استيعابه وفهمه من أول مرة، عليك أن تقرأ عن الإيجابية أكثر وأكثر، لربما عليك أن تعود وتقرأ الصفحات السابقة التي كتبتُها لعلك تجدُ فائدة أكثر بين السطور، حتى تمتلك فهما راسخا للفرق بين الإيجابية والسلبية.

هل أنت إيجابي؟

تحصيل الوعي والإدراك الذاتي لنفسيتك هو الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح نحو التحول إلى شخص إيجابي. لكن معظم الناس يأخذون الجملة "نفسية إيجابية" على أنها تحصيل حاصل، وستأتي عاجلا أم آجلا، لكنهم لم يمتلكوا الشجاعة للتعرف على العانصر الأساسية للإيجابية ولم يمتلكوا الشجاعة لتحدي أنفسهم ومحاولة اكتشاف الأسباب التي تكمن فيها.

أراهن على أن كُل واحدٍ فيكم قرأ ما كتبته فكّر للحظة: "أنا شخصٌ إيجابي"!!! كما أراهن أن نفس العدد الذي فكر بتلك الطريقة لم يقرأ ولو حتى كلمة، ولم يحضر حتى ورشة عمل أو دروسا في الإيجابية نهائيا. واسمحوا لي أن أهنّئكم وأرحب بكم في ذلك النادي العالمي.

دعونا نخوض أعمق قليلا: ما هي نسبة اعتماد نجاحك على الإيجابية؟ الجواب قد يتراوح ما بين "كثيرا" أو "تماما" أو 80 إلى 100%!

إذن، 80 إلى 100% من نجاحك يعتمد على كونك إيجابيا، ومع ذلك، لم يحصُل أي منكم على تدريب رسمي في ذلك المجال؟؟؟

لنستوعب أكثر: تخيّل أنك بحاجة إلى عملية جراحية ونصحتُك بجراح لم يحصُل على تدريب جراحي بتاتا لكنه يظُن أنه قادر على إنجاز المُهمة، فماذا سيكون رأيك؟

يتبع...

ربما فكرة التدريب العملي ليست منطقية بالنسبة لكثير منكم الآن ممّن لم يقتنعوا بعد بفكرة الإيجابية، لذا أقل شيء يُمكن فعله هو قراءة الكتب في مجال تطوير الذات وتطبيق ما يردُ فيها من نصائح ثرية بشتى الأساليب السهلة جدا والبسيطة إلى درجة إمكانية تطبيقها من قبل أي شخص.

كُلنا نقول أننا إيجابيون، إذهب واسأل أي شخص تمر به: "هل أنت إيجابي؟" فسيرد مباشرة ودون تفكير "طبعا" مع ابتسامة عريضة، رُبّما يتردّد قبل أن يُجيب بنفس الجواب، لكن الحقيقة أن أقل واحد من أصل مئة فقط هو فعلا شخص إيجابي، يعني أقل من 1% هي نسبة الأشخاص الإيجابيين. أين أنت؟ هل تقع ضمن تلك الواحد بالمئة؟ كُل ما عليك فعله هو اختبارُ نفسك، ويلي اختبار بسيط لك كامل الحرية في تجربته...

إختبار النفسية الذاتي:

س: ما هو تعريفك للنفسية الإيجابية؟
ج: تعريفي للنفسية الإيجابية هو ............................

س: ما هي نسبة نجاحك التي تعتمد على كونك شخصا إيجابيا؟
ملاحظة: يمكنك وضع نسبة حتى 100% لكل نقطة، ويمكن أن يكون مجموعك 400%

عند الاستماع للآخرين .........%
عند التواصل مع الآخرين ..........%
عند خدمة زبون ..........%
عند تأدية عملك ..........%

المجموع ..........%

س: ما هو تقديرك لمدى إيجابيتك؟
1 (سيء جدا) 2 3 4 5 6 7 8 9 10(رائع)

س: هل تُحدّد نفسيتك أو مزاجك طريقة تفاعل الآخرين معك؟
ج: نعم لا

س: كم عدد ساعات التدريب التي حصلت عليها في مجال الإيجابية:
في المدرسة الابتدائية ........ ساعة أو لم أحصل على أي تدريب
في المدرسة الثانوية ........ ساعة أو لم أحصل على أي تدريب
في الجامعة ........ساعة أو لم أحصل على أي تدريب
في العمل ........ساعة أو لم أحصل على أي تدريب

إن كنت صادقا مع نفسك فعلى الأغلب (طبقا للإحصائيات) ستجد نفسك قريبا من الصفر بعدم حصولك على أي تدريب أو توعية، وعدم إدراكك لأهميّتها. لكن انظر إلى الأمر من هذه الزاوية: إن كنت في الحضيض فالطريق الوحيد أمامك هو الصعود إلى الأعلى!

لنكمل الاختبار البسيط، والآن بشكل أعمق قليلا، وتذكر أن تكون صادقا مع نفسك لأن هذا الختبار ليس برهانا على شيء وإنما هو لك أنت ولنفسك ولا نُريدُ أن نعرف تحصيلك، بل عليك أن أن تعرف تحصيلك وتُقرّر بعدها ما الذي تُريدُ فعله.

الجزء الأول:

ملاحظة: بحرص، ضع دائرة حول الرقم الصحيح الذي يُمثّل وضعك الحالي:
1 = طوال الوقت أو يوميا
2 = عادةً
3 = أحيانا
4 = نادرا
5 = أبدا أو نهائيا

1) أنا أشاهد الأخبار:: 1 2 3 4 5
2) أنا أتحدث عن الأخبار:: 1 2 3 4 5
3) أنا أتأثر، وأتحدّث عن الطقس السيء:: 1 2 3 4 5
4)أنا أغضب من شخص معين لأكثر من ساعة:: 1 2 3 4 5
5) عند حصول خطأ، ألوم الآخرين:: 1 2 3 4 5
6) عند حصول خطأ، أعلق في مرحلة لوم الذات:: 1 2 3 4 5
7) أجلب مشاكلي الشخصية معي إلى العمل:: 1 2 3 4 5
8) أتكلم عن مشاكلي الشخصية في العمل:: 1 2 3 4 5
9) آخذ مشاكل العمل معي إلى المنزل:: 1 2 3 4 5

الجزء الثاني:
ملاحظة هامة: القيم العددية هنا معكوسة كالتالي:
1 = أبدا أو نهائيا
2 = نادرا
3 = أحيانا
4 = عادةً
5 = طوال الوقت أو يوميا

1) أنا شخص حماسي:: 1 2 3 4 5
2) أنا سعيد من الداخل:: 1 2 3 4 5
3) أبحث عن حسنات الأشياء:: 1 2 3 4 5
4) عادة أتحدّث حسنات الأشياء:: 1 2 3 4 5
5) أتحدث عن سبب حبي للأشياء والأشخاص، لا عن سبب بغضي للأشياء والأشخاص:: 1 2 3 4 5
6) أبحث عن الفرصة المتاحة عند حصول خطأ:: 1 2 3 4 5
7) أسامح من آذاني أو أهانني:: 1 2 3 4 5
8) إذا لم أجد كلاما لطيفا لقوله، لا أقول شيئا:: 1 2 3 4 5
9) أعمل على تشجيع نفسي:: 1 2 3 4 5
10) أستخدم كلمات إيجابية وأتجنب استخدام كلمات مثل "لا أستطيع" أو "لا أريد":: 1 2 3 4 5
11) أمتلك صورة إيجابية عن نفسي:: 1 2 3 4 5
12) أقوم بالاختيارات التي تبني نفسيتي الإيجابية:: 1 2 3 4 5
13) أساعد الآخرين بلا توقعات أو قياسات:: 1 2 3 4 5
14) أنا متحمس لمساعدة الآخرين أكثر من حماسي لتحصيل الربح المادي:: 1 2 3 4 5
15) أشجّعُ الآخرين لتحقيق النجاح:: 1 2 3 4 5
16) أنا سعيدٌ بخصوص نفسي وحياتي:: 1 2 3 4 5
17) أعمل على تحسين نفسيتي كل يوم:: 1 2 3 4 5
18) أستمع لأشرطة وأحضر محاضرات عن تنمية الذات:: 1 2 3 4 5
19) أتجاهل الآخرين الذين يُحاولون تثبيط عزيمتي وإقناعي أنني "لا أستطيع":: 1 2 3 4 5
20) أحصي ما أنعم الله علي كل يوم:: 1 2 3 4 5
21) أؤمنُ بذاتي:: 1 2 3 4 5

نتيجة الجزء الأول (أنظر كيفية حساب النتيجة في الأسفل):

1 X .......... = ..........
2 X .......... = ..........
3 X .......... = ..........
4 X .......... = ..........
5 X .......... = ..........

المجموع الكلي = ..........

نتبيجة الجزء الثاني (أنظر كيفية حساب النتيجة في الأسفل):
1 X .......... = ..........
2 X .......... = ..........
3 X .......... = ..........
4 X .......... = ..........
5 X .......... = ..........

المجموع الكلي = ..........

المجموع النهائي = ..................

كيفية حساب النتيجة:
أولا، أحصِ عدد الخيارات التي كانت منحتها (1) وضع عددها في الفراغ بجانب 1 X ثم أحصِ عدد الخيارات التي منحتها (2) وضعها في الفراغ بجانب 2 X ثم أحصِ عدد الخيارات التي منحتها (3) وضعها في الفراغ بجانب 3 X ونفس الشيء بالنسبة ل(4) و(5). بعد ذلك قم بضرب الأعداد ببعضها واجمع النتائج لتعطيك المجموع الكلي لكل جزء، ثم اجمع المجموع الكلي للجزء الأول مع المجموع الكلي للجزء الثاني لتعطيك المجموع النهائي.

مثال: إذا اخترت (2) لأربع نقاط تضع بجانب 2 X العدد 4 ألا وهو عدد النقاط التي منحتها (2)، وإن اخترت (5) لست نقاط تضع بجانب 5 X العدد 6 ألا وهو عدد النقاط التي منحتها (5) إلى آخره.

يتبع...