تحية طيبة من القلب .. (f)

من زمان وقضية الوجود والعدم تشغلني كثيرا , وأحيانا تستولي على كياني مدة من الزمن تطول أو تقصر ..

قضية الحياة والموت ..

ان المؤمن الحقيقي يحسن ويستقيم ثم تجده مع ذلك يستقل ذلك اذا نظر الى مايليق بالله .. ولذا فهو يعلم أنه لن ينجو بعمله الا أن يرحمه الله ..
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام )

أحب جدا العقل الكبير , الثقيل الوزن

مثل عقل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى .. لقدنظر هذا الرجل إلى الدنيا نظرة خبير بصير ناقد فعرف أنها دار اختبار وامتحان فأعد العدة وتجهز للسفر عن المعاصي والهجرة الروحية إلى الله رب الأكوان ..

وجعل هذا منهج حياته إلى أن مات رحمة الله عليه ..

خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها، فقال فيها:

إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى..

وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده..

فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض..

ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين..
وسيرثها بعدكم الباقون؟

كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين..

وفي كل يوم تشيعون غادياً أو رائحاً إلى الله..

قد قضى نحبه..

وانقضى أجله..

فتودعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد..

قد خلع الأسباب ..

وفارق الأحباب..

وسكن التراب..

ووجه الحساب..

غنياً عمّا خلف..

فقيراً إلى ما أسلف..

فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته..

وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحدٍ من الذنوب أكثر مما عندي..

ولكني أستغفر الله وأتوب إليه..

ثم رفع طرف رداءه وبكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه..

http://www.islam2all.com/video/videos.php?mqta=150

http://www.islam2all.com/video/videos.php?download=150

الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب 0 ( سورة الشورى : 13 ) .


:redrose: