نظرية التطور اليوم تقدم تفسيرا لاختلاف الأنواع ، و رغم أنها لم تختبر إلا بطرق أولية في الكائنات الدقيقة ، إلا أنها تتوافق مع الكثير من المشاهدات و تقدم تفسيرا يقبل على أساس نظري لبعضها ، و لأن المعرفة العلمية لا تأخذ بالمصادر الغيبية ، تبقى نظرية التطور متفردة على الساحة العلمية تختضع للتعديل و التطوير إلى أن تختبر.

و لأن حديثنا اليوم عن الكروموسومات المحددة للجنس ، علينا أن نلقي نظرة على تصنيف أنظمتها:

1. نظام XX/XY

و هو النظام الأكثر شيوعا بين الناس ، و يوجد في الإنسان و الثدييات و فيه تحمل الأنثى كرموسومين جنسيين من نفس النوع XX بيمنا يحمل الذكر كروموسمي XY.

في بعض الكائنات من هذه الفئة و من ضمنها الإنسان حصرت صفة الذكورة في جين على الكروموسوم Y يدعى SRY و بعد هذا التحديد ، اعتبر حملة كرموسوم Y إلى جانب كرموسومين أو أكثر من نوع X ذكورا من وجهة نظر جينية ، و حتى حملة كرموسومي XX و التي تحمل كرموسوماتها جين SRY عن طريق chromosomal translocationاعتبروا ذكورا ،و يشار إلى أن هذا النوع من الذكور يكون عقيما.


2. نظام XX/X0

حيث تحمل الأنثى كرموسومين جنسيين من نفس النوع XX بيمنا يحمل الذكر كروموسم X وحيد و يعبر عن عدم وجود كروموسوم ثان باستخدام 0 فيكون الذكر X0 و هذا النظام موجود في عدد من الحشرات كالصراصير.

3. نظام ZW

و هذا النظام الموجود في الطيور و بعض الحشرات و كائنات أخرى تحمل فيه الأنثى كروموسومين مختلفين ZW و يحمل فيه الذكر كروموسمين متشابهيين ZZ

و يوجد كائنات لاجنسية و كائنات أخرى لا تلعب الجينات فيها دورا في تحديد الجنس.

يتبع ..

تعقب تطور الكروموسومات

يشير البروفيسور ديفد بيج المتخصص في الكروموسوم Y إلى أن الكروموسوم X و الكروموسوم Y تطورا عبر ملايين السنين ، حيث لم يكن للجينات في البداية دورا في تحديد الجنس الذي اعتمد على عوامل بيئية كدرجة حرارة المياه و هذا ما زال اليوم حاضرا في عدد من الكائنات الحية.

عبر السنين تحول زوج من الكروموسومات إلى كرموسمين مختلفين ، X الحامل لآلاف الجينات و Y الحامل للعشرات منها ، و بين هذه الجينات 19 جينا مشتركا بين الكرموسومين ، و بحسب الدكتور بيج فإن هذه الجينات المشتركة تشكل مستحاثة حية تمكن العلماء من قراءة تاريخ الكروموسمين. بداية تمت مقارنة مواقع الجينات المشتركة فوجد أنها تتركز على حافة كروموسوم X ، بينما هي موزعة على طول الكروموسوم Y و بالإضافة إلى ذلك وجدت اختلافات جزيئية لا تأثر على عمل الجين لكنها توفر توقيتا تطوريا لكل جين و بدراسة هذه التغيرات تم تحديد أربع مجموعات تشير إلى أربع مراحل تاريخية ، المرحلة الأولى كانت منذ 320 - 240 مليون سنة عندما انفصل أجداد الثدييات عن أجداد الطيور، و الثانية منذ 130 - 170 مليون سنة عندما انفصل أجدادنا عن بلاتبوس منقار البطة و كانت الثالثة منذ 80 - 130 مليون سنة عندما انفصل أجدادنا عن الجرابيات و الرابعة منذ 30 إلى 50 مليون سنة عندما انفصل أجدادنا عن الليموريات، و الكلام للدكتور بيج.

يتبع ..

تحياتي

تسجيل متابعة

سعيد بموضوعك واتابع بشوق