هؤلاء المثقفون المغيبون يتقولبون في نماذج أصولية تراثية تخاصم هذا العصر و روحه بينما لا يتوقفون عن الصياح و الصخب حول اليقظة الإسلامية الموهومة.
كان لدى العرب ثلاثون مليون أمي قبل خمسين سنة ثم أصبح لديهم اليوم سبعون مليوناً، معظمهم في مصر أول مجتمع بدأ التحديث في العالم العربي ، هذا يعني أنه بدلا من أن يتقدم العرب كغيرهم من شعوب العالم فإنهم أشعلوا الثورات الكبرى و صححوها و خاضوا الحروب الكبرى و انتكسوها و في النهاية يتخلفون عما كانوا عليه في زمن الإستعمار ! ، أما المضحك المبكي أنه بينما تتخلف الجماهير العربية بشكل مخجل على مقاييس التنمية الاقتصادية و البشرية فإن النخب العربية تغرق في استيراد المنتجات النهائية للحضارات الأخرى ، فأمام منازلهم أفخم السيارات وفي جيوبهم أحدث الهواتف النقالة وعلى مكاتبهم حواسيب متطورة وتفوح من ثيابهم روائح أفخر العطور!
و المعنى الحقيقي لذلك أن العرب يستنزفون ثرواتهم المحدودة في تمويل عملية تحديث modernizationاستهلاكية شكلية ، و المقصود بالتحديث أنها عملية تاريخية لتغيير المجتمع ليتوافق مع العصر و متطلباته ،و لكنها تنقلب في عالمنا العربي إلى استنساخ شكلي للتقاليد الاستهلاكية الغربية و الاكتفاء بنقل المنتجات الجاهزة عن الغرب تحديدا وزراعتها في بيئة غير مستعدة للتعامل معها بشكل مجدي ، والنتيجة الحتمية لفوضى التحديث المنبت عن أصول الحداثة أن عدد العاطلين عن العمل في الوطن العربي يفوقون ما كانوا عليه قبل عشر سنوات، و بدلا من النمو تسقط شرائح متزايدة من البرجوازية العربية باستمرار إلى مستويات الحياة المتدينة للبروليتاريا ، بينما النخب الحاكمة التي تمثل أدنى الشرائح الثقافية و أقلها تهذيبا و أكثرها جشعا وبلادة ، لا تحفل بالتردي الذي تنساق إليه تلك المجتمعات .
دون الدخول في مجادلات طويلة عبرت كثيرا عن اعتقادي أن النخب العربية المثقفة هي السبب الرئيسي في هذا الضياع و التخلف المخزي ، هؤلاء المثقفون المغيبون يتقولبون في نماذج أصولية تراثية تخاصم هذا العصر و روحه بينما لا يتوقفون عن الصياح و الصخب حول اليقظة الإسلامية الموهومة.
سأخصص هذا الشريط للحديث عن مظاهر الغيبوبة الثقافية المعاصرة و هل هناك أمل في أن ينهض المثقفون العرب بدورهم المأمول ، رغم أن هذا المقال الإفتتاحي يعبر عن كل المثقفين العرب بشكل أو آخر ، لكني سوف أحصره في المثقفين المصريين تحديدا ، فمصر هي أكبر دولة عربية و من أكثرها تأثيرا ، كذلك فمعرفتي بأحوالها تسمح لي بالحديث عن المثقفين بدرجة معقولة من الدقة .

1. إن الأصولية الخرافية أصبحت الآن النموذج الثقافي السائد و أكاد أقول الوحيد ، وهل نتوقع نتيجة مختلفة عندما لا يتوقف حملة الدكتوراه عن تدمير العلم و الثقافة التي يحملون لوائها كالقرود ، لدينا باحث سعودي يكفر 200 من ألمع الشعراء و المثقفين العرب ، فتكافأة جامعة الملك عبد العزيز بدرجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف ،بل ماذا نتوقع أن يحققه العرب و هناك باحث مصري يكفر جريدة عمرها 80 عام هي روز اليوسف فيحصل عن نفس الدرجة العلمية من جامعة الأزهر ، لنتأمل العالمة الجليلة رئيسة قسم علوم الوراثة في كلية جامعية في مصر عندما تنفي علمها بنظرية داروين و تقول أنه لو قال بالتطور فهو كافر بالطبع ،و تطالب مزج العلم العصري بالعلم النقلي !، جاهلة أن ذلك ( العلم النقلي ) كان عصريا في زمنه السحيق !،لن أتحدث عن رجل مثل زغلول النجار فهو شكلا وموضوعا نموذج بالغ الفجاجة للتردي الثقافي ،ولن أتحدث عن عشرات غيره ممن يرتزقون بالعبث بالنصوص الدينية و لي رقبتها كي تدر لهم اللبن و العسل و المرسيدس و الفيللا ، فقط اتسائل:" أليس من الطبيعي وهؤلاء علماؤنا أن تنطفأ كل المصابيح ولا يبقى منها سوى شموع الوهابية السوداء ،و نيران الحوزة المحرقة؟" .
2. ربما كان العرب من الشعوب القليلة في العالم التي لا يختلف فيها وعي النخب المثقفة عن الجهلة و المعدمين سوى في أقل القليل ، فالجميع مولعون بالخرافة و التفسيرات الغيبية لكل ما يحيط بهم من ظواهر أو أحداث ، فالمثقف العربي لا يرى شيئا خارج نظرية المؤامرة ، هذه النظرية كما نعلم هي الامتداد العضوي للخرافة ، ربما يبرر البعض شغف العرب بنظرية المؤامرة بالجهل و ضآلة المعلومات ،و لكن هذا التعليل لا يفسر استمرار شغفهم بأوهامهم حتى بعد تكشف الحقائق كلها كما حدث في حوادث 11 سبتنبر و توزيع بن لادن لشريطه التلفزيوني الذي ربط فيه بين منفذي العملية و تنظيم القاعدة ، رغم ذلك هناك من يصر على تبرئة ابن لادن و وضع التفجيرات في رقبة الموساد و CIA كما لو كانت الأجهزة الأمنية الغربية قد تفرغت لقتل الأمريكيين و حلفائهم !، هكذا نجد أن النخب العربية لا تترك حادثا يمر في العالم دون أن تكتشف مؤامرة خلفه من جهة ما.
3 . لا يتوقف المثقفون المصريون عن نقد النظام بسبب عدم ديمقراطيته و لأنه لا يعطيهم حقوقا دستورية كاملة أسوة بالمواطنين في دول العالم المتقدم ، تلك الحقوق متعددة تتراوح من سقف منخفض نسبيا في تركيا حتى سقف عالي بعلو السماء في الدول الاسكندنافية ، والمثقفون محقون في نقدهم فلا يوجد مثقف حقيقي في هذا العالم دون أن يكون معارضا للنظام بشكل أو آخر خاصة في الدول النامية حديثة العهد بالحريات العامة ، ولكن لأن المثقف هو النموذج الأرقي للأمة فنحن نتوقع أن يتصف بالمصداقية و عدم التناقض و ننتظر أن تكون مواقفه ترجمة واضحة لخياراته المبدئية ، و لهذا لا بد أن نندهش عندما نجد كثيرا من هؤلاء المثقفين يسيرون نياما فيسقطون كالفراشات الهائمة في أحضان (الجماعة المحظورة) التي لا يربطها بالديمقراطية سوى العداء السافر عند الاستقواء و المبطن عند التقية ؟. هؤلاء المثقفون يحجون إلى مقر الجماعة و يخلعون الأحذية على بابها و يصلون خلف قياديها التماسا لتأييدهم في الانتخابات النقابية أو التشريعية ، في مشهد جدير بالغيبوبة الثقافية المعاصرة .
للموضوع بقية .

اقتباس:للموضوع بقية .

فى أنتظرها بشدة .

بهجت (f)

رغم إختلافي معك ... إلا اني أنتطر البقية بفارغ الصبر

دمتْ (f)

\"الغبار يعلو كل شيء في مصر \" د. بطرس غالي .
الزملاء الأعزاء .
أرحب بالأعزاء بهاء و ماركيز .(f)(f)
آملا ألا يتردد من يشاء من الزملاء أن ينتقد ما يريد و أن يعلق كما يشاء ، فلا أتوقع أن أكون مصيبا في كل شيء كل الأوقات ، ففوق الكفاية ان اكون مصيبا في بعض الأشياء بعض الأوقات .
للدكتور بطرس غالي كتاب هو (في انتظار بدر البدور) يتعرض فيه لنبوءة عراف هندي قابله أثناء زيارة للهند ، كان د . بطرس في بداية صراعه من أجل التجديد لفترة ثانية كسكرتير عام للأمم المتحدة مواجها معارضة قوية تقودها أمريكية متغطرسة هي مادلين أولبرايت مندوبة بلادها في الأمم المتحدة و هي التي أصبحت وزيرة خارجية لأمريكا بعد ذلك بقليل ، تنبأ له العراف الهندي بأنه لن يوفق في التجديد و لكنه سيصل لمنصب كبير آخر عندما يظهر بدر البدور ، منذ ذلك اليوم ينتظر د. بطرس غالي العجوز بدر البدور متفائلا كشاب ، لا أملك ثقافة بطرس غالي ولا ذكائه الحاد و لم أصادف عرافا هنديا مقنعا لهذا الحد ،و لكني لا أرى سببا كي لا أنتظر معه بدر البدور ، خلال ذلك الإنتظار سنعمل بهمة لا تعرف الكلل كدأبنا دائما ، فبهذا العمل وحده يأتي بدر البدور .
خلال هذه المداخلة سوف أستكمل استعراض بعض مظاهر الغيبوبة الثقافية .
1. ( السحر و المجتمع ) كتاب أصدرته د. سامية الساعاتي ، نشرت فيه دراسة ميدانية ترصد وجود 150 ساحر و دجال في القاهرة وحدها 30% من المتعاملين معهم من المثقفين و الحاصلين على مؤهلات عليا أي أكبر من نسبتهم بين السكان ، في مصر و ربما في غيرها من العالم العربي لا يوجد سقف لأهمية المؤمنين بالسحر و التنجيم و لا حد للمتعاملين مع المشعوذين ، فمن المعروف أن كثير من حكام مصر كانوا يستشيرون الأبراج لمعرفة المستقبل ، وأن السادات على سبيل المثال كان دائم المرور على رجل يدعي الولاية كلما ذهب إلى قريته بالمنوفية للتبرك به و الإستماع إلى كشوفاته الربانية ، أعرف شخصيا أن أحد كبار كبار رجال الدولة في عصري ناصر و السادات كان يلجأ هو وزوجته -و كانت سيدة فاضلة و سليلة لعائلة كبيرة - للعرافين في مصر و الخارج بشكل منتظم ، و لا يكاد يوجد أحد من كبار رجال الدولة أو رجال الأعمال من درجة القطط السمان فأعلى لا يلجأ للسحر و العرافة ، نعم حتى في الغرب هناك من يلجأ أحيانا لقراءة الطالع كنوع من الفانتازيا و لكن ليس هكذا المصري أو العربي فهو يأخذ هذه الخرافات بجدية تامة ، و هناك الروايات التي سمعناها عن أحلام كبير الياوران في عهدي عبد الناصر و السادات التي لا تسقط الأرض و التي تنبأ فيها بكل الحوادث السياسية من النكسة حتى حرب أكتوبر ، ناهيك عن أحلام الشعراوي و عبد الحليم محمود و حسين الشافعي و كلها من عينة الفتوحات الربانية رغم أنها لا تصدق أبدا ، في هذا السياق أوضحت د. سامية أن نمط التفكير الغيبي و كذا التفكير الخرافي كلاهما يمثل نمط التفكير السائد في المجتمع ، إن نسبة كبيرة من المتعلمين يلجأوون إلى السحر و الأعمال لحل مشاكلهم ، و من المدهش أن هناك عالم معروف هو د. محمد عبد المنعم خبير علم الإجتماع السياسي في المركز القومي للبحوث الإجتماعية و الجنائية قدم مقترحا لتقييم الحالة المعرفية للباحثين بسبب شيوع التفكير الغيبي و الخرافي بينهم ،و كان دافعه المباشر لذلك أنه لاحظ أنهم يفسرون ما يمر بهم من أحداث خاصة بالحسد و السحر و تدخل الجان ، هذا يعني أن باب النجار مخلع و أن الباحثين في حاجة لباحثين ، هذه الظاهرة لا يمكن عزلها عن منظومة التعليم في مصر التي تقوم على الحفظ و التلقين دون التفكير الذي يمكن أن يقود الطالب إلى الشك و العياذ بالله !، من جانب آخر ففي غياب المعايير الموضوعية للتفوق و التوظف في المستويات العليا و ارتباط الثروات بالعشوائية و ضربات الحظ صارت العرافة و قراءة الفنجان وسيلة طبيعية لدراسة المستقبل و تقدير الموقف ، و هكذا فقد المصري القدرة على التفكير المنهجي الخلاق و أصبح يعتمد في تفكيره على الآخرين خاصة رجال الدين ، هذه الغيبوبة الفكرية أدت إلى شيوع الأفكار الدينية السلفية الممزوجة بالخرافات و الغيبيات ، و من يتابع الفتاوى الدينبة سيجد أن المصري يستفتي رجال الدين في كل شيء و حتى أخص خصوصياته كما لو كان يعتبر نفسه ريبوتا ينتظر إشارات الريموت كونترول ، و نظرا لأهمية الفتاوى و حتى تكون كالماء و الهواء أنشئت مراكز خاصة للفتوى بواسطة الهاتف على مدار الساعة توظف رجال الدين للرد على أسئلة المؤمن الورع الذي يريد أن يعرف هل يظرط في وجود ضيف من الجان أم تلك من الكبائر ؟.
2. المصريون كإخوانهم العرب لا يقرأون رغم ذلك -ماشاء الله - يعرفون كل شيء ، فالشعب المصري الذي يبلغ تعداده حوالي 75 مليون لا يصدر سنويا سوى 9000 عنوان جديد ، بمعدل120 عنوان لكل مليون نسمة بينما لا يتعدى شعب إسرائيل 6 مليون و لكنه يطبع 20000 عنوان سنويا بمعدل 3333 كتاب لكل مليون نسمة أي 28 مرة تقريبا مثل المعدل المصري ، رغم معدل القراءة المتواضع للمصريين فحوالي 30% من الكتب هي كتب دينية من النوعية المتدنية التي تتناول موضوعات من عينة زواج الجني من أنسية و علامات الساعة ، بينما لا تتجاوز الكتب العلمية بما في ذلك الجامعية 10 % ، غير ذلك فكتب أدبية و فنية و ... و هذه عادة لا توزع سوى أعدادا محدودة لا تتجاوز 1000 نسخة للعنوان ، هذا يعني أن المثقف المصري هو عملة نادرة جدا ،ولو وجد فهو كسول يثرثر في أشياء كثيرة لم يقرأ عنها شيئا ، من النادر أن تجد أوروبيا لا يقرأ على الأقل كتابا واحدا في الأسبوع أو حتى في الشهر على أسوأ الفروض ، رغم هذا نجد بطلا قوميا تقام له التماثيل و المتاحف في مصر هو المرحوم صالح سليم كان يعلن أنه لم يقرأ كتابا واحدا منذ تخرجه من كلية التجارة منذ أكثر من 50 عام ، ربما كان صالح سليم صريحا و أمينا و لكني على ثقة أنه ليس حالة نادرة بل هو الحالة القياسية السائدة بين النخب المصرية .
3. في استطلاع حديث أجرته صحيفة روز اليوسف المصرية بين حملة المؤهلات العليا و المتوسطة من الشباب نكتشف ملامحا مشوهة لثقافة جيل النهضة الإسلامية الميمون ، فمن بين 100 مشارك كان هناك واحد فقط يعرف إسم .. مجرد إسم أي من الصحف الأجنبية ،وحتى هذا المعجزة كان مضطرا لتلك المعرفة لأنه يعمل في دار الكتب ، 5 % من المشاركين فقط عرف عدد الدول العربية ،و لكن لم يستطع مشارك واحد معرفة أسماء أكثر من 6 رؤوساء ، بينما أكد البعض أن حسن نصرالله رئيس لبنان ،و هناك من ذكر خادم الحرمين زايد بن عبد العزيز رئيس السعودية و الشيخ ابن مكتوم شيخ الكويت ، كما هو متوقع من الذين لا يمتلكون مصدرا للمعرفة خارج المساجد ودعاتها الجهلاء يرى حوالي 90 % من المفحوصين أسامه بن لادن أسطورة و بطلآ و الزرقاوي شهيدا ، رغم هذا فلم يخلو الأمر من سيدة تكره ابن لادن لأنه قتل السادات و الزرقاوي لأنه شيعي عدو الإسلام !، أما عن العالم الخارجي فهناك من يعتقد أن أمريكا تحتل الشيشان ولم يعرف سوى أقل من 10 % اسم رئيس روسيا أو رئيس وزراء العراق.
للموضوع بقية .

اقتباس: لنتأمل العالمة الجليلة رئيسة قسم علوم الوراثة في كلية جامعية في مصر عندما تنفي علمها بنظرية داروين و تقول أنه لو قال بالتطور فهو كافر بالطبع ،و تطالب مزج العلم العصري بالعلم النقلي !

هذا "مرعب" حقاً يا "بهجت".

مقال رائع ....

(f)

واسلم لي
العلماني

على ذكر القراءه في مصر ..
كنت عند جارنا محمود المصري البائع في الدكان الذي بجوارنا وهومتخرج من كلية التجاره ..

سألته متى مات جمال عبدالناصر ؟
/
زم فمه وأرخى العين اليمنى ونظر إلي قليلا ثم قال : في السبعا وستين !!

اقتباس:  كرداس   كتب/كتبت  
على ذكر القراءه في مصر ..
كنت عند جارنا محمود المصري البائع في الدكان الذي بجوارنا وهومتخرج من كلية التجاره ..

سألته متى مات جمال عبدالناصر ؟
/
زم فمه وأرخى العين اليمنى ونظر إلي قليلا ثم قال : في السبعا وستين !!

واحد صاحبى كنا بنتكلم عن عبد الناصر , فقالى أنت تعرف عبد الناصر مات أزاى ؟

قولته : لا

قالى : مات مسموم

قولته : الكلام ده خطأ مائة فى المائة

قالى : بلاش جهل :lol:

تابع يا أستاذنا تابع (f)

[quote] بهجت كتب/كتبت
[SIZE ، 5 % من المشاركين فقط عرف عدد الدول العربية ،و لكن لم يستطع مشارك واحد معرفة أسماء أكثر من 6 رؤوساء ، بينما أكد البعض أن حسن نصرالله رئيس لبنان ،و هناك من ذكر خادم الحرمين زايد بن عبد العزيز رئيس السعودية و الشيخ ابن مكتوم شيخ الكويت ، كما هو متوقع من الذين لا يمتلكون مصدرا للمعرفة خارج المساجد ودعاتها الجهلاء يرى حوالي 90 % من المفحوصين أسامه بن لادن أسطورة و بطلآ و الزرقاوي شهيدا ، رغم هذا فلم يخلو الأمر من سيدة تكره ابن لادن لأنه قتل السادات و الزرقاوي لأنه شيعي عدو الإسلام !، أما عن العالم الخارجي فهناك من يعتقد أن أمريكا تحتل الشيشان ولم يعرف سوى أقل من 10 % اسم رئيس روسيا أو رئيس وزراء العراق.
للموضوع بقية .
للاسف الامر فعلا كما وصفه الاخ بهجت
في زيارتي الاخيرة لمصر و باحتكاك مع نخب مصرية جامعية قاهرية
لمست جهلا تاما بالواقع العربي خارج حدود مصر و انكفاءا على الذات ثقافيا الامر الذي صدمني في مصر التي كانت قاطرة القومية العربية في وقت من الاوقات
عزيزي بهجت الا ترى معي ان تدني الوعي السياسي لدى الشعب المصري و عدم انفتاحه على ما خارج حدود خريطة القطر المصري يشبه الى حد بعيد الظاهرة الامريكية في جهلها بما يدور خارج امريكا خاصة بوش الذي اجاب ان طالبان فرقة موسيقى روك عند سؤاله عنها اثناء الحملة الانتخابية فوجد نفسه يخوض حربا ضروسا ضدها بعيد انتخابه

يا عم بهجت (f)
أنا لست مصدومة ,,, جدا ,,, لأن الصدمة بدأت تنزوي بحسرة وألم اعتصرني
لقد لمست هذا بزيارتي الأخيرة بعد فترة انقطاع طويلة والتي عقدت لساني طلية الزيارة ...................
للحالة العامة ,,,:emb:
ولكن اسمح لي الموضوع مرتبط كثيرا بردي أمس على موضوع
تدخل القرضاوي حتى في أدق الأمور وهي غشاء البكارة للفتاة ,,,تخيل :angry:
واليك الرد
رجال الدين في هذا الزمان
بدأوا يطلون برؤوسهم وألسنتهم تتدخل في كل شيء وأي شيء
من طب واقتصاد واجتماع وسياسة وفن ,,,,, موسوووووووووووووعة
وهم أبعد ناس عن فهم أمور الحياة
استغلوا فرصة الجهل والأمية المتفشية
ونفشوا ريشهم وصالوا وجالوا وتزوجوا الفضائيات ( على أساس تاء التأنيث )
وكلما تفتح فضائية تجدهم مثل الجراد
والمشكلة فيمن يستمع اليهم يتزايدون مثل الفطر
من زاوية الاستماع هو الاسهل وشعوب بها أمية ستون مليون
ومن يقرأ منهم لا يقرا كتابا واحدا في السنة وربما بعمره كله
فماذا تتوقع ؟؟؟؟؟؟
جهل يتعمق ويتعملق أكثر وأكثر ....
وسلملي على القرضاوي الذي لا يقوى أن يجادله أحدا .............

................................
الحالة بائسة للغاية :brock:
ولكن قضية السحر والبخت فهي موجودة بالغرب مع الأسف
وشاهدت قصص ونماذج مضحكة ومزرية ,,,
ومن ينسى ما كانت تقوم به نانسي ريجان ؟؟؟!!!.....حتى كان يسير ببرنامجه اليومي بناء على تعليمات فاتحة البخت ...
ويا ما ألغيت له ترتيبات وبرامج زيارات بناء على الفلكي ,,,,

بالنسبة لتعليق الزميل سيستاني
بخصوص ربطه بهبوط الثقافة بمصر بأمريكا ...
هي خطرت ببالي فعلا
والناس على ثقافة من يطعمهم ,,,, ببالغ الحزن والأسى

وكم ذا بمصر من المضحات .. و لكنه ضحك كالبكا .
الأخوة الأعزاء .(f)
أرحب بكل الزملاء ،و أتمنى أن يتعامل الجميع مع الشريط كمشارك في تحريره و ليس ضيفا عليه ، و حتى أعلق على مداخلات الأصدقاء أرجوا أن تسمحوا لي بالتماهي مع ما أثاره عزيزنا العلماني بأن الأمر مرعب .
العزيز العلماني .(f)
كل عام و أنت بخير .
ربما ليس هذا ردا على مداخلة العلماني بالمعنى المعتاد ،و لكن هي انطباعات حول ما أثاره تعبيره بأن (الأمر مرعب) ، لأني مثله أرى أن إصابة العقل لا شفاء لها لذا هي مرعبة .
نعلم أن نظرية التطور ليست مجرد نظرية علمية لها مصداقية غيرها من العلوم و دقتها و لكنها تمثل روح العصر ، و هكذا أصبح المفكرون و المناظرون يقسمون التفكير إلى التفكير التطوري و ما قبل التطور ، لهذا عندما تنكر عالمة في مجال الوراثة نظرية داروين ، يمكن أن نتوقع أن ينكر البابا وجود المسيح ، إن الجامعات هي قدس أقداس الحضارة ،و تعهير العلم و ( مرمطته ) بمثل تلك السيدة هو تدمير للحضارة و بشكل لا يمكن إصلاحه .
أتذكر أن ريجان عندما كان مرشحا لرئاسته الأولى اقترح أن تقوم المدارس بتدريس نظرية الخلق الخاص كما وردت في التوراة بالتوازي مع نظرية التطور ، ولو كنسبة من المادة العلمية المطروحة ، فعندما يكون هناك 1000 كلمة مثلآ عن نظرية التطور يعرض 300 كلمة عن نظرية الخلق ، و لكنه رغم هذا العرض المتساهل قوبل بالرفض و الإستهزاء حتى في الجنوب حيث توجد معاقل اليمين المسيحي ، و تعدى الأمر إلى حد أن اقترح أحد الكتاب ساخرا أن يتم قراءة نظرية التطور في الكنائس للعبادة في مقابل تعليم التوراة في المدارس ، لهذا أتمنى من الزملاء عند الحديث عن الأصولية المسيحية في أمريكا أن نلاحظ أنها ليست نفسها الأصولية المتغولة الخاتقة التي نعرفها في الشرق الأوسط رغم أنها مرفوضة أيضا على أسس من التقاليد الليبرالية بين المثقفين الأمريكيين .
هذا الإقتراح الأمريكي الهزلي يذكرني باقتراح جدي تردد كثيرا في الصحف المصرية في فترة ما ، نادى البعض أنه كي نقيم دولة العلم و الإيمان و نفعل النص الدستوري على مرجعية الشريعة الإسلامية ، علينا أن نعين الوعاظ مع الأطباء في العيادات و المستشفيات لعلاج المرضى بالقرآن فيمكن مزج الطب مع القرآن و الطب النبوي في وصفة ( روشتة ) واحدة لعلاج المريض ، و كانت حجتهم دامغة فهي النص القرآني الذي فيه شفاء للناس ،و لست أدري كيف تخلصت الحكومة من هذا المأزق ، الذي لا يجيد أحد مثل المصريين وضع أنفسهم فيه .