د.محمد عمارة ينفي الاعتذار ويعلن حذف كلمتين من \"فتنة التكفير\"
[SIZE=5]
احتواء أزمة كتاب طبعته وزارة الأوقاف المصرية يستبيح دماء الأقباط
أكد مفكر اسلامي مصري معروف أنه قرر حذف كلمتين تبيحان دماء الآخر "غير المسلم" من كتاب له أصدرته وزارة الأوقاف مؤخرا وأثار غضب الأوساط القبطية والقيادات الكنسية في مصر.
وقال د. محمد عمارة عضو مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر والذي يواجه بلاغا أمام النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، بتهمة تكفير الأقباط واستباحة دماء المسيحيين وأموالهم، ويطلب محاكمته جنائيا، إنه أصدر بيانا اليوم 9-1-2007 يبين فيه ملابسات الموضوع وقراره بحذف الكلمتين في الطبعة الثانية من كتاب " فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية".
وأضاف د.عمارة في اتصال مع "العربية.نت": ما ورد في هذا الكتاب، وأثار غضب الأقباط، مجرد كلمتين فقط وهما "اباحة الدماء" في مضمون اقتبسته من كتاب لأبي حامد الغزالي اسمه "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة"، وقد قررت إحقاقا للحق حذفهما، ولا أعرف كيف ضمنهما أبو حامد كتابه، فأنا أقرأ له وأخذ منه في ثقة ولا أفتش وراءه، لكن هذا ليس موقف الاسلام الذي لا يبيح دماء الآخرين.
وتابع: لهذا السبب سأبحث عن كيفية أن يتضمنهما كتاب لأبي حامد، وهل توجدان في المخطوط الذي طبع عنه، فهناك علامة استفهام أن يقول ذلك. وأكد: موقفي معلن ومعروف ومنشور في كتبي وهو أن دماء وأموال وأعراض غير المسلمين لها حرمة دماء المسلمين وأموالهم.
لن أقدم اعتذارا
ونفى عمارة أنه سيقدم اعتذارا للأقباط في اجتماع سيجمعه بوزير الأوقاف د.محمود حمدي زقزوق وإحدى الشخصيات القبطية، قائلا: أنا على اتصال بالوزير وليس هناك شئ من هذا القبيل.
وعن سبب تضمينهما ابتداء كتاب "فتنة التكفير" قال د.عمارة إنه "استدل بكلام لأبي حامد الغزالي يعرف فيه الكفر والايمان، فهذا الكتاب يناقش موضوع التكفير بين المسلمين، وكان أبو حامد يناقش التكفير لأهل القبلة، فتكلم عن أن التكفير هو التكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ مما جاء به، والايمان هو تصديقه في جميع مما جاء به، ثم جاء في ختام هذا السياق كلمتان تقولان "ودماؤهم مباحة"..
فكل الكلام سليم إلا هاتين الكلمتين المتعارضتين مع الاسلام".
إلا أن المراقبين يتوقعون ألا تنتهي الأزمة عند هذا الحد فالأقباط يحتجون أيضا على الفقرة التي سبقت الكلمتين ولن يطالها الحذف وهو ما يعتبرونه تكفيرا للمسيحيين، وازدراء لدينهم.
بلاغ لمحاكمة عمارة
من جانبه قال المحامي نجيب جبرائيل مستشار الكنيسة، ورئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان لـ"العربية.نت" إنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد عمارة بتهمة اصدار كتاب باسم "فتنة التكفير" يكفر المسيحيين ويساويهم يالزنادقة والمجوس وعبدة الأوثان، ويطالب باستباحة دمائهم وأموالهم، وينسب هذا لإجماع الأمة.
واتهمه أيضا باثارة فتن طائفية وتكدير السلام الاجتماعي والأمن العام في مصر ويقوض مفهوم المواطنة بين المصريين وذلك تجرمه المادة 98 فقرة "1" من قانون العقوبات المصري التي تعاقب كل ما يزدري الدين أو يحرض على كراهيته أو ينفر منه بالسجن من ثلاث إلى خمس سنوات.
وقال: طلبت في بلاغي من النائب العام إصدار أمر بوقف تداول هذا الكتاب وسحبه من الأسواق وتقديم عمارة إلى المحاكمة الجنائية.
وساطة رسمية لانهاء الأزمة
وأضاف جبرائيل: النائب العام يباشر التحقيق حاليا، لكن بعض الشخصيات الرسمية الكبرى اتصلت بي اليوم 9-1-2007 (رافضا ذكر اسمائهم) وتريد احتواء الموقف وأن يقدم عمارة اعتذارا، لكننا لا نعلم شكل هذا الاعتذار،
خاصة أن وزارة الأوقاف متورطة في هذا الشأن لأنها الجهة التي طبعت الكتاب ووزعته بسعر منخفض في متناول الجميع "جنيه مصري واحد".
واستطرد: تلك الشخصيات تريد أن تعقد اجتماعا يضمني ووزير الأوقاف ود.عمارة، لكن إلى هذه اللحظة لم يتبلور الموقف بالضبط، ولا يزال البلاغ قيد التحقيق في مكتب النائب العام.
وقال جبرائيل: سنرى ما سيحصل، لكن عمارة دأب على مهاجمة المسيحيين والمسيحية قبل ذلك في العديد من الصحف، وقد سبق أن تقدمنا ببلاغات عدة ضده.
وأوضح: الكتاب لم يعد موجودا في الأسواق، ليس لأن الوزارة سحبته أو أن جهة قضائية قررت منع تداوله،
بل يبدو أنه نفد نظرا لثمنه المتدني والضجة التي أثيرت حوله، وربما لم تطرح منه طبعة ثانية.
وتابع نجيب جبرائيل مستشار الكنيسة القبطية المصرية: الكتاب تحت يدي الآن وهو بغلاف أخضر ومكتوب فيه إنه" طبع بمطابع وزارة الأوقاف". وتحت اشراف واصدار د.محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية".
وقلل جبرائيل من أهمية تبرير د.عمارة بأن ما أورده هو نقل من كتاب أبي حامد الغزالي، قائلا: هل عندما هاجم بابا الفاتيكان بنديكت الثالث عشر الاسلام والمسلمين، وقال: هذا نقلا عن القرون الوسطى.. رحمناه كمسيحيين؟.. لقد كنا أول من وقفنا احتجاجا على البابا، وهاجمناه، حتى إذا كان قد نقله عن القرون الوسطى، ولذلك فما ذكره عمارة في كتابه مؤثم قانونا لمجرد الترويج لذلك الفكر حتى لو كان نقلا عن آخر.
وأكد أنه "تلقى من الشخصيات التي اتصلت به أن الكتاب سيعاد طبعه بعد حذف ما يهاجم المسيحيين والمسيحية، وسيقدم عمارة اعتذارا أيضا.. ولكننا بدورنا نبحث شكل هذا الاعتذار وما إذا كان سنقبله أو لا نقبله".
وعن الجهة التي تبحث ذلك قال: نحن كجماعة لحقوق الانسان وبالتنسيق مع القيادات الكنسية ، وبالتأكيد الوسط القبطي غاضب جدا، فكيف ينادي الرئيس مبارك بمفهوم المواطنة ويكرس ذلك، بينما نرى من يبيح ويهدر دمنا ويستبيح أموالنا.
البابا شنودة غاضب
وأضاف: لقد صدر الكتاب في مقتبل الاحتفالات بعيد الميلاد وزيارة وزير الأوقاف للبابا شنودة وتهنئته بالعيد. وأشار إلى أن البابا أثناء هذه الزيارة لم يكن لديه علم بالكتاب،
وبالتأكيد هو الآن غاضب، رغم أنه لم تصدر عنه تصريحات رسمية، فنحن كمصريين مسلمين ومسيحيين متدينين بطبعنا، وهذا يؤذي مشاعرنا وينال من عقيدتنا، حتى أن الكتاب لم يقل فقط أنه يكفر الأقباط والمسيحيين، بل قال إن هناك من يرى استباحة دمهم وأموالهم..
وصدر الكتاب عن وزارة الأوقاف من خلال سلسلة يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية باسم «قضايا إسلامية»، ويشرف على السلسلة وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق.
وتضمن بلاغ جبرائيل آيات من القرآن الكريم من سور المائدة والعنكبوت وآل عمران، تشهد للمسيحيين بالمودة والعبادة وخشية الله وحضت على محبتهم ووصفتهم بأنهم الأقرب مودة للمسلمين عكس الكافر والمشرك أعداء المؤمن، مستدلا بهذه النصوص على خطأ ما ذهب إليه عمارة.
http://www.alarabiya.net/Articlep.aspx?P=30602