أن تصبح الأخلاق مطلبا عزيزا، ذاك أمر عجيب، أن يكون علينا التوجه بالرجاء في كل موضوع نكتبه أو مداخلة نضعها طلبا للبعد عن الشتائم فلا أدرى في أي مستنقع نسير.

أهذه ثقافة الأزقة التي قررت النخبة التحلي بها تسهيلا للتواصل مع الجماهير؟ أم هذه ثقافة المواخير التي تفتح الباب واسعا أمام السير في ركب حضارة الغرب؟ أم هي ثقافة من يريد النهوض بأوطان وأمة متسلحا بمفردات لا نذكرها ولا نقولها ولا نحبذ ان نقرأها، ام ثقافة الثورة؟ التحرر؟ الليبرالية؟ أفلام هولييود التي لا تكتمل دون سيل من الشتائم ومشهد جنسي ومطاردة وقتل؟
ما هو السبب الذي جعل أحدهم لا يستطيع صياغة جملة دون تعطيرها بألفاظ مسيئة؟

منذ الصغر تعلمنا أن من يلجأ للصراخ، فكيف بالسباب، في نقاش هو صاحب الحجة الأضعف، وهو من لا يملك شيئا، وهو من يريد فرض وجهة نظره بالقوة.
وعند الكبر صدع رؤوسنا الكثيرون بثقافة الحوار :) ، أي حوار هذا الذي يعتمد التضليل وإلقاء التهم والكذب ثم الشتائم كخاتمة؟
وأذكِّر أن الأخلاق منظومة واحدة بكل ما فيها من أدب وحسن خلق وشجاعة ووفاء وصدق وشرف ... ألخ ، ترتفع معا وتهبط معا.

لم تبن الشتائم فكرا ولا حررت أوطانا ولا نهضت بمجتمعات ولا رفعت صاحبها، لم تذكر لنا الأيام فلان (الذي كان فمه حاوية قمامة) :) او فلان الذي كان بليغا في إخراس خصومه بذكره لأهلهم بالسوء :) أو فلان مؤسس مدرسة السفالة :rose: .

هذه مشكلة واجهتها منذ أيامي الأولى هنا، أرفض الدخول في حوارات تتخللها الشتائم، وأعلن عجزي عن خوضها، ولا رغبة لدي في ذلك
هنيئا لكم، وهنيئا لنا، وكل حزب بما لديهم فرحون