في ذكرى مرور عام على غياب القائد المؤسس. الشعبية تدعو للتعالي على الجراح وتعزيز الوحدة
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن غياب الحكيم المؤسس الدكتور جورج حبش عن ساحة النضال الفلسطيني لا يعني غياب أفكاره الثورية والتقدمية والديمقراطية التي طرحها وتمسك بها,وناضل من أجل إنجازها حتى آخر لحظات حياته ولا غياباً لأخلاقياته العالية التي شكلت قدوة لكل المناضلين الفلسطينيين والعرب، مضيفة أن غيابه يؤكد مجدداً أهمية المواقف التي طرحها دفاعاً عن الثورة واستمرارها.وفي مقدمتها الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية التي تقوم على أساس برنامج سياسي واضح ومناهضة لسياسة الاحتلال والعدوان والامبريالية ومشاريعها في المنطقة العربية , ومن ثم الحفاظ على م.ت.ف باعتبارها إنجازاَ تاريخياً للنضال الفلسطيني المعاصر، وممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده . ورفض المساس بها والتشكيك في شرعيتها رغم كل الخلافات .
وأضافت الجبهة في بيان جماهيري صادر عنها بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل المؤسس الدكتور جورج حبش أن يوم السادس والعشرين من يناير كانون الثاني عام 2009 يصادف مرور الذكرى الأولى لغياب القائد الوطني والقومي والأممي الكبير الشهيد جورج حبش,مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين,عن عمر يناهز ثلاثة وثمانون عاماً,قضاها في معمعان النضال الوطني الفلسطيني,دفاعاً عن حقوق وطموحات شعبه الوطنية في العودة وتقرير المصير, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابه الوطني وفي مواجهة هجمة الحركة الصهيونية العالمية والإمبريالية التي استهدفت السيطرة على أرض فلسطين العربية وفتت الوطن العربي إلى دويلات وإمارات قطرية على حساب حق الشعب العربي في وحدته القومية .
وأكدت الجبهة أن الحكيم ترك خلال مسيرته النضالية الطويلة إرثاً زاخراً في مقارعة معسكر أعداء الشعب الفلسطيني والأمة العربية . ودروساً عظيمة في وضوح الرؤية,وتحديد الخيارات الصائبة,برزت أكثر ما برزت في أهمية وضرورة وضوح الموقف السياسي والخط الكفاحي لحركة النضال الفلسطيني في إطار فهم التناقضات الداخلية وكيفية التعامل معها ,بما يخدم القضية الفلسطينية ويحافظ على ديمومتها ,وتعزيز قوتها في وجه الأخطار الدائمة التي لازالت تهددها .وكذلك في ضرورة معرفة وفهم طبيعة الكيان الصهيوني ,وحقيقة أهدافه التي يسعى لتحقيقها في المنطقة,من خلال تحالفاته الموضوعية مع الامبريالية الأمريكية تحديداً,وفي ربطه الدائم بين النضال الوطني الفلسطيني والنضال القومي العربي , والتحرري العالمي ومقاومته السياسات القطرية التي لم تجلب لشعوبنا العربية إلا التخلف والمصائب .
وأشارت الجبهة في بيانها أن الذكرى الأولى لغياب حكيم الثورة تأتي في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني والعربي,واستغلال دولة الاحتلال لحالة الانقسام هذه خلال السنتين الماضيتين بهدف تكريس عدوانها ووجودها في أرضنا الفلسطينية في الضفة الفلسطينية المحتلة, وسعيها المتواصل لتدمير نهج المقاومة عبر العدوان الوحشي الذي شنته على قطاع غزة بتواطؤ مكشوف مع الإدارة الأمريكية السابقة.لتصفية القضية الفلسطينية كقضية شعب له حق النضال والمقاومة مادام الاحتلال جاثماً على أرضه,ويرفض الانصياع والامتثال لقرارات الشرعية الدولية غير القابلة للتصرف والتي تجيز لشعبنا حقه في العودة لدياره وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس .
وأضافت بأن صمود أبناء قطاع غزة في وجه العدوان الوحشي رغم كل أشكال التدمير والقتل الجماعي,والتدمير الشامل للبنية التحتية,قدم أمثولة على تمسك هذا الشعب بحقوقه,ورفضاً منه لكل المؤامرات والحلول التي تنتقص من حقه الكامل في تقرير مصيره فوق ترابه الوطني . متصديا في نفس الوقت لمخططات دولة الاحتلال التي سعت إلى تحقيقها من وراء هذا العدوان في فصل القطاع الصامد الصابر عن الضفة الفلسطينية المحتلة, تلك الوحدة التي ستظل عصية على كل محاولات الاختراق والتطويع من أية جهة كانت ,فالضفة وغزة وحدة جغرافية واحدة ,وأرض دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي هذه المناسبة الأليمة التي نفتقد فيها الحكيم جددت الجبهة الدعوة لأطراف العمل الوطني الفلسطيني كافة بوضع المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا فوق الاعتبارات التنظيمية والفئوية, حتى يجعلوا من صمود شعبنا وفصائل العمل الوطني الفلسطيني في مواجهة الحرب العدوانية التي شنت عليه في غزة وقبله في الضفة الفلسطينية, وفي كل أماكن تواجده في الشتات,هادياً لتحقيق حلم الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس,ومن ثم إفشال المخططات المعادية التي استهدفت تصفية حقوق شعبنا الوطنية.
وأكدت الجبهة على الإخلاص لمواقفه واستلهام أفكاره التي طالما نادى بها وأكد عليها,خلال مسيرة نضاله الطويلة لتحقيق أهداف شعبه في العودة والحرية والاستقلال، رغم أنه غاب عنا في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي نواجهها".
وفي ختام بيانها حيت الجبهة بهذه المناسبة أرواح شهداء شعبنا الباسل في قطاع غزة,وجرحاهم، متمنية لهم الشفاء العاجل,كما وحيت أسرانا البواسل في سجون الاحتلال على صمودهم في وجه الجلادين, معاهدة القائد المؤسس على التمسك بالأهداف الوطنية التي وضع لبنتها الأولى عبر نضاله الطويل وعلى التمسك بنهجه الوحدوي التقدمي الديمقراطي في الحياة السياسية الفلسطينية .
عن موقع الجبهة