{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أنشودة حب
تروتسكي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 955
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
أنشودة حب
T.S.Eliot

[CENTER]دعنا نذهب إذن، أنت وأنا،
عندما يكون المساء قد انتشر في السماء
كمريض مخدّر على طاولة العمليات.
دعنا نذهب، عبر بعض الشوارع نصف الخالية، حيث الدندنة والهمهمة تتراجعان،
بعد ليالٍ من الاضطراب، في فنادق رخيصة
ومطاعم مصنوعة من نثارة الخشب والصَدَف المحاري: تلك الشوارع التي تتواصل كنقاشٍ مضجر
حول نوايا ماكرة،
فتؤدي بك الى سؤال لا بد منه.
أوه، لا تسأل <ما هو، ما الخطب؟>
دعنا نذهب ونقوم بزيارتنا.
داخل الغرفة، النساء في جلبة
وهنّ يتكلّمن على ميكلأنجيلو.
الضباب الأصفر الذي يفرك ظهره على زجاج الشباك
الدخان الأصفر الذي يفرك فمه على زجاج الشباك
لقد سحق لسانه داخل زوايا المساء،
توقف مطوّلا فوق المستنقعات التي تحوّلت الى مجارير، ترك السُخام، الذي ينزل من المداخن، يقع على اكتافه،
انزلق عند المصطبة، قام بقفزة مفاجئة،
وإذ رأى ان ذلك المساء
كان مساءً تشرينياً لطيفاً،
التفّ حول البيت ونام.
وبالفعل، سوف يكون ثمة وقت
للدخان الأصفر الذي يزحف في الشارع وهو يفرك مؤخرته على زجاج الشبابيك؛
سوف يكون ثمة وقت، ثمة وقت، لتحضير وجه للقاء الوجوه التي تلتقيها انت؛
سوف يكون ثمة وقت للقتل وللخلق، ووقت لكل الاعمال اليدوية وأنواع الأشغال
التي تأتي بسؤال فتسقطه في صحنك؛
وقت لك ووقت لي،
وحتى وقت لمئات المسائل المحيّرة،
ولمئات الرؤى والمراجعات،
قبل تناول الخبز المحمّص والشاي.
داخل الغرفة، النساء في جلبة
وهنّ يتكلّمن على ميكلأنجيلو.
وبالفعل سوف يكون ثمة وقت
للتساؤل: <هل سأجرؤ؟> و<هل سأجرؤ؟>
ثمة وقت للعودة ولنزول الدرج،
وفي وسط شَعرى دائرة صلعاء.
(سوف يقولون: <كم شعرُهُ ينمو رفيعاً>!)
معطفي الصباحي، ياقتي التي تغطي عنقي جيداً وصولاً الى ذقني،
ربطة عنقي الأنيقة والمتواضعة، لكنها مدعومة بدبوس
(سوف يقولون: <لكن كم ذراعاه وساقاه رفيعة!>)
هل سأجرؤ
على ازعاج الكون؟
في الدقيقة الواحدة ما يكفي من الوقت
للقرارات والمراجعات التي يمكن ان تقلبها الدقيقة الواحدة.
لأن سبق لي ان عرفتها كلها، عرفتها كلها
عرفت المساءات والصباحات والعصريات،
وقست حياتي بملاعق القهوة الصغيرة.
عرفت الأصوات وهي تموت في خريف يموت تحت نغم قادم من الغرفة الأخرى.
فكيف عليّ ان احدس وافترض؟
وسبق لي ان عرفت العيون، عرفتها كلها
العيون التي تحدّق بك في تعبير واضح،
وعندما اختصر ذاتي وأنهال منهكا على دبوس،
عندما اكون معلقاً بدبوس وأتلوّى على الحائط،
كيف عليّ إذن ان أباشر
بصق كل ما انتهت إليه أيامي وعاداتي؟
وكيف عليّ ان احدس وافترض؟
وعرفتُ الأذرع، عرفتها جميعها
الاذرع المغطّاة بالأساور، الاذرع البيضاء والملساء
(لكنها على ضوء القنديل، اراها مكسوّة بوبر بني خفيف!)
هل العطر الذي يفوح من الفستان
هو الذي يجعلني اتنحّى؟
اذرعة ممددة على الطاولة، او مغطّاة بشال.
وهل عليّ إذن ان افترض؟
وكيف عليّ ان أبدأ؟
هل سأقول اني ذهبتُ عند المغيب عبر شوارع ضيقة وتأمّلت الدخان الصاعد من غلايين رجال وحيدين من دون معاطف، متّكئين على حواف النوافذ؟
ربما كنت كالبراثن الخشنة
اركض مهرولا عبر طبقات البحار الصامتة.
وعصراً، ومساءً، ينام هنيئاً!
تلامسه اظافر طويلة،
نعِساً، تعِباً، او يدّعي ذلك،
متمطّياً على الأرض، هنا بالقرب منا انا وأنتِ. هل سيكون لي القوة، بعد الشاي والحلوى والبوظة، لأن ادفع الوقت الى مأزقه؟
لكن على الرغم من اني بكيتُ وصُمتُ، بكيتُ، وصلّيتُ، على الرغم من اني رأيتُ رأسي (الأصلع بعض الشيء) موضوعاً على طبق،
فأنا لستُ نبياً وهذا لا يهم حقاً.
رأيت لحظة عظمتي تهتز،
وغاية القول، كنت خائفاً.
وفي النهاية، هل كان الأمر يستحق بعد الفناجين والمربّى والشاي،
بين البورسيلين قطع، بين احاديثنا أنا وأنت،
هل كان يستحق،
لو اقتلعتُ الموضوع اقتلاعاً، مع ابتسامة،
لو ضغطتُ الكون حتى يصبح كرة لعب
فيتدحرج في اتجاه احد الأسئلة المضنية،
فأقول: <أنا أليعازار، انا قادم من بين الموتى، عائد اليكم لأخبركم بكل شيء، سأخبركم كل شيء>.
في حال قلتُ، بينما اضع وسادة قرب رأسها: <لم اكن اقصد ذلك إطلاقاً، لم يكن هذا ما اردته، على الإطلاق>.
وفي النهاية، هل كان الأمر يستحقّ،
هل كان يستأهل،
بعد الغروب وأبواب الحدائق والشوارع الرطبة،
بعد الروايات، بعد فناجين الشاي، بعد التنانير الطويلة حتى الأرض،
كل هذا، وأشياء اخرى كثيرة؟
لهو من المستحيل ان اقول ما أعني فحسب!
لكن وكأن قنديلاً سحرياً حوّل الأحاسيس ادوات ديكور ونقلها الى الشاشة:
هل كان الأمر سيسحق،
لو قالت، بينما تضع وسادة او تتدثر بشال، <هذا ليس على الإطلاق.
ليس هذا ما عنيته، إطلاقا>.
لا! انا لست الأمير هاملت، ولم يكن هذا مصيري.
أنا السيد الحارس، هذا الذي
سيدفع التطوّر الى الأمام، والذي سيبدأ
مشهداً او اثنين، وسيمهّد الطريق،
وسينصح الأمير. ما من شك،
انها مهمّة سهلة،
ان اكون موقّراً، ان افرح لأنهم بحاجة اليّ،
ان اكون مهذباً وديبلوماسياً، محتاجاً ودقيقاً.
كلي جمل جليلة، لكني بليد الذهن الى حد ما.
وأحيانا، طبعاً، شبه احمق
احياناً، الى حد بعيد، اكون المجنون الأبله.
اني اتقدم في السن، اتقدم في السن
وسوف ارتدي البناطلين الملفوف اسفلها الى اعلى.
هل سأسرّح شعري الى الوراء؟ هل سأجرؤ على اكل تفاحة؟
سوف البس السراويل القطنية البيضاء، وأمشي باتجاه الشاطئ.
سمعتُ جنّيات البحر تغنّي، الواحدة تغنّي للأخرى.
لا اعتقد انها ستغنّي لي.
لقد رأيتها تبحر في عرض البحر ممتطية الأمواج وهي تمشّط الشعر الابيض للأمواج التي يدفعها الهواء الى الوراء
عندما ينفخ الهواء الماء احرفاً سوداء على الورق الأبيض.
لقد توقفنا طويلاً.. في غرف البحر
قرب عرائس البحر المتوّجة بالطحلب الأحمر والبنّي، الى ان ايقظتنا اصوات بشرية، فغرقنا.


ترجمة:صباح زوين

ملحق السفير الثقافي
11-24-2006, 07:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
bassel غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,109
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #2
أنشودة حب
اليوت من المميزين بكتاباته

جميل
:97:
11-25-2006, 02:57 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قصائد مشهورة - أنشودة المطر (بدر شاكر السياب) العلماني 0 867 05-03-2012, 10:14 AM
آخر رد: العلماني
  أنشودة عروبة في ذكرى عشتار السلام الروحي 6 1,582 07-26-2008, 05:57 PM
آخر رد: السلام الروحي
  أنشودة مجاهد beammer 1 545 04-09-2006, 07:10 PM
آخر رد: beammer
  أنشودة لأمي التجاني بولعوالي 3 738 04-04-2006, 09:10 PM
آخر رد: التجاني بولعوالي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS