تحية الى الزملاء في ساحة "قرأت لك" و خاصة الصديق العزيز برهوم على ما تقدموه من جهد لنشر الثقافة.

منذ فترة طويلة قرأت كتاب سيجموند فرويد: موسى والتوحيد- ترجمة: جورج طرابيشي و الآن أنا بشوق كبير لاعادة قراءتة خاصة بعد أن ذهبت مكتبتي "مع الريح"............ هل أطمع بوجود هذا الكتاب عند أحدكم؟

جزيل الشكر مقدما


مع التحية

(f)

صديقي الغالي مواطن عالمي:

لم تذهب مكتبتك مع الريح ولا شيء. أنت فقط أخبرني عن الكتاب الذي تبحث عنه وسأعمل جميع ما في طاقتي لتأمين وصوله إليك بشكل أو بآخر. أنا مثلك كنت أبحث عن كتاب موسى والتوحيد لـ فرويد وعندي لك خبر حلو وأتمنى أنه يكون فعلا خبر منيح بالنسبة إلك وهو أن المجموعة الكاملة لفرويد تكرم نادي الفكر وقام بتوفيرها لنا هنا:

http://www.nadyelfikr.net/ibrahim/complete...gmund_Freud.zip

أرجو تحميل هذا الفايل وفكه وستجد كل ما كتبه فرويد في هذا الملف. طبعا الإنكليزية ستكون أكثر دقة في التعبير السيكولوجي واعذر تحيزي هنا.

أيضا في أوروبا من المؤكد أنك ستقدر أن تجد كتب أخرى مماثلة لكتاب موسى والتوحيد وهنا الحديث عن كاتب وعالم مصريات ألماني إسمه يان آسمان وكتابه هو "موسى المصري". أقترح عليك أن تقرأ آسمان Jan Assman جنباً إلى جنب بجوار موسى والتوحيد لأن الفكرة العامة هي كيف ساهمت مصر في صياغة فكر موسى التوحيدي. دار الجمل طبعت بعض الكتب له بالعربية ولكنهم قالوا لي إنه مادامت الكتب عندي بالإنكليزية فلا داعي للتكرار.

تحت أمرك.

:redrose:

العزيز برهوم(f)

كل الود و الاحترام لمجهودك الرائع, و بالنسبة للكتابات الغير علمية أفضل العربية حيث أنها أسهل و لا تحتاج الى مجهود كبير.

الحقيقة ان كتاب موسى و التوحيد أو موسى نبي التوحيد ل فرويد أكد على جزيئة رائعة تهمني في قرائتي الشخصية لتاريخ المنطقة وهو أن موسى ما هو الا أمير مصري حاول "البعض" تزويرا للتاريخ نسبته الى أل اسرائيل. و مع معرفة أن فرويد يهودي فيكون بذلك قد أحدث انقلابا في المفاهيم التوراتية مما أدى بمتعصبين الى وصفه "بالخرف في آخر حياته" بعد أن كان مصدر فخر.


لك و لجميع أسرة قرأت لك أجمل تحية


(f)

نعم فرويد كان يهودي ولكن كان ساخط على تاريخه اليهودي وعنده بغضة له. لا أعرف كيف تم هذا ولكن كان في إلحاده من النوع المناهض المتحدي وعلى أساس ذلك قام بدراسة عن موسى وعلاقة موسى باليهودية. هؤلاء السيكولويجيين مثل يرون أن التاريخ التوراتي شوه معالم الشخصية اليهودية وتسبب في تدهورات كثيرة وبالتالي يعود للتوراة بنقمة ناقمة. من أين لفرويد مثلا أن يعرف المصدر الحقيقي لتاريخ موسى؟ هو لا يملك أكثر من النصوص التوراتية وبخلافها لا يوجد مصدر آخر ليحكم عليه وهذا شأن الباحث الذي يتعامل مع المصادر وينقد في ضوءها. نعم موسى كان مصري ولكن هل بسهولة ننفي عنه صلته بشعبه اليهودي؟ وبأي حق تم إقحام موسى لذاته على الشعب العبراني؟ هو أقحم نفسه؟ هم أقحموه؟ ولكن فرويد مستعد لإقحام نفسه في هذا التاريخ المجهول والتحدث عنه وكأنه شاهد عيان وهذا مما يؤخذ عليه. أعجبني نقد يونغ له في هذا الأمر وأمور أخرى. يونغ لم يكن مسيحي بصرف النظر عن خلفيته المسيحية ولكن لم يسعى لإنقاض المنظومة الإيمانية باعتبارها خصم علم النفس التحليلي كما فعل فرويد.

:redrose:

سيجموند حاول قراءة التاريخ بتجرد و دون الرجوع الى الرواية الذاتية لاتباع موسى و التي تكثر فيها "الأكاذيب التاريخية" من نوعية لقاء ابراهيم(00 22 ق .م) بأبي مالك -الفلسطيني و حاكم أورشاليم-(حوالي 1200 ق . م) و الذي مستحيل الحدوث اطلاقا نظرا لوجود ألف سنة تقريبا فارق زمني.

و قد حاول فرويد اتباع التقاليد العلمية عند دراسة التاريخ -و من وجه نظره الخاصة- حيث ان كل ما يكتب عن تلك الفترة اما يأخذ طريق العهد القديم بكل ما فيه من "عك" أو يسلك الطريق العلمي-المنطقي في تحليل الوقائع و ربطها ببعض. و بالمناسبة كان فرويد مصدر فخر قبل هذا الكتاب طبعا لبعض اليهود الذين اتهموه لاحقا بالخبل.


لك التحية برهوم


(f)

صديقي مواطن عالمي:

لا أنكر أن فرويد يلتزم المنهج العلمي مع أنه شاطح في أمور علم النفس بشكل كبير إلا أن مساهمته جبارة ولا يستهان بها. والعهد القديم بكل ما فيه من "عك" هو كل ما يتوفر لدى فرويد ولا يملك الخروج عنه كباحث علمي يحكم في ضوء "المصادر". هل هناك مصدر آخر لقصة موسى والخروج وانطلاقة الشعب العبراني؟ لا يوجد لدينا مصدر آخر بخلاف التوراة. ربما فيها كم هذا قدره من "العك" ولكن هي المصدر الأساسي المتوفر أمامنا وعلينا أن نستخلص التاريخ إستخلاص علمي كما تقول. ما أريد أن أناقشه معك هو: كيف لفرويد أن يعرف مواثيق ميلاد موسى والمصدر الأصلي لميلاده كمؤرخ علمي؟ الجواب كما أفهمه هو بصراحة لا يملك هذا الاختيار. اليهود لا ينكرون مصرية موسى لأن الكتاب المقدس نفسه يقول شيء مقارب لذلك عندما يقول إن موسى تعلم وتهذب بكل حكمة المصريين. القاريء لأحكام التطهير وشريعة الغيرة لدى اليهود ومن يقوم بمقارنتها لشريعة الغيرة لدى قدماء المصريين سيجد أن التطابق عجيب. هذا حاضر. لكن بأي حق نجرد موسى من شعبه العبراني؟ وكيف تم إلصاقه بالشعب العبراني جزافاً؟ هذا يا صديقي ما لا يجيب عنه فرويد. هو يقدم دراسة في علم النفس التحليلي لحياة هذا المجتمع وهذا الموسى متسربلاً بعباءة الباحث التاريخي والبحث التاريخي ليس مجاله. هو أقصى ما يتحدث فيه، وأرجو أن لا تزعل مني هنا، أقصى ما يمكن أن يتحدث فيه فرويد هو الطفل يضاجع أمه والبنت تضاجع أبيها والطفل يتغوط ويحتفظ ببقايا البراز كإشارة للإستبقاء ببعض الذكريات anal retentive و كلها إشارات أفسدت علينا مائدة العشاء وسدت نفسنا. هذا بالإضافة إلى الـ الأنا الأعلى والتي أعطاها إسم طريف لا معنى له وهو الـ Id. إلى الآن لا أعرف وجهة النظر العلمية في ربط علم النفس بزنا المحارم incest. كل تفكيره منحرف. هذا ولد يضاجع أمه وهذا له انعكاسات في علم النفس.. أعرف مساهمة فرويد ولكنه بصراحة لم يأت بشيء جديد لم يكن معروفاً من قبل. أرجو أن لا تزعل مني. ونهارك فل.

:redrose:

:h:

إقتباس
سيجموند حاول قراءة التاريخ بتجرد و دون الرجوع الى الرواية الذاتية لاتباع موسى و التي تكثر فيها "الأكاذيب التاريخية" من نوعية لقاء ابراهيم(00 22 ق .م) بأبي مالك -الفلسطيني و حاكم أورشاليم-(حوالي 1200 ق . م) و الذي مستحيل الحدوث اطلاقا نظرا لوجود ألف سنة تقريبا فارق زمني.
__________________________
و من قال أن التاريخ الرسمى هو الصحيح ؟
" راجع كتاب عصور فى فوضى لإيمانويل فليكوفسكى "
تحياتى

العزيز برهوم

"ربنا ما يجيب الزعل يا راجل يا طيب"

أعتقد أسفا انني ربما جرحت مشاعرك الدينية -اذا كان هذا ما حدث فأقدم خالص اعتذاري, (f)

أما بالنسبة لقراءة التاريخ فالجميع يحق له الادلاء "بسطله" هنا, خاصة ان المرجع الوحيد "العهد القديم" لا يلبي تطلعاتنا لقراءة تاريخ حقيقي للأحداث.
وهذا ما يفعله كل العلماء في البداية يرفضون الواقع الموجود ثم يحاولون وضع بدائل "مناسبة" قد ترضينا و قد لا تفعل.

-----------------------------------------------------------

القاريء لأحكام التطهير وشريعة الغيرة لدى اليهود ومن يقوم بمقارنتها لشريعة الغيرة لدى قدماء المصريين سيجد أن التطابق عجيب. هذا حاضر. لكن بأي حق نجرد موسى من شعبه العبراني؟ وكيف تم إلصاقه بالشعب العبراني جزافاً؟ ----------------------------------------------------------

حقيقة لا أدري ماذا تقصد ب "الشعب العبراني" الا اذا كنا نسمح باطلاق صفة"الشعب المحمدي" أو "الشعب المسيحي" و هو مالا يمكن فعله حسب ما أرى. فبني اسرائيل-يعقوب- الذين هاجروا الى مصر لم يتعدوا أخوة يوسف و قد تزاوجوا مع المصريين و اعتنقوا ثقافتهم بل و دياناتهم و ذابوا في المجتمع المصري(و الفارق الزمني بين قدومهم الى مصر و مجئ موسى لا يقل عن 700 سنة)
. و جاء موسى و بكل بساطة تبعه الفقراء و المظلومين من المصريين و هاجروا معه هربا من الاضطهاد, و محاولة التوراة ارجاع أصل أتباع موسى الى ابراهيم و ابنائه هي محاولة التمسح برجل -ابراهيم- كانت له سلطة روحية عظيمة في تلك الأيام و محاولة الانتساب اليه.

و الآن السؤال المهم: أين ألواح موسى؟
الجواب: لا أحد يعلم عنها شيئا.

السؤال المهم الثاني: اذا كانت الشريعة اليهودية تتطابق مع الشريعة المصرية, و "العبرانية القديمة" هي اللغة الكنعانية المغتصبه من سكان فلسطين و "العبرية الحديثة" ما هي الا الكنعانية مختلطة بلسان بابل ابان الأسر البابلي و قت كتابة التوارة, فكيف يمكن أن نصدق خرافة "الشعب" اليهودي؟

دمت برهوم و لك التحية


الزميل اسحق (f)

"و من قال أن التاريخ الرسمى هو الصحيح ؟
" راجع كتاب عصور فى فوضى لإيمانويل فليكوفسكى "
تحياتى"


هذا تماما ما حاولت قوله للصديق ابراهيم

ملاحظة: هل الكتاب متوفر على النت؟


مع التحية


:redrose:

صديقي مواطن عالمي:

لا داعي أبداً للاعتذار وأشكر لك شعورك النبيل الرقيق. في الحقيقة أنا متقبل لأي نقد أياً كان وأحاول أن أفصل بين إيماني بالله وبين القراءة النقدية للتاريخ. فخد راحتك واشتم زي ما أنت عايز :lol:

الحقيقة لا أعرف ماذا أقول.. أنت لا ترى أن هناك شيء اسمه شعب عبراني وجعلت منهم حفنة من المصريين وكأنك تتحدث عن عمال الترحيلة المصريين في عمان أو إربد :lol: :lol2: واللي خلاهم موسى "شعب عبراني" أو اللي خلوهم الأحبار واللاويين شعب عبراني. أمزح معك. وكما تعرف فهناك مدارس لقراءة هذا التاريخ. المدرسة التي تتحدث عنها تبدأ من أقصى اليسار وتقول: لا شيء تاريخي موجود يمكن الوثوق به بالمرة. ولكن يتضح فيما بعد ومن خلال الحفريات الأثرية أننا ربما تسرعنا بعض الشيء. هذا ما لاحظته مثلا من مشاهداتي لقناة الهيستوري والـ ديسكوفري تشانل وأتعجب من أن هناك أمور كنت أظنها خرافات قبلا ويتضح لي أنها حدثت فعلا وتوجد حفريات تشهد عليها. أنا لا أدافع عن العبرانية الحديثة وبصراحة لا يهمني الأمر لا من قريب ولا من بعيد. والكنعانيون هم العبرانيون فيما أفهم في مرحلة مبكرة جدا. نعم هم شعب كنعاني وأخذ يتطور تطور أنثروبولجي ويتسمى بمسميات ولكن تبقى هذه المجموعة والتي مرت بالسبي البابلي هي موضع الحديث. لكن ما أفهمه أيضا هو أن البابليين قاموا بأسر جماعة منفردة متميزة بذاتها ولم يأسروا بابليين مثلهم.. أسروا الشعب العبراني.

تحياتي الحارة المخلصة لك.

:redrose:

إقتباس
ملاحظة: هل الكتاب متوفر على النت؟
_______________________
للأسف لا
http://nadyelfikr.com/post.php?action=repl...id=70&tid=44924