كريم - 37 سنة - سائق
أعمل سائق في نقل المواد الغذائية في سوق محلي ببغداد.
كنت في الماضي أتوجه كل يوم للسوق وانتظر الزبائن هناك فلم تكن هناك مشاكل أو خشية من الانتظار في السوق أو أي مكان آخر وكان الزبون يأتي بعد وقت يطول أو يقصر.
لكن الآن لم يعد الانتظار ممكناً في السوق خشية من وقوع انفجار أو حادث اختطاف أو غيره، لذا يتم العمل حالياً عن طريق الهاتف المتحرك، وليس مع أي شخص ولكن مع زبائن محددين أعرفهم عن قرب وأثق بهم.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العائد المادي أفضل من قبل، لأننا كسائقين نضيف مبلغ من المال بسبب خطورة الطريق.
يمكنني وصف الوضع في بغداد بأنه كارثة حقيقية. إنه أسوأ من الحرب الأهلية اللبنانية، ما يحدث في بلدي الآن هو حرب تشن على العراق من داخل العراق.
تأثر الاطفال بازدياد أعمال العنف
لقد صرت أخشى على أولادي من الخروج بعد الدوام المدرسي. لدي أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات وعام واحد، ثلاثة منهم يذهبون للمدرسة كل صباح، وبعد عودتهم لا يسمح لهم بالخروج إلا برفقة الأهل.
لقد تأثر الاطفال بازدياد أعمال العنف وصارت لعبتهم المفضلة هي الأسلحة المقلدة، لأن الطفل يرى هذه الأعمال أمامه كل يوم.
عندي بعض الأصدقاء خارج بغداد، لكن لخطورة الطريق لا أتمكن من زيارتهم، حيث لم أزرهم لأكثر من عام وهم كذلك لا يستطيعون زيارتي.
وفوق هذا وذاك بدأ بعض الأهل والمعارف الرحيل إلى بلاد أخرى هرباً من العنف، أنا أعرف عائلتين من أقاربي رحلوا إلى سوريا وبعض أصدقائي في العمل كذلك رحلوا إلى دول مجاورة.
أنا نفسي أرغب في المغادرة خوفاً على أطفالي، لأني لا أرى أي مستقبل هنا أو أمل بالانفراج، لكن لا بد من تحديد الوجهة المناسبة للهجرة؛ فالدول العربية ليست خياراً مناسباً في رأيي لأن بها أنظمة مشابهة لنظام صدام، أما الدول الغربية فهي تختلف عنا في العادات والثقافة بحيث لا أتمكن من التلاؤم مع الوضع الجديد، لكن ما الحل فكل المؤشرات لا تنبئ عن قرب انفراج للاوضاع.
لقد كان دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى العراق خطأً؛ فقد كان صدام حسين مسيطراً على الأوضاع بغض النظر عن كونه دكتاتوراً، وعندما كان يختفي شخص ما كنا نعرف المكان الذي نسأل عنه فيه، أما الآن فقد تعددت الجهات التي تأخذك، هناك أجهزة أمن مختلفة ومليشيات متعددة.
لكن خروج تلك القوات الآن خطأً أيضاً، لأنهم خلقوا مشكلة ويجب أن يحلوها قبل أن يغادروا.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talking_po...000/6156174.stm