اقتباس: عزيزي "عبد التواب اسماعيل"،
نحن نقول أن المسيح يسوع يغفر لنا زلاتنا وذنوبنا باستحقاقات دمه الذي أريق على خشبة الصليب من دون ذنب أو خطيئة.
فهلاّ أخبرتني بأي استحقاق تغفر ذنوبكم أنتم معشر المسلمين؟! ولماذا تغفر ذنوبكم جراء طوافكم ببيت من حجر وكأني بكم تتعبدون بالحجر مثل أسلافكم القرشيين عبدة الأوثان والأصنام والأحجار؟!
تحياتي القلبية
ابن العرب :
الموضوع ليس تعاملات تجارية مع الله ،
فنحن نعرف الله من خلال عظمته وقدرته ومخلوقاته وكتبه ورسله ،
لا يحتاج لسفك دمنا من أجله ،
ولا لسفك دمه من أجلنا ،
جل وعلا وتبارك وتعالى وتقدس وتنزه ،
{فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
هي عبادة فريدة تختلف عن عبادة الملائكة ( المقربين من نور عرشه ) عليهم السلام ،
عبادة مقترنة بالعلم ، تزيد بزيادته ، حتى تقترب من إدراك جزء من عظمة الخالق،
خلق أدم من تراب ثم قال له : كـن بشراً ، ونفخ فيه من روحه وأكرمه بالعلم،
أعطاه الأشجار والثمار ، ووضعه في الجنة لاختبار بسيط فشل فيه ،
إجابة سؤالك :
نحن لا ننال المغفرة بسفك الدم .
لأننا ببساطة لم نشهد ذلك الحادث ،
ولأن ذلك الحادث المؤسف هام ، وصادر ممن يفترض به العدالة والمحبة ينبغي أن نشهده ، ولا نؤوله ،
بل الأفضل أن يكون القرأن شاهد معه لا شاهد ضده ، وتلك هي العظمة ،
أن يكون له كتاب خالد بمجلد واحد مشهود له بالحفظ والإعجاز والتحدي حتى من قبل مؤلفه ( لا يهم )،
المهم أن يدعي أنه محفوظ ويعلنها على الملأ وبمنتهى الشجاعة ،
لا ينافسه كتاب أخر يطعن فيه وفي دمه ،
وأن يتحدى عبر الزمن أن ينافسه أو يغلبه كتاب أخر أو تدحضه رسالة أخرى .
ننال الغفران بكرم الله ورحمته ومحبته المطلقة لنا فقط .
ننالها بمقدار طاعتنا وتجردنا من حب الدنيا والشهوات وتقربنا إلى الله بإطاعة أوامره واجتناب نواهيه ،
أما العبادات والشعائر فلا يقوم بها المؤمن إلا امتثالاً لإرادة الله ،
ولكن ليست هي ما يجلب المغفرة بحد ذاتها بل هي دليل على استمرارية إطاعتنا لله ،
هي رياضة لتطويع النفس وإثبات قوة الإنسان في مواجهة عدوه ، هي تمرين على الصبر ،
هي امتثال والتزام بما أراد الله ،
ومن هنا تأتي إلى الذهن أهمية الإيمان بالغيب الذي جعله الله دليل إلى التقوى التي هي أعلى درجات الإيمان والتي يلزم لها: ـ
1 ـ أن تعبد الله كأنك تراه ،
2 ـ أن تمتثل لأوامر الله وتتجنب نواهيه حتى يأتيك اليقين ( المعرفة ).
والله أعلم .
ودمت برعاية الله ،
ـــــــــــــ
23،22"وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة. فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك" ( سفر التثنية ).