ها هي أمي ("الحجة" كما أناديها) تقف بجانبي تكوي لي قميص العيد :) رائع هو ذلك الكم الهائل من الاطمئنان والسعادة يحيطانني بهالة دافئة من السكينة بعيدا عن أي هم أو غم...

كل يوم أشتاق لهم أكثر فأكثر على الرغم من وجودي بينهم!!! لعلّه الشعور باقتراب موعد السفر، أم لعلّه الخوف من القادم؟ لا أظن أنني أهتم كثيرا هذه اللحظة بالذات...

أمي...

ماذا أقول وبماذا تسعفني مفرداتي القليلة جدا حتى أقول ما يكاد ينفجر به قلبي؟ لا أقول سوى أن حماكِ اللهُ وأمتعني بكِ كل يوم وساعة ودقيقة ... كنت أقرب الناس إليّ مُذ كُتبت لي الحياةُ على وجه هذه البسيطة، أحطتني بكل ما لديك ومنحتني دماً يجري في عروقي دفئا ومحبة ... ربّيتني وأرضعتني حنانا ما بعدهُ حنان ... ما أسعدها تلك اللحظة التي انكببت فيها على يديك لأقبّلها وأضمّها على صدري بعد ذلك الفراق الجافي، وما أروع دفء دموعك على صدري تنهال عليه كقطر الندى من جورية صيفٍ بارعة ....

تحيّةً لكِ يا أمي وكل عام وأنتِ بألف خير (f)


أبي ....

للهِ درُّك ... علّمتني فأحسنتَ تعليمي، وأدّبتني فأتقنت تأديبي، لقّمتني أدبا وكسوتني رجولة، وجرّعتني الذكريات كما تجرع النحلاتُ من رحيق الأقحوانة ...
أبي، قُرّةَ عيني ... علّمتني الكفاح في زمن التخاذل والهوان، لقّنتني الكرامة وجعلتها في نفسي كالقرآن، علّمتني من أكون وكيف أكون، أن لا أنسى من كنت ولا أخجل ممّا أكون، علّمتني عشقَ الأحلام وتقديس الأيّام، علمتني كيف أعيشُ ولمن تكون الحياة ... لقّنتني كيف أصبر على المحن والأيّام الشّداد ....

أبي، علّمتني كيف أكون ملك نفسي، ألا أنخدع بوسوسات شياطين نفسي ولا أخضع لضعفي، علّمتني ألا أندم على قرار اتّخذته، كما علّمتني أن أجمل مدرسة هي مدرسةُ الحياة...

أبي ... تاهت الكلمات من مُخيّلتي إلى اللحظة، فما أوفيت حظّكَ من مديح أو امتنان، لكنّك تبقى في داخلي تلك الشُّعلة، شُعلة الحُرّية ... هناك أبي أنت ... في الصّميم

تحية لك أبي وكل عامٍ وأنت بألف خير (f)

كل عام والجميع بألف ألف خير :redrose:

عيد مبارك اخى الحبيب كومبيوترجى

اقتباس:  الزعيم رقم صفر   كتب/كتبت  
عيد مبارك اخى الحبيب كومبيوترجى

بارك الله فيك يا صديقي وتقبّل الله طاعتنا وطاعتكم

آمين (f)

تسللت رائحة الطعام الذي تعدّه لي "الحجة" لتباغتني بدفء العاطفة ورقة الدقائق القليلة التي تبقّت لي بين أحضان العائلة قبل أن أغيب عنهم مرة أخرى لشهور قد تطول هذه المرّة، فلا أجد مهربا منها سوى اللجوء إلى هنا وتسطير ما يدور في خلجي بلا وعي واضح أو أفكار محددة.

خطر في بالي أن هذه الليلة هي أيضا ليلتي الأخيرة في مدينة الزرقاء حيث أمضيتُ واحدا وعشرين سنة بين حاراتها وأزقّتها القديمة الضيّقة، فرحلتي القادمة ستكون إلى عمّان حيث بيتنا الجديد!!! أمضيتُ فيها يومي الأخير أسترجع لحظات الماضي لسنين خلت من سنون ال"لا مسؤولية" وأوقات اللهو واللعب مع "أطفال الحارة" الذين أضحوا شبابا!!! ... لعبنا اليوم كرة القدم في الشارع كما كنا نفعل قبل ما ينيف على السنوات الست، وشربنا القهوة من البائع المتجوّل، وكان ختامها "راس أرجيلة" في المحل الذي أفتتح خلال غيابي قريبا من منزلنا، واستمعتُ إلى الأحاديث وسبحتُ مع أصدقائي في بحور الأحلام البسيطة للشاب العادي كما هو حال شباب مدينتي الحبيبة!

إكتشفتُ خلال رحلتي الأخيرة كم هو عالم صغير ومسالمٌ ذلك العالم الذي تعيشه مدينة الزرقاء البسيطة! هو العالم الذي يحلمُ فيه الشابُّ باقتناء سيّارة قديمة و"تفييعها" أو "تلغيمها" في رواية أخرى، بالإضافة إلى الحلم البسيط في اقتناء شقّة صغيرة بإيجار بسيط للزواج وتكوين عائلة .... هي اليوميّاتُ ذات النّكهة المتلوّنة بألوان الأيّام هنا، يومٌ للعمل ويومٌ للعائلة، ويومٌ آخرُ لشرب النرجيلة واحتساء القهوة خلال "لمّة" الأصحاب ولقيا أخلاّء الطفولة والشباب...

يوميّاتٌ لا يكادُ يتذوّقُ جمالها وطلاوتها إلا من خاض غمارها ... قد يقول البعض أن هذه "تفاهة" أو "حياة مقرفة" وما إلى ذلك من الكلام! لكنني عن نفسي أتحدّثُ وأقولُ أنني لو أردتُ أن ألخّص الحياة بأجمل ما فيها فلن يتعدّى كلامي ما كتبتُ أعلاه ولربما زدتُ سطورا قليلة أكثر ...

لم تتشبّع بعدُ أفكاري وخواطري برائحة الشارع بما فيها من عبق تحميص المكسّرات وشوي القهوة، بالإضافة إلى رائحة الخضار والفاكهة التي تفوح من المحل القابع قريبا جدا من بيتنا، كما هي عيوني لم تكتفي بعدُ من مناظر أهل هذه المدينة الأصيلة الرائعة...

سأخرج لأتمشّى قليلا بعدُ لعلّي أُشبِعُ ما في داخلي من شوقٍ وأُطفؤ قليلا من نيران حسرتي ووجعي...

:redrose:

عزيزي كمبيوترجي,
عندي الاحساس, ان الغربة قد قست عليك. لكنها جعلت منك شاعرا مرهف الاحساس, فما احلى من كلماتك التي تصفها جنب بعضها.
رغم اني افضل, ان اسمع احاديث السندويشات و خفة الدم ;)
مع هذا, لك حبي و احترامي
(f)

كمبيوترجي : كلماتك قاسية وموجعة ... خاصة مع شخص مثلي حين يترقب الأيام وهو يعرف إنها شهور بسيطة ويذهب إلى قارة بعيدة تسمى أستراليا ويحرم من أمه وأبيه وكل أحبابه ولن يبقى له سوى مدن مترامية خلت من أحبابه وغدا لنفسه .

، لكن ما بيدنا أن نصنع شيء ، فالحياة لصة مولعة بسرقة الأحباب ، لعنة الله على الأيام :brock:

تحياتي
(f)



[RAM]http://song4.6arab.com/Emad-Abd-al-7alim_Ana-Mahma-5adtny-al-Modon.rm[/RAM]

Emile يا صديقي أشكر لك كلماتك اللطيفة يا صديقي

أتمنى لو تعود قصص السندويشات وخفّة الدم، لكن الظروف لا تساعد على ذلك بالمرة :no:

:redrose:

وضّاح رؤى يا صديقي الهم واحد، لكنني بصراحة كفرتُ بشيء اسمه "سنّة الحياة" !!!

لعلّها تنفرج قريبا (f)