{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التطرف الديني والمادي عندما يتقاتلان: الحكومة التونسية تجاوزت كل الحدود بمنع الحجاب فى المدارس
الاعصار غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
مشاركة: #1
التطرف الديني والمادي عندما يتقاتلان: الحكومة التونسية تجاوزت كل الحدود بمنع الحجاب فى المدارس
[CENTER]التطرف الديني والمادي عندما يتقاتلان

[SIZE=3]محمد فضل علي/ كندا


[SIZE=4]الحجاب واحد من مظاهر التدين الإسلامي الذي صار له وجود واضح فى طرقات ومرافق الحياة فى معظم بلدان العالم الغربي ولم يعد أمراً غريباً، ويحظي هذا الأمر بإحترام وتقدير أغلبية شعوب العالم الغربي ماعدا القلَة الأيدليوجية من تيارات سياسية تعمل على تشويه واستهداف كل ما له علاقة بالإسلام (العقيدة والمعتقد) بأساليب غاية فى المكر والدهاء استناداً على مجريات الأمور فى العالم بتركيز وتسليط الضوء على نقاط الضعف فى العالم الإسلامي التى تمثلها بعض الكيانات المضخِمة، مثل "منظمة القاعدة" التى لا وجود لها كتنظيم له هياكل وفروع وأنصار أو جذور جماهيرية فى أى بقعة من بقاع العالم الاسلامي بالصورة التى تستدعي تجييش الجيوش والتفاخر بآخر ما تنتجه ترسانات الموت والدمار فى إطار حملة الإنتقام واستهداف أكثر من مليار نسمة يعيشون على هذا الكوكب عبر تشويه عقديتهم ومحاربتهم بشتَي السبل والوسائل..

من يخططون ويقودون الحملة الكونية ضد الإسلام أيضا أقلية لاتكاد تري بالعين المجردة، مثل "جماعة اليمين المسيحي الأمريكي"، ولكن الفرق بينها وبين عناصر التطرف التى ترتكب جرائمها بإسم الإسلام والمسلمين أن اليمين الامريكي يسيطر عملياً على إمكانيات وقدرات أكبر قوة اقتصادية وعسكرية فى العالم، ممثلة فى "الولايات المتحدة الأمريكية"، التى يتم ترويع شعبها وبث الرعب فيه بجرعات محسوبة، لا لتصب فى تأمين الشعب الأمريكي أرضاً وبشراً، ولكن لإستدارج ذلك المارد الكوني إلى حروب ومغامرات (يعتقد اليمين المسيحي بأنها ستقود للقضاء على الإسلام، ومحو آثاره على مراحل)، وهذا وهمٌ كبير وخطير. إذ أن هذا النوع من التفكير سيقود بالمقابل إلى كوارث كونية ستدفع ثمنها البشرية قاطبة من أمنها ومواردها واستقرارها.

ومن رموز التيار الذى يستهدف الإسلام والمسلمين أقلية أخري، مثل بعض التيارات والدوائر الكنسية التبشيرية المحبطة من نتائج عملها التبشيري فى أوساط المجتمعات والتجمعات الإسلامية فى العالم الغربي والإسلامي. هذه الشريحة تخلَت عن مهمتها المفترضة بالإرتقاء بتدين شعوبها، وتفرغت لمطاردة الإسلام المجني عليه بإسم "الحرب علي الإرهاب"، بينما الإسلام، وبعيداً عن الأجندة السياسية والتحزب، يقهر فى صمت وبلا ضجيج مشكلات تكلِف العالم مليارات الدولارات، ويحفظ ملايين الأنفس. المجتمعات الإسلامية فى أجزاء واسعة من العالم الغربي أصبحت إضافة إيجابية وحضارية، بل هي صورة مشرقة تدعو للإعتزاز، لا مهدِد كما تزعم عناصر الإستهداف والتضليل الذين تكذب مزاعمهم عن الإسلام الأرقام الرسمية التى تصدر من الدوائر الحكومية فى أى بلد يوجد فيه إسلام ومسلمين على امتداد العالم.


حتى هذه اللحظة تعتبر أوضاع المسلمين فى العالم الغربي مصانة ومحمية بالقانون الى حد كبير. وهناك أيضاً الكثير من الإنتهاكات الرسمية لحقوق المسلمين تورطت فيها عن جهل أو عمد الكثير من الحكومات الغربية فى ظل مجهودات إسلامية مستقلَة شاقة تبذل فى إطار مبادرات جماعية وفردية مضنية لإزالة اللبس الناتج عن الخلط والتضليل الذى تتعرض له دوائر صنع القرار الرسمية فى أجزاء واسعة من العالم الغربي عن حقيقة الإسلام وماهية المسلمين فى عالم مادي لاهث يدهس فى طريقه كل المثل العليا والفضائل، ويحط من قدر الأديان ويشمل ذلك حتى الديانة المسيحية التى أصبحت مختطفة من بعض المهووسين، مما قاد إلى انعدام الحد الأدني المفترض من التفاهم الإيجابي بين الملل والحضارات، فى ظل سيطرة منظمات كهنوتية إسلامية ومسيحية بالية ظلت تمارس حواراً عقيماً ومتقطِع فى أطر بروتوكولية ضيقة وعديمة الجدوي، مما أعطى الفرصة لتسود العالم لغة العنف والعنف المضاد. العنف المنظم والمدمر الذي تقوده بعض الحكومات الغربية، والذى ترد عليه بعض الجماعات الاسلامية الغير منظمة ومنضبطة بعنف عشوائي مضاد يستهدف المدنيين والأبرياء، ويصب فى خانة الوجه الآخر للتطرف ويشوه صورة الإسلام والمسلمين بطريقة لا يقدر على تحقيقيها أكثر الكارهين للإسلام لو امتلكوا خزائن هذا الكون!!


اذا فهم الناس هذه الحقائق، واذا تفهم البعض أن التضليل العالمي صار لاعب رئيسي فى حروب الإنتقام واستهداف الإسلام بعد أن صارت للتضليل مؤسسات منظمة وعالية الصوت تجيد التخفي وتغيير الألوان والخطط، كما حدث فى حرب العراق، فكيف يتفهم الناس قيام حكومات فى بلدان تسكنها أغلبية ساحقة من المسلمين بتعكير صفو شعوبهم واستهداف الناس فى معتقداتهم بصورة لم تصدر حتى من الذين يجهلون حقيقية الاسلام والمسلمين.

يحدث ذلك فى " تونس " هذه الأيام، حيث انضمت الحكومة التونسية لركب من يشترون سخط الله برضاء الآخرين، لتصبح الحكومة التونسية ملكية أكثر من الملك عندما تحولت الحرب على الحجاب الى واحد من أهم (أجندة الدولة التونسية). وكانت الحكومة التونسية، ممثلة فى رئيسها (زين العابدين بن علي)، قد أطلقت على الحجاب لقب "الزي الطائفي"!! وجاء فى الأخبار أن الحكومة التونسية أصبحت تشترط فى الفترة الأخيرة على النساء خلع الحجاب قبل دخول بعض مرافق الدولة الرسمية، مما فاقم التوتر فى تونس حيث الأوضاع مرشحة للمزيد من التدهور بسبب هذا الأمر.

لو كان الحديث الدائر فى هذا الصدد يدور حول "الخمار" أو "النقاب" فذلك أمر قابل للجدل بإعتبار أنها من الأزياء التى كانت موجودة قبل ظهور الاسلام، ولكن يتضح أن للحرب التونسية على الحجاب بعداً آخر، إذ إنها تدور فى إطار المواجهة القديمة المتجددة بين "التيار الأخواني التونسي" الذى تتعدد مسمياته وأشكاله وبين "الحكومة التونسية". تلك المواجهة لا تبرر بالطبع الخلط والتعدي الشائن وإنتهاك الحكومة التونسية للحقوق الشرعية لشعبها، مما يفتح الباب لتيار "الأخوان" السياسي، وغير الأخوان لإختطاف القضية والمزايدة بها بالصورة التى ستهدد استقرار ذلك البلد، وتهدد بإنتقال الظاهرة إلى أجزاء أخري من العالم الاسلامي، الذى لاتنقص بلاده التوترات الدينية والطائفية التى تنسف الإستقرار وتعطل الحياة والتنمية!

الزعيم الراحل (جمال عبد الناصر) فى قمة مواجهته الدامية مع تنظيم "الاخوان المسلمين" المصري، الأب الشرعي لكل الحركات "الإخوانية" فى العالم الاسلامي، كان فى قمة عطائه الغير ممنون أو مستخدم لأغراض سياسية للإسلام، فقد كانت أعظم إنجازات هيئة الإستعلامات المصرية أثناء "الحقبة الناصرية" التى واصلت رسالة "الأزهر الشريف"، على الرغم من المقاطعة لتمويل الأزهر بسبب خلافات (عبد الناصر) مع معظم بلاد "الخليج العربي" الغنية فى ذلك الوقت أثناء الظرف القاسي الذى كانت تعيشه مصر فى ظل اقتصاد حرب، وطوابير الخبز، وأبسط ضروريات الحياة من أهم ملامحه.

جماعة "الاخوان المسلمين" اليوم فى مواجهة مفتوحة مع أغلب حكومات العالم العربي والإسلامي، وليس فى تونس وحدها، ولم نسمع حتى هذه اللحظة بمثل هذا الخروج العظيم الذى يجعل من المعركة مع الحجاب من أهم أولويات الدولة بالصورة التى قد تفاقم من الصراعات الدينية والطائفية وتهدد استقرار أجزاء واسعة من العالم الإسلامي!!


إنه شكل من أشكال المواجهة بين قوى التطرف "الديني" والآخر "المادي" عندما يتقاتلان ويدهسان رغبة الشعوب فى العيش بأمان وممارسة شعائرهم دون خوف.. كما انه انعكاس لنفس المنازلة الكونية الكبري التى تدور فصولها بين قوى التطرف المادي والديني، تلك المواجهة التى جعلت روايات الرعب التى تتحدث عن "نهاية العالم" الأكثر مبيعاً فى معظم أنحاء الدنيا!!
10-17-2006, 04:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  لـ "منع التسلل وتهريب السلاح" .. العراق ينشر قوات عسكرية على الحدود مع سورية الاخبار Enkidu61 0 875 05-02-2012, 01:35 PM
آخر رد: Enkidu61
  عندما تسرح وتمرح ديناصورات الوهابية Gkhawam 1 868 09-22-2008, 05:14 AM
آخر رد: Gkhawam
  موقف شيوخ الزيتونة من الحجاب Hajer 2 1,923 07-29-2008, 10:00 AM
آخر رد: Jugurtha
  عندما يلجأ المسلمون إلى الخداع Gkhawam 1 1,211 04-10-2008, 08:48 AM
آخر رد: Gkhawam
  الاستعهار الديني Gkhawam 1 644 12-05-2007, 08:41 AM
آخر رد: Gkhawam

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS