{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ملاذي
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
ملاذي
[ لاذ به يلوذ لوذا ولواذا ولواذا ولواذا ولياذا: لجأ اليه وعاد به. ولاوذ ملاوذة ولواذا ولياذا: استتر. وقال ثعلب: لذت به لواذا احتضنت. ولاوذ القوم ملاوذة ولواذا أي لاذ بعضهم ببعض، ومنه قوله تعالى: يتسللون منكم لواذا. وفي الحديث الدعاء: اللهم بك أعوذ وبك ألوذ، لاذ به اذ التجأ اليه وانضم واستغاث. والملاذ والملوذة: الحصن. ولاذ به ولاوذ وألاذ: امتنع. ولاوذه لواذا: راوعه. ] ابن منظور - لسان العرب


وهذا ملاذ لي ، أبث فيه شكواي ، وأفراحي وأحزاني ... هو أقرب إلى يوميات ، منه إلى خواطر . وهو كذلك ، أفكار متناثره ، لا يجمعها سوى حضورها المباغت .



[CENTER]24/10/2005 أو 22 / 9 / 1426[/CENTER]

[SIZE=4] - فكرت ، قبل أن أكتب التاريخ الميلادي ، بأن أكتفي بالهجري . ولكني ، عندما تذكرت أنها قد تمر من هنا ، وهي التي لا تكاد تعرف عن السنة القمرية ، سوى رمضان . لأجل ذلك ، سأضع التاريخين ، رغم عدم اقتناعي .

- قلت لها ذات مرة ، محاولا تبيان أن السنة القمرية أفضل للفرد من الشمسية :

" في القمرية ، تكون ذكرياتك متحولة ، ويوم ميلادك يكون تارة في الشتاء وتارة في الصيف " ، ولكنها لم تقتنع .


-الآن ، في هذا الملاذ ، أعلم يقينا .. أن القمر لا يحسب عمره إلا اعتمادا على الشمس .

- سؤال يتبادر لذهني ، عندما أتحدث عن القمر : هل هو فعلا جميل ؟
كلنا يعلم أنه جرم صغير ، مجموعة من الحفر والهوات .. مالذي يجعله جميلا ؟

يبدو لي أننا عندما نتغنى بالقمر ، ونخشع لدى رؤيته بدرا مشعا ، نفعل هذا الذي نفعله ، لا لأن ما نراه جميل .. بل لأن أسلافنا لم يخترعوا التلسكوب بعد !


- بالأمس ، كنت أسمع لأحمد الدعيج ، في مجموعته السمعية عن " التاريخ السياسي للدولة العباسية " . هذا الرجل ، من أغرب الذين سمعت لهم ، لا يكتفي بأن يرو لنا التاريخ .. بل يدخل في جوفه ، ويحاكم رجال الماضي ، تحدث بالأمس عن القرامطة ، ووالله لو أن ابا طاهر القرمطي بعث مرة أخرى، وسمع ما قال عنه الدعيج ، لما وسعه إلا أن يتحول إلى " نائب إسلامي " .

قراءته للتاريخ ، تحتاج لوقفة طويلة .


- طالما أنني تحدثت عن المواد السمعية ، في أحد أعداد عالم المعرفة ، كان عنوان الكتاب الشهري " التاريخ الاجتماعي للوسائط " ، وقال مؤلفي الكتاب بأن الوسط ، أي وسط ، يتم استخدامه ثلاث استخدامات : تأثير ، وتعليم ، وترفيه .

وبما أن " الكاسيت " عبارة عن وسط مهم ، فإن استخدامنا له في مجال الترفيه يكاد يكون هو الطاغي ( أغاني ، أمسيات شعرية ..إلخ ) ، يأتي بعده محاظرات المشايخ ، وهو تيار واحد فقط .

ظهرت في الآونة الأخيرة ، مجموعات سمعية عن الذات وتطويرها والوقت وما إلى ذلك ، ولكنها - رغم مديونيتها التامة لعلوم الإدارة الغربية ، وترويجها المبطن لكل أيديولوجياتها - تتلحف دوما برداء إسلامي .. ويصنف هذا العمل تحت " أسلمة المعرفة " .

قديما ، أرجع الكثير من المؤرخين نجاح " مارتن لوثر " في دعوته الإصلاحية البروتستانتية ، إلى استخدامه الناجح للوسط الجديد ، وهو الطباعة - التي قاطعتها الكنيسة الكاثوليكية .


- بعد قليل ، ستبدأ محاضرة الرياضيات ، عندي " كويز " ؛ لا أعلم لم يحرص دكتورنا المغربي على مثل هذا الـ " كويز " في الأيام الأخيرة .

- قبل ساعة ، اتصلت بي قائلة انها ستعاود اتصالها ما بين الثانية عشر والواحدة ، وها هي محاضرتي ستبدأ بعد قليل ، ولم تتصل . لا أعلم لم أعلق الكثير على سماع صوتها قبل أي اختبار ، رغم أني لا أؤمن - لفرط ثقافتي - بأي بركة ومعونة لا مرئية .

- اليوم ، يتوجب علي أنا أن أجلب الفطور ، فالدورة توقفت علي ، لا أعلم ماذا سأحضر. أظنني سأجلب لهم فولا وتميس.


هذا بخصوص اليوم ..
09-05-2006, 10:19 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #2
ملاذي
[CENTER](2)
26-10-2005 أو 24 - 9 - 1426 [/CENTER]

[SIZE=4] اليوم : يومي . هذا اليوم ، هو أحد الأيام الإثني عشر ، التي تتصفد فيها القباحة ، ويعلق البغض مشنقته ، وتموت أثينا ، ويحيا تموز . قبل أكثر من سنة ونصف ، وتحديدا في يوم 25 - 3 -2004 ، أرسلت لي رسالة تقول :
" اليوم هذا له ذكرى خاصة !
لأنه يعني مرور شهر على أول اتصال بينا . ( أحبك ) "

منذ تلك الرسالة ، أصبح يوم 25 من كل شهر ميلادي ، يوم تكثر فيه الحروب ، وتزداد معدلات الطلاق فيه ، وتكثر الجرائم ؛ لا لشيء ، فقط لأن كل معاني الحب والنبل والتفاني نحتكرها أنا وهي ، ولا يبقى للناس سوى البغض والكراهية .

عشرين شهرا ، يالله ! .. في الأوقات التي أتفكر فيها ، أقول لنفسي : لو حظي كل ذكر بما أحظى به ، هل سيكون هناك معنى لجنة الخلد ؟!

أعلم أنها تمر من هنا .. حبيبتي ، كل شهر وأنتِ حبيبتي


- الساعة الآن الثانية عشر ، وهذا يعني أننا ولجنا إلى يوم 26 ، وأنا أتكلم عن يوم 25 . السؤال : من هو هذا الذي قرر - بكل بلاهة - أن اليوم يبتدأ من منتصف الليل ؟

هذا سؤال عميق ، يعود بجذره إلى إشكالية حضارية . نحن أسلاف الحضارة العربية الإسلامية - رحمها الله - مشدودون لتراث عميق وعريق وضخم ، وهذه الحضارة التي قامت على دعوة النبي محمد ، لم يتبق منها سوى هذا الدين ، الذي يحدد بوضوح أن اليوم يبتدئ من صلاة الفجر ... فلماذا نبدأ يومنا من الثانية عشر ، بعد أن يخلد الكل للنوم ؟

أنا أظن .. ان في المسألة " إن " ، وأن ثم " انجرار " - وبالمناسبة هذا مصطلح ابيستمولوجي - إلى الهيمنة الثقافية الغربية .

ولأني عروبي ، وانتمي لحضارة إسلامية ، وأتمسك بالهوية ، ولا أخلد للدعاوى الإمبريالية المتمثلة بالعولمة والثقافة الواحدة وغيرها ؛ فإني أعلن أن يوم 25 سيمتد حتى الإمساك عن الأكل .


- لا أخفيكم أن هناك سبب خفي ، وهو أني أريد الإحتفال به مع حبيبتي ، التي لن تتفرغ الا بعد الثانية عشر ، فالعيب ، كل العيب ، أن نحتفل بالأمس .. فيا أعراف العالم ، سألقي بك اليوم عرض الحائط .

- بالأمس اشتريت كتابين ، عدد عالم المعرفة الأخير وهو " تاريخ الملح " ، والآخر :كتاب العربي بعنوان " غواية التراث " لـ جابر عصفور . هذا الرجل ، عصفور ، لم أواجهه مباشرة في كتاب ... لكني أنا اتجه أواجهه ، دائما ما تطالعني مقالاته في جريدة الحياة ، وقرأت مرة لمحمود أمين العالم في كتابه " مواقف نقدية من التراث " نقدا مكثفا له ، وقد أهداني صاحب لي " كاسيتا " - لا أعلم تعريبه ، عبارة عن مقابلة مع حسن الهويمل ، تحدث فيه عن " المرايا المحدبة والمقعرة " وهي كتب لجابر عصفور هذا .


- أدرس مادة تسمى " مهارات التواصل " ، يدرسها دكتور ذا تخصص عربي . هذا الدكتور لا يفقه في التواصل شيئا ، فتجده يتحدث عن مهارات إلقاء المحاضرة ، وأن على المحاضر أن يتنبه لجمهوره وأن يزيد حماسهم ، وأن يناقشهم ، وأن يشقى لإرضائهم . هو يشرح لنا هذه المادة ، بصوت خفيض باهت متقطع ، وبكلام ممتد لا يقطعه سؤال سائل أو استفسار مستفسر . وإن حدث أن استفاق ، من غيبوبة محاضرته ، على سؤال أحدنا ، ينتقل من الإجابة على السؤال إلى سرد ممل ومتعال عن بطولاته وصولاته وجولاته في الولايات المتحدة الأمريكية .

المضحك في الأمر ، أنه يشدد ويصر على ألا تتجاوز المحاضرة الوقت المحدد لها مسبقا ، يشدد على ذلك في الوقت الذي لا بد أن نتثائب ونغلق الكتب والاوراق ونضرب بأرجلنا الأرض ، حتى يتنبه أن وقت المحاضرة انتهى .


- سافر صديقي الذي يسكن معي في الغرفة ، وأنا حتى الآن لا أعلم : كيف سأسافر ؟ هل امتطي راحلتي الجديدة ؟ أم ابحث عمن يردفني ؟ .. لا أعلم حتى الآن !

سأعود للقصيم ، لبريدة تحديدا . آه .. هذه المدينة ، مخيفة جدا ، لدرجة أني أخشى الخروج من المنزل .

- كنت أنا وصديقي نتجادل جدالا بيزنطيا حقيقيا ، كان صراع ديكة من الطراز الرفيع .
يقول : " الناس قسمين ، قسم يقسم الآخرين قسمين ، وقسم لا يقسم " . قلت له " كلام باطل ، انا أعترض " ، أجاب " لا مجال للمعارضة ، إن اعترضت ان تكون من القسم الذي يقسم الناس قسمين ، فأنت من القسم الثاني ، أي انك تقر تماما بوجود قسم غيرك " . أجبته " الأمر ليس كذلك ، فأنا أستطيع أن أكون من القسم الأول ، دون أن أقع في هذا التناقض " ، قال : " كيف ؟ " أجبته : " افتراض ان الناس قسمين ، هو افتراض من عندياتك ، نتيجة خرجت من مقياسك الذاتي ، لا أتفق معها وارفضها . واعتبارك إياي من القسم الثاني الذي لا بد له من أول ، هو اعتبار باطل ، مجرد وهم .. لبس ، وقعت فيه جراء انطلاقك من مقدمتك الفاسدة .. الباطلة الباهتة " ... واستمر النقاش هكذا حتى وصلنا الجامعة . فسكتت الديكة عن الكلام المباح .


- سأختم بهذه الحادثة، وهي عبارة عن نقاش جميل ومثير وفاتن . بالتأكيد ، النقاش اصطبغ بكل هذه الصفات ، لأن أحد طرفيه جميلتي . قالت لي ، وقد أخذ منها الإحباط ما أخذ :
- حَبِيبِي ، أنا مِتضَايقِه !
- باطل ، الضيق لم يخلق لك ، إنما خلقه الله لتريه في الناس ، فتتأكدي بانك تختلفين عنهم .. بأنك مصدر سعادتهم . لولا أنت .. لما ابتسم طفل بالوجود ، ولا طار طير .. بل لما استطاعت هذه الأرض أن تتم دورة واحدة حول الشمس . أي حبيبتي ! كنت أظن وإلى فترة قريبة أنك مخلوقة لي وحدي ، حتى حدثتني الطيور والأشجار وكل الكائنات ، بأنك العلة الأبدية لبقاء الوجود .
- يَا بَعَد عُمرِي ، بَس أَنَا مِتضَايقِة لأنِي بِنت !
- وهذا بطلان مركب ، وبيانه من وجوه :
فأولا ، ما بني على باطل : باطل أيا كان الذي بناه . وكما حدثتك فالضيق لا يجري حكمه عليك ، أي ضياء الكون .
وثانيا ، أن تكوني أنثى ، هذا أمر لم يحدث خبط عشواء ، بل إن هناك ثم ضرورة . بالله عليك ، ألم تنظري كم قتيل يموت ، وكم من زلزال حدث ، وكم حربا ،وكم وباء أبادت بني الإنسان ؟ إنما أراد الله أن يخلص بني الإنسان بكِ ، فبعثك أنثى . هذا الهواء ، لو أنك لا تنطقين ، ولو أنه لا يحمل صوتك للبشر ، لما حفل بقانون الجاذبية ، ولفارق الأرض غير آسف . وكذلك الشمس ، والله الذي فجرها ، لاستحالت كرة ثلج ، لولا أنك تنعمين بشتاءها وصيفها .


وحدثتني عن اعتراض فتيات بعض المنتديات على قيادة السيارات ، وتحميلهن ألف نقيصة ونقيصة لكل من تفكر ، مجرد تفكير ، بأن تقود سيارة . وراحت بكل رونق حديثها تتعمق في الظاهرة وتتكلم عن باقي جوانبها ، كانت وهي تتحدث .. تفيض حكمة ورقة وإثارة .. كم تمنيت لو منحوها كل مقرراتي الدراسية ، بدلا من ذلك الثرثار .


هذا بخصوص اليوم .
09-10-2006, 01:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #3
ملاذي
[CENTER](3)[/CENTER]
[I][CENTER]27-10-2005 أو 25-9-1426 ، الساعة التاسعة من بعد عشاء يوم الخميس[/CENTER].
\" في البدء ، كنت : رجلا ، وامرأة .. وشجرة .
كنت أبا ، وابنا .. وروحا قدسا .
كنت الصباح .. والمسا ..
والحدقة الثابتة المدورة ..
....
وكان عرشي حجرا على ضفاف النهر \" سفر التكوين – أمل دنقل


-تأخر يوم ، واقتباس من أمل دنقل .. بهذين الأمرين ألخص كل ما حدث .


-لنبدأ بقصة قديمة ، حدثت في رمضان ... قبل أكثر من 17 سنة ، عندما كنت لا أتجاوز الخامسة من عمري . كان ذلك في أول أيام رمضان ، وأنا في المقعد الأمامي المجاور لمقعد أبي ، متجهين نحو منزل ، قد واعد والدي أحد زبائنه هناك ، لكي يبيعه إياه . لما نزل أبي مع الزبون ليريه المنزل ، كنت وحيدا في السيارة . طفل جميل ، وديع ، يشتعل ذكاء . أنزلت قليلا من زجاج النافذة ، فتناهت إلى مسامعي أصوات الألعاب النارية في الأحياء المجاورة .

عندما سمعت أصوات فرقعاتها ، تحرقت شوقا إليها .. تمنيت أنها بين يدي فأفرقعها هنا وهناك . وبينما أنا أجول بناظريّ هنا وهناك ، وإذ بفكرة تواتيني في اللحظة التي وقعت فيها عيناي على علبة سجائر والدي ... وولاعته . أخذت الولاعة ، وتناولت علبة المناديل .. ورحت أسحب منديلا وأشعله .. وأرميه من طرف النافذة المفتوح . رميت الأول ، فالثاني .. ولما رحت ألقي الثالث ، إذ به يتعلق على طرف النافذة . هنا ، مددت يدي لألقي به خارجا ، ولكن لسعتني حرارته فإذا بي أدخله للداخل .. وبسرعه غريبة ، اشتعل المقعد ، وبدأت أجزائه تذوب ، حاولت فتح الباب ، ولم أستطع . النيران من حولي ، وبسرعه ، قفزت للمقعد الخلفي ، وفتحت الباب .. وهربت خلف إحدى الأشجار . توقف أحد المارة ، وهم بإطفائها ، جاءت المطافي وخرج والدي وهو يصرخ باسمي \" سلطان .. سلطان \" .. وانا لا أجيبه ، وهو يعتقد أني داخل السيارة ، وأنا خائف من إجابته كيلا يعاقبني على فعلتي .

الغريب أني لا أذكر كيف كانت ردة فعل والدي عندما خرجت إليه .. لا احمل أي ذكرى لذلك .



-لماذا أقول هذه القصة ؟
الجواب : هو أني أعتقد أن هذه الحادثة ، أثرت في وجداني ، واستقرت في الخافية ( اللاوعي – وأفضل الترجمة الأولى ، إذ أن كلمة \"لاوعي\" ترجمة خاطئة من الناحية البنائية ) . وأنا الآن ، أفسر بها ظاهرة غريبة حدثت أثناء مراهقتي . نحن هنا في القصيم ، او بريدة ، ما أن يفهم أحدنا معنى أن يكون ذكرا ، حتى يحاول أن يؤكد هذه المعرفة بعمليات فحولية ، وتكون من الأساسيات اللازمة له كي تكتمل فحولته ، أن يحصل على سيارة . فيلح في المطالبة ، ويسرق سيارة الأب ، ويفعل المستحيلات المائة .. كي ينال مطلوبه . أنا لم أمر بهذه المرحلة أبدا ، إنتهيت من المتوسطة فالثانوية ، بل إني انتقلت للجامعة في مدينة غير مدينتي ، ولم أطالب بها ؛ بل إن أخي الذي هو أصغر مني ، معه سيارة ، وأنا لا . وقبل شهرين فقط .. وبعد إلحاح – من أهلي – اشتريت سيارة ، فجاءتني هذه الراحلة ، التي أسميتها \" المحروسة \" .



-ننتقل لجانب آخر : أمس ، كان يوم الدراسة الأخير ، وكنت قد طلبت من سلطانة قلبي ، أن تمن علي بمقابلة خفيفة . فأجابتني لذلك ... وتواعدنا على السيناريو كاملا ؛ وما إن شرعنا في تنفيذه حتى جاءت القرارات من أمها ، بأنها لن تستطيع الخروج اليوم . رضيت بما قسم الله ، ورحت أحدث نفسي ، بان إدراك القليل ، خير من إدراك العدم ... فقررت أن ألثم جدار بيتها قبل الرحيل . لما رأت ما بي من يأس ، وهي الحنونة الطيبة الرحيمة ، قالت سأذهب للمكتبة ، لم لا تأتي ؟ طرت من الفرح وأنا أوافق .


-تأخرتُ في الطريق ، وكانت هي مستعجلة ، وقبل أن آتيها قررت أن أهديها علبة \" شوكولاه \" ، فتوقفت عند البائع .. الذي كال لي كيلا من الشوكولاه ، وهي في المكتبة تنتظر . كدت أن أصدم مرتين أو ثلاثة قبل أن أصل للمكتبة . قبل وصولي بقليل ، اتصلت وقالت أنها مغادرة ، وأنها انتظرت بما فيه الكفاية ، لم استطع ثنيها عما عزمت عليه ، فزدت السرعة.

لما أغلقت الهاتف ، كنت قد وصلت . ركضت للمكتبة .. وما إن دلفت من الباب حتى أجدها أمامي ، تحاسب . أنا بيدي الهدية ، وهي ستخرج ، وكان لا بد ان أفعل شيئا . تقدمت إليها بهدوء وقلت :
-يا أخت ..
التفتت إلي ،فمددت الكيس ، قائلا بهدوء تام :
-هذي حقتتس .
اخذتها دون ان تقول شيئا وخرجت .



-في المكتبة وجدت كنزا كبيرا ، كدت أن أقبل صاحب المحل عندما أخبرني أن الكتاب موجود عندهم ، انا الذي كنت أتحرق شوقا إليه .. وهو \" ديوان أمل دنقل \" . في هذا الرجل ، أمر غريب ، ولكلامه وقع كوقع السحر . رغم أني لا أميل إلى القصائد المغرقة في الرمزية ، إلا أنه يكاد يأسرني برمزيته .

أذكر أني قرات كتابا يتكلم عن أدب دنقل ، فقال المؤلف شيئا عن عدم موافقة دنقل لمن ينسجون قصائدهم على أسس الأساطير البابلية والرومانية واليونانية وغيرها .. إذ أن هذه الاساطير والرموز ، لا تصل إلا إلى مثقف ، فهي تخاطب وجدانه ، عن طريق عقله .. ولا تتجه مباشرة إلى وجدانه . أنا هنا أتفق مع هذا الرأي ، رغم أن هناك ثم قصائد لدنقل تتناول رموزا خارج الحضارة الإسلامية كـ \" الكلمات الأخيرة لسبارتاكوس \" وغيرها .

سأضع مثالا على ما أقول .. وهو عبارة عن مقارنه بين جزء من قصيدة لدنقل ، وجزء من قصيدة لشاعر العراق \" بدر شاكر السياب \" .

يقول دنقل في قصيدته \" لا تصالح \" :


[CENTER]"
(1)
[COLOR=Teal]لا تصالح !
... ولو منحوك الذهب
أتُ حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل تَرَى .. ؟

هي أشياء لا تشترى .. :
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينكَ ،
حسكما – فجأة – بالرجولةِ ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق .. حين تعانقه ،
الصمت – مبتسمين – لتأنيب أمكما ..
وكأنكما
ما تزالان طفلين !

تلك الطمأنينة الأبدية بينكما :
أن سيفان سيفكَ ..
صوتانِ صوتكَ ...
إنك إن متَّ :
للبيت رب
وللطفل أب .
هل يصير دمي – في عينيك – ماء ؟
أتنسى ردائى الملطخ ..
تلبس – فوق دمائي – ثيابا مطرزة بالقصب ؟
إنها الحرب !
قد تثقل القلبَ ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح
ولا تنوخَّ الهرب !

(2)
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأس !
أكل الرؤوس سواء ؟!
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يد ... سيفها كان لك
بيد سيفها أثكلك ؟
سيقولون :
جئناك كي نحقن الدم
جئناك . كن – يا أمير – الحكم
سيقولون :
ها نحن أبناء عم .
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك .
واغرس السيف في جبهة الصحراء..
إلى أن يجيب العدم .
إني كنت لك
فارسا.
وأخا .
وأبا .
ومَلِك!
"[/CENTER]

[SIZE=4][COLOR=Teal]ننتقل للسياب ، في قصيدته " سربروس في بابل "


[CENTER]" [SIZE=4]ليعو سربروس في الدروب
في بابل الحزينة المهدمه
ويملأ الفضاء زمزمه ،
يمزق الصغار بالنيوب ، يقظم العظام
ويشرب القلوب .
عيناه نيزكان في الظلام
وشدقه الرهيب موجتان من مدى
تخبئ الردى .
أشداقه الرهيبة الثلاثة : احتراق
يؤج في العراق

ليعو سربروس في الدروب
وينبش التراب عن إلهنا الدفين
تموزنا الطعين،
يأكله : يمص عينيه إلى القرار ،
يقصم صلبه القوي ، يحطم الجرار
بين يديه ، ينثر الورود والشقيق.
أواه لو يفيق
إلهنا الفتي ، لو يبرعم الحقول
لو ينثر البيادر النضار في السهول
لو ينتضي الحسام ، لو يفجر الرعود والبروق والمطر
ويطلق السيول من يديه . آه لو يؤوب !
لحافنا التراب ، فوقه القمر
دم ، ومن نهود نسوة العراق طين .
ونحن إذ نبص من مغاور السنين
ترى العراق ، يسأل الصغار في قراه :
" مالقمح ؟ مالثمر ؟
مالماء ؟ مالمهود ؟ مالإله ؟ مالبشر ؟
فكل ما نراه
دم ينز أو حبال ، فيه ، أو حفر .
أكنت الحياه
أحب أن تعاش ، والصغار آمنين ؟
أكانت الحقول تزهر ؟
اكنت السماء تمطر ؟
أكانت النساء والرجال مؤمنين
بان في السمء قوة تدبر ،
تحس ، تسمعالشكاة ، تبصر ،
ترق ، نرحم الضعاف ، تغفر الذنوب ؟
أكانت القلوب
أرق ، والنفوس بالصفاء تقطر ؟ "
وأقبلت إلهة الحصاد ،
رفيقة الزهور والمياه والطيور ،
عشتار ربة الشمال والجنوب ،
تسير في السهول والوهاد
تسير في الدروب
تلقط منها لحم تموز إذا انتثر ،
تلمه في سلة كأنه الثمر.
لكن سربروس بابل – الجحيم
يحب في الدروب خلفها ويركض ،
ويمزق النعال في أقدامها ، يعضعض
سيقانها اللدان ، ينهش اليدين أو يمزق الرداء ،
يلوث الوشاح بالدم القديم
ويمزج الدم الجديد بالعواء .
ليعو سربروس في الدروب
لينهش الإلهة الحزينة ، الإلهة المروَّعة ؛
فإن دمائها ستخصب الحبوب ،
سينبت الإله ، فالشرائح الموزعة
تجمعت ، تلملمت . سيولد الضياء
من رحم ينز بالدماء .


[SIZE=4]في القصيدة الأولى يتكلم دنقل على لسان كليب ، مخاطبا الزير سالم ، ومحرضا له على ألا يصالح . ثم يجعل هذا الإنطاق التاريخي الرمزي ، موجها بقوة عجيبة للواقع .. مخاطبا الحكومات ومنددا لها ضد السلام مع اسرائيل " ابناء العمومة " ، وأظنه يوجه خطابه للسادات . عبر عن الواقع بالرمز ، الرمز المنتمي للوجدان ، الجزء اللصيق بالذاكرة .

السياب ، بالمقابل ، يتكلم عن واقع العراق ، موظفا الأساطير البابلية واليونانية .وسربروس هذا – في الميثولوجيا اليونانية – كلب يحرس مملكة الموت . فاستخدمه السياب ، ليصف واقع الموت في العراق ، ويقوم بقتل الإله تموز والإلهة عشتار وهما رمزا الحياة والخصوبة . ويصف أطفال العراق ، بأنهم لا يعرفون إلا الموت ، فهم يتسائلون عن " الحياة والإله والماء والثمر .. " . وأخيرا وبعد أن يقضي الموت حتى على الحياة ، يقدم السياب بشارته " سيولد الضياء من رحم ينز بالدماء " .

لن نتكلم عن القوة التعبيرية ، فأنا لا أجيد هذا النوع من النقد ، كما أن كلا القصيدتين تطوحان بي . ولكن سأتكلم على جانب معرفي ، وهو ان السياب باستعارته لهذه الرموز الخارجية ، كان لا بد من أن يشرح هذا الرموز ويخبرنا عنها ، وهنا تذهب قيمة الرمز ، فهو أيقونة تدل بذاتها ، ولذلك أجد دنقل أقرب إلي من السياب ، رغم " أنشودة المطر " .



-لنربط كل هذا الكلام ببعضه ، اشتريت كتاب دنقل ، وودعت حبيبتي ، وانطلقت للقصيم بالسيارة ، التي كانت أمي ترفض أن آتي بها بحجة أني مبتدئ ، وغير ذلك .. ولكني هدأتها وأقنعتها .. وأخيرا راضيتها بهدية .




- أنا الآن في هذه المدينة ، بريدة .. لعلي أحدثكم عنها غدا .

وهذا بخصوص اليومين

09-16-2006, 05:25 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #4
ملاذي
[CENTER](3)
1-11-2005

[SIZE=4]- لا تصوموا اليوم ، بل موتوا ... فحبيبتي سافرت .

- لا تفرحوا كثيرا ... فهذا أول رمضان ، يتبعه مأتم . فهذه السنة ، ستكون بعيد واحد .

- قبل يومين ، كان أخي يقول " أن البنوك ستغلق يوم الاثنين ، وكذلك صالة الأسهم " ، قلت له " الدنيا كلها ستغلق " .

والله .. أقسم بالله ، أني لم اعلم .. أنا حتى مسامات جلدي ، وصمامات قلبي .. هي الأخرى ستغلق .


- يا أرض مصر !
بالله عليك .. كوني لها كما كنتي ليوسف ، ولا تكوني كما كنتي لموسى .

- قالت : " كن رفيقا بنفسك ، ولا تحزن " . أجبتها " أنت نفسي .. وها أنت تفارقيني " .
قالت : " سأتابع ملاذك " . أجبتها " اليوم ... لا ملاذ لي ؛ أنا شيطان ، سأعود إلى أصفادي ".

- لا أستطيع أن أكتب شيئا .
09-18-2006, 09:50 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #5
ملاذي
[CENTER](4)[/CENTER]
[CENTER]3-11-2005[/CENTER]

[CENTER]" عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
"[/CENTER]



[SIZE=4] - أجمل ما في العيد : رسائل الجوال . وبما أنني قليل الأصدقاء ، فإن رسالة اتتني من احد اصدقائي أسقطتني من الضحك ، يقول فيها صديقي - وهو من اولئك البسطاء ، ويلقب منذ الصغر بـ" ابو قرش " :

" الإسكندر المقدوني
وليم شكسبير
ليوناردو دافينشي
ابو قرش
بيل غيتس
نابليون بونابرت
عبد الله آل سعود
صلاح الدين الأيوبي
عظماء العالم يتمنون لكم:
عيد سعيد "



- لنتناول هؤلاء واحدا واحدا .. ماذا يمثلون بالنسبة لي :

الإسكندر المقدوني : شاذ جنسيا ، وهادم حضارات .. التراث الذي يستقي منه الغرب أفكارهم الإستعمارية ، ما جورج بوش إلا نسخه مصغرة منه.

وليم شكسبير : قرأت قبل أيام ، في جريدة الحياة ، أن هناك بحثا يثبت أنهه لا وجود لشخصية شكسبير ، وأنه مجرد اسم مستعار لأحد أفراد الطبقة الارستقراطية . روح شكسبير غريبة عني ، فهو يتحدث عن أشياء كثيرة .. لا أجد ارتباطا بيني وبينها . حتى عندما تكلم عن الحب . مرة واحدة هي التي التقيت فيها مع شكسبير ، كان الوسيط النجم الهوليودي الألمع " آل باتشينو " ، كان ذلك في الكلمات التي قالها " شايلوك " اليهودي في " تاجر البندقية " . لعلني أقتبسها لكم فيما بعد .

دافينشي : لم تعجبني الموناليزا ، لكني دخلت أحد المواقع الذي يعرض بعض رسوماته فوجدت ما هو أجمل من الموناليزا . أنا دائما أقول أن الفن والأدب الغربي ، لا يمكن أن يؤثر فينا وجدانيا نحن أبناء الحضارة الإسلامية ، بينما قصيدة للمتنبي ... تلهب قلوبنا . عموما لابد أن يوجد أولئك الذين يتمايلون مع سيمفونيات بيتهوفن ولا يعجبهم إلا دافنشي وبيكاسو .. وإن سألتهم عن ذلك ، أجابوك إجابة عولمية : " تراث إنساني " .

بيل غيتس : رأسمالي بروجوازي .

بونابرت : هذا الرجل لا أعلم من سيرته إلا الجزء المتعلق بحملته على مصر . أذكر أن العقاد ، عندما أراد أن يثبت كفاءة محمد العسكرية ، قارنه بنابليون .

عبد الله آل سعود : عدم مقدرتي على الكلام عنه ، تبين إلى أي مدى عبر أسلافه عن تسلطهم .

صلاح الدين : هذه الشخصية تكاد تكون من أعظم الشخصيات في وعي الفرد العربي، فهي ترتبط بواقعه وتلتصق أشد الالتصاق . ولو نظرنا لوجدنا أكثر من " فيلم " - لا أعلم تعريبه - ومسلسل وقصيدة .. قد خصصت لشخصيته . فهو يرتبط بالقضية العربية الأولى ، قضية فلسطين . نجده في فلم " الناصر صلاح الدين " يخرج بصورة قومية ، بحيث يتجاسر المسيحي العربي ، مع المسلم العربي ، لطرد الصليبي اللاتيني . وفي المسلسلات الأخيرة ، نجده معبأ بروح إسلامية ، كما أنه من الشخصيات القليلة التي ينصفها المستشرقون والغرب .

كل هذا ، يجعل صلاح الدين الموجود في وعينا ، غير صلاح الدين الحقيقي . صلاح الدين ، التوسعي ، مؤسس أسرة مالكه ، الميكيافيلي . صلاح الدين الذي رفع المكوس ، وأباد دولة أولياء نعمته من الفاطميين والزنكيين . صلاح الدين ، الذي يتعاقد ويتآمر مع الحشاشين .

ولكن عين الرضى عن كل عيب كليلة .. فصلاح الدين لا ننظر له إلا من خلال يوم واحد فقط ، وهو يوم حطين .


- اتصلت علي اليوم ، وكانت قبلها قد أرسلت رسالتين . كانت شديدة السعادة ، ما أجملها ! كانت بحاج إلى هذا السفر ، فقد تعبت كثيرا الشهور الماضية . قالت لي أنها لم تجد كتابا قد وصيتها عليه ، اسم الكتاب " تاريخ الصلاة في الإسلام " ، لـ " جواد علي " ، دار الجمل . وهذا كتاب قد بذلت الأمرين ، كي أحصل عليه .. لكني لم أجده . دار الجمل هذه ، مقرها ألمانيا ، وتصدر كل أنواع الكتب ، فكتب عبد الله القصيمي مثلا منها ، كما أن كتب جواد علي تصدر منها .

جواد علي هذا مؤرخ من الطراز الرفيع ، بل هو من أفضل من قرأت لهم من المؤرخين . له " المفصل في تاريخ العرب بعد الإسلام " في ثمانية أو عشرة مجلدات ،وله " المهدي وسفرائه الأربعه " وله " تاريخ العرب بعد الاسلام " ( كتاب صغير يتكلم عن سيرة محمد من الولادة إلى انتهاء فترة الدعوة السرية ) . ويتبع منهجا في التاريخ ، جد مناسب لتاريخ كتاريخنا الإسلامي . فتاريخنا تاريخ مدون في أغلبه ، بمعنى أنه مجموعة روايات ، وقليلة هي الآثار والوثائق . فجواد .. عندما يتكلم عن حادثة ، كوجود المهدي ، فإنه يبدا بعرض الروايات المتعلقة بوجوده . ثم يضع احتمالاتها كلها .. ولا يقرر أمرا ، بل يترك الأمر للقارئ .

وكتابه هذا عن الصلاة ، إن كان بنفس الوجه .. فهو بالتأكيد كتاب مهم جدا .


- اخيرا .. هذا يوم عيد .. اتمنى للكل الخير والسعادة .

هذا بخصوص هذا اليوم
09-23-2006, 06:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #6
ملاذي
[CENTER](5)[/CENTER]
[CENTER]14-10-1404 أو 16-11-2005

[SIZE=4]- أقول لكم - بكل برود ، وبلا أي حماس - هذا النبأ : اليوم هو عيد مولدي ، حسب السنة القمرية .

- لأني عظيم ، وعظيم جدا .. لم يكن مولدي عاديا . فأنا قضيت في رحم أمي 11 شهرا ، وهذا طبيعي .. شخص مثلي ، يحتاج إعداده فترة أطول من غيره .


- أنا الآن في الجامعة ، والإجازة التي قضيتها كانت من أسوأ الإجازات ، سأحدثكم عنها :

أولا ، تفارقت مع أغلى إنسان في هذا الوجود . لا أريد أن أتذكر ما جرى ، فمجرد الذكرى ترهقني . ولكنها - حبيبتي ، لأنها دائما مميزة وجميلة ورائعة ، تجعل حتى النهاية من أجمل النهايات .

كان دخولها لحياتي ، منعطف كبير . إن كان هناك من علّم على حياتي أهم العلامات ، فهي تأتي في الصدارة . دائما ما أقول لها ، أنا معك أحيا ، أتعلم الحياة .. أولد من جديد . وبالفعل ، كانت تحطم كل عاداتي القديمة ، ونمط حياتي القديم .. وتضع حياتا جديدة ، لذلك عندما اقول أن لي خالقين : الله وأنت ، لا تظني أني بهذا أكفر . فالخلق ، وإن كان صفة للإله .. إلا أنه يجريها على أيدي عباده ، فهذا عيسى يخلق من الطين كهيئة الطير . وأنت - بهذا المعنى - أعدتي خلقي من العدم .

معك ، أعجز عن التعبير تماما . سأتوقف هنا .


ثانيا ، بعد فراقها ، تعرضت لحادث كاد أن يودي بي . واضطررت للبقاء في القصيم حتى يوم الإثنين ، ولم أصل للشرقية الا فجر الثلاثاء . أنا قليل الاحتكاك بالدوائر الحكومية ، ولا أحب مراجعتها إلا للضرورة .. بل إني لا أذهب للمستشفى لأجل هذا الأمر . بعد الحادث ، اضطررت أن أراجع المرور .

كان الذي أراه بمثابة الاصطدام بين ما نبنيه في الأذهان ، وما نراه في الأعيان ، كان تناقضا تاما . أنا وجهت وجهك داخل المرور تجد " عشائرية " . سأقص لكم القصة بالتفصيل فيما بعد ، ولكني أكتفي بتسجيل الواقعة .

ثالثا ، قضيت العيد وحيدا ، إذ أني لم أرافق أهلي في سفرهم . فهم سافروا للشرقية .. وأنا للتو قد عدت منها ، فلم أرغب في مرافقتهم . وما إن ذهبوا وجلست أول يوم وحيدا في المنزل ، حتى ندمت على هذا القرار . كان هناك أمر إيجابي .. وهو أني قرأت كثيرا ، ولكن هذا الذي قرأته ، صار عذابا علي ، عندما راجعت المرور ، عندما واجهت الواقع .


- الجو هنا أدفى من برودة القصيم . وعندما خرجت من القصيم ، قيل لي أن السماء بكت حزنا على فرقاي . نعم ، هناك من صور الأمر على أنه احتفال الالقصيم لخروجي منها ، ولكني أعلم يقينا أنه الحزن وحده الذي استدر قطرات السحاب .


- أنا الآن أقرأ " ربيع الفكر اليوناني " لعبد الرحمن بدوي ، وهو جزء ضمن سلسلة بدوي لتاريخ الفلسفة اليونانية .



أكتفي بهذا ، لهذا اليوم .. وأترككم مع هذه القصيدة :

[CENTER]أبدا تحنّ اليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والرّاح
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم والى لذيذ لقائكم ترتاح

وارحمتاه للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضاح
بالسر ان باحوا تباح دماؤهم وكذا دماء البائحين تباح

فإذا همو كتموا تحدث عنهم عند الوشاة المدمع السفاح
وكذا شواهد للسقام عليهم فيها لمشكل أمرهم ايضاح

خفض الجناح لكم وليس عليكم للصب في خفض الجَناح جُناح
فالى لقاكم نفسه مرتاحة والى رضاكم طرفه طماح

عودوا بنور الوصل من غسق الجفاء فالهجر ليل والوصال صباح
صافاهم فصفوا له فقلوبهم في نوره المشكاة والمصباح

فتمتعوا فالوقت طاب بقربكم راق الشراب وراقت الأقداح
يا صاح ليس على المحب ملامة إن لاح في افق الوصال ملاح

لا ذنب للعشاق ان غلب الهوى كتمانهم فنما الغرام وباحوا
سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها لما رأوا أن السماح رباح

ودعاهم داعى الحقائق دعوة فغدوا بها مستأنسين وراحوا
ركبوا على سفن الرجاء فدموعهم بحر وشدة خوفهم ملاح

والله ما طلبوا الوقوف ببابه حتى دعوا وأتاهم المفتاح
لايطربون لغير ذكر حبيبهم أبدا فكل زمانهم أفراح

حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح

قم يا نديم الى المدام فهاتها في كاسها قد دارت الاقداح
من كرم اكرام بدنّ ديانة لا خمرة قداسها الفلاح[/CENTER]
09-28-2006, 07:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #7
ملاذي
[CENTER](6)[/CENTER]

[CENTER]1 - 12 - 2005[/CENTER]

" يبه يبه ! أبي ثلاثة ريال - طفلة في أسواق المزرعة تخاطب والدها


[SIZE=4]- كنت في الجبيل الأسبوع الفائت ، وهناك تعرضت لحادث آخر .

- هذا سؤال : هل تستطيع المرأة السعودية الحياة ، بدون ادوات تفسيرية : كالعين ، والسحر ؟

لا أعلم الجواب ، ولكن ما أعلمه أن المرأة السعودية إذا أصيبت بمصيبة أو حلت بها كارثة ، أو إذا لم تتوفق في شيء ما .. فسرت هذه الحوادث بكونها محسودة ، أو مسحورة .. بل قد يتعدى الأمر لتصبح معشوقة من قبل عفريت .

بعيدا عن الجانب الفكاهي في هذا الموضوع ، ولكن هذه الطريقة بالتفكير تمثل قاعدة تبريرية خصبة للامسئولية .

في النقد الموجه لفرويد ، عندما أرجع التصرفات البشرية إلا الخافية - أو اللاوعي - ، هو أنه بهذا يخلي مسئولية الإنسان من كل أفعاله ، وبأنه ليس هو المتصرف بها ، كونها تأتي نتيجة اللاوعي ، الذي يتصرف بناء على ما يحتوي عليه من ذكريات ورغبات وكبت ...إلخ .

نفس الأمر هنا ، فإذا أخفقت الطالبة في الإختبار ، وأرجعت إخفاقها إلى أنها محسودة ، وإذا كسرت شيئا أو أخطات في أمر ، أو إذا سعت لشيء لم تنله ، وفسرت كل هذا بأنها محسودة او مسحورة . فهي هنا لا تفعل شيئا سوى أنها تخلي مسئوليتها ، من كل ما يجري . فسبب الإخفاق وعدم التوفيق خارجي ، يأتي من خارج الحادثة ، وإنما الحادثة هي استجابة لسلطته وهيمنته .

وإذا تمكن هذا النمط من التفكير على الشخص ، يصبح شخصا كسولا خاملا سلبيا جدا .


- قبل يومين ، كنت في دوحة الظهران ، في أسواق المزرعة . كان الوقت ظهرا ، ومن بوابة الأسواق خرجت عربية محملة بشتى صنوف السلع ، يدفعها شيخ كبير العمر والجسد ، وتتبعه طفلة صغيرة جدا ، لها صوت مخنوق ، تحدثه وهي ترفع رأسها كأنها تنظر للسماء تقول له : " يبه ، يبه .. أبي ثلاثة ريال " .

هذا المشهد تملكني تماما ، تسائلت : كيف يتفاهم هذا الشيخ مع طفلته ؟


- نعود إلى اللامسئولية ، فالأسرة السعودية : أسرة أرنبية ، تنتج عددا كبيرا من الأفراد ، ويتم تبرير مثل هذه الظواهر الاجتماعية بنصوص دينية كـ " تكاثروا ، فإني مفاخر بكم الأمم ".. وغيرها . ولكن لا بد من وقفة هنا .

لنبدأ بهذه الأولوية : أيهما أولى : عدد الأبناء ، أم شخصياتهم ؟

أنا أرى أن إعداد الشخصية أولى وأهم من زيادة الإنتاج . ولكن الوعي عندنا ، يجعل الرجل يرى أن واجبه اتجاه ابنه ، ينتهي بمجرد أن تحمل أمه به . وإن تطور قليلا ، يكون قاصرا على الجانب المادي .. على الماكل والمشرب ، دون التفات للجانب الوجداني والذكائي والغريزي في الإبن .

أكثر الذين أعرفهم ، بينهم وبين إخوتهم سنة أو سنتين ، رغم أن الفرق السليم لا بد أن يكون أكثر من خمس سنوات ، حتى يتم التفرغ للطفل تماما في سنينه الخمس الأولى ، التي يتكون فيها وجدانه العاطفي .

إنجاب طفل : ليس نتيجة طبيعية لشهوة دقائق معدودة ، بل هو مشروع يحتاج إلى إعداد واستعداد وتحمل للمسئولية .


- كثرة عدد الأخوة ، وعدم وجود الفارق العمري المعقول بينهم ، وافتقار الطفل للاهتمام في المنزل ، يجعل من هذا المنزل : طاردا لأعضائه حال البلوغ ، فيبحثون عن الإستقرار الوجداني في الخارج . فيصبح المراهق فريسة سهلة للتعبئة الوجدانية ، سواء باتجاه الشذوذ الجنسي أو الإجرام ..إلخ .




أكتفي بهذا لليوم
09-29-2006, 06:48 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #8
ملاذي
[CENTER](8)[/CENTER]
[CENTER]2-12-2005

" ينتهي الكلام ، عندما تكف هي عن الكلام ....
جزء من انطباعي الذي كتبته عن رواية " مائة عام من العزلة " لجابرييل جارسيا ماركيز


[size=4]- عندما أقرأ كتابا ، فإني أمارس طقوسا خاصة : أولا ، لا أتدخل في نص الكتاب بأي نوع من التدخل ، سواء بالتعليق ، أو تدوين الملاحظات .. بل أنني لا أستعمل قصاصة ورقة أو قلم أو ريشة لتحديد المكان الذي توقفت منه . ثانيا ، تكون الصفحة الأولى ، التي تلي الغلاف ، هي المكان الوحيد الذي أسمح لنفسي بالتعدي عليه ، فأكتب بالجزء العلوي الأيسر متى بدأت قراءة الكتاب ، مبتدءأ بحرف \" بـ \" وأضع التاريخ ، وتحتها أضع حرف \" نـ \" استعدادا لكتابة متى أنتهي منه . وبعد أن أنتهي من قراءة الكتاب ، أكتب على هذه الصفحة انطباعي مباشرة .


- اليوم ، أعدت ترتيب مكتبتي ، وهذا اكثر عمل أحب القيام به . وقمت بإحصائية سريعة لعدد الكتب ، فبلغت قرابة الـ 600 كتاب . وابتدأت بتجميعها منذ ثلاث سنين ، وهذا يعني أني اشتريت كتابا واحدا كل يومين . وهذا أيضا يعني أن معدل اشترائي للكتب يتجاوز معدل قراءتي للكتب ، نظرا للضغط الذي تمارسه الدراسة على الوقت .ولو جعلن 25 ريال هو متوسط سعر الكتاب ، فهذا يعني أني دفعت في المكتبه ، ما قدره 15000 ريال ، وهذا يعني مكافأة خمسة عشر شهرا من المكافآت التي استلمتها من الجامعة ، وهو ما يعادل 31 % من مجموع ما استلمت من الجامعة .


- أكثر ما تحتوي عليه مكتبتي الكتب التاريخية والفلسفية ، يأتي بعدها الكتب الدينية والأدبية . لم أبدأ الاهتمام بالروايات الا منذ سنة ونصف تقريبا ، عندما عقدت اتفاقا بيني وبين حبيبتي ، أن نقرأ سوية مجموعة من الروايات . وفعلا قرأنا مجموعة من الروايات سوية ، قرأنا : \" ماجدولين \" للمنفلوطي ، و \" جزيرة الموت \" لأجاثا كريستي ، و \" بقايا صور \" لحنا مينة ، و \" دايفيد كوبريفيلد \" لتشارلز ديكنز ، و \" عابر سرير \" لأحلام مستغانمي ، و \" ريح الجنة \" لتركي الحمد ، و \" مدن الملح \" لعبد الرحمن منيف ، و \" صوفيا \" لمحمد حسن علوان ، و \" القارورة \" ليوسف المحيميد ، و \" أنثى العنكبوت \" لقماشة العليان ... هذا الذي أتذكره ، وكانت آخر رواية قرأناها سوية ، هي \" بنات الرياض \" لرجاء الصانع .


- آخر رواية قراتها بشكل مستقل هي \" مائة عام من العزلة \" . هذه الرواية ، حدثني عنها شخص كان يكتب بطوى تحت معرف \" نيتشة \" ، كان يتعجب من الظلامية والسوداوية التي أملأ بها حياتي ، فقال \" اقرأ مائة عام من العزلة \" . قرأتها ، كانت من أروع ما قرأت . ضمن فيها الكاتب العديد من الأفكار الجوهرية . ففي البداية كان المجتمع شيوعيا ، وعندما كان كذلك كان الموت يغض الطرف عنهم ، وكذلك الجريمة والشر . وما إن دخل النظام ، وتفرق الناس بين حاكم ومحكوم ، حتى دخلت الأسلحة ودخل الموت ، الذي أول ما أصاب الشيخ الحكيم الغجري .

كما أن الدين يأتي من خارج الإنسان ، ولا ينبع من داخله ، وعندما يأتي ، يأتي ومعه منظومته القيمية التي تزيد تفريق البشر ، فيجسد بذلك ، تلك الهجائية القديمة التي قالها ماركس \" الدين أفيون الشعوب \" . والله أيضا ، فكرة تأتي من الخارج ، لا تنبع من داخل الإنسان ... يجسد الكاتب ذلك عندما انتشر مرض النسيان المدينة ، وبدأوا يكتبوا أسماء الأشياء عليها حتى لا ينسونها ، جاء أحدهم وكتب على الشارع هذه اللوحة \" الله موجود \" ، خشية أن ينسى الله .

لا أظنني بكلامي هذا أحسنها ، إذ أنها فعلا \" ينتهي الكلام ، عندما تكف هي عنه .. \" .



- أنا الآن أقرأ \" أصول الفقه \" لأبو زهرة .

والكلام عن \" أصول الفقه \" متعلق بالكلام عن الحضارة العربية الإسلامية ، ومنتوجها الثقافي والقيمي . وهو أيضا يرتبط أشد الإرتباط بما يجري في الساحة هذا اليوم من \" حرب على الإرهاب \" وغيره .

سأخصص الكلام عن كل هذا ، ربما غدا .

وهذا ما يتعلق باليوم
.
09-30-2006, 11:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS