اذا كان عند احد اجابه عن هذا السؤال فليتفضل.

لكي نسعى إلى تنمية شخصيتنا واكتمالها.

ما نعرفه اليوم لربما هو شبه الحقيقة وغدا قد نعرف قسط قليل فنعرف مزيدا عن الحقيقة ولكن تظل هي ضالتنا ونحن نبحث ونفتش هنا وهناك.... تفتيش حثيث مضني مخلص لوجه الحقيقة.

أقرأ لأني بدون القراءة أشعر أني ميت...

أقرأ لأني جربت الكلام مع المتعلمين والذين يقرأون ويكتبون ولكنهم في الحقيقة أميون وشعرت بضنك الحياة في حضورهم.. السطحية مزعجة ومقرفة. فأنا أقرأ كي أصبح ذا فكر واسع النطاق شامل تعددي كوني يحتضن الكل ويتعلم كيف ينتصر على الإقصاء في هذا الجهاد الأصغر.

صديقي ابراهيم:
نعم , ما كتبت هو هدف كل انسان واعي اليوم يعرف ان المعرفه
هي بذره لاي تنميه ممكنه له او لوطنه او لدينه او لقوميته.
وتعلم عزيزي ان المعرفه كثيرا ما ترتبط باشياء تشوهها مثل:السلطه والمال والايدولوجيا وحب الضهور.
وتبتعد بعدها عن الشرط الاساسي لمشروعيتها وهو ارتباطها بالحقيقه و بحثها الدؤوب عنها.
والقراءه بقت رغم الكثير من المنافسه الوسيله الرئيسيه لاكتساب المعرفه.
ولكن لماذا نستمر بالتعلم وزياده معارفنا اذا كانت في النهايه
بدون نتائج (و ان شئت فائده) ما الفرق بين من يعرف ومن لا يعرف في المجتمع العربي؟
لكن هنا فرق كبير بين من يملك المال او السلطه ومن لا يملك
اذا كان المجتمع لا يبدي ايه اهميه لعمليه المثاقفه واذا كان العلماء والمثقفون بدون جدوى اجتماعيه في النهايه لا يوجد
اي معنى -حسب اعتقادي- لااستمرار شراء الكتب وتضييع الوقت على قرائتها . الا بالنسبه لمن يبحث فعلا عن الحقيقه
وعن سر الوجود . وما اقلهم في دنيا المثقفين اليوم.
و ماذا والحديث القدسي يقول عن لسان الله مخاطبا موسى:
"ما خافني من خاف الخلق"

لا أقرأ لأجل المجتمع وإنْ كان المثقف في أي مكان ينال التقدير والإحترام وعاجلاً أم آجلاً يظهر للناس من هو دون أن يعلن هو عن ذلك ويسمعون له لأن الثقافة هنا صارت جزء من تكوينه وليست مجرد أفكار يستعرضها أمامهم و لكنهم يرون شخص مثلهم مثله ولكن له رؤية وبعد إضافي وبالتالي يسمعون له. العلم قوة. هذا شعار دولي. الجهل وباء. عامة أقرأ لنفسي ولتحقيق أهداف خاصة بي وبشخصيتي وبالواقع الذي أعيش فيه.. قد أقرأ فقط للمتعة كما أفعل هذه الأيام في كتب أبي العلاء المعري فأتمتع متعة لا تدانيها متعة وفي الوقت نفسه أجد شخصيتي تزداد صقلا فوق صقل بخلاف ما كنت عليه الأمس مثلا.

لا أريد أن أعرف سر الوجود بل أن أحيا هذا الوجود والسر سوف ينكشف لي دون أدري وعلى غفلة مني.

بسبب الثقافة، ورغم أني كنت أعمل عمل يدوي من طبيعة ميكانيكية، كان الجميع يحترمني احترام شديد ويطلب أن يتحدث إليّ وذات مرة دخلت محل بطيخ بناء على طلب صاحب المحل وإذ بالجميع بلا استثناء يقفون لي احتراما وأنا لم أزل أقل من العشرين بعد وفي قريتنا كانوا بسبب المعرفة ينادوني إما "يا شيخ إبراهيم" أو "يا أستاذ" وأنا لم أطلب ولا أحب أكثر من يا إبراهيم وبس.

ما أتمنى لو أني فعلته هو أني لم أضع الوقت في قراءات دينية عديدة ولكن كنت أدخل في مؤلفات زكي نجيب محمود وبرتراند رسل وميخائيل نعيمة وكل هذه الروائع التي تصقل الحس الإنساني. لكن الكتب الدينية هي كان كل المتوفر ومجبر أخاك لا بطل وبالتالي بدأت بـ جزء عم وعذاب القبر وكتب رابطة العالم الإسلامي والسلفيين عامة وقليل جدا من الكتب الأدبية للأسف. لكن لا بأس وأنا حاليا أعوض ما فاتني من قراءات وأسعد بما هو متاح وأقدر على الحصول عليه وأسعى لتوفيره مادام هو معرض احتياج. لا أمانع أو أحارب الكتب الدينية ولكن كثرتها تتحول لإدمان والحياة أكثر من الكتب الدينية.. ما أحتاج إليه هو تمنية شخصيتي وهذا ما فاتني من قبل.

القراءة ليس لها هدف وحيد ...

القراءة عمل عظيم ... نفهم هذا من افتتاح شيء عظيم كالوحي بكلمة ( إقرأ ) ..

القراءة المتعددة الحقول والمجالات تمكّنك من فك لغز الكون وحل رموزه أي باختصار ( فهم حكمة الله عزوجل في خلقه ) وياله من شيء عظيم تنوء بحمله الجبال الرواسي !

هل تتذكّر يامالك قصة موسى والخضر حينما كانوا يتحدثان على قارب في البحر فجاء عصفور فشرب شربة من البحر فقال له الخضر علي السلام : أنت ياموسى على علم علمكه الله , وأنا على علم علمنيه الله , وما علمي وعلمك في علم الله إلا كما أخذ العصفور من هذا البحر ...

أنت كمسلم يجب أن تكون لك فلسفة في الحياة تختلف عن فلسفة غيرك !

مادمت تعتقد أن هذه الحياة القصيرة سوف تذهب وتأتي حياة أخرى كلها خلود , وأن هنا المزرعة وهناك الحصاد .. فلابد من أن تجعل كل شيء كل شيء في حياتك قناة فرعية تصبب في النهاية في هذا المصب الكبير ... الذي يوصل الى هذا النهر : نهر تكبير الله وتعظيمه والتعلق به ..

إنك اذا ركّزت على نفسك وحاولت الانشغال بها لتصبح كبيرة في أعين الناس فسوف تتعب ... سوف تتعب كثيرا ... لأن حقيقتها كنفس بشرية : ضعيفة وصغيرة لاتكبر إلا بنسيانها والانشغال بالله ... وإلا نكون وضعنا الاشياء في غير مواضعها وكبرنا الصغير وصغرنا الكبير ... ولذلك نتعب .. لأنا نتقمص دور أكبر من دورنا ونحمل حملا أكبر من حملنا ...

فياسعادة المتواضع المنشغل بربه .. انه هنا في راحة يتبعها راحة أكبر بعد رحيله .. لأنه نجح في الاختبار .

هذه هي حقيقة وفلسفة وجودنا هنا على هذه الأرض ..

لذلك يجب أن نقرأ لكي نفهم ..

فلولا القراءة في أسرار النفس وطلاسم الكون لما فهمنا شيئا إلا مايدور في مجالس النساء !



فتأمل الفرق !!

اخي داعية السلام مع الله تقبل مني وافر الود والاحترام:
ارجو منك ان تتفهمني جيدا.
عندما نقدت القراءة والتعلم لم يكن نقدي لكنهها هي او الفائده منها الفائده كبيره بلا شك .... نقدتها لانها غير ذات انتاج على مستوى المجتمع .....مجتمعاتنا ياخي الله فقط يعرف حالها ..والمشكله ان دور المثقف يجب ان يظهر هنا لانه العمل الوحيد الموكل الى المثقف اجتماعيا ...الاصلاح و الدعوه (حتى لانقول التنوير).
ومن هنا فالمثقف الحقيقي لا يطلب المال ولا الجاه (ان اريد الا الاصلاح ما استطعت) هذا على المستوى الاجتماعي.

ولقد اثرت نقطه هامه وعزيزة علي وهي البحث عن معنى الوجود واسراره. عندما سئل جاك لاكان -عالم فرنسي-عن الدين مره قال:
ليس لدي اذن موسيقيه !
ماذا كان يقصد فعلا ,يريد ان يقول ان الدين لا يستطيع اثبات نفسه بالقوه المطلوبه على العقل ولكنه يومئ باشارات في الكون تحتاج حسا مرهفا يتفقدها وعقلا متبصرا وقلبا مولعا بالحقيقه.
انا عن نفسي لدي اذن موسيقيه ولا استطيع الا ان اكون كذلك لاني لا استطيع الافتكاك من من الاسئله الاساسيه في الوجود...والدين هو اهم الحلول لها...

لك :97:

اقتباس: ولا استطيع الا ان اكون كذلك لاني لا استطيع الافتكاك من من الاسئله الاساسيه في الوجود...والدين هو اهم الحلول لها...

الدين يقدم كم غزير من الأسئلة أكبر بكثير من كم الحلول المعروضة....

ابراهيم مساء الخير:
الدين صحيح يثير اسئله كثيره جدا وشائكه.
دون ان ننسى هدفه وهو تطمين الروح من الفزع الارضي ونقل المشهد الى علم السماء.

بكل تأكيد هو يقدم الراحة والطمأنينة وهذا هو الجانب البراغماتي من الدين. لكن القول إنه يجيب على كل تساؤل ويقدم حل لكل مشكلة هو وهم لا أساس له لأنه في الوقت الذي نتأهب فيه لقبول أكبر كم من الأجوبة من الدين نجده يلقي أمامنا بعشرات ومئات وآلاف الأسئلة والتي لا جواب لها ونخلص فيها في النهاية لنقول: هذه هي حكمة ربنا! أكيد ربنا له حكمة في هذا الأمر أو ذاك. إذا، هو لم يجيب بل زاد على تساؤلاتنا ملايين من الأسئلة والتي لو تفوهنا بها أمام بعض الناس الذين لا نعرفهم معرفة يقينية لربما رشقونا بنظرات اللوم والتقريع والغضب وربما التشهير لأننا تجاسرنا أن نطرح على طاولة أرض الواقع مايكنونه في الصدور ويتحفظون عليه أسرى خوفهم فيضنون به عن المشاركة مع غيرهم.

اقتباس:  مالك   كتب/كتبت  
اخي داعية السلام مع الله تقبل مني وافر الود والاحترام:
ارجو منك ان تتفهمني جيدا.
عندما نقدت القراءة والتعلم لم يكن نقدي لكنهها هي او الفائده منها الفائده كبيره بلا شك .... نقدتها لانها غير ذات انتاج على مستوى المجتمع .....مجتمعاتنا ياخي الله فقط يعرف حالها ..والمشكله ان دور المثقف يجب ان يظهر هنا لانه  العمل الوحيد الموكل الى المثقف اجتماعيا ...الاصلاح و الدعوه (حتى لانقول التنوير).
ومن هنا فالمثقف الحقيقي لا يطلب المال ولا الجاه (ان اريد الا الاصلاح ما استطعت) هذا على المستوى الاجتماعي.

ولقد اثرت نقطه هامه وعزيزة علي وهي البحث عن معنى الوجود واسراره. عندما سئل جاك لاكان -عالم فرنسي-عن الدين مره قال:
ليس لدي اذن موسيقيه !
ماذا كان يقصد فعلا ,يريد ان يقول ان الدين لا يستطيع اثبات نفسه بالقوه المطلوبه على العقل ولكنه يومئ باشارات في الكون تحتاج حسا مرهفا يتفقدها وعقلا متبصرا وقلبا مولعا بالحقيقه.
انا عن نفسي لدي اذن موسيقيه ولا استطيع الا ان اكون كذلك لاني لا استطيع الافتكاك من من الاسئله الاساسيه في الوجود...والدين هو اهم الحلول لها...

لك :97:

انا معك في ماتقول يا مالك ..

المثقف المؤمن على وجه الخصوص ليس له حظ في مجتمعاتنا ..

حتى المثقف صريع الثقافة الغربية تجد فيفي عبده اشهر منه , وشعبان عبد الرحيم اقرب الى القلوب منه ..


هذه ضريبة يجب ان يدفع ثمنها الدعاة .. فالطريق ليس مفروشا بالورود ...

بالنسبة للدين فالبعض يفصله عن العلم ... وهذا مفهوم تماما بالنسبة للنصرانية , لكنه ليس كذلك في الاسلام ومؤمترات الاعجاز العلمي ومؤلفاته تشهد بذلك .. فالقران هو ايات الله المقروءة , والكون هو ايات الله المشهودة ..

اذا تقرر هذا فلنفهم ان كلمة الدين ( الذي لايتعارض مع العلم ) يجب ان تعني الاسلام فقط حتى لاتختلط المفاهيم وحتى لايستمر ظلم الدين اكثر من هذا ..

وحتى لايستمر من يقول ان الدين يقدم مشاكل اكثر من الحلول ..


معجب بك يا مالك

:redrose: