اقتباس: أحمد كامل كتب
بالمختصر المفيد إسلامنا الجامع وهويتنا الحضارية الإسلامية تبدأ بالشرموطة المسلمة وتنتهي عند أطول وارزل لحية
أما أنتم فهويتكم الحضارية لا تحتوي إلا النبلاء والأشراف والمحترمين لذلك ستظلون فئة وعصبة وطائفة من المسلمين المغالين
صحتين وهنا
هنا دعني أطرح عليك بوضوح بعيدا عن مونولوجات الدلع والظرافة التي اعتدتها منك في حوارات أكثر جدية من المطروح هنا!
فارق ما بيني وبينك أنني أنظر لإسلام هذه البغي، فأحاول الارتقاء بها وبغيرها نحو آفاقه السامية، بينما أنت لا ترى فيها غير الشرمطة، وتحاول جاهدا أن تنحدر بإسلامها نحو تلك (الشرمطة)!!
لذلك فأنت تنظر لكل آاداب الإسلام وشكلياته من بوابة (الرزالة)!! بينما تجتهد مليا في أن تخضع تعاليمه لعقدتك الشمولية، وهي الطبقية التي أثبتت تجربة العقود فشلها في تفسير حركة الأحداث!!
وها أنت تجهد نفسك في تتبع حركة التاريخ والحاضر، تحت طائلة نظرية جامدة مادية تزعم أن الطبقية هي العلة لا النتيجة!
أنا لم أتكلم عن إسلام صحيح وسواه، بل هذا سلوك من رمتني بدائها وانسلت!!
الإسلام دين واحد لا نقبل تجزئته بطريقتكم ليكون إسلاما سياسيا وإسلاما غير سياسي!!
لا تحتوينا عقدة في عدم فهم الإسلام الكامل كما جاءت نصوصه المحكمة، ولذلك فلا نضطر نفاقا وتلونا إلى أن نتخذ موقفا لنتلون في الخطابا وندور ونلف!!
لن نزعم يوما أن القرآن أو النبي أو الشيخين أو الفقه أو الشريعة لم يواكبوا ركب الحضارة، حتى إذا شعرنا بأن الجماهير ستقذف دعاوانا هذه بالبيض والطماطم والصرامي العتيقة لحسنا ماقلناه لنزعم أننا نتحدث عن فهم الناس الساذج من دلالات قرآن وسنة وشيخين وشريعة!!!
لا حاجة بنا للتلون لأننا واضحون وضح الشمس...
الإسلام واحد، كحرم له حدود ومواقيت محددة...
ثلاث دوائر تشمل هذا الإسلام الموحد...
الدائرة الأولى هي الدائرة الأوسع وهي الدائرة الحضارية العالمية...
هذه الدائرة تطرح فلسفة الإسلام الإنسانية، وهي فلسفة اللاإكراه، واللا طغيان واللا عدوان..
أو إن شئت فهي فلسفة الحرية والعدل والكرامة الإنسانية
وهي ما فهمه الأعرابي ربعي بن عامر حين قال: جئنا لنحرر العباد من عبادة العباد...
وهي ما قاله الشيخ الثاني الذي تعتبره منقلبا على الإسلام!! وهو فاروقه، حين قال مقولته الخالدة التي لايزال حتى القانون الدولي الإنساني العام يسطرها في أول بنود ميثاق حقوق الإنسان: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)
هذه الدائرة العالمية هي الدائرة التي نبشر بها العالمين، وهي الشعار العريض لعولمتنا يوم أن كنا الأمة الرائدة...
وهذا ما قصدناه بوضوح حين طرحنا في مشروعنا السياسي عبارة (الإسلام كهوية حضارية)
الدائرة الثانية هي الإسلام يوم يكون دين الأغلبية في مجتمعات المسلمين، وهنا فنحن نطالب بشريعة الإسلام حاكمة، وقوانينه سائدة، في كل ما لا يتعارض مع حقوق الأقليات الدينية والاجتماعية...
ومن هنا فنحن نصر في الدول التي تعلن أن دينها الإسلام، بأن يكون هناك انسجام بين هذه الدعوى، وبين حقيقة إسلامها بامتثالها للشرع الحنيف لا لسواه من القوانين الاستعمارية المستوردة والمفروض كثير منها بقوة الانقلاب والاحتلال لا بشرعية الدستور الديمقراطي الحر كما نطالب...
الدائرة الثالثة هي دائرة المسلمين الملتزمين في داخل مجتمعاتهم الإسلامية وخارجها، فالمسلم هنا أكثر اتصالا بشريعته، وألصق بقيمه الدينية، وهو مطالب يقينا بالالتزام الديني قبل الالتزام القانوني بتفاصيل الشريعة، سره وعلانيته، باطنه وظاهره، شكله وجوهره...
أكرر أنني لست من صنف الإسلام لإسلام صحيح وسواه، بل موضوعك منذ عنوانه هو الذي بدأ التصنيف!!
فهناك في عرفك (إسلام سياسي) وهناك إسلام (لاديني)!
هناك إسلام (الشرموطات) وهناك إسلام (اللحى الرزيلة)
هناك إسلام النبلاء، وهناك إسلام البروليتاريا!:lol:
فانظر يا هداك الله كيف تزور الحقائق وترمي غيرك بدائك ثم تنسل!!
بالعود إلى سياق حديثك فهناك عقدة بينك وبين سيد قطب رحمه الله لست معنيا بعلاجها...
ربما يعود لسيد بعض الفضل في كشف عوار يساريتكم، ولعل هذا هو السبب الذي جعل عبد الناصر يصدر الأمر بإعدامه من موسكو لا من سواها!!
ولكن هذا لا يعني لنا شيئا، فسيد مجرد مفكر على الطريق، نأخذ منه وندع، ونحن الأسبق من غيرنا نقدا لكثير من أطروحاته مع كل تقديرنا واعتزازنا بتضحياته وجهده وجهاده واجتهاده...
الأطروحات التي تنسبها لسيد موجودة في الفكر الإسلامي لميخترعها سيد ولا غيره، ولكن تخبطكم في نسبتها لسيد حينا وللمودودي حينا آخر وللبنا حين ثالث هو الذي يفضح حقيقة فهمكم للإسلام!!
لا يؤمن الإخوان يقينا بأنهم جماعة المسلمين، وقد أكدوا هذه المقولة مرارا وتكرارا، ولكن أمر (التبلي) لا يعنيهم، فإنك لا تهدي من أحببت، على أن كلامكم يشي بأنكم حتى في هذا ترمون الآخرين بدائكم وتنسلون!!!
كيف؟
أنتم تقولون: هناك مسلمون، وهناك متأسلمون أو إسلامويون
وبالتالي فكل من مشى بركابكم اليساري على شاكلة من سمونه بالشيخ خليل عبد الكريم أو الدكتور محمد شحرور أو المستشار العشماوي أو الطيب التزيني أو نصر أبو زيد أو فرج فودة أو غير هؤلاء النكرات في الساحة الإسلامية، هم مسلمون وإسلاميون ومجددون مسلمون بلا ضغينة...
بينما علماء المسلمين الذين تختارهم الأمة طواعية وتركن إلى فتاويهم، وتحرك فتاويهم فيها كوامن الطاقات، ليسوا أكثر من إسلامويون أو متأسلمون أو طائفة الإسلام السياسي!!
فمن الذي يرى أن جماعته هي جماعة المسلمين بالله عليك؟!
ليس عندي مانع من أن تكون (الشرموطة) التي تحاجج عنها ممثلة للإسلام، بشرط أن تعتز بالإسلام لا بشرمطتها، وأن تعلي قيم الإسلام لا قيم (الشرمطة!) وأن توالي الإسلام وتتبرا من (الشرمطة)
وفي قيمنا النبوية الأصيلة أن بغيا دخلت الجنة في كلب سقته...
فها بغي يطرحها نبي الرحمة مثالا إسلاميا يتأسى به...
ولكن التـأسي برحمتها وإنسانيتها لا بشرمطتها كما تلحظ...
واسلموا لثبات ومصداقية ووجه واحد بلا تلون...(f)