يقال: لو كان الفقر رجلا لقتلته

في المقابل يقال أيضا: صاحب المال تعبان

من نصدّق؟

كنتُ قد مللتُ من التحليلات العقيمة لفلان وفلانة على شاشة التلفاز حيث يتسمّرُ والدي على أمل سماع خبر تحرير فلسطين فجأة وبدون سابق إنذار ... مللتُ من تحليلات ذلك الرجلِ الذي يكاد يخبر المشاهد بأحداث المعارك الدائرة هنا وهناك في هذه اللحظة كأنه يعيشها مستغفلا المواطن العربي المسكين الذي اقتادته الهموم رماه الذل ليقبع أمام شاشة التلفاز كالصنم .... مللتُ ومللتُ ومللت، إلى آخره من هذه الديباجة المتكررة بين الفينة والأخرى...

تسحّبتُ بهدوء متسترا بحجاب الصراخ والعويل على شاشة التلفاز وارتميتُ على الأرضِ لأستمع إلى قليل من الموسيقى ... باختيار عشوائي قفز لي صوت "عمرو دياب" يغني "وماله" فأقفلتُ قبل أن أسرح في الخيال هنا وهناك بلا فائدة ... اختيار عشوائي آخر رمى بصوت "فضل شاكر" ليصدح لي بعذوبة قاتلة فخفتُ مرة أخرى وهربتُ لأسمع قليلا من موسيقى الأوبرا....

بين التنقُّل هنا وهناك على شاشة الحاسوب قررتُ أن أفلت لجام مخيلتي وأفك قيود فؤادي...

تلك الفتاة أضحت جميلة أكثر بعد سنة ونصف من آخر لقاء شخصي بيننا ... هذه لا زالت كما هي توبّخني لأنني لم آكل من "طبيخات" الوالدة الحبيبة ... تلك "طنّشت" كل المكالمات منا لكنني لا زلتُ أعذرها متعلّقا بسرابات أمل لا أدري مدى صدقه.... إلخ إلخ إلخ

ويلي من الأيام القادمة ... سأعود لحسابات كنت قد تناسيتها قليلا من الزمان .... أين سأستأجرُ شقة؟ من أين سآتي بثمن سيّارة؟ ماذا سيبقى للأهل؟ .... أسئلة يتلو بعضها بعضا، قد تُلخّصُ هموم ومشاكل بعض الشباب هنا وهناك أو ربما معظمهم، لا يُهمّني لأنني لا أطيق همّي فلا أستطيع النظر إلى هموم الآخرين ... والدي ما زال يُكرّرُ نفس السؤال: "متى راح تتزوّج وتفرّحنا بأولادك؟؟؟؟"، يا إلهي!!! قبل أشهُرٍ ستة كنت الطفل الضغر على كثير من الأشياء أهمُّها الزواج!!! والآن ما عادوا يطيقون انتظارا لرؤية أولادي؟ .... غريبٌ يا زمن.

طيّب ماذا لو كنتُ أرفُضُ الزّواجَ التقليدي؟ ماذا لو كنتُ أبتغي زواجا من نوع آخر؟ .... أريدُ أن أتزوّجَ فتاة عرفتُها من قبل، لا داعي لوجود قصّة حب لكن على الأقل معرفة صداقة أو عمل، طيّب هل ذلك ممكن؟ كلّ الظروف المحيطة قالت عكس ذلك ولعل تلك الظروف هي السبب في رجوعي للبحث عن صداقات قديمة!

شو عم أحكي أنا؟؟؟؟؟

صدقوني ما بعرف :D

أخيرا ... لو كانت كل الظروف رجالا لأشعلتُ حربا ضروسا لا أخرج منها إلا قاتلا أو مقتولا

:redrose: