حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 1121 build_postbit
Warning [2] Undefined variable $lastposttime - Line: 9 - File: showthread.php(1224) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1224) : eval()'d code 9 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1224 eval





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تطور المعرفة بــين الشرق والغـــرب
محارب النور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,508
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #1
تطور المعرفة بــين الشرق والغـــرب
تطور المعرفة بــين الشرق والغـــرب

محمـــد البــدرى

يرى كارل بوبر أن العلم هو القابل للنفى والدحض. فالعلم عند هذا الفيلسوف الكبير هو ما يمكن تجاوزه معرفيا. والحديث لن ينصب على معرفة علمية وتمجيد مكتشفها، ولكن على فهم كيفية التواصل من معرفة إلى معرفة ومن نظرية محددة الى نظرية أوسع وارحب لتشمل جوانب جديدة لم يكن للقديم أن يسبر غورها. فالفيصل هنا هو فهم كيفية تطور نظرية المعرفة اي ألـ Epistemology وكما نراها الآن في بداية الألفية الثالثــــــة ..

كان البشر دما ودائما يتخذون نموذجا ويحاولون تخليق الأدلة واستخراج البراهين المادية لاثبات مصداقية ذاك النموذج، ذلك عبر تاريخ البشرية عامة. فالنموذج المفترض أو الـ Paradigm يعتبر صحيحا ولا يأتيه الباطل أو على الأقل الشك فيه طالما كانت الأدلة والأسانيد والمشاهدات المستخلصة من تجارب الواقع تؤيده، ومع ازدياد الوافد الخارجي من مشاهد وظواهر جديدة والتي ليست بالضرورة متفقة مع هذا النموذج ، هنا يبدأ الحيود عن مصداقية النموذج والشك فيه ، وعندها يحاول العقل التشبث بالقديم قائلا "هذا هو الشاذ الذي يثبت القاعدة" انه الخوف من كسر ودحض المفاهيم أو النماذج السابقة والموروثـــة ..

وكما بين توماس كون Thomas Kun في كتابة بنية الثورات العلمية بان الشاذ هذا ليس شاذا ، بل إن الخطأ يكمن في أن النموذج المفترض لم يعد صالحا مع الازدياد المضطرد في الدلائل والبراهين والشواهد المحيطة بذلك النموذج ، واصبح على هذا الـParadigm أن يسقط ويتم تجاوزه لتبدأ دوره معرفية جديدة ، ولكن على مستوى أرقى باتخاذ نموذج جديد يتفق ومجموع المستجدات المضافة، إنها إذن وضعية منطقية متجددة لا تثبت عند زمن أو نموذج خاص وإنما التغير هو أساسها الموضوعي ..

فتاريخ إنتاج العلم والمعرفة في شكلها المادي أو الاجتماعي يثبت تلك الحقيقة البوبرية . فنموذج بطليموس عن الكون وكذا آراء أرسطو الاجتماعية كانتا الأساس أو ألـ Paradigm الذي استقر عليه الحال بدءا من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى الخامس عشر الميلادي ..

جـاءت الديانة المسيحية وبمعنى اصح ألـ Judeo - Christian Credo مؤكدة ومثبته لما هو متعارف عليه علميا واجتماعيا وسياسيا، أصبحت تلك العقيدة مع المفاهيم الارسطية أو الـ Greeco - Roman Philosophy هي الأساس الذي بنى عليه النظام الاجتماعي طوال الفترة المذكورة ، حيث الإسهام الروماني في مجال القانون والتشريع والذي كان من الدقة والصرامة بما يتفق ورؤية أفلاطون التراتبية لمدينته الفاضلة ، ذلك القانون وتلك المدينة التي هو اقرب إلى عمل الآلة الهندسية والتي عبر عنها الفيلسوف الكبير ليبنتــز G. W. Leibnitz بقوله " وكأني أرى فقهاء الرومان وقد اصبحوا مهندسين " كذلك قوله أفلاطون الشهيرة " بالا يدخل على مجلسهم إلا من كان مهندسا " ذلك لان النموذج الروماني والاثينى والقائم بالفعل في الواقع الاجتماعي آنذاك كان متخلقا حول هيكل الإنتاج والعمل العبودى آنذاك والإقطاعي فيما بعد والذي سقط أيضا عندما استبدل كلا منهما كما سيأتي الحديث عنه ، شأنه شأن أي نموذج قابل للتجاوز والنفى في سياق التغيرات المعرفية عبر التـــاريخ ..

كان على مفكرى ومنظري تلك الحقبة الطويلة أن يقوموا بعمليات توفيق وتلفيق للبراهين حتى تتناسب مع النموذجين البطليموسـى والارسطى في الطبيعة والمجتمع على التوالى دون القدرة على اجتراء أو نقد النماذج ذاتها ، لذا دخلت اوروبا ومعها العالم المعروف آنذاك عصور الظلام ، والتي تؤرخ لها بداية من سيادة الديانة المسيحية في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي وتحديدا عندما أصبحت المسيحية هي ديانة النظام الحاكم في روما ، والتي تواكبت في مصر مع سقوط مدرسة الإسكندرية ومطاردة وقتل علمائها من قبل مؤمني تلك الفترة .

تلك المدرسة التي كانت معقل اقليدس مؤسس علم الهندسة وكما يدرسها طلبة المدارس حتى الآن كذلك أرشميدس في الطبيعيات ، أما في الفلسفة فكانت الافلاطونية المحدثة والفيثاغورثية الجديدة من أهـــم اعمدتها ..

جــاء الإسلام بعد سقوط مدرسة الإسكندرية بحوالي قرنين من الزمان ، أي في قلب عصور الظلام ولكنه تعرض فقط للعقيدة الدينية دون التماس مع رؤية البشر للكون ، وكان النموذج الغيبي هو أساس العقيدة كما جاء في سورة البقرة آيه "1" "ألــم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيــب". ومن ثم فان التدليل نفيا أو إثباتا لا محل له، ولا مكان للبرهان العلمي او المادي داخل البنــاء الديني عامـــه ..

أمــا على مستوى الواقــع الحياتى والمعاش ، فقد تم اعتماد الاشكال الاجتماعية أى نفس النماذج المعاشة من علاقات بين البشر كما هى مع تعديلات طفيفة مثل عدد الزوجات او نظام الميراث كذا في المــأكل والمشرب دون تغير جـــذرى Radical لهدم كل ماسمى جاهليا فيمـــا بعــد ..

ربمــا يرجع السبب في ان النموذج الديني الجديد كان يحتوى النموذج السابق في داخله والشاهد على ذلك قوله عبد المطلب جد النبى "ان للبيــت ربا يحميــه" ذلك عندما جاء ابرهه لهدم البيت في عام الفيل أى قبل البعثه المحمدية باربعين عاما . ولأن النموذج غيبى فان التصدى لذلك العدوان كان ايضا بقوى من الغيب فالنموذج هنا يــؤكد ذاته داخل العقل بتجانســه مـع ردود الافعــــال ..

ففكرة التوحيد وربوبية البيت كانت معروفة آنذاك داخل ذلك النسق الجاهلى وبذلك اصبح الجديد ليس جديدا تماما ، ومن ثم لم تنهدم ايضا اشكال الحياه الاجتماعية المتخلقة حول ذلك النموذج القديم بل وتعدى الامر الى احترام الشعر الجاهلى وعدم القدرة على التماس معه بالنقد رغم تسميته بالجاهلى مع ما في التسمية من تدنى للمكانة، ولعل خير دليل على ذلك تلك المعركة التى قامت حول كتاب "في الشعر الجاهلى" للدكتور طه حسن والتى انتهت بتغير اسم الكتاب الى "في الادب الجاهلى" مع حذف بعض ما أتى في سياق تناول قضيـــه ذلك الشعــر ..

أى عدم سقوط طوطمية أو تابوهات ثقافية كان هؤلاء الجاهليون يقدسونها ايضا، مثل ما نراه في رؤية العالم الاسلامى لقدسية الحجر الاســــود ..

وحديثا هنا ينصب على المعرفة بجميع جوانبها في انتاج ما هو علمى ومعرفى داخل العقل الانسانى ، فنرى ان كل ما ادرج اسمه تحت تسميه علماء المسلمين قد اعتمدوا نظرية بطليموس عن الكون وكذا مقولات ارسطو وافلاطون، وكانت اهم فتره في تاريخ العلم العربى تلك الواقعة في العصر العباسى مع تأسيس وانشاء بيت الحكمة بى بغداد في خلافة ابى جعفر المنصور المؤسس الاول لسلطان بنى العباس بعد ان خلف اخيه المعروف بالسفاح قائد الثورة العباسية في خاراسان والتى انتهت الحكم الاموى السابق والذى لم ينتــج او يتماس مع اية معــــرفة علميــة ..

وصلت ذروه المعارف العلمية آنذاك وحتى نهاية الدولة العباسية وكان أهم فلاسفتها الفارابى 878 ـ 950 التركستانى الاصل والذى أتى الى بغداد صغيرا وتربى في بلاط الحكام ، كان من جل اهتمامة هو احياء المنطق الارسطى ، ومحاولة التوفيق بين عمل المعلم الاول وبين المفاهيم الاسلامية ، كان رأى الفارابى ان الفلسفة قد انتهى زمانها بمجئ الوحى، ولم يعد سوى أعمال العقل في الاجابة على التساؤلات باستخدام مالدينا من فكر ارسطى او اسلامى، واعتبر ان العقل هو اعلى سلطة على ظهر الارض لانه القادر على فهم كلا المنطقين وايجاد العلاقة الصحيفة بينهما ، ذلك نفس ما قام به توماس الاكوينى في أوروبا من توفثق وتلفيق بين العقيدة المسيحية واراء ارسطو المعرفية واهتم الفارابى بشكل الدولة ، فكما ان اللّه هو الموكل اليه نظام الكون، فالمفكر والفيلسوف هو نظيرة في وضـــع نظام الدولة..

فالنموذج السابق لم يسقط هنا أيضــا ـ بل ظهر من حاول التعايش معه كما في سابق العهد مع التوفيق بين القديم والجديد ، وهو ماســنجده دوما ودائما عبر تاريخ العرب وحتى التـــاريخ الحـــديث ..

كانت اسهامات بن سينا تلميذ الفارابى اكثر تواضعا من استاذه ، رغم تغطيته لموضوعات متنوعة بدءا من المنطق وحتى الحيوان ، وبرز دور هذين المفكرين كأكبر فلاسفة الشرق الاسلامى ، أمــا في الغرب وفى الاندلس فكان ابن رشد اهم مفكرى العالم الاسلامى والمتوفى في عا 1198 ولقبه الشهير هو الشارح الاعظم لارسطو وهو كاف للتدليل على سيادة الفكر السابق على العقل العربي والاسلامــــى عامه ..

كانت أهم محاولات بن رشد في التأويل ، أى في مد الخطوط على استقامتها في فهم النص الدينى لاخضاعة للمستجدات أى تطويع النموذج وليس اسقاطة وخلق نموذج جديد ليتناسب مع الواقع المتجدد ، وهو نفس ما قام به كلفن ومارتن لوثر فيما بعد ، وبكلمات أخرى فان اعماله كانت هى السير عكس اتجاه التفكير المعـــرفى البشرى المتجدد عبر التاريخ ..

وهنا تصدق مقولة البيرونى 973 ـ 1048 على علماء ذلك العصر حينما قال علينا ان نوجه اهتمامنا فقط للامور التى عالجهــا القدمــاء وان نتقن مايمكــن اتقــــانه ..

هؤلاء هــو أهـم فلاسفة الشرق الاسلامى ، وكانت معركة بن رشد الذى هو اكثر تحررا من سواه مع الغزالى في كتابيهما " تهافت الفلسفة " هجموما على بن سينا و " تهافت التهافت " ردا من بن رشد هى النهاية ذلك عندما ساد فكر الغزالى الاكثر محافظة واصولية من الجميع واشتد ظــلام العصور الوســطى في جميــع انحاء المعمــورة ..

وانصــافا للعقل المبدع فهناك اخرون توارت اعمالهم واقوالهم من امثال الراوندى والسهروردى كذلك اراء بن سلام الجمحى المتوفى عام 845 في الشعر الجاهلى والتى سبقت اراء طــه حســين بكثر ، كذلك في مجال العلوم الطبيعية والتى لاعلاقة لها بالدين او العقيــدة ، فكان الحسن بن الهيثم في انجازه في مجال البصريات والضوئيات صحيحا الى حد كبير ، ذلك لعدم وجود تراث سابق او Paradigm في هذا المجال ، الأمر الذى جعله متحررا من قيود السلف واستخدام المنطق العقلى الصرف في بناء نماذجة الضوئية والبصرية ، كذلك الخوارزمى في الرياضــات والتى لاتقبـل آيه تدخـلات غيبيـه وغيـــر منطقيــة في قواعــدها واصولهــا وأســاليبها ..

ســاعد النظام السياسي الاستبدادى آنذاك في قتل المحاولات الأولى لنشـأه علم عربى ، فهامش الحرية المتاح كان ضــيئلا جــدا ، فالحرية شــرط أولى وضــرورى للابداع بينما مناخ التكفير ومصادرة الاعمال كما في حالة بن رشد او ازهاق الارواح كما في حالة الحلاج وابن المقفــع فكــان متســـعا ..

تجــدر الاشارة هنا الى ان النموذج المعرفى الاسلامى والعربى والذى نشأ في الجزيرة العربية اختلط مع نماذج اخرى شرقا وغربــا ذلك عندما اتسعت الرقعة الاسلامية لتشمل بلاد فارس شرقا وحتى الاندلس غربا، وكان التوفيق بين ما هو محلى وما هو وافد هو السمه الاساسية التى اصطبغت بها العقول آنذاك من أجل استمرار المعايشة الاجتماعية واصبح التوفيق هو النمط السائد في الفكير ، فنجد مثلا ولايه الفقيه في الفكر الاثنى عشرى في ايران وفى تراث الشيعه صوره لما كان سائدا قبل دخول الاســــلام في فارس ..

نقطــة هامة لايجوز اغفالها في اصل وعروبة كل علماء الامة الاسلامية والذين عاشوا في الفتره مابين سيادة الدين الاسلامى وحتى سقوط بغداد ففى كتاب عروبة العلماء المنسوبين الى البلاد الاعجمية نجد اكثر من 300 اسما لهؤلاء العلماء والقابهم من النوع الدال على المكان مثل الرومى ـ الخارسانى ـ الاصفهانى ـ البخارى ـ النيسبورى ـ السمرقندى ـ الشـــيرازى ـ الخـــوارزمى …….إلخ ..

وهــى جميعا مناطق غير عربية بالاساس بل ان العرب كانوا هناك قله مقارنه بسكان تلك المناطق التى كانت مستقره سكانيا والتى يكون فيها اسم الشخص دالا على انتمائه الى ارض معينة ووطن محدد بعكس الاسماء العربية الصرفة الوافدة من الحزيرة حيث الاسماء تعبر عن انتماء قبلى او الى اسم شيخ القبيلة او ربها الاعلى دون المكان والوطن الذى هو سجن المتحضرين حسب تعبير بن خلدون ، مما يدل على ان المعارف والعلوم كانت موجودة في تلك الاماكن ويحملها صفوه تلك الشعوب لكنها اى تلك المعارف لم تكن بقادرة على تجاوز ذاتها واسقاط نماذجها السابقة والارتقــاء حتى جاء الاســلام وبدأ التوفيـــق بين الوافـــد والمحـــلى ..

ففى كتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيــام العـرب والعجـم" يقول بن خلدون "من الغريب الواقع ان حمله العلم من المله الاسلامية اكثرهم من العجم الا في القليل النادر وان كان منهم العربى في نسبته فهو عجمى في لغتـــه ومربـاه ومشيختـــة" ..

أمــا الفترة من سقوط بغداد وحتى مجئ نابليون الى مصر أى 1258 ـ 1798 فلم تشهد المنطقة باسرها أى محاولة لكسر الجمود المعرفى السائد ، انها الفتره التى ساد فيها حكم المماليك وظل التوفيق هو السمة الاساسية لانتاج معرفة ، واصبح شرح المتون واعادة الشرح والتفقة في الدين هو اساس المعرفة ، فالقرآن والسنه هما السند الرئيسى للنظام المعرفى ، ومع ازدياد المشاكل المستجدة من طبائع البشر المتغيرة وجد المشتغلون باحوال الناس انهم في حاجة لما هو اكثر من ذلك فاضيف الاجماع والقياس لما هــو معلوم لديهــم ..

وتباينت آراء الفقهاء واقوالهم بين التشدد واللين وبذا أضيفت اقوالهم المتعدده في الدرجة كل حسب رؤيته من موقعه الجغرافـى ، بل واختلف رأى الفقيه الواحد اذا مارتحل من مكان الى اخر كما في حالة الامام الشافعى دون القدرة على استبدال النموذج المتجــذر داخل العقـــل ..

ولان النموذج دينى وليس دنيوى فقد توارى جهد العلماء الطبيعيين والماديين ولم يعودوا بقادرين على استخلاص ما يثبت او ينفى أى فرضية ، ولم يعد التماس مع المفاهيم السائدة عن الكون او الواقع ممكنا خاصه اذا ما ظهر مناقض او على الاقل مخالف عما يقول به النموذج الغيبى ولذا برز دور الفقهاء والمشايخ ، واصبحوا هم علماء الامة ، ولم يعد هناك فصل بين انساق المعرفة المختلفة ذلك لان نسق الحكم دينى وغيبى ومتماهيا مع طبيعة النموذج وما على الفقيه الا تبرير الواقع المعاش لصالــح البنـــاء الاعلــى ..

وأصبحت مفردات اللغة معبرة عن ذلك البناء الاجتماعى والسياسى المرتكز على النموذج الغيبى فالعمل والانتاج والربح هي رزق وأرزاق واى انهيار او حادثه مشيئة وقدر، ولهذا لم تعد اللغــة وهى اهم ادوات التفكير البشرى بقادره على تجديد ذاتها لانه لاجديد في ذلـك الواقــع الجــــامد ..

ظــل الامر هكذا في الشرق اما في العالم الغربى فقد سقط النموذج الملفق من الفكر اليونانى الرومانى مع البناء المسيحى بجذره العبرانى ذلك عندما احترأ كوبر نيكس واسقط نسق بطليموس القائم على مركزية الارض للكون ، مستخدما الادلة والبراهين والشواهد والتى تدحض النسق القديم ولم يعد هناك شاذا في حركة افلاك السماء ، لكنه دفع حياته ثمنا لهذا الجتراء وبمباركة من الكنيسة الراعى للنموذج القديم ، وتبعة جاليليو ثم نيوتن عندما ترجم حركة الاجسام الى معادلات لاتقبل التلفيق ..

استمر الحال في الغرب في تعديل واسقاط النماذج ، فجاء نسق النسبية لانشتين لتجاوز عجز النسق النيوتونى عندما حاول العلماء ادخال الحراريات والموجات الضوئية في نسق نيوتن الميكانيكى قسرا ، أى محاولة تثبيت النماذج الذى تكاثرت حوله الشواهــد والبراهين الشاذه في فتره تزيد قليلا عن 200 عام ، لكن درس التاريخ كان اجدى بالاحتزاء ، ومن ثم جاء انيشتيـن متجاوزا مطلقية المكان والزمان في نموذج نيوتن واستبدالة بنموذج نسبى لكل من هذين البعدين ، بل ودمجهما معـــا بادئا الســير في اتجاه النظرية الموحــده Unified Theory ولم يعد هناك شاذا على مستوى الـ Macro فـــى هذا الكــون المنضبــط ..

ومن بعده جـاء نسق ميكانيكــا الكــم Quantum theory ومازال العالم الكبير صاحب النظرية النسبية والحائز علــى حائزه نوبل على قيد الحياه لتجاوز التحديدية الصارمـة Determenizn في نموذجـة النسبى عندما وجد العلماء ان ذلك التحديد لاينطبـق مع عالم الجزئيات الدقيقــة ، وظهر نموذج احتمالى جديد معياره هو عدم التيقن وهنا صعد نجــــم هايز نبرج وماكس بلانك ، ذلك على مستوى الطبيعيات ، نفس الامر نجـده في الكشف الداروينى لنظرية التطور والتى هو خير تعبير عن معنى التاريخ في الحركــة المتجـددة لما هو كائن حى في ارتقاء دائـم الى اعلى مع تواضـع في نطــره الانسان الى نفسه بان جعلته يتصالح مع كل ما هو حى في الكون دون تعال صلف ، ومكنت من فتح أبواب علـــوم جـديدة يمكن بها دراسته ليس من الجانب البيولوجـى فحسب بل من الجانب السلوكى والنفسى أيضا ..

أمــا على المستوى الاجتماعى والسياسى فمع ظهور الثورة العلمية وسقوط نسق ارسطو فكان على العلاقات الاجتماعيـة والسياسية ان تجد نماذج جــديدة لتتوافق مع المستجدات . هكـذا ظهر مارتن لوثر وكلفن في بداية الامر فــى محاولة لتحريك وبعث الروح في النموذج القديم ، وجـاء من بعدهما جان جــاك روسو ومونتسـيكو وفولتيــر بنظريات افضت الى عقد اجتماعى جـديد من الحاكم والمحكــوم متجاوزين العلاقات الاقطاعيـة والكنيسة التى رسخهـــا النبلاء في عصــور سيادة النموذج الدينى والمتزامنــة مع ما اتفق على تسـميته بعصور الظــلام ..

وظهــر الفلاسفة وليس الفقهاء او رجال الدين ، فكان جون لوك ـ وكانت ـ ودور كايـم ـ وكارل ماركــس ، على مستوى علم الاجتمــاع والفلسفــة واخرين كثيرين لايتحمــل المقال ذكــرهم جميعا ..

أخــر ما يقال عن حركة المعرفة في العالم الغربى انها انتجت الفيلسوف النظرى من امثال ديكارت ـ وفرانسيس بيكون واخرين كان ابداعهم في ارساء مناهج للتفكير وليس التفكير في حد ذاته واصبح التفكير الممنهج هو اساس العمل للوصول الـى نتائــج مرجوه حلا للاشكليات متجدده الظهور ، وبذا تعددت المناهج ومدارس التفكير عبر الزمان والمكان مثل المنهج المقارن ـ والتاريخـــى ـ والوصفى ـ والمنطقى ـ والمنهج الوظيفى ـ والمادى الديالكتيكى ـ كذلك المنهج البنيوي. انها ديمقراطية المعرفة او التعددية متجاوزين استبدادية المنهج الواحــد الاحــد ..

لم يتماس الشرق مع الغرب منذ اخر الحروب الصليبية أى في عام 1293 وحتى مجئ نابليون الى مصر أى اكثر من 500 عام ، كان الغرب مشغولا فيها باعاده ترتيب البيت من الداخل مغرفيا واجتماعيا وسياسيا وكان الثمن حروبا باهظة وثورات دمويــة ، اما قواه التوسعية فكانت منشغلة بالكشف الجديد عبر الاطلــس بدءا من عام 1492 .. وهي نفسها فترة ظلام وقرنوسطية اسلامية وعربية لا يتررد في جنباتها الا النص الديني قرانا وحديثا.

جــاء الجديد الى الشرق مع علماء الحملة الفرنسية البالغ 168 عالمـا ، وكانت الصدمة التى جعلت محمد على يرســل البعثات الى فرنسا واوروبا للاخـذ من ذلك الجــديد ، فكان رفاعة الطهطاوى الذى هو شيخ ازهرى ارسله محمــد على على رأس البعثات لاوروبا لا لشئ سوى القيام بدور الرقيب الاخلاقى على سلوك المبعوثين لضمان عدم الانحراف ، أى الضامن لثبات اخلاقيات النموذج القديم في عقولهم والاخذ بقدر الامكان من علوم الغرب للافاده منها بعد ان ثبت جدوى منجزاتها عندما واجــه اصحابها المماليك ، كذلك لخدمة توجهات الحاكــم الالبانى الجــديد ..

وكانت المفاجأة في ان رفاعة الطهطاوى نفسه بدأ في الانحراف والانحياز على استحياء للنموذج العلمانى الغربى لكن دون القدره على اسقاط نموذجه الخاص والمترسخ معه ، أى القيام بالتوفيق والذى اصبح تلفييقا ذلك عندما نتوقف امام الجمله التى اضافها وعن عمد في سياق ترجمته للدستور الفرنسى ذلك في قوه " واما الملك فحسابة عند ربه ، واما وزرائه فهم محاسبون " نفس الامر نجده في حالى الشيخ محمد عبده عندما اتهم ابناء امته بانهم لاينتمون للاسلام في قولته الشهيرة "رأيت هناك اســـلام من غير مســلمين وهنا مســلمين من غير اســلام" ..

ان ما شاهده الطهطاوى ومحمد عبده ليس سوى التطبيق الحياتى لنموذج علمانى بدأ مع الثورة الفرنسية واعاد تشكيل الحياه الاجتماعية ، وكان الجـديد يقول وعلى مسمع من مشايخ الشرق ان نموذجى اكثر اسلاما منكم ويقول ايضا اننى احق بالبقاء ، والتأييــد حتى من اصحــاب الفكر المحـــافظ ..

ان المسكوت عنه في خطاب هذين الامامين الكبيرين ، ان الجانب المحافظ في الفكر العربى والاسلامى قد تلكأ كثيرا عبر الزمان ، بينما تقدم الاخرون والنتيجة الطبيعية لهذا التلكأ هو السقوط كما يحدثنا التاريخ دوما لان التاريخ في معناه العلمى هو التغير والتجاوز والارتقاء الى مستويات اعلى وليس مجرد التراتب الزمانى للوقت أو حشد عسكري غشوم، واكثر مثال مادى على ذلك هو ما تقدمه النظرية الداروينية كما جاء سابقا في رؤيتهـــا لتطــور الواقــع البيولوجــى ..

ومع محاولات الطهطاوى ومحمد عبده الفكرية والثقافية قام محمد على بتأسيس مصر الحديثة ، مؤسسا اياها على التوفيق بين القديم المحلى مع التطبيقات الجديثة الوافدة مع البعثات من الغرب ، فأنشأت الترسانة البحرية والقناطر الخيرية والرياحات لتنظيم الرى ، كذا المطبعة الاميرية لتوسيع قاعدة تداول المعرفة ، كذا العديد من المشروعات الجديدة تماما على الشرق ، استمر الحال وحتى الان على استيراد كل الاحتياجات دون القدره على الابداع من الذات ، واصبحت مقولة استيراد التكنولوجيا تقال علنا دون خجل وحتى الوقت الراهن ، ودون المسكوت عنه داخل تلك الجملة البسيطة المكونه من كلمتين فقط ، مع عدم القدم على تحليل مضمونها لعدم وجود نماذج نقدية في عقل سامعيها ..

فالتكنولوجيــا اولا واخيرا هى تطبيق للعلوم كما ابدعها العقل المتجاوز لنماذجة السابقة فهي ابنه شرعية للعلم الحديث ومعنى ان نستوردها أى ان تقوم بما قام به الفارابى والطهطاوى انتهاءا بالاكويني من توفيق وتلفيق بين منجزات الاخر والمكون المحلى ..

لكن درس التاريخ يقول بان مشروع الطهطاوى داخل نسق دوله محمد على السياسى قد سقط بدخول الانجليز مصر عـــام 1882 وهو نفس ما حاوله وكنسخة كربونية جمال عبد الناصر فيما بعد دون القدره على معرفه اسباب العجز داخل المشروع ذاته ، لذا نرى الارتداد الحضارى الى نموذج موغل في القدم تاريخيا كما في الحركات الاصوليى حاليا كحل للاشكاليــة المستمره ، لذلك لان مع اول هزيمة او انكسار لذلك البناء الملفق فان اصابع الاتهام سوف تشير الى ما هو وافد ومستورد من نظام سياسى او قانون اجتماعى وغير متجانس مع طبيعى النموذج الكامن داخل العقل الفردى او الجمعى للســكان المحللـــين ..

والارتداد الى قلب النوذج اصبح يمارس علنا ، فبعد اكثر من 150 عاما من بناء القناطر الخيرية وشق الرياحات ، وبعد اقل من 40 عاما على بناء السد العالى الذى مازال عمال بنائه على قيد الحياه ، نجد دعوه شيخ الازهر الراحل لصلاه الاستسقاء كمثال ، اما على المستوى السياسى فان اتهام العلمانية بانها كفر اصبح هو الخطاب اليومى ، كذلك بان الديمقراطية الحاد كما عبر عنها احد القادة الاصوليون ليس في مصر فقط بل وفى الجــزائر ايضــا ..

فهل كان من الممكن استيراد عقد اجتماعى من مجتمع متقدم تكنولوجيا دون الاخذ بالنموذج المنتج لهذا العقد ، وهل يمكن استيراد تكنولوجيا دون استيراد العلاقات السياسية التى تمنح قدرا من الحرية وتسمح بالابداع والابتكار ، تلك العلاقات التى تسمح بالنقد والمراجعة والمحاسبة بين طرفى عمليى الصراع الاجتماعى أى بين الحاكم والمحكوم ، بديلا عن تلفيقات الطهطاوى ، ان الاجابة ستكون نعم من الممكن ذلك اذا التزمنا بمبدأ التوفيق والتلفيق الملازم لنا تاريخيا ، لكن النتيجة ستكون وخيمة جدا هذه المره ، لان التوفيق الذى لازم الفارابى انتهى بسقوط بغداد ، وتوفيق الطهطاوى في دوله محمد على انتهى بدخول الانجليز عام 1882 اما دولة عبد الناصر فقد انتهت بعد ثلاثه عشر عاما فقط في يونيو 1967 أى ان زمن معايشة التوفيق تضيق من التــاريخ


محارب النور

(f)
07-23-2006, 03:41 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  خريطة الأقليات في الوطن العربي - الشرق الأوسط bassel 1 1,004 04-20-2005, 08:54 AM
آخر رد: bassel

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS