مفهوم " العدو"
إن العدو أو الخصم هو البنية المهددة لبنيتنا , أو لإحدى البنيات التي نحن ننتمي إليها, أو الذي يمكن أن يهيمن عليها ويجعلها بنية جزئية لديه, أو هو البنية التي تسعى لتدمير بنيتنا, وهو أيضاً الذي ينافسنا على مصادر البقاء والنمو والتطور.

إننا دوماً مهددون من قبل الكثير من البنيات الطبيعية, القوى الطبيعية الفيزيائية - زلازل وعوامل جوية...-, وأيضاً من قبل البنيات الحية الجراثيم والحشرات والحيوانات وغيرها, ومن قبل باقي الناس , ومن قبل بعض بنيات المجتمع, وأصبحنا الآن مهددين من بعض البنيات التكنولوجية, والاقتصادية, والسياسية , والعقائدية,... , لقد فرض علينا المحافظة على ذاتنا والدفاع عنها, وبالتالي التنافس والصراع, شئنا أم أبينا. نعم نستطيع تحاشي الكثير من الصراعات, ولكن لا بد لنا من الصراع.
ونحن متفقين على أن تحويل الصراعات إلى صفقات ومشاركات هو الأفضل للجميع في غالبية الأوضاع, ولكن هناك من لا يقبل بذلك.
نعم الصراع والتنافس ضروري ولابد منه في بعض الأوضاع , فإذا كان لابد منه فيجب جعل الصراعات غير خطرة وغير مدمرة للبنيات المتصارعة, وهذا ما تفعله الكائنات الحية للمحافظة على أنواعها, وأن تكون الخسائر في حدها الأدنى, وبما أننا لا نستطيع إلغاء الصراعات, فلنجعل نتائجها متحكم بها ومسيطر عليها.
وهذا ما يحدث فعلاً, فالعادات والأنظمة والقوانين المدنية والتجارية والصناعية...., بالإضافة للأخلاق والقيم والعقائد ... كلها تهدف إلى تنظيم الصراعات و التنافسات والصفقات, والتحكم بها وبنتائجها.