منذ ظهور الديانية الذكورية التوراتية، والتي كان "يهوه" عرابها تم استبعاد الأنثى من دائرة الألوهة والكهنوت. هذا الاستبعاد تم عبر انقلاب تاريخي من مجتمع الأم إلى مجتمع الأب منعكساً في التصورات والطبقة الدينية التي ترعى شؤون الالهة على الأرض.

الجنس الذي كان يعتبر طقسا مقدساً لاتحاد الرجل مع المرأة أصبح ينظر له على أنه "خطيئة" والعقوبة التي أنزلها يهوه الاسطوري بآدم وحواء كانت بسبب أكلهم من ثمرة المعرفة، وهنا نتوقف ونتسائل هل كانت المعرفة محجوبة عن الانسان، وإذا كانت المعرفة تعادل الخطيئة فأزعم أن يهوه كان عدواً للمعرفة، لأن عبادته ومصالح الطبقة الكهنوتية المرتبطة بهذا الإله الأسطورة كانت تعمتد على جهل العامة ليصدقو وجوده.

في هذا السياق، نلحظ أن الأنثى كانت ضحية من ضحايا هذا الانقلاب الاجتماعي، حيث تم استبعاد المرأة من الدائرة الدينية وأصبحت "ملحقة" بالرجل وأصبحت شريك الشيطان في التآمر على مشاريع الرب الذي يريد أن يخلص العالم.

من هذا المنطلق، يمكن اعتبار الديانية اليهودية وما نتج عنها من أديان من مسيحية واسلامية تستمد قوتها من "الجهل" لإقناع الأتباع بضرورة وجود هذه الآلهة وعبادتها، ونلاحظ أن عصر التنوير وما تلاه نتج عنه القضاء على فكرة الإله سيد الكون وأصبح الإنسان هو مركز حركة التاريخ وليس السماء (بالنسبة للبلدان المتقدمة).


أتباع الدين المعاصر ترتكز نظرتهم للمرأة،على اعتبارها تابع لحكمة الرجل وليست شريك متساوٍ في تشكيل المجتمع على مستوى الحقوق المدنية والدينية.

أريد أن اسأل المتلفعين بالفتاوى وعبدة النصوص عن المبرر الذي يسوقوه لمنع المراة من أن تكون متساوية بالشراكة الدينية والمدنية كأن تكون سيدة هي التي تقود المصليين، وعن المبرر الذي يمنع أن تأخذ المرأة حصة متساوية من الميراث مع الرجل(هنا أشدد على أني أرفض اسطوانة أن الرجل مسؤول عن المرأة) فكلاهما فرد مستقل بذاته كما هو حاصل في المجتمعات الاوروبية والتي حققت انجازات اساسية بالنسبة للمرأة أتوق أن تصل مجتمعاتنا إلى نصفها في إطار دفع المجتمع للأمام في كافة الميادين.
أليست المرأة هي نصف المجتمع؟ هل يستطيع أي مجتمع أن يتشكل بدون وجود الأنثى؟ألا يكتمل الرجل جسداً وشعوراً بالمرأة وبدونها يكون تائها، بائساً..ناقصاً؟

ألفي عام ونيف مرت منذ صلب المسيح، وسبقتها اليهودية وتلاها الإسلام مما يعطي للمتتبع الحق بمحاكمة هذه الأديان ونتاجها

1-تحويل المرأة إلى أداة لاشباع حاجات الرجل، وتحويلها إلى تابع ونوع من البضاعة، يدلل على ذلك سماح الديانة الإسلامية للرجل بالزواج من 4 ورفضها لتعدد الأزواج بالنسبة للمرأة) فالذكر هو المهم وهو الشخص الذي يجب أن يكون "مشبع" إلى حد التخمة، وما المرأة إلى وعاء لرغباته النفسية المكبوتة التي يفرغها من خلال احتكاره لسوق العمل إلى عهد قريب وبالتالي احتكاره للقدرة المالية التي تعطيه المقدرة الفعلية على شراء "الحريم" وما المبررات السطحية التي يسوقها أتباع الأديان لتبرير هذا الانحطاط على المستوى الأخلاقي وقبوله من العامة إلا نتاج عملية غسيل دماغ استمرت قروناً طويلة بحيث أصبحت المرأة تتقبل هذا الدور بمباركة الإله وعصابته التي كرسها المجتمع الذكوري.

2-الحروب الطائفية الدينية: لم يقتل أناس في العالم بسبب الأمراض والمجاعات بقدر ما قتلو باسم الرب الإله ولنصرة القيادات الدينية المأفونة ومصالحها بالتحالف مع السلطات القومية، "دائما بلدي على حق" كان الشعار المرفوع من كل السلطات الدينية، وفي سبيل هذه المصالح يتم تشكيل الدين "الهلامي" بمرونة مدهشة لتتلائم معها ولا يزال ظل الاقتتال الطائفي يخيم على منطقتنا بسبب الولائات الدينية المختلفة المكرسة لمصلحة القيادات الدينية والتي تعيق تطور المجتمعات العربية وتهدد بتحويلها إلى كانتونات دينية.

3-مستوى الحقوق الفردية: يعيق الدين وبشكل مستمر تكريس مفاهيم المواطنة والحقوق الفردية حيث يلغي مفهوم المواطنة ويكرس مفهوم الولاء للطائفة الدينية، ويضع كل من يدعو إلى تكريس مفهوم المواطنة في دائرة "الأغيار" الأعداء.

حان الوقت لفضح وسحق هذه المافيا الدينية التي تكرس الوهم لمصالحها الضيقة على حساب الإنسان والأوطان، ويجب اسقاط سطوة الدين من الشرق ليتسنى للإنسان أن يتمتع بإنسانيته ويعيشها.

كل ما تفضلت به عزيزي تروتسكي جميل جدا و أضيف أن الدين حقن شريحة كبيرة من مجتمعاتنا بايدز حضاري أو مناعة ضد التحضر حتى في منافينا و مهاجرنا اذ نصر الحاحا على التقوقع في هذه الهوية المتعفنة و كأنما هي السوبيريور و غيرنا بكل انجازاته هو الأدنى و الأقل و البشع و سائر الصفات التي تحط من قدره رغم كل ما نراه بأم أعيننا من انجازات في شتى المجالات.
فالمشكلة أن أصعب ما يتغير في الأنسان هو أفكاره الموروثة فما بالك ان اقترنت تلك بصفة القداسة و السماوية !
نعم يجب سحق المافيا الدينية و سلطانها على العقول ومصادرتها لانسانية الانسان لكن حين يكون هذا الدين هو الهوية فان غياب البديل هو ما يضاعف من صعوبة عملية السحق أو النسف هذه فالأنسان دوما بحاجة لمرجعية و هوية . و ها نحن نرى اننا عاجزون عن انتاج هوية خاصة بنا و نقف في هذا العالم كمنطقة منخفض جوي تشفط كل ما يمر بسمائها من نتاج مادي و ثقافي خارجي حتى بتنا بهوية "أصالة العقال و حداثة الشيفز ريجال" .. شيزوفرينيين حتى النخاع.
و مما زاد الطين بلة أن هذه الهوية الدينية بدل أن تضمحل و تنقرض وجدت نفسها في مواجهة و تحدي خارجيين فاستشرست و نبتت لها انياب و مخالب !
فهل من الممكن و ضمن هكذا وضع معقد و منيل بتسعميت نيلة مكعبة تيجي لواحد و تقله هذا الدين مافيا و افيون و بدو سحق ؟

فما العمل ؟

:redrose:

العزيزة "هاله"

ما كتبته هو توصيف جزئي لدور العقل الغيبي في المنطقة العربية، وأثره السلبي على النضال من اجل تكريس الحقوق المدنية وتشكيل هوية إنسانية نستطيع من خلالها النهوض من المستنقع الذي بتنا في الدرك الأسفل منه كشعوب في المنطقة العربية.

لم ازعم أني أقدم حلاً، ولكن أدعي أن توصيف هذه الجزئية في زمن بات فيه المد الديني الطائفي جارفا هو فعل إيجابي، وان المهادنة مع المد الديني هو التخاذل بحد عينه، هل سينتج نقد الدين في هذه المرحلة تغيراً إيجابياً؟ صدقاً لا أعلم ولكن يبقى نتاج الطرح التنويري مهم في السعي من أجل التغيير إلى جانب العديد من العوامل التي تؤتي نتاجها من خلال الفعل الإنساني الواعي.

احترامي

كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنو


لكن ....

العبارات الثوروية مثل "فضح" و " سحق" و غيره من الكلمات الكبيرة بلاش منها ..

لأنه لا أحد يستطيع سحق هذا التخلف بجرة قلم أو فرمان رئاسي أو ملكي ..

يمكننا بقراءة مستعجلة للتاريخ أن نستنتج أن انقلاب المجتمع إلى مجتمع ذكوري كان نتيجة تطور اقتصادي أولاً , فتطور وسائل الإنتاج الذي نتج عنه فائض أدى لظهور مشكلة الوراثة و التوريث

كما أن تحرر المرأة في الغرب كان أيضاً حاجة اقتصادية ملحة , نتجت عن الثورة الصناعية و الحاجة لأكبر عدد ممكن من اليد العاملة الرخيصة , كما كان تحرر العبيد أيضاً ...

بالطبع لا ننكر دور المثقفين و المنورين الكبار الذين دعوا لتحرير المرأة و العبيد , و لكن سيرورة التاريخ تحكمها المصالح الاقتصادية بالدرجة الأولى .

لذلك يمكننا أن نرى في السعودية شيوخ طالت لحاهم و قصرت عباءاتهم يثورون و يمورون عند الحديث عن قيادة المرأة للسيارة أو الهوية الشخصية , و لكنهم يصمتون صمت الأموات عن شركات الـتأمين الكبرى الذي تنشط في دول الخليج و غيرها من شركات لدول الكافرة ...

لذلك الطريق لتطوير هذا المجتمع المتخلف هو تطوير اقتصاده المتخلف ... و ليس بنتره مقالة من كعب الدست عن تاريخ الإلهة المقدسة عشتار أو عشتروت .

و شكراً على المقال المفيد ..

اقتباس:منذ ظهور الديانية الذكورية التوراتية، والتي كان "يهوه" عرابها تم استبعاد الأنثى من دائرة الألوهة والكهنوت

مسكينة الأنثى. قطعت أحبال قلبي من جوا :cry: آه صحيح، نسيت أحييك تحية أممية صادقة من القلب :lol: :devil: يا تروتسكي يا عزيزي هذا الطرح هو طرح ماركسي صرف للدين. هناك أكثر من قراءة للدين. يمكن أن تراه مصيدة الاستعباد و يمكن أيضا أن تراه كما فعل مثلا مرسيا إلياد و يعتبره تفتيش في مخزون التراث الإنساني و كذلك Breasted و فريزر و كل الناس الحلوة دي. و بعدين اسمح لي كدة و لا تؤاخذني هنا.. أنت بالبلدي الصحيح بتأدّن في مالطة. يعني أنا مهما وصلت لأفكار تحررية و و و كيت و كيت تعودت دائما أن أنسب كل خير في حياتي إلى ربنا و قبل الأكل أقول شكرا لك يا رب على هذا الطعام و بعد الأكل أقول: ألف حمد و شكر لك يا رب. هل تريدني أن أجحد من هو في أعماق أعماقي مصدر حياتي ووجودي عشان شوية كلام فيهم ذكورية و و إلخ إلخ؟ طبعا مش ممكن. أستغفر الله!

اقتباس:من هذا المنطلق، يمكن اعتبار الديانية اليهودية وما نتج عنها من أديان من مسيحية واسلامية تستمد قوتها من "الجهل" لإقناع الأتباع بضرورة وجود هذه الآلهة وعبادتها،

هل فيه حد في الدنيا يقرا مزامير داود النبي و يقول دي تمثل الجهل؟
هل فيه حد في الدنيا يقرا الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان النجم و الشجر يسجدان و يقول ده جهل؟ مستحيل. الجهل هو ظلام القلب عندما لا يعرف الإنسان الله و يتجبر عليه أو يدعي أنه أحاط بكل شيء علم و هو لا يختلف عن مرحلة المهد في كثير. أقرأ هذه الأيام ديوان ابن الفارض فأجد ناس في قمة الجمال. أهذا جهل؟ يا عالم شوية عقل طيب بس! و ابن عربي؟ جهل! كلامك أعلاه يفصح عن كتابة غاضبة و أتفهم مشاعرك و لكن الحقيقة يا عزيزي أن الله هو طاقة النور و كل ما تمسك به أخذ قبس من هذا النور. سيظل دائما شيء في الله يجذبني إليه سواء كان من كان يتكلم عنه، سواء كان هذا مسلم أو يهودي أو أي ملة. مادام يكلمني عن الخالق فسأظل مشدودًا للخالق و أتذكره دائما في كل طرقي.

نستوقف الست هالة فيما قالت:

اقتباس: و أضيف أن الدين حقن شريحة كبيرة من مجتمعاتنا بايدز حضاري أو مناعة ضد التحضر حتى في منافينا و مهاجرنا اذ نصر الحاحا على التقوقع في هذه الهوية المتعفنة

وما هو التحضر يا هالة؟ أهو أن ينكر الإنسان الله؟ باعتقادي التحضر يمكن أن نراه في مجتمع مثل حضارة الأندلس و التي أخرجت ابن رشد و كانت حضارة دينية مشائية ألوهية إسلامية رائعة جميلة. ما قلتيه من كلام مثل "متعفنة" و ما شابه فهو أيضا من قبيل الغضب و المطلوب أن نسمع للغاضب للنهاية إلى أن نتحاور حوار العقل للعقل. وصم الدين بالجهل أو بالعفانة هو خروج على آداب اللياقة في الحوار، مع احترامي لكما.

بقول إيه: ما توحدوا الله بقى؟ :lol:

اقتباس:ما كتبته هو توصيف جزئي لدور العقل الغيبي في المنطقة العربية،

عقل غيبي؟! دا كلام! العقل الغيبي حفظ لهذه الناس ميراثها و معاييرها فلا تتخبط. كثيرا جدا ما رأيت العربي اللا ديني يفسر الخروج من الدين و كأنه دعوة للإنفلات الأخلاقي و الإباحية. المصيبة أنه يأتي و يتباحى بمن نكح أو نكحت و كأن الأسرار الخصوصية مقصود لها أن تكون الغسيل الوسخ المنشور قدام الناس. لو الإسلام يحفظ للناس دي أخلاقها فالإسلام عظيم جدا جدا جدا. مادام يوفر لهم منظومة أدبية أخلاقية فهذا رائع و يحفظهم من التخبط. العقل الغيبي علم هؤلاء الناس أن الإيمان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك. دا كلام عظيم جدا. الدين هنا يغرس فيهم حس رقيق حساس للدقة في الضمير و عدم التفلت الأخلاقي. لا أقول أن كل اللا دينيين متفلتين و لكن كثير جدا من اللا دينيين العرب يأتون و يتباهون بخبراتهم الجنسية و بإباحيتهم بشكل مقزز جدا. لست ضد أن يفعل أي إنسان أي شيء يريد و لكن العفة جميلة و الخصوصية أجمل عندما يحتفظ الإنسان بحياته الجنسية بما فيها من أسرار لنفسه لا أن يتباهى بالانحلال.

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
وما هو التحضر يا هالة؟ أهو أن ينكر الإنسان الله؟

لا. التحضر هو إله يغضب على من لا يعبده، و لا يغفر إلا بسفك الدم و السادية.

جوهر الله في المسيحية هو الحب يا لوجيكال. جميع ما قرأت بخلاف ذلك هو تأويلات شخصية. بصراحة إذا الإيمان يا لوجيكال يجعل النفوس هادئة مستقرة جميلة فهذا رائع. أعرف أخت صديقة في الـ 24 من العمر وهي مسلمة و كلما سمعتها تتكلم عن الإيمان شعرت بضآلتي و زدت شوقا في معرفة الله. لتقل إذا ما شئت. العملية ليست بالجدل و الإيمان أصلا ليس للجدل و المماحكة و لكن كل واحد يحدد موقفه الشخصي.

اقتباس:  Logikal   كتب/كتبت  

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
وما هو التحضر يا هالة؟ أهو أن ينكر الإنسان الله؟

لا. التحضر هو إله يغضب على من لا يعبده، و لا يغفر إلا بسفك الدم و السادية.

:9:

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
 جوهر الله في المسيحية هو الحب يا لوجيكال. جميع ما قرأت بخلاف ذلك هو تأويلات شخصية

يعني رأيي انا عن المسيحية هو تأويلات شخصية، أما رأيك فهو "جوهر الله في المسيحية"؟

طيب يا صديقي انا ما جبتش حاجة من عندي. مصدر المسيحية هو نفسه الذي يقول ان اللـه قبِل ابنه "ذبيحة" لكي "لا يهلك كل من يؤمن به". اذن اللـه لم يكن ليغفر "الخطايا" بدون ذبيحة دم، و كل من لا يؤمن مصيره "الهلاك".

هل هذا هو مجرد "تأويلات" حضرتي الشخصية؟؟ لا أعتقد بل هذه هي المسيحية من مصدرها.

مثال اخر: اللـه حسب تأريخ المسيحية في مصدرها (الكتاب المقدس) قام بذبح جميع اطفال مصر البكور بسبب المشكلة بين اليهود و فرعون. جبت انا حاجة من عندي؟ ام انك ستقول لي ان هذا الكلام تأويل و كلام فارغ؟ طيب ماذا افعل انا؟ اذا كنت اكاد اقتبس الكتاب المقدس اقتباسا و انت تقول انها "تأويلات شخصية"...

طيب لنرى الان: إلهك يا ابراهيم ذبح جميع بكور مصر لأجل قساوة قلب فرعون، و قام بتقبل ذبح يسوع "كفارة" عن الخطايا و من لم يقبل بذلك مصيره الهلاك.

هذا هو جوهر "الحب" في المسيحية. انت تتهرب من هذه الحقائق التي يقرها و يرويها كتابك المقدس، و تستبدلها كلها بكلام وردي عن "جوهر الحب" و مش عارف ايه.