حديث غير رياضي عن المونديال
تدعونا متابعة كرة البطولة العالمية للكرة أن لا نتحدث إلا حولها, و خاصة إذا كانت البطولة مصحوبة بحملة إعلانية مهولة شعارها "العالم يتحدث كرة القدم", و تحول الإعلانات المصاحبة للمباريات رجال الأعمال و الأطفال و الصيادين و الزوجات الى لاعبي كرة قدم أو الى جمهور متحمس لا تتطيب له المشاهدة إلا و هو يلتهم رقائق "ليز" أو يكرع "الكوك", بإعتبارها المشروب الرسمي ,بكل صراحة معهم حق ,كرة القدم الآن حولنا و حوالينا, و أستغرب أن يخلو كلام بشار الأسد مع صحيفة الحياة من إشارة الى كرة القدم أو كأس العالم و هو الرجل الملتصق" بالواقع,ما عدا المقابله مع بشار الأسد كل شيء كرة قدم "أيطاليا, البرازيل ألمانيا و حتى أوكرانيا اصبح لها عشاق و مريدين رغم قبح المدرب بلوخين و هو بتقاطيعه الخشنه و منظره المنفر يشبه كثيرا عملاء "الكي جي بي" الأغبياء, الذي ينتصر عليهم جيمس بوند دائما في أفلامه.
شارك في البطولة العالمية إثنان و ثلاثون فريقا يشكل هذا الرقم 15.6 بالمائة من مجموع الدول الأعضاء في منظمة الفيفا البالغة 205, و هي نسبة عالية تجعل بعض المباريات مملا و غير جديرا بكأس العالم و يفضل أن يخفض الى 12 بالمائة مثلا, أو جعلها مماثلة لنسبة عدد أعضاء مجلس الأمن (15) الى عدد أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة (191),و تبلغ 7.8 بالمائة,و لكن تبدو هذه النسبة قليلة حتى لمجلس الأمن نفسه و هناك من يطالب بزيادة عدد أعضاءه , و هي مطالبه محقة في ظل عدم وجود نظام أكثر كفاءة و موضوعيه من نظام مجلس الأمن المعمول به حاليا و أجدني أوافق جون بولتون بإحتقاره للأمم المتحده و طريقة عملها,و إذا ما أنضمت الى مجلس الأمن كل من جنوب أفريقيا و مصر و اليابان و ألمانيا و البرازيل كأعضاء دائمين لا يملكون حق الفيتو ربما لتحسن الأداء قليلا بدخول أمم ذات أنماط تفكير مختلفه.و قد تتحسن علاقة مجلس الأمن بالبطولة العالمية لأن العلاقه الحاليه ليست على ما يرام فمن مجموع الدول الخمس ذات العضوية الأبديه هناك فريقان فقط تمكنا من الفوز بكأس العالم مرة واحدة فقط لكل منهما و كانت البطولة على أرضهما "فرنسا , إنكلترا", هناك دولتان لم تتمكنا من التأهل الى نهائيات البطولة الحالية "الصين , روسيا",أما الدولة الخامسة "أمريكا", ففريقها مترنح بالكاد يتأهل و لكن من الطريف أن أنجح بطولة عالمية أقيمت على أرضه.
تلعب المنتخبات الوطنية في كأس العالم , و هي ترتدي ألوان علم بلدانها في الغالب , و تشذ بعض المنتخبات عن القاعدة و منها الفريق الإيطالي الذي يصر على اللون الأزرق ذو الدرجة الغامقة رغم عدم وجود الزرقة إلا في عيون بعض لاعبيه و أشهرهم باجيو الذي سحر مادونا في بطولة عام 1990,أحب زي الفريق الإيطالي و درجة اللون الأزرق الأخاذه لقمصان لاعبيه . و كذلك قمصان المنتخب الهولندي البرتقالية الزاهية, تعجبني الريات الوطنيه البسيطة التي تؤدي وظيفتها النفسيه بدون تكلف و لا تصنع و بدون وجود آلات و أجهزة و أبنيه و كتابات و مزروعات , كالنجوم و الأقمار و الصلبان و الأشجار أو الشواكيش و المطارق, أفضل علما بلونين أو ثلاثة على الأكثر بدون وجود مثلثات أو اشكال هندسية غريبه, و أرشح علم كوريا كأسوأ علم, و لكن الطريف أنك إذا برمت علم إيران 90 درجة بعكس عقارب الساعة و أزلت الكتابة التي تتوسطه لحصلت على علم إيطاليا,و إذا أزلت الحيوان الرابض الذي يتوسط علم الباراغواي لحصلت على علم هولندا, أما علم سويسرا فهو بعكس علم منظمة الصليب الأحمر الدولية, و قد سمعت أن المنظمة المذكورة ستزيل الصليب الذي يتوسط علمها لتستعيض عنه بياقوته حمراء منعا للألتباس الديني , و لكن الأغبياء سيبقون على اسم منظمتهم "الصليب الأحمر".
لا بأس بعلم سورية لون أبيض يحيط به الأحمر و الأسود و تتوسطه نجمتان, و هذه النجوم كانت مثار أخذ و جذب , و أفضل كتحسين لصورة هذا العلم إزالة النجوم نهائيا و تبديل وضعية الألوان من الأفقي الى العمودي . الوضع العمودي يوحي بأن الألوان "منتصبة", أما و ضعها الأفقي فيوحي بأنها "مضطجعة", و الأنتصاب حالة إستنفاريه مثيره للحماس كوضعية ألوان العلم الألماني,و لكن ربما لا تشارك سورية في بطولة العالم في القريب العاجل و لا حتى الآجل فلا داعي للتفكير بالعلم بشكل جدي, و لكن هذا العلم رفع في مناسبتين رياضيتين غاليتين و هما الأولمبياد و بطولة العالم لألعاب القوى بفضل "البطلة" غادة شعاع لها مني ألف قبلة لأنها كانت صناعة محلية خاصة , و الملاحظ أن هذا الكنز الوطني الثمين أختفى فجأة وسط صمت إعلاني مطبق,و لم يتكرر حتى الآن.
هناك المزيد فقد يتبع....
|